«إذا ظهرت الأسلحة الأميركية الثقيلة فعلاً في دول أوروبا الشرقية والبلطيق، فسيُعد ذلك الخطوة الأكثر عدوانية من قبل البنتاغون والناتو منذ انتهاء الحرب الباردة في القرن الماضي... وفي هذه الحال، لن يبقى أمام روسيا خيار سوى تعزيز قواتها ووسائلها العسكرية على الاتجاه الغربي الاستراتيجي». هذا ما أكده يوم أمس الجنرال يوري ياكوبوف، منسق مديرية المفتشين العامين لدى وزارة الدفاع الروسية، وفق وكالة «انترفاكس».
كلام ياكوبوف جاء على خلفية سلسلة من التقارير الصحافية التي تحدثت خلال الأسابيع الماضية عن خطط لدى وزارة الدفاع الأميركية لنشر صواريخ مجنحة وبالستية في أوروبا، وأسلحة نووية في بريطانيا، وتزويد 5 آلاف جندي أميركي في شرق أوروبا بدبابات وعربات مصفحة وغيرها من المعدات العسكرية الثقيلة.
ورجح ياكوبوف أن تكون الخطوة الروسية الأولى في سياق الرد على التصعيد العسكري «الأطلسي»، تعزيز القوات الروسية المنتشرة على الحدود الغربية البلاد، بما في ذلك الدبابات والمدفعية والطائرات. وأضاف ياكوبوف أن روسيا ستعمل أيضاً على تسريع وتيرة تسليح لواء الصواريخ المرابط في مقاطعة كالينينغراد، المطلة على بحر البلطيق، بمنظومات صواريخ «اسكندر» الحديثة، القادرة على إصابة أهداف أرضية بدقة عالية. ونقلت «روسيا اليوم» عن ياكوبوف قوله إن روسيا «خرجت نهائياً» من معاهدة القوات التقليدية في أوروبا، «علماً بأن العديد من الدول الأوروبية لم تكن ملتزمة (المعاهدة)، ولم تعد أيدينا مكتوفة لدى اتخاذ إجراءات جوابية ترمي إلى تعزيز (أمن) حدودنا الغربية».
في المقابل، امتنع حلف «الأطلسي» عن التعليق على التقارير الصحفية المذكورة، مبرراً موقفه بأن مبادرة الولايات المتحدة إلى نشر أسلحتها الثقيلة في شرق أوروبا غير مرتبطة بالحلف.
من جهتها، أكدت وارسو أول من أمس إجراءها محادثات مع الولايات المتحدة لبحث إمكانية تخزين أسلحة ثقيلة على الأراضي البولندية. وأعلن وزير الدفاع البولندي، توماس شيمونياك، أن هذه المحادثات جزء من مناقشات حول زيادة التواجد العسكري الأميركي في بولندا وغيرها من الدول الأعضاء في حلف الأطلسي في شرق أوروبا، موضحاً أنه ناقش هذه المسألة مع نظيره الأميركي، آشتون كارتر، خلال زيارته لواشنطن في أيار الماضي.
ونقلت «روسيا اليوم» عن شيمونياك قوله إن وزارته «تعمل منذ فترة على زيادة الوجود العسكري الأميركي في بولندا وعلى الحدود الشرقية لحلف شمال الأطلسي»، مضيفا أنّ «من السهل نسبياً نقل الجنود، ولكن سيكون من الجيد وجود معدات قريبة من مناطق الخطر». وقال شيمونياك، في مقابلة صحافية نُشرت يوم أمس، إن قرار نشر مخازن عسكرية أميركية في أراضي بولندا سيُتخذ في القريب العاجل. وأضاف أن وارسو تأمل أن يكتسب الوجود العسكري الأميركي في أراضيها صفة دائمة، مرجحاً أن تكون دوافع الأميركيين في هذا السياق مرتبطة بإدراكهم «الطابع الطويل الأمد للأزمة الأوكرانية». وفي الوقت نفسه، أعرب شيمونياك عن قناعته بأن هذه الخطوة، في حال اتخاذها، لن تُعد انتهاكاً للاتفاقية الموقعة مع روسيا عام 1997، والتي تحظر نشر قوات تابعة لحلف «الأطلسي» بالقرب من الحدود الروسية.