البنية الأساسية للإصلاحات الاجتماعية

قيم هذا المقال
(0 صوت)
البنية الأساسية للإصلاحات الاجتماعية

تشتمل الإصلاحات على جزءين أساسيين وهامّين: الفردي والاجتماعي، ويساعد الإصلاح في كل جزء منهما في تحقق الاصلاح في الجزء الآخر. وتعتبر التقوى والتزكية الأرضية المناسبة للاصلاحات الاجتماعية، والاصلاحات الاجتماعية هي الأرضية المناسبة لنمو الفضائل الأخلاقية.

لا يمكن أن تتحقق الاصلاحات الاجتماعية من دون تربية للنفس والفرد، وتفتح الاصلاحات الاجتماعية الطريق العام أمام التديّن ونمو الفضائل الأخلاقية.
 
أهمية الاصلاحات الأخلاقية
تتألف أرضية الاصلاح الاجتماعي من إصلاح الأفكار والاعتقادات واصلاح المثل والأهداف والتوجهات، وإصلاح المعنويات، واصلاح العادات والسلوكيات، واصلاح اللسان والقلم. وتعتبر التربية الأخلاقية مقدَّمة على أي محاولة للاصلاح الاجتماعي، لا بل تعتبر التقوى والتزكية مقدمة على عملية تنظيم الاصلاحات القومية والوطنية.

ينقل الشيخ الكليني (رحمه الله) عن الإمام الصادق(ع) قوله: «من صدق لسانه زكى عمله»[1] ونقرأ في غرر الحكم الحديث التالي: «الصدق صلاح كل شي‏ء والكذب فساد كل شي‏ء»[2].

لا يمكن أن تتحقق الاصلاحات الحقيقية من خلال توسيع الشبكات الخبرية ووكالات الأنباء وزيادة عناوين الصحف والمجلات. جاء عن الإمام باقر العلوم (ع) قوله: «تعلموا الصدق قبل الحديث»[3].

ولذلك وقبل التخطيط لتوسيع الاعلام وتقديم الإمكانات الخبرية ووضع الميزانيات يجب العمل على التربية الأخلاقية ونشر المعنويات والصدق...

لا يمكن أن تتحقق الاصلاحات الاجتماعية بواسطة الكذب والخداع... وكلما ازداد حجم ومقدار مراكز إنتاج وتوزيع الكذب ازداد غبار الجهل وعدم العلم وأصبحت الحياة أكثر اضطراباً، عندها تظلم العدالة والحرية والمعرفة. لا بل يمكن القول ان البشر اليوم هم ضحايا وسائل اعلام الاستكبار الذين يضيقون الخناق بحجة الاعلام.

الصدق هو الاساس الأول للعدالة، ويظهر عدم العدالة دائماً في هالة من الجهل والكذب. ومن هنا كان ادعاء الاصلاح من قبل غير الصادقين مجرد نفاق لا أكثر.

الصدق عبارة عن أمانة تتعلق بحقوق البشر والكذب ليس إلا جريمة بحقهم. إن الذين يخونون الناس بأقوالهم فلن يتعاملوا معهم بصدق في سلوكياتهم. وهنا نتذكر قول الإمام أمير المؤمنين(ع): «الصدق أمانة والكذب خيانة»[4].
 
محمود مهدي بور

[1] الكافي، ج‏2، ص‏104، ح‏3.
[2] غرر الحكم، الحديث 1119.
[3] الكافي، ج‏2، ص‏104، ح‏4.
[4] ميزان الحكمة، ح‏10175.

قراءة 1523 مرة