لم ينجح إعلان حالة الطوارئ وحظر التجوال، السبت، في مدينة فيرغسون التابعة لولاية ميسوري الأميركية، في وضع حدّ للاحتجاجات التي تجتاح المدينة، على خلفية مقتل مراهق أسود برصاص ضابط شرطة أبيض.
وبعد الأجواء المتوترة التي عاشتها المدينة والتي شهدت تصاعداً، يوم الجمعة، إثر تدفّق محتجين أغلبهم سود على منطقة سكنية وتجارية في مواجهة رجال شرطة أغلبهم بيض، أعلن حاكم ميسوري جاي نيكسون، السبت، حالة الطوارئ وفرض حظر التجوال. ويأتي ذلك بسبب الاحتجاجات ذات الدوافع العرقية، التي تطوّرت إلى أعمال نهب استهدفت المحال التجارية، بعد مقتل مايكل براون (18 عاماً) برصاص ضابط الشرطة دارين ويلسون (28 عاماً) في مقاطعة سانت لويس في التاسع من آب.
وجاء إعلان نيكسون، بالتزامن مع نشر 40 عنصراً من عملاء مكتب التحقيقات الفيدرالية في المدينة، حيث بدأوا التحقيق من منزل إلى منزل في قضية مقتل براون، بحسب ما أفاد الرائد رون جونسون، من قسم الدوريات الخارجية في الولاية. وقال جونسون إنه سيُطبَّق حظر التجوال في فيرغسون، ابتداءً من منتصف الليل بالتوقيت المحلّي وحتى الخامسة صباحاً. وأوضح أن عملاء الـ«اف بي آي» الأربعين، يقومون بتحرياتهم في الأحياء والبيوت، بيتاً بيتاً للتواصل مع الشهود. وتحت ضغط الاحتجاجات التي اندلعت في المدينة، كشفت الشرطة عن اسم الضابط الذي قتل براون، ونشرت شريط فيديو من كاميرات مراقبة، يظهر فيه القتيل قبيل الحادثة، وذكرت أنه كان متهماً بالقيام بعملية سرقة من أحد المتاجر، حيث أخذ علبة سيجار ورفض أن يدفع ثمنها.
وأمس، أصيب شخص بجروح خطرة، واعتقل سبعة آخرون في اشتباكات بين شرطة المدينة ومتظاهرين. وكان عشرات المتظاهرين قد بقوا في الشوارع، بعد بدء سريان حظر التجوال. واستخدمت الشرطة التي ارتدت زي مكافحة الشغب وجاءت في سيارات مصفحة مكبر الصوت، لإبلاغ المتظاهرين بضرورة إخلاء الشوارع. وذكرت أن نحو 150 متظاهراً ظلوا في الشارع بعد سريان الحظر. وقال رون جونسون، إن الشخص الذي أطلقت عليه النار في مطعم حالته خطرة. وأضاف أن الشرطة لم تتمكن من تحديد هوية المصاب، مؤكداً في الوقت ذاته أنها لم تطلق النار عليه. وفي السياق، أضاف جونسون أن الشرطة أطلقت قنابل الدخان والغاز المسيل للدموع، في إطار محاولاتها للوصول إلى المصاب «وليس لأسباب لها علاقة بحظر التجوال». وفرّق الغاز المسيل للدموع الحشد إلى حد كبير وكان البعض يهتفون: «لا عدل لا حظر تجوال لا سلام»، بينما حثّ آخرون الحشد على عدم التقدم باتجاه الشرطة.