حذّر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف مجلس الأمن الدولي من تنامي الإرهاب في سوريا ودعا لإدانته كظاهرة بدلا من التنديد بعمليات إرهابية منفردة.
وفي مؤتمر صحفي مشترك عقد الثلاثاء مع نظيره الجزائري رمضان العمامرة مجلس في موسكو أشار لافروف إن "مجلس الأمن لا يدين للأسف كافة الأعمال الإرهابية في سوريا"، وقال إن "المسؤولين الغربيين في هذا الخصوص، يؤكدون أن الإرهاب جريمة لا يمكن تبريرها، لكنهم يصروّن في الوقت نفسه على أنهم لا يستطيعون فعل شيء في ظل بقاء الأسد في السلطة".
واعتبر الوزير الروسي "أن هذا الموقف ما هو إلا تبرير للإرهاب. مؤكداً أن شركاء روسيا في مجلس الأمن طلبوا منها التعاون في وضع قرار دولي حول الوضع الإنساني في سوريا. لكنه شدد على أن الأفكار التي طرحت في هذا السياق أحادية ومعزولة عن الواقع وهي لا تأخذ بعين الاعتبار تقييم منظمات الإغاثة للوضع في سوريا. وتابع أن مشروع القرار هذا يحمّل الحكومة كامل المسؤولية عن تدهور الوضع الإنساني في سورية، على الرغم من تأكيدات الجهات الدولية على أن المسلحين هم من يسببّون معظم المشاكل التي تعرقل إيصال المساعدات الإنسانية.
وفيما اعتبر "أن الأزمة الإنسانية قضية خطيرة للغاية ويجب حلّها بمراعاة مبادئ القانون الإنساني الدولي"، أكد في الوقت نفسه على أن موسكو ستكون مستعدة للنظر في مشروع قرار جديد بشأن سورية، بشرط أن يتناسب نصّه مع معايير القانون الإنساني الدولي.
وتابع قائلا: "إذا كان شركاؤنا واثقين من ضرورة تبني قرار جدي، وإذا كانوا مهتمين ليس بإحباط عملية جنيف وليس بتوجيه اتهامات أحادية الى النظام، فنحن سنكون مستعدين للنظر في مثل هذا النص"، لكنه أشار إلى أن نص القرار، في هذا الحال، لن يختلف كثيرا عن البيان الصادر عن مجلس الأمن في 2 تشرين الأول/ اكتوبر عام 2013.
وشدد المسؤول الروسي على أن تحسين الوضع الإنساني في سورية يتطلب عملا دؤوبا مع الحكومة والمعارضة على حد سواء من أجل رفع الحصار عن البلدات الأخرى التي يسيطر عليها المسلحون، ولإجراء عمليات إنسانية على غرار تلك التي تجري حاليا في حمص القديمة. وأضاف: "لكن شركاءنا لا يبدون حماسا في هذه المسألة لسبب ما، بل يرون أن المخرج يكمن في تبني قرار جديد، بدلا من البحث عن حل عملي لقضايا الوضع الإنساني".
وإذ أشار الى أن مقاتلي المعارضة سبق أن عرقلوا إيصال المساعدات الإنسانية الى حمص والى مخيم اليرموك، مؤكداً أن تدفق المساعدات مستمر على الرغم من جميع الاستفزازات.
وأعرب لافروف عن أمله بأن تكون الجولة الثانية من مفاوضات جنيف-2 مفيدة، مشيرا إلى أنها يجب أن تساهم في وضع حد لنشاط الإرهابيين وحل القضايا الإنسانية.
ولفت لافروف إلى أن الأمريكيين "لم يظهروا في البداية حماساً بشأن تطبيق بيان جنيف لأن النظام كان يتراجع ميدانياً، بينما النظام السوري ما زال مستعدا لتنفيذ بيان جنيف بأكمله على الرغم من تحقيقه نجاحات ميدانية".
وكان لافروف قد صرّح في مستهل محادثاته مع العمامرة أن لقاءهما يمثل فرصة جيدة لبحث مجمل العلاقات بين البلدين ومقارباتهما من مختلف القضايا الدولية.
بدوره، أشار الوزير الجزائري إلى أن الاتصالات بين وزارتي الخارجية الجزائرية والروسية تجري بانتظام. وذكّر لافروف في هذا الخصوص أن هذا اللقاء هو الثالث له مع العمامرة منذ تولي الأخير منصب وزير الخارجية في الجزائر. وتابع أن اللقاءين السابقين اللذين عقدا خلال افتتاح دورة الجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك وفي المؤتمر الدولي الخاص بسورية في مونترو، كانا مفيدين، معرباً عن أمله في تحقيق نتائج إيجابية في هذه المحادثات الكاملة النطاق الأولى بينه وبين نظيره الجزائري.