يختتم الرئيس الإيراني حسن روحاني، اليوم، زيارته إلى أنقرة، بعد لقائه الرئيس التركي عبدالله غول ورئيس الحكومة رجب طيب أردوغان. وعلى الرغم من بحثه مع نظيره التركي، أمس، في ملفات إقليمية، على رأسها الملف السوري، هيمنت العلاقات الاقتصادية بين البلدين على المباحثات بين الوفد الإيراني والمسؤولين الأتراك.
الزيارة التي وصفها روحاني بالـ «تاريخية»، جاءت استكمالاً لزيارة أردوغان إلى طهران في كانون الثاني الماضي. حينها كان الاقتصاد ومستوى التبادل التجاري، الحاضرين الأكبر في الزيارة الأولى بعد سنوات من الخصومة السياسية على خلفية أحداث «الربيع العربي».
وقبل ستة أشهر، وقع أردوغان مع الحكومة الإيرانية اتفاقاً ينص على رفع مستوى التبادل التجاري بين البلدين إلى 30 مليار دولار في 2015، بعدما وصل إلى 22 مليارا في 2012 ثم انخفض إلى 20 مليار دولار في 2013.
ومن قصر «شنقايا» الرئاسي، وصف روحاني، أمس، تركيا بالدولة «الجارة والصديقة»، مؤكداً تبوءها مكانة خاصة لدى إيران وذلك بسبب الموقع الاستراتيجي الخاص بالبلدين. وأكد روحاني أن زيارته أنقرة، وهي الأولى لرئيس إيراني منذ 1996، تمثل «منعطفاً تاريخياً» على أكثر من صعيد.
من جهته، تطرق الرئيس التركي عبد الله غول إلى الاتفاقيات التي أبرمت بين البلدين، مشيراً إلى «الطاقات الكبيرة الكامنة» في الحقل الاقتصادي بينهما. وأكد سعي بلاده إلى رفع حجم التبادل التجاري بين الجانبين من مستواه الحالي البالغ 15 مليار إلى 30 مليار دولار.
كذلك مثلت تجارة الغاز الطبيعي بين البلدين بنداً رئيسياً على جدول البحث بين الوفد الإيراني والمسؤولين الأتراك لجهة خفض سعر الغاز الإيراني بهدف منافسة الغاز الروسي والأذري. وشملت الاتفاقيات التي أبرمت، أمس، المواصلات والقطاع المصرفي والسياحي. تجدر الإشارة إلى أن إيران كانت ثالث أكبر سوق للصادرات التركية عام 2012، حينها أدرجت واشنطن شركات تركية على «القائمة السوداء» لتعاونها مع طهران برغم العقوبات المفروضة عليها.
في الشأن الإقليمي، أكد الرئيسان ضرورة التعاون من أجل وضع حدٍّ للنزاعات في الشرق الأوسط، وبخاصةٍ النزاع في سوريا، بهدف «إعادة الاستقرار» إلى المنطقة.
وقال غول، خلال مؤتمر صحافي عقب لقائه روحاني، «نرغب معاً في إنهاء المعاناة في المنطقة ونعتزم التوصل الى ذلك»، مضيفاً أنه بإمكان الجهود المشتركة لتركيا وإيران أن تقدم مساهمة كبرى في هذا المجال. وأكد غول أن بسط الأمن في المنطقة، ووقف الإرهاب، يعدان من المواضيع المطروحة بين الجانبين، مشيراً إلى تكريس الحوار بين البلدين في مجال مكافحة الارهاب في المنطقة، لخدمة الاستقرار فيها. من جهته، أكد روحاني أن «ايران وتركيا، أكبر بلدين في المنطقة، عازمتان على محاربة التطرف والإرهاب»، مضيفاً أن عدم الاستقرار السائد في المنطقة «لا يخدم أحداً».
وتطرق روحاني إلى الوضع في سوريا ومصر، مشيراً إلى أنه «من المهم أن يتمكن هذان البلدان من تحقيق الاستقرار والأمن»، مشدداً على ضرورة «احترام تصويت شعبيهما ووضع حد للحرب وإراقة الدماء والاقتتال الأخوي». وفي شأن المفاوضات النووية، أكد غول أن بلاده ترفض حرمان ايّ دولة من حقها في الاستخدام السلمي للطاقة النووية، لأنه حق مشروع للجميع. وأشار غول إلى أن أنقرة بذلت جهوداً واسعة في السابق لإزالة القيود أمام النشاطات النووية الإيرانية، مؤكداً مواصلة هذه الجهود في المجال نفسه.
وخلال لقائه روحاني، أعلن رئيس الحكومة رجب طيب أردوغان، أن الرئيس التركي، ونظيره الإيراني، وقعا 10 اتفاقيات مشتركة، معرباً عن أمله أن تعزز الاتفاقيات أواصر الترابط القائمة بين البلدين.
وأعرب أردوغان عن أمله في استمرار العلاقات بين البلدين خلال الفترات المقبلة.
وذكر أن اللقاء مع الرئيس الإيراني تناول عدة موضوعات، فضلاً عن العلاقات الثنائية وسبل دعمها في كافة المجالات لتصل لما هو مأمول بين الجانبين، إضافة لبحث آخر التطورات في سوريا ومصر والعراق.
وعن حجم التبادل التجاري بين البلدين، قال أردوغان إنه ازداد 10 أضعاف، منذ اليوم الأول لوصولهم للسلطة وحتى عام 2012، وبلغ 22 مليار دولار، مشيراً إلى أملهم في زيادته لـ 30 مليار دولار بحلول نهاية العام 2015.