الملمح الاول: التوبة الى الله
يوم عيد الفطر ليس يوم لهو وليس يوم غناء وليس يوم تصابٍ.. يوم عيد الفطر يوم التوبة.
مر علينا شهر رمضان وقد أُمرنا فيه بالصيام والقيام، وأمرنا فيه بالبعد عن الذنوب والتجرد من الرذائل والمعاصي، ولكن هناك منا من سار على الطريق سيراً دقيقاً وهناك منا من أصابته غفلة أو نسيان فأخطأ يوماً أو أذنب يوماً أو عصى يوماً، وهناك منا من تعمد المعصية أو تعمد الذنب والرذيلة. كل من تعمد أو غفل، ومن صدر عنه الذنب عن عمد أو غلبةٍ لشهوة النفس، الجميع يحتاج الى التوبة.
كان بإمكاننا أن نتوب في شهر رمضان وأن نستغل الفرصة بالتوبة، ولكن إذا لم نتب فالفرصة ما زالت موجودة، الفرصة هي يوم العيد يوم عيد شوال يوم عيد رمضان هو يوم إعلان التوبة وتدارك ما مضى عوضا عما مضى لعلك تفوز برضا الله في هذا اليوم.
اليوم رحمات توزع على العباد، اليوم رشحات من رحمة الله تغمر العباد فبادر الى إستمطار تلك الرشحات وإستمطار تلك الرحمات بإعلان التوبة ﴿تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحًا عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُكَفِّرَ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ﴾.
الملمح الثاني: صلة صاحب العصر والزمان
يوم عيد الفطر هو يومه، يوم عيد الجمعة هو يومه، يوم عاشوراء هو يومه، مناسباتنا التي تمر علينا هو يوم تجديد البيعة لإمامنا ولي أمرنا صاحب العصر والزمان عجل الله تعالى فرجه، هذا اليوم يوم تجديد البيعة له يوم الإعلان والإرتباط والصلة به.
إذن نحن نحتاج هذا اليوم إلى أن نظهر هذه البيعة الى أن نظهر هذه الصلة بإمامنا وولي أمرنا وقائد مسيرتنا الإمام المنتظر «عج» الشريف.
إظهار الصلة: إما بأن نتصدق عنه في هذا اليوم، وإما بأن نصلي ركعتين له وإما بأن نزور الحسين جده نيابة عنه.
المهم أن يصدر من كل واحد منا عمل هذا اليوم يربطه بقائده بإمامه المهدي المنتظر ليكون ذلك إبرازاً للصلة وإبرازاً للإرتباط بإمامنا وولي أمرنا علنا نحظى بعنايته الربانية.
نسأل الله تبارك وتعالى ان يجعلنا من المرضيين عنده ومن أنصاره وأعوانه.
الملمح الثالث: إدخال السرور على أهل القبور
يوم العيد ليس يوم فرح للأحياء فقط بل يوم فرح للأموات. أنت تريد أن تَفرح هذا اليوم وتُفرح أطفالك وعيالك أيضاً. عليك أن تُفرح أسلافك الموتى في هذا اليوم، أنت تقرأ في أدعية شهر رمضان المبارك ”اللهم أدخل على اهل القبور السرور“ كل يوم من أيام شهر رمضان تقرأ هذه الجملة، ماهو السرور الذي يدخل على أهل القبور؟ قراءة القرآن، قراءة الدعاء، صلاة النافلة، الصدقة، كل ماتستطيع فعله تهديه لصاحب القبر يُدخل السرور عليه.
ومن أعظم مظاهر السرور في يوم العيد الذي يدخل على صاحب القبر زيارة قبره أو قراءة القرآن وإهدائه له أو الصدقة عنه هذا اليوم، حاول أن تسر أسلافك وأعزائك في هذا اليوم حتى يتذكروك وهم في جوار الله تبارك وتعالى ويقولون مازال فلان باراً بنا واصلاً إلينا ”اذا مات ابن آدم إنقطع عمله إلا من ثلاث صدقة جارية، وسُنة يهتدي بها، وولد صالح يدعو له“.
الملمح الرابع: إدخال الفرحة على الأطفال
يسرك يوم العيد أن ترى أطفالك الصغار فرحين مسرورين بهدايا يوم العيد، يسر قلبك ويُقر عينك أن ترى أطفالك وأطفال جيرانك وأطفال أقربائك مسرورين محبورين في يوم العيد هذا. سرورك وإدخال السرور على الاطفال أمرٌ مستحب في كل يوم فضلاً عن يوم العيد، ولكن لا تنسى أن هناك أطفالا في العراق وغيرها لايصل اليهم شئ.
هناك أطفالا يعيشون اليُتم، يعيشون الفقر، يعيشون المأساة، يعيشون الحُزن، يعيشون الكمد، إذن فليكن يوم العيد مُنبهاً على أوضاع المسلمين، كما ورد عن النبي محمد ”ليس منا من لم يهتم بأمور المسلمين“، ”ليس منا من بات شبعانا وجاره جائع“ أطفال المسلمين في هذا اليوم في فلسطين في العراق وسوريا في أماكن كثيرة أطفال المسلمين يعيشون مأساة اليتم الفقر الحزن الكمد فليكن يوم العيد يوما منبهاً ومذكراً لك على أن هذه الفرحة التي دخلت على قلوب أطفالك حُرم منها كثير من أطفال المسلمين وهذا المُنبه والمُذكر يقودك إلى بذل العون ويقودك إلى بذل التراحم والتعاطف مع أوضاع المسلمين وأطفال المسلمين في كل مكان.
موقع سماحة العلامة السيد منير الخباز – مع تصرّف يسير