الإمام الخامنئي يستقبل نواب مجلس الشورى الإسلامي

قيم هذا المقال
(0 صوت)

الإمام الخامنئي يستقبل نواب مجلس الشورى الإسلامي

استقبل سماحة آية الله العظمى السيد علي الخامنئي قائد الثورة الإسلامية صباح يوم الأحد 25/05/2014 م رئيس و نواب مجلس الشورى الإسلامي، و اعتبر في كلمته لهم أن السبيل الوحيد للصمود مقابل جبهة الاستكبار اللاإنسانية هو استمرار فكر «الكفاح» ضد هذه الجبهة، و أشار إلى ضرورة الاهتمام الجاد لمجلس الشورى الإسلامي و الحكومة عند تدوين الخطة الخمسية السادسة بثلاث أولويات أصلية هي «الاقتصاد المقاوم» و «الثقافة الثوریة و الدينية» و «مواصلة الوتيرة السريعة للتقدم العلمي»، مؤكداً: لا يمكن العثور على حل المشكلات الاقتصادية و السياسية خارج حدود البلاد، إنما العلاج الحقيقي للمشكلات يكمن داخل البلد و بالاعتماد على الإمكانيات و القدرات الداخلية.

و قدم قائد الثورة الإسلامية التعازي بمناسبة ذكرى استشهاد الإمام موسى الكاظم (عليه السلام) و أشار إلى تكوّن النظام الإسلامي و استمراره على أساس فكر الكفاح، ملفتاً: تطور الجمهورية الإسلامية الإيرانية، و اجتياز النظام الإسلامي بنجاح للمراحل المهمة و المصيرية خلال الأعوام الخمسة و الثلاثين الماضية كان رهناً بالكفاح الجاد و الصادق و العقلاني لشعب إيران، و ينبغي استمرار هذا الفكر بالحفاظ على خصوصياته.

و شدّد آية الله العظمى السيد الخامنئي على أنه من دون استمرار فكر الكفاح ضد جبهة الاستكبار لا نستطيع الوصول إلى الأهداف السامية للنظام الإسلامي، مردفاً: السبب في التأكيد على مواصلة الكفاح ليس سعي النظام الإسلامي وراء الحرب، إنما العقل و المنطق يحكمان بأن على الإنسان من أجل المرور بمنطقة مليئة بالقراصنة، ينبغي عليه الاستعداد و التحلي بالقدرات و المحفزات الدفاعية.

و أكد سماحته قائلاً: عالم اليوم ملئ باللصوص الناهبين لعزة البشرية و مكانتها و أخلاقها، و هم بتسلحهم بالعلم و الثروة و القوة و تلفعهم بأقنعة إنسانية في ظاهرها، يرتكبون الجرائم بكل سهولة و يخونون المبادئ و المثل الإنسانية، و يؤجّجون الحروب في مناطق مختلفة من العالم.

و قال قائد الثورة الإسلامية: في مثل هذه الظروف لا سبيل سوى مواصلة الكفاح و سيادة فكر النضال في كل شؤون البلاد سواء الداخلية منها أو الخارجية.

و أشار آية الله العظمى السيد الخامنئي إلى مساعي البعض للتنظير لفكر «الاستسلام و التسليم» موضّحاً: الذين يريدون الترويج للاستسلام و التسليم حيال العتاة و اتهام النظام الإسلامي بطلب الحرب، إنما يرتكبون في الواقع خيانة.

و أضاف سماحته قائلاً: النظام الإسلامي نظام إنسانيّ و هو نظام الشرف الإنساني و احترام كرامة البشرية و نظام الصلح و الخير.

و أكد قائد الثورة الإسلامية: كل مسؤولي البلاد في جميع القطاعات سواء القطاعات الاقتصادية أو العلمية أو الثقافية أو قطاع رسم السياسات و التشريع و المفاوضات الخارجية يجب أن يعلموا أنهم في حال كفاح، و يتحرّكون في مسار مواصلة الكفاح الذي أدى إلى ظهور و بقاء النظام الإسلامي.

و استطرد آية الله العظمى السيد الخامنئي يقول: هذا الموضوع يجب أن يسود كفكر يستوعب كل شؤون البلاد، و ينبغي تقوية الذات مقابل جبهة الاستكبار، و الوقوف بكل ثبات.

و تتمة لهذا السياق طرح سماحته سؤالاً فقال: إلى متى سيستمر هذا الكفاح؟

و أكد قائد الثورة الإسلامية في معرض الإجابة عن هذا السؤال: الكفاح و الجهاد لا ينتهيان، فالشيطان و جبهة الشيطان موجودان دائماً، و لكن يمكن حسب الظروف المختلفة أن تختلف أساليب و مناهج الجهاد و الكفاح.

و لفت آية الله العظمى السيد الخامنئي: سوف ينتهي هذا الكفاح عندما يستطيع المجتمع البشري أن يحرّر نفسه من شرور جبهة الاستكبار و على رأسها أمريكا التي تحكم قبضتها على جسم البشرية و روحها و فكرها، و هذا ما يحتاج إلى كفاح صعب و طويل و خطوات واسعة.

الإمام الخامنئي يستقبل نواب مجلس الشورى الإسلامي

و اعتبر سماحته إقامة النظام الإسلامي في إيران الخطوة الأوسع في مسيرة هذا الكفاح مردفاً: تشكيل الدورات المتعاقبة لمجلس الشورى الإسلامي طوال الأعوام الخمسة و الثلاثين الماضية، و تواجد النواب في مجلس الشورى باعتبارهم تجسيداً للديمقراطية الدينية هو كفاح يجب معرفة قدره و التقدم به إلى الأمام.

و أشار الإمام السيد علي الخامنئي إلى التأكيد على «الإدارة الجهادية» في تسمية السنة الإيرانية الجارية، منوّهاً: الإدارة الجهادية لا تشمل فقط الشؤون المتعلقة بالحكومة، إنما مجلس الشورى الإسلامي أيضاً إذا أدى واجباته التشريعية و الإشرافية بهدف خدمة الناس ليس إلّا، لكان هذا أكبر عمل جهادي.

و اعتبر آية الله العظمى السيد الخامنئي السبيل الوحيد لحل مشكلات البلاد هو الاقتصاد المقاوم و تجنب النظر إلى خارج الحدود، مضيفاً: إنني أدافع دفاعاً صميمياً و حقيقياً عن كل الذين لهم مبادراتهم و تحركاتهم في القطاعات و المجالات المختلفة، لكنني أعتقد أن علاج المشكلات هو في داخل البلاد.

و أضاف سماحته قائلاً: من أجل حل المشكلات لا بدّ من معرفة السبيل الصحيح للحل، و القيام به بشجاعة و بسالة، و ستكون هذه خطوة كبيرة على صعيد الاقتصاد المقاوم.

و ألمح قائد الثورة الإسلامية إلى الدعم و الثناء اللفظي الذي واجهته فكرة الاقتصاد المقاوم خلال الأشهر الأخيرة مؤكداً: من أجل تنفيذ الاقتصاد المقاوم لا يكفي الثناء و المديح اللفظي، إنما يجب التحرك و العمل.

و شكر آية الله العظمى السيد الخامنئي أنشطة الحكومة و مجلس الشورى الإسلامي في مضمار الاقتصاد المقاوم مضيفاً: على مجلس الشورى الإسلامي أن يتابع بجد الأنشطة المتخذة على الصعيدين التشريعي و الإشرافي.

و عدّ سماحته المصادقة على القوانين المناسبة للاقتصاد المقاوم، و إلغاء القوانين المزاحمة أو المعارضة، و الإشراف على أداء الحكومة من الواجبات الأصلية لمجلس الشورى الإسلامي مردفاً: لا يمكن لمجلس الشورى الإسلامي في خصوص التشريع للاقتصاد المقاوم أن يعتمد على المشاريع فقط، إنما ينبغي للحكومة أيضاً أن تعرض اللوائح المناسبة على مجلس الشورى.

كما أشار قائد الثورة الإسلامية إلى استعداد مجلس الشورى الإسلامي لتدوين الخطة الخمسية السادسة مؤكداً: في هذه الخطة يجب أن يكون الاقتصاد المقاوم، و الثقافة، و العلم، الأولويات الثلاث الأصلية.

و قال آية الله العظمى السيد الخامنئي بخصوص الثقافة: المراد من الثقافة هو الثقافة الثورية و الدينية و خلق تحرك ثقافي على أساس الإسلام و القيم الإسلامية و تعزيز الثقافة و المعتقدات و الأعراف و الأخلاق الإسلامية في المجتمع.

و أكد سماحته قائلاً: يجب أن نتصور حصول تقدم ثقافي لمجرد وجود أو انتشار أداة ثقافية معينة في المجتمع، إنما التقدم الثقافي في المجتمع يحصل عندما تنتشر الثقافة الدينية و الثورية.

و أضاف قائد الثورة الإسلامية: توقعي من نواب مجلس الشورى الإسلامي باعتبارهم جنوداً للثورة هو دعم نشر الثقافة الثورية و الإسلامية في المجتمع.

و قال الإمام السيد علي الخامنئي عن العلم باعتباره الأولوية الثالثة في تدوين الخطة الخمسية السادسة: المسيرة العلمية المتسارعة على مدى الأعوام الإثني عشر الأخيرة في البلاد يجب أن لا تميل إلى التباطؤ بأيّ حال من الأحوال، إنما يجب أن تزداد سرعتها أكثر.

و اعتبر سماحته موضوع العلم مهماً جداً بالنسبة للبلاد ملفتاً: جانب كبير من المفاخر الوطنية و العزة الوطنية و الثروة الوطنية يتحقق عن طريق العلم.

و اعتبر قائد الثورة الإسلامية أن من الواجبات الرئيسية لمجلس الشورى الإسلامي الكفاح الحقيقي ضد الفساد مؤكداً: في موضوع مكافحة الفساد يجب أن لا يسمح منذ البداية بتكوّن بؤر فاسدة لأنها إذا تكوّنت فسوف تكون مواجتهتها غير ممكنة، أو صعبة جداً.

كما أشار آية الله العظمى السيد الخامنئي إلى تبليغ السياسات العامة للسكان و رحّب بمشروع مجلس الشورى الإسلامي لزيادة الإنجاب و الحيلولة دون خفض السكان قائلاً: بخصوص السكان يجب الحذر من الوقوع في خطأ السنوات السابقة، إذ أن أفضل حالة بالنسبة للأعداء هي إيران قليلة السكان و بأكثرية مُسنّة.

و أكد سماحته قائلاً: بخصوص موضوع زيادة السكان يجب أن تكون المشاريع صحيحة و منطقية و علمية.

قبل كلمة السيد القائد، ألقى الدكتور علي لاريجاني رئيس مجلس الشورى الإسلامي في هذا اللقاء كلمة عرض فيها أداء مجلس الشورى الإسلامي خلال الأعوام الماضية.

قراءة 1501 مرة