الزيدية - الانتشار ومواقع النفوذ

قيم هذا المقال
(0 صوت)

ـ انتشرت الزيدية في العراق، وبالأخص، في مدينة البصرة موطن الفرق الإسلامية.

ـ تمكنوا من تأسيس دولة في اليمن، قادها أئمة كلهم من أبناء القاسم، إلى أن أقصيت الزيدية عن الحكم في اليمن، بحلول الجمهورية في سنة 1382 هـ.

و امتدّ نفوذهم إلى جرجان، والديلم وفي سنة 250 هـ أسسوا في طبرستان دولة على منهج زيد الثائر وكان أئمتها بين داع وإمام حتى سنة 360 هـ. 6 ـ وفي سنة 172 هـ استطاع إدريس بن عبد الله بن الحسن المثنى أن يبثّ دعوته في المغرب، ويۆسس دولة الادارسة، وضرب السكة باسمهم، واستمر حكمهم حتى سنة 323 هـ.

أحداث ووقائع :

ـ دخل زيد على هشام بن عبد الملك وقد احتشد المجلس بأهل الشام فقال هشام : ما يصنع أخوك البقرة ؟

فغضب زيد حتى كاد يخرج من أهابه وقال : سمّاه رسول الله الباقر وأنت تسميه البقرة ؟! لشدّ ما اختلفتما، لتخالفه في الآخرة، كما خالفته في الدنيا، فيرد الجنة وترد النار، فانقطع هشام عن الجواب، وبان عليه العجز، ولم يستطع دون أن صاح لغلمانه : اخرجوا هذا الأحمق المائق، فأخذ الغلمان بيده فأقاموه.

ـ عن خالد بن صفوان قال سمعت زيد بن علي يقول : ( أيها الناس عليكم بالجهاد، فإنّه قوام الدين، وعمود الإسلام، ومنار الإيمان، واعلموا أنّه ما ترك قوم الجهاد قط إلاّ حقروا وذلوا، ثُمّ قرأ الفاتحة إلى قوله (الصراط المستقيم) وقال الصراط المستقيم هو دين الله وسنامه، وقوامه الجهاد، ثُمّ ذكر ما نزل من القرآن في فضل الجهاد من أول القرآن إلى أخره ).

من ذاكرة التاريخ :

ـ ومن روائع ما نقل التأريخ ما جاء في رسالة زيد بن علي الشهيد (رضوان الله تعالى عليه) إلى علماء الأمّة قبيل خروجه نذكر قبساً منها : ( ... يا علماء السوء، انتم أعظم الخلق مصيبة، وأشدّهم عقوبة، إن كنتم تعقلون ذلك بأنّ الله قد احتجّ عليكم بما استحفظكم إذ جعل الأمور ترد إليكم، وتصدر عنكم. الأحكام من قبلكم تلتمس، والسنن من جهتكم تختبر. يقول المتبعون لكم انتم حجتنا، بيننا وبين ربنا وبأي منزلة نزلتم من العباد هذه المنزلة. فو الذي نفس (زيد بن علي) بيده لو بينتم للناس ما تعلمون، ودعوتموهم إلى الحقّ الذي تعرفون لتضعضع بنيان الجبارين، ولتهدم أساس الظالمين، ولكنكم اشتريتم بآيات الله ثمناً قليلاً، و أدهنتم في دينه، وفارقتم كتابه ).

ـ لما قتل زيد بن علي (رضوان الله تعالى عليه) خرج ابنه يحيى حتى نزل المدائن، فبعث يوسف بن عمر في طلبه، فخرج إلى الري ثُمّ إلى نيشابور من خراسان، فسألوه المقام بها فقال : بلدة لم ترفع فيها لعلي (عليه السّلام) راية لا حاجة لي في المقام بها. ثُمّ خرج إلى سرخس وأقام بها عند يزيد بن عمر التميمي ستة أشهر، حتى مضى هشام بن عبد الملك لسبيله، وولي بعده الوليد بن يزيد، فكتب إلى نصر بن سيّار في طلبه فأخذ ببلخ، وقيده وحبسه، فقال عبد الله بن معاوية، بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب (رضوان الله تعالى عليه) لما بلغه ذلك :

أليس بعـين الله ما يفعلونه * عشية يحيى موثق بالسلاسل

كلاب عوت لا قدّس الله سرّها * فجئن بصيد لا يحلّ لآكــلِ

وكتب نصر بن سيّار إلى يوسف بن عمر يخبره بحبسه، وكتب يوسف إلى الوليد، فكتب إليه بأن يحذّره الفتنة، ويخلي سبيله، فخلى سبيله، وأعطاه الفي درهم، وبغلين، فخرج حتى نزل الجوزجان، فلحق به قوم من أهلها، ومن الطالقان زهاء خمسمائة رجل، وبعث إليه نصر بن سيّار سالم بن أحوز فاقتتلوا اشدّ قتال ثلاثة أيام، حتى قتل جميع أصحاب يحيى، وبقي وحده فقتل عصر يوم الجمعة سنة 125 هـ وله ثماني عشرة سنة وبعث برأسه إلى الوليد إلى المدينة فوضع في حجر أمه ريطة، فنظرت إليه وقالت (شردتموه عني طويلاً، وأهديتموه إلي قتيلاً، صلوات الله عليه، وعلى آبائه بكرة وأصيلا).

قراءة 3379 مرة