قرر رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، تجميد عائدات الضرائب التي تجبيها السلطة الفلسطينية عن شهر كانون الثاني، والبالغة قيمتها 400 مليون دولار. وهو الشهر الثاني على التوالي الذي تقدم فيها إسرائيل على مثل هذه الخطوة، وهو من شأنه أن يزيد من العراقيل أمام السلطة الفلسطينية في تأدية مهماتها، الأمر الذي سيترك أثراً بالغاً على الخدمات التي تقدمها السلطة.
وكشفت مصادر حكومية لصحيفة «إسرائيل اليوم» المقربة من نتنياهو، أن إسرائيل ستواصل تجميد عائدات الضرائب للسلطة الفلسطينية إلى حين بلورة خطوات الرد على «تجاوز الخط الأحمر من قبل (الرئيس الفلسطيني محمود) عباس المتمثل بالتوجه إلى محكمة الجنايات في لاهاي». وأضافت أنه رغم تجميد تحويل هذه العائدات، إلا أن السلطة لم تتراجع عن تلك الخطوة.
ويأتي القرار الإسرائيلي بالرغم من أن تجميد تحويل الضرائب لقي ردود فعل دولية منددة من الولايات المتحدة ودول أوروبية، لكن من دون ترجمة ذلك إلى خطوات عملانية ضاغطة بشكل جدي على إسرائيل.
وكانت إسرائيل قد جمَّدت عائدات شهر كانون الأول البالغة قيمتها نحو 500 مليون دولار، وبالتالي يصبح مجموع الأموال المجمدة حتى الآن نحو 900 مليون دولار.
مع ذلك، إن الخطوات الإسرائيلية مقرونة بمخاوف تحاول الأجهزة الأمنية رصدها لجهة إمكانية أن يؤدي الضغط على السلطة، والذي ينعكس شعبياً، إلى التصعيد في الضفة الغربية.
وفي هذا السياق، أكدت المصادر أن أجهزة الأمن الإسرائيلية تتوقع انفجار الأوضاع في الضفة خلال شهر نيسان المقبل، بسبب تجميد أموال ضرائب السلطة، ووقف التمويل الأميركي لمشاريع في الضفة الغربية.
وكان رئيس أركان جيش العدو، بني غانتس، قد حذَّر في ندوة عقدت في ذكرى رئيس الأركان أمنون شاحك، من أن يؤدي الجمود في المفاوضات إلى دفع إسرائيل إلى واقع إشكالي. وأضاف غانتس أن «كل واحد يعرف أن الموضوع الفلسطيني هو الموضوع الأهم». وتأتي هذه المواقف الحذرة لرئيس الأركان، على الرغم من أنه ما زال في الخدمة العسكرية ومقيد في تصريحاته.
من جهة أخرى، اتهم الرئيس الأسبق للاستخبارات العسكرية، اللواء عاموس يادلين رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو بأنه سبّب تدهور العلاقات مع الولايات المتحدة إلى الدرك الأسفل، بسبب قراره إلقاء كلمة أمام الكونغرس والأزمة التي رافقت هذا الخطاب. ورأى يادلين أن رئيس حزب البيت اليهودي، نفتالي بينيت، شريك في المسؤولية عن هذا التدهور، مشدداً على أن نتنياهو «لن ينتصر على إيران بالخطابات الانفعالية والتقاط الصور في الكونغرس، بل ببناء علاقة وثيقة مع الرئيس الأميركي، وهو ما يتطلب سياسة حكيمة وخطوات عملانية خلاقة».