شكلت الأزمة السورية عنواناً رئيسياً في القمة الرئاسية الأميركية الفرنسية في واشنطن. وفيما انعكس القلق الأميركي من ازدياد التطرف في سوريا في مواقف أوباما أمام ضيفه الفرنسي، مؤكداً أن الأزمةَ السورية تحتل سلّم أولويات الأمن القومي لبلاده ومحذراً من ازدياد نفوذ المتشددين في سوريا، برز تحذير مدير الاستخبارات الأميركية جيمس كلابر من "أن الحرب السورية كارثة تنذر بشر مستطير".
كلابر وخلال جلسة لمجلس الشيوخ كرّر ما سبق أن كشفه سابقاً بأن هناك 7500 مقاتل أجنبي من خمسين دولة موجودون في سوريا، ومن بين المقاتلين "مجموعة من تنظيم القاعدة وتحديداً جبهة النصرة لديها طموح بتنفيذ هجمات في أوروبا إن لم يكن في الولايات المتحدة ذاتها" وفقاً لكلابر.
مواقف مدير الاستخبارات الأميركية هذه جاءت في وقت بدأ فيه تنامي القلق الأوروبي من ظاهرة عودة المقاتلين المتشددين في سوريا.
وأفادت أنباء إعلامية عن اجتماع هو الأول من نوعه عقدته دائرة مكافحة الإرهاب في الاتحاد الأوروبي لضباط أمن أوروبيين، مع نظرائهم في لبنان والأردن والعراق وتركيا، بالإضافة إلى العديد من الدول المعنية بالقضية بما فيها دول المغرب العربي.
ونقلت صحيفة "السفير" اللبنانية عن مصدر في دائرة مكافحة الارهاب الأوروبية قوله إن لقاء "الخبراء الأمنيين" يشكل الخطوة الأولى لإنشاء منصة تعاون دائمة مع الدول المعنية بما يعرف بظاهرة "الجهاديين" الأجانب.
القلق من تنامي هذه الظاهرة حضر ايضا في لقاء وزيري الخارجية التركي داوود اوغلو ونظيره التونسي منجي الحامدي في تونس العاصمة. وقد أعلن الوزير التركي استعداد بلاده للتعاون استخباراتياً مع تونس بشأن ملف المقاتلين التونسيين في سوريا، الذين يدخلون هذا البلد عبر تركيا. أوغلو أضاف "إن تركيا جاهزة لتقديم التعاون ليس فقط للحكومة التونسية بل لجميع الحكومات" في دول أخرى يقاتل مواطنوها في سوريا.