في كل مجلس وزيارة نكرر القول للامام الحسين عليه السلام: "يا ليتنا كنا معكم فنفوز فوزاً عظيماً" وفي زيارتنا لأصحابه نقول: "طبتم وطابت الأرض التي فيها دفنتم وفزتم والله فوزا عظيما يا ليتني كنت معكم فأفوز معكم في الجنان مع الشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا"([1]).
كيف نكون مع الحسين عليه السلام لنفوز؟
يكون ذلك من خلال:
أ- الجهاد والتواجد في ساحات الجهاد بكل أقسامه (العسكري - السياسي) وعدم التهرب من تحمل المسؤوليات ومن المشاركة فيما يقتضيه العمل السياسي والجهادي..
ب- الاستجابة لندائه: "هل من ذابٍ يذبُ عن حرم رسول الله؟ هل من موحدٍ يخاف الله فينا؟ هل من مغيثٍ يرجو الله بإغاثتنا ؟"([2]) .
ج- تحقيق أهدافه (الإصلاح): "وإني لم أخرج أشراً ولا بطراً ولا مفسداً ولا ظالماً، وإنما خرجتُ لطلب الإصلاح في أمة جدي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأبي علي بن أبي طالب عليه السلام، أريد أن آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر([3]).
والإصلاح له مصداقان:
1- عام (إصلاح المجتمع) عبر القيام بواجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر: "أريد أن آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر"، التي هي وصية الحسين عليه السلام لأخيه محمد بن الحنفية قبيل خروجه من مكة.
لماذا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؟ يجيب عن ذلك الإمام (عليه السلام) في بقية كلامه: "ألا ترون أن الحق لا يعمل به! وأن الباطل لا يتناهى عنه! ليرغب المؤمن في لقاء الله، وإني لا أرى الموت إلا سعادة! والحياة مع الظالمين إلا برما!([4]).
2- خاص (إصلاح النفس)
أ- ترك وهجر الفساد.
ب- العزم على التوبة.
ج- العمل على تربية النفس وتهذيبها.
د- الاستعداد للتضحيات.
انطلاقاً مما سبق، ومع مجيء موسم محرم وعاشوراء علينا اغتنام الفرص:
- لكون الحسين عليه السلام دعانا الى مجالسه لنسمع سيرته وكلماته فهذه فرصة.
- فهل نحن جادون بقولنا "يا ليتنا كنا معكم" و"لبيك يا حسين".
- لقد أحسنا بمجيئنا الى مأتم الحسين عليه السلام لكن لنكمل هذا العمل ونتمه بالبدء بعملية تغيير أنفسنا.
﴿إِنَّ اللهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَإِذَا أَرَادَ اللهُ بِقَوْمٍ سُوءاً فَلاَ مَرَدَّ لَهُ وَمَا لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَالٍ﴾([5]) .
بلاغ عاشوراء - بتصرّف، معهد سيد الشهداء عليه السلام للمنبر الحسيني
([1]) إقبال الأعمال، ص335 - زيارة عرفة
([2]) رحلة الشهادة ص153
([3]) وصية الحسين عليه السلام لأخيه محمد بن الحنفية قبيل خروجه من مكة
([4]) من خطبته الأولى مع أصحابه
([5]) الرعد،