دخل اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل والفلسطينيين حيز التنفيذ بدءاً من الساعة السابعة مساء. وعلى الفور عمت الاحتفالات شوارع غزة وصدحت مكبرات المساجد بالتكبير وعمت مسيرات ابتهاج عفوية شوارع قطاع غزة تخللها إطلاق نار مكثف بالهواء احتفالا بالانتصار. كما عمت الاحتفالات القدس ومناطق الضفة الغربية ومخيمات اللاجئين في لبنان، وأطلقت الألعاب النارية ابتهاجا بالنصر الفلسطيني لا سيما في القدس والضفة. سبق ذلك إطلاق المقاومة الفلسطينية صليات من الصواريخ وعلى دفعات باتجاه المستوطنات الإسرائيلية والتي أدت إلى مقتل جندي على الأقل وسقوط ستة جرحى.
موقع يديعوت أحرونوت نقل عن مصدر رسمي إسرائيلي موافقة تل أبيب على وقف لاطلاق النار غير محدد بفترة زمنية.وزارة الخارجية المصرية قالت في بيان إن الاتفاق ينص على وقف إطلاق النار الشامل والمتبادل بالتزامن مع فتح المعابر بين قطاع غزة وإسرائيل. وأوضح أن الاتفاق يسمح بالصيد البحري انطلاقا من 6 ميل بحري، وعلى استمرار المفاوضات غير المباشرة بين الطرفين بشأن الموضوعات الأخرى خلال شهر.
الرئيس الفلسطيني محمود عباس قال في خطاب متلفز: "تمكنا اليوم من أن نعلن قبولنا بالمبادرة المصرية بوقف القتال"، وأضاف "نوجه الشكر لمصر الشقيقة وكل من ساهم بدعم الجهود التي أثمرت اتفاق وقف العدوان".
عباس انتقل بعدها للاجتماع مع القيادة الفلسطينية حيث أعلن أنه "يجب أن تكون الرؤية واضحة ومحددة لأن الدخول في مفاوضات هائمة أمر لا يمكن الاستمرار فيه".
وقال "لا بد من ارسال المواد المطلوبة حتى يتمكن الناس في القطاع من العيش". وتوجه بالشكر للأمم المتحدة التي سترسل المواد الضرورية لغزة. وأعاد التأكيد على تقديره لمصر "التي بذلت جهودا للوصول إلى صيغة ترضي كل الأطراف".
بدورها عقدت حركة حماس مؤتمرا صحافيا، حيث قال المتحدث باسمها سامي أبو زهري "استطعنا ان ننجز ما عجزت عنه جيوش العرب مجتمعة"، وأضاف "انتصرنا حينما دمرنا هيبة الردع الإسرائيلية وأسطورة الجيش الذي لا يقهر.. إسرائيل لم تستطع الدفاع عن مواطنيها واضطرت لإجلائهم من مستوطنات غلاف غزة".
وأشار إلى أن المقاومة أعلنت عن قتل جنديين في اللحظات الأخيرة قبل إعلان اتفاق وقف إطلاق النار، لافتاً إلى أن الإعلان عن تشكيل لجنة تحقيق إسرائيلية في إخفاقات الحرب "ما يعني فشل الإسرائيليين".
وأوضح "لن نخذل شعبنا وسنبقى إلى جانبه عرفانا بجميله وسنبقى خدما له بعد هذه المعركة". وتوجه للإسرائيليين بالقول "بعد دخول اتفاق التهدئة حيز التنفيذ يمكنكم العودة إلى منازلكم بقرار من حماس".
وأكد أن المقاومة ضربت المحتل في العمق ليثبت فشله وأن قيمة هذا الإنجاز بأنه يمهد الطريق لتحرير القدس وفلسطين، وقال "بتنا أكثر يقينا بأننا أقرب إلى القدس".القدس وجميع مدن الضفة الغربية تحتفل بالالعاب النارية ابتهاجا بالنصر الفلسطيني القيادي في حركة حماس مشير المصري قال إن نتنياهو تقهقر وترك خلفه جنودا أسرى في قبضة القسام. أما القيادي في الحركة فوزي برهوم فأهدى بدوره الانتصار إلى الشعب الفلسطيني والمقاومة الفلسطينية. برهوم اعتبر أن هذه المعركة هي جولة من جولات الصراع مع الاحتلال الإسرائيلي على طريق تحرير فلسطين، وأضاف "نحن نثأر لدماء الشهداء الفلسطينيين والسوريين واللبنانيين والتونسيين"، متوجهاً للاحتلال بالقول "إن لم يفهم الاحتلال هذا الدرس فإن الدرس القادم أقسى وأمر".
القيادي في حركة حماس محمود الزهار قال: "ضربنا نظرية الأمن القومي الإسرائيلي التي ضحكوا بها على العالم 66 عاماً"، وأضاف: "سنبني الميناء والمطار ولا نحتاج لإذن من أحد ومن يعتدي عليهما سنعتدي على مطاره ومينائه".
واعتبر الزهار أن المرحلة المقبلة "تحتاج لترميم كل بيت ليعود افضل من السابق"، ولفت إلى أن "المقاومة أفرغت نصف مساحة فلسطين من المستوطنين"، معاهداً الأسرى بتحريرهم قريباً.