قال مسؤولون أمنيون أمريكيون وأوروبيون إن أسلحة خفيفة تتدفق من الولايات المتحدة لجماعات "معتدلة" من مقاتلي المعارضة السورية في جنوب البلاد كما وافق الكونجرس على عمليات تمويل على مدى اشهر لارسال مزيد من شحنات الاسلحة.
يأتي ذلك في وقت أشارت تقارير صحافية إلى أن السفير الأميركي روبرت فورد تمكن أخيراً من إقناع مجموعات «الجبهة الإسلامية»، و«جيش المجاهدين»، و«أجناد الشام» بالمشاركة في مفاوضات "جنيف2"، وأن هذه المجموعات التي تضم أكثر من 90 ألف مقاتل، وافقت مشترطة ألا تكون تحت مظلة «الائتلاف»، وأن الإدارة الأميركية وافقت لقاء ذلك على استئناف تقديم «المساعدات غير الفتاكة»، بعد أن أوقفتها قبل شهر، اثر هجوم «الجبهة الإسلامية» على «هيئة الأركان» في باب الهوى، واستيلائها على مستودعات الأسلحة. وأكد مصدر لصحيفة "السفير" اللبنانية أن هذه المساعدات قد استؤنفت بالفعل.
وذكرت وكالة رويترز أن هذه الأسلحة التي ترسل معظمها عبر الاردن تتضمن مجموعة مختلفة من الاسلحة الخفيفة بالاضافة الى بعض الاسلحة الاقوى مثل الصواريخ المضادة للدبابات.
وقال المسؤولون الأمنيون ان هذه الشحنات لا تشمل اسلحة مثل صواريخ ارض جو التي تطلق من على الكتف والتي يمكن ان تسقط طائرات عسكرية او مدنية.
وأوضح مسؤولان ان شحنات الاسلحة تلك وافق الكونجرس الامريكي على تمويلها خلال تصويت في جلسات مغلقة خلال نهاية السنة المالية الحكومية 2014 التي تنتهي في 30 سبتمبر/ ايلول القادم.
ويتناقض هذا التدفق الثابت على ما يبدو للاسلحة مع الوضع الذي كان سائدا الصيف الماضي عندما توقفت مساعدات الاسلحة الامريكية لمقاتلي المعارضة السورية لفترة بسبب تحفظات بالكونجرس.
وأوقفت لجان الكونجرس شحنات الاسلحة لاشهر بسبب الخوف من الا تثبت الاسلحة الامريكية انها حاسمة في جهود مقاتلي المعارضة لاسقاط الرئيس السوري بشار الاسد وحكومته ومن ثم تسقط في نهاية الامر في يد متشددين اسلاميين.
وقال مسؤول امريكي على صلة بالتطورات الجديدة ان مسؤولي الامن القومي وأعضاء الكونجرس أصبحوا أكثر ثقة في ان الاسلحة المتجهة الى جنوب سوريا ستصل وستظل في ايدي المعارضين المعتدلين ولن تصل الى فصائل جهادية متشددة.
وذكر مصدران مطلعان ان الكونجرس وافق على تمويل الاسلحة المرسلة الى المعارضين السوريين من خلال أجزاء سرية في تشريع المخصصات الدفاعية.
ويقر مسؤولون امريكيون يؤيدون تقديم اسلحة للمعارضة السورية ان هذا لم يزد بشكل كبير التوقعات الامريكية بتحقيق نصر للقوات المناهضة للاسد سواء كانوا من المعتدلين او المتشددين.
وقال بروس ريدل وهو محلل سابق في وكالة المخابرات المركزية (سي.اي.ايه) كما انه يعمل احيانا مستشارا للسياسة الخارجية للرئيس باراك أوباما "الحرب السورية تقف في مأزق. المعارضون ينقصهم التنظيم والاسلحة لالحاق الهزيمة بالاسد والنظام ليس لديه القوة البشرية المؤيدة لقمع التمرد".
وقال مسؤولون أمريكيون وأوروبيون ان المعارضين "المعتدلين" عززوا مؤخرا مواقعهم في جنوب سوريا حيث يطردون عناصر لها صلة بالقاعدة. ومازالت الفصائل المتشددة مهيمنة في الشمال والشرق.
ورفضت متحدثة باسم البيت الابيض التعليق بينما لم ترد الاجهزة الامريكية الاخرى على طلب التعليق.