إنّ الإمام زين العابدين(عليه السلام) هو من فرع تلك الشجرة الطاهرة، ومن سلالة الأنبياء والأوصياء، وهنا يشير الإمام(عليه السلام) إلى أهمّ المعالم الإسلامية التي هي: «مكّة ومنى ومروة والصفا»، وهذه هي المقدّسات للمسلمين، ولمّا عبّر عن كونه ابنها، فهو يريد أن يُشير إلى أنّه المصداق الأكمل لها، فهي معالم صامتة، والإمام حجّة الله الناطق، كما أنّ القرآن الكتاب الصامت، والإمام هو الكتاب الناطق.
فأشار الإمام(عليه السلام) بعباراته هذه، وفي جمعٍ من الناس الذين كانوا يتصوّرون أنّهم خوارج، فبيّن أنّه هو الأصل لهذه المعالم التي يقدّسها المسلمون، ليعرّف شخصه لهم ومَن هو، وبذلك فاق أهل الشام من غفلتهم، وعرفوا أنّهم ليسوا بخوارج(۱).
__________________