الوحدة الوطنية والإسلامية

قيم هذا المقال
(0 صوت)
الوحدة الوطنية والإسلامية

 إن زرع الفتن وبث الفرقة هما من سياسات العدو الثابتة والمستمرة. ولقد اعتمد إمامنا الجليل منذ البداية على الوحدة الوطنية وتوحيد الصفوف بين أبناء الشعب بشكل لا نظير له. وهذا بحد ذاته هو أحد الخطوط والمبادئ. فما علينا اليوم إلا اتباع هذا النهج وهذا الخط.

أنتم تلاحظون اليوم أن قضية إثارة الفرقة في العالم الإسلامي هي إحدى سياسات الاستكبار الرئيسية. لقد بلغ الأمر بالأمريكيين حالياً إلى التصريح بوضوح واستخدام عبارات التشيع والتسنن والتحدث عن الإسلام الشيعي والإسلام السني، والكلام أنهم يدعمون طرفاً، ويهاجمون الطرف الآخر. في حين أن الجمهورية الإسلامية في إيران كانت، ومنذ اليوم الأول لانطلاق الثورة، تحمل رؤية وحدوية ونظرة مساواة في مجال الفروقات الطائفية.

فلقد تعاملنا مع إخواننا الفلسطينيين وهم سنّة بمثل ما تعاملنا مع الإخوة في حزب الله في لبنان وهم شيعة، وكان تعاملنا واحداً في كل مكان، لقد كانت نظرة إمامنا العظيم في داخل البلد وفي العالم الإسلامي وكذلك نظرة الجمهورية الإسلامية هي نظرة بناء أمة، ونظرة تستوعب الأمة الإسلامية.

وعندما يقوم عملاء أمريكا من الدرجة الثانية بطرح قضية الهلال الشيعي، فذلك مظهر وعلامة لسياسة بث الشقاق والفتنة. وحينما يقوم الأمريكيون – على رغم إعلامهم المدعي محاربة الارهاب – بمسايرة الجماعات التكفيرية التي تثير الفتن في العراق وسورية، بل وأحيانا يساعدونها بصورة سرية خفية، فيما عملاؤهم يدعمونها بشكل صريح وواضح، فهذا يدل على أن زرع الفتنة والتفرقة بنظر أعداء الإسلام والمسلمين وأعداء الجمهورية الإسلامية له دور بارز وأساسي جداً، وهذا ما يجب على الجميع الالتفات إليه شيعة وسنة، فلا يسقطوا في فخ العدو وألاعيبه.

لا يوجد فرق بين ذلك التسنن الذي تدعمه أمريكا وذلك التشيع الذي يصدر إلى العالم من مركز لندن، فكلاهما شقيقا الشيطان وكلاهما من عملاء أمريكا والغرب والاستكبار[1].

ونحن لا نبني بنياننا مع الأعداء والمستكبرين على أساس المصالحة والمساومة، ومع الإخوان المسلمين على أساس العداوة والخصومة، بل نفتح معهم باب الصداقة والرفاقة والأخوة، لأننا نعتقد بضرورة أن يكون الناس (أشداء على الكفار رحماء بينهم)[2]، فإن هذا هو الدرس الذي نقتبسه من إمامنا الجليل، وهو النهج المؤكد للجمهورية الإسلامية. إذ إننا في دعم المظلوم لا ولم ننظر إلى مذهب الطرف الآخر، وهذا هو نهج إمامنا العظيم، حيث تعامل مع المقاومة الشيعية في لبنان كما تعامل مع المقومة السنية في فلسطين دون أي فارق.

إن القضية بالنسبة لنا هي الدفاع عن الهوية الإسلامية ومناصرة المظلوم ودعم القضية الفلسطينية التي تقف اليوم على رأس قضايا المنطقة الإسلامية. هذه هي قضيتنا الرئيسة. ولا يوجد فرق في عدائنا أيضاً، فقد حارب الإمام الخميني العظيم محمد رضا بهلوي الذي كان شيعياً في ظاهره كما حارب صدام حسين الذي كان سنياً بحسب الظاهر، وبالطبع لا ذاك كان شيعياً ولا هذا كان سنياً، بل كانا كلاهما أحنبيين عن الإسلام، غير أن هذا يتظاهر بالتسنن وذاك يتظاهر بالتشيع، وقد واجههما الإمام على حد سواء.

فالقضية ليست قضية شيعية وسنية وقضية طائفية وما إلى ذلك، وإنما هي قضية الأسس الإسلامية (كونوا للظالم خصماً وللمظلوم عوناً). هذا هو دستور الإسلام، وهذا هو سبيلنا ونهجنا[3].
 
* المصدر: وديعة الله – شذرات من كلام الإمام الخامنئي (دام ظله) حول شخصية ونهج الإمام الخميني (قدسره) – بتصرّف يسير

[1]  المناسبة: الذكرى السنوية السادسة والعشرون لرحيل الامام قدسره، الزمان: 4 حزيران 2015م.
[2]  سورة الفتح، الآية 29.
[3]  المناسبة: لقاء أعضاء المجمع العالمي لأهل البيت (ع) واتحاد الاذاعات والقنوات المرئية الإسلامية، الزمان: 17 آب 2015 م.

قراءة 1319 مرة