لم يغب مشروع تقسيم العراق يوماً عن أذهان المخططين له، فـجو بايدن نائب الرئيس الأميركي صاحب مشروع الأقاليم الثلاثة في العراق منذ فترة طويلة، يعود اليوم مجدداً للتصريح بأن الولايات المتحدة تدعم نظاماً فدرالياً في بلاد الرافدين، وأن واشنطن مستعدة لتقديم كافة أشكال المساعدة خدمة لهذه الغاية.
تصريح وإن لم يكن مستغرباً في المضمون، لكنه يأتي في وقت تصاعد فيه التدخل الأميركي في العراق بعد أن شنت الطائرات الأميركية منذ الثامن من آب/أغسطس الجاري أكثر من 90 غارة جوية على شمال العراق، مستهدفة مواقع لتنظيم "داعش" وخصوصاً حول سد الموصل الإستراتيجي الذي استعادته القوات الكردية والعراقية.
الإفصاح عن النوايا الأميركية، أتى أيضاً عقب مقتل 70 شخصاً على الأقل، وإصابة العشرات في هجوم إرهابي استهدف مسجد مصعب بن عمير في قرية إمام ويس، في محافظة ديالى العراقية.
هجوم أرخى بظلاله على مسار تشكيل الحكومة المتعثر، فجمد رئيس مجلس النواب سليم الجبوري الذي يترأس ائتلاف "ديالى هويتنا" إلى جانب "ائتلاف العربية" الذي يترأسه صالح المطلك مباحثاتهما مع التحالف الوطني لتشكيل حكومة جديدة حتى يتم تقديم الجناة للعدالة، ومحاكمتهم خلال 48 ساعة.
مهلة قد لا تكون كافية للقبض على الجناة التي تؤكد مصادر أمنية عراقية أنهم ينتمون إلى تنظيم "داعش"، وهو ما يهدد جدياً مصير الحكومة المقبلة، في وقت أكدت المرجعية الشيعية في البلاد أن رفع سقف المطالب والشروط في عملية تأليف الحكومة الجديدة يعيق تشكيلها، وأن مسؤولية التأليف لا تقع على عاتق رئيس الوزراء المكلف حيدر العبادي وحده.
مواقف قد تجعل مسألة تأليف الحكومة ضمن المهلة الدستورية البالغة 30 يوماً موضع شك، وتطرح بالتالي تساؤلات حول صورة الأوضاع خلال الأيام المقبلة.