أخيراً عادت آيات الأخرس... بالأحرى عاد جثمان الشهيدة من مقابر الأرقام الإسرائيلية، لتدفن كما يليق بالشهداء قرب بيت لحم. أعد قبرها منذ عمليتها الاستشهادية قبل 12 عاماً.
الصبر كان عكاز انتظار والديها الطويل، واليوم اذ يعود إليهما جثمانها، تكاد تخونهما الكلمات.
تقول والدتها "عندي شعور أم.. فش (لا يوجد) قانون بالعالم بيرضى باللي عملته اسرائيل". أما والدها فيقول قبل أن تخنقه الدمعة "آيات أقرب لحضني اليوم من أي وقت تاني" مضيفاً "عيد وفرحة انو ترجع لنا ايات صار فينا نزورها بالليل أو النهار".
ابنة مخيم الدهيشة قرب مدينة بيت لحم، كانت في الثامنة عشر حين نفذت عمليتها الاستشهادية عام 2002 في مركز تجاري في القدس. ولولا قرار المحكمة الإسرائيلية العليا لظلت رقماً في مقبرة غريبة، تقر اسرائيل بوجود أربع منها يتحول فيها الشهداء أرقاماً تختصر هوياتهم.
آيات كانت واحدة من بين نحو 300 شهيدـ أسير في تلك المقابر. وسلّم جثمانها مع عدد من جثامين شهداء آخرين كانت إسرائيل تحتفظ بهم في مقابر الأرقام. وقد شيّعت فلسطين الإثنين الاستشهادية آيات الأخرس من مخيم الدهيشة والشهيد داوود بوصوي من قرية أرطاس إلى مثواهما الأخير في مدفن الدهيشة. ليرقدا في قبرين يحملان هذه المرة اسميهما تسبقهما عبارة شهيدة وشهيد.