تتوالى أزمة العجز المالي التي يعانيها الجيش الإسرائيلي فصولاً، مع دخول رئيس الأركان، بيني غانتس، على خط السجال القائم بين وزارتي المال والدفاع، معلناً وقف التدريبات لوحدات الاحتياط كافة.
وغداة إعلانه وقف تدريبات التشكيلات الاحتياطية في الجيش، حضر رئيس الأركان، بيني غانتس، أمام لجنة الخارجية والأمن في الكنيست، محذراً من تداعيات العجز المالي على كفاءة الجيش العملانية. وأعرب غانتس لأعضاء اللجنة عن قلقه العميق من الوضع «لأن علينا أن نضمن مستوى من الكفاءة على المدى الطويل». لكنه عاد وأكد «عدم تأثر حافزيتنا بسبب النقص في الموارد وسنبقى ملتزمين ببذل كل الجهود».
وكان غانتس قد خرج عن صمته الذي التزم به على مدى أسابيع من السجال بين وزارتي المال والدفاع ويتعلق بمطالبة الأخيرة بالحصول على زيادة مقدارها ملياري دولار على الموازنة الأمنية للعام الجاري، تحت طائلة الانعكاس السلبي للعجز على خطط الجيش وجهوزيته. وقال غانتس أمام حفل لجنود الاحتياط إن الجيش سيضطر إلى اتخاذ «قرارات أليمة تؤثر على كل التشكيلات الاحتياطية والنظامية وفي كل المجالات»، معلناً وقف التدريبات للوحدات الاحتياطية كافة لبقية عام 2014. وأضاف إن «سلّم الأولويات الوطنية يتغير، وتتغير معه للأسف القرارات الوطنية المتعلقة بالأمن. وكنتيجة لذلك، فإننا نواجه تحدياً مالياً معقداً لم نشهد له مثيل من قبل، وقد تكون له آثار دراماتيكية على الجيش الإسرائيلي». وتابع «حتى هذه اللحظة، الخطط المهمة جداً من الناحية الأمنية المتعلقة بمنظومة الاحتياط لن يكون ممكناً تحقيقها هذا العام، وهذه المنظومة لن تتدرب هذا العام وسنفصل تدريبات النظامي عن الاحتياط بسبب الضرورات المالية». وختم غانتس كلمته بالقول «أقول لكم بصراحة، أنا قلق على الكفاءة في الوقت الراهن وعلى تطور الأمور في المستقبل».
من جهته، أعرب رئيس اللجنة زئيف ألكين عن بالغ قلقه من الأوضاع، مؤكداً وجوب استثناء جيش الدفاع من الخلافات حول ميزانية الدولة.
وأشارت وسائل إعلام إسرائيلية إلى قرار إلغاء عموم تدريبات الاحتياط للعام الجاري، بما في ذلك سلسلة من المناورات للوحدات الكبرى التي كانت مقررة في الصيف المقبل.
وفي موازاة تحذيرات غانتس، كان وزير الدفاع، موشيه يعالون، يحذر من عدم تمكن الجيش من التزود خلال العام المقبل بمنظومة «العصا السحرية» لاعتراض الصواريخ للمدى المتوسط والبعيد ما لم تتم المصادقة على الزيادة المطلوبة في موازنة الأمن. وخلال زيارة لقاعدة بلماحيم العسكرية، اتهم يعالون وزارة المال بالمواربة على الجيش. وأضاف يعالون إنه لهذا السبب ليس هناك ما يبرر المخاطرة في مجالات الأمن والجاهزية القتالية والتدريبات وابتياع المعدات العسكرية.
وعلى خلفية الأزمة المالية نفسها، أعلن الجيش الإسرائيلي أمس إلغاء مشاركته في مناورة «العلم الأحمر» الجوية المشتركة مع الجيش الأميركي التي من المقرر أن تجرى خلال الصيف في الولايات المتحدة بسبب الأكلاف المالية المترتبة عن إرسال عشر مقاتلات وعشرات الأطقم إلى المناورة التي تعد الأكبر التي يشارك فيها سلاح الجو الإسرائيلي سنوياً.
الأخبار