اكد قائد الثورة الاسلامية في ايران آية الله السيد علي خامنئي ان المصالح الوطنية الحقيقية هي التي لاتتعارض مع الهوية الوطنية والثورية للشعب الايراني.
وقال قائد الثورة، في كلمة القاها لدى استقباله رؤساء السلطات الثلاث وكبار المسؤولين وحشد من المدراء في البلاد يوم الاثنين، انه اذا اردنا ادارة البلاد بصورة صحيحة والاستفادة من الثروات والطاقات الوطنية والفرص المتاحة والحد من التهديدات وتشخيص الطريق الصحيح فان الحاجة تدعو الى تحديد معايير صحيحة في عملية صنع القرارات.
واضاف، ان معايير اتخاذ القرارات ينبغي ان تتمحور حول تأمين المصالح الوطنية الحقيقية للبلاد والتي لاتتعارض مع الهوية الوطنية والثورية للشعب الايراني.
وفي مستهل حديثه اعتبر سماحته شهر رمضان المبارك فرصة ذهبية وسانحة للتضرع الى الباري تعالى وتنوير القلوب واضاف، ان الوصول الى الاهداف والطموحات السامية رهن بالعلاقة بالله والجهد الصادق والايماني وفيما لو غفل المجتمع الاسلامي والثوري عن الذكر والتضرع الى الباري فانه سيتضرر.
كما اعتبر قائد الثورة الانتخابات الاخيرة بانها كانت عملا عظيما ابرز قدرة الثورة وعمق نفوذ النظام الاسلامي في قلوب الشعب رغم ان وسائل الاعلام العالمية لم تكن لها في دعايتها الهائلة اي اشارة الى هذه القضية.
واضاف، ان العمل المشترك للشعب بمعزل عن مسالة لاي من المرشحين صوتوا هو ثقتهم بصندوق اقتراع الجمهورية الاسلامية والحركة العظيمة المقررة في الدستور اي الانتخابات.
واشار الى الاجراءات الاميركية الصلفة بعد الانتخابات الرئاسية الايرانية في زيادة اجراءات الحظر والدق اكثر فاكثر على طبل العداء واضاف، انه في مقابل هذه العداوات ينبغي ايجاد اجواء جديدة من التعاون والعمل وبذل الجهد للوصول الى الهدف المشترك اي "تقدم البلاد واعتلاء الجمهورية الاسلامية" وينبغي على الجميع ان يكونوا شركاء ومساهمين في هذه الاجواء.
واعتبر ان الضرورة لتحقيق الاهداف واركاع العدو هي "العمل الدؤوب والصمود" واضاف، انه على الجميع مساعدة المسؤولين وعلى المسؤولين ايضا التعاون معا في مختلف القطاعات وخدمة الشعب.
وحول الادارة الصحيحة للبلاد وتحديد طريق الصواب عن الخطأ قال، ان الادارة الصحيحة للبلاد بحاجة اولا الى تحديد "معايير صنع القرار واتخاذ القرار" ومن ثم هي بحاجة في مرحلة تالية الى "الاستفادة من تجارب الاعوام الـ 38 الماضية".
واعتبر "المصالح الوطنية" المعيار الاساس في تبيين معايير اتخاذ القرار الصحيح واضاف، ان المصالح الوطنية تكون مصالح وطنية حقا حينما لا تتعارض مع "الهوية الوطنية والثورية للشعب الايراني".
واعتبر الهوية الوطنية الايرانية بانها تتبلور على اساس العناصر الثلاثة وهي "الاسلام والثورية والعمق التاريخي"، داعيا مسؤولي البلاد لتجنب اي قرار تشوبه مسالة عدم التناسق مع الاسلام والثورة وتاريخ الشعب الايراني او تتعارض معها.
واكد قائد الثورة الاسلامية في الوقت ذاته بان التعريف المقدم للمصالح الوطنية لا يعني تجاهل المنجزات البشرية والحرمان منها واضاف، ان تعريف المصالح الوطنية في اطار الهوية الاسلامية والثورية والتاريخية لا ينبغي تاويله بمعنى غلق طريق الاستفادة من المنجزات البشرية.
كما اكد سماحته على نقطة مهمة في المصالح الولطنية وهي ان مصالحنا الوطنية لا ينبغي ان تخضع لامور تفرض من الخارج.
واكد بان القوى الاستكبارية تستخدم مختلف الاساليب لفرض مآربها واضاف، ان احد هذه الاساليب هو توفير مصالح المستكبرين تحت عنوان "المعايير الدولية" كي تتهم عبر هذا الطريق الدول المستقلة والمناهضة للظلم بخرق المعايير.
واضاف، ان الاميركيين طرحوا اخيرا في كلامهم حول ايران تحت عنوان المعايير الدولية موضوع "زعزعة الاستقرار في المنطقة" حيث ينبغي القول في الرد عليهم اولا؛ ما علاقتكم انتم بهذه المنطقة، وثانيا ان السبب في عدم استقرار المنطقة هو انتم وعملاؤكم.
واشار آية الله الخامنئي الى دور الاميركيين في تاسيس تنظيم داعش ودعمهم العسكري واللوجيستي له واضاف، ان مزاعم تشكيل التحالف ضد داعش كاذبة، وبالطبع فان الاميركيين يعارضون "داعش الخارج عن السيطرة" ولكن لو اراد احد القضاء حقيقة على داعش فانهم سيتصدون له.
واعتبر الاتهام الاخير الذي وجهه الرئيس الاميركي لايران بزعم دعم الارهاب وكذلك الاتهامات حول حقوق الانسان بانها تاتي في اطار اسلوب اختلاق المعايير لتوفير مصالح المستكبرين وقال، ان تحدث الاميركيين الى جانب حكام السعودية القروسطيين والقبليين عن حقوق الانسان واتهامهم للجمهورية الاسلامية الايرانية التي تعد مظهرا للسيادة الشعبية، امر يبعث على السخرية حقا وسيبقى ذلك وصمة عار في جبينهم.
واشار الى "التاثير الحاسم للتلاحم والوحدة الوطنية" في نجاحات العقود الاربعة الماضية للبلاد واضاف، انه ينبغي الاستفادة من هذه التجربة الناجحة في ادارة البلاد، وبطبيعة الحال فان الوحدة لا تتنافى مع اعلان المخالفة لسياسات الاجهزة ولكن لا ينبغي حدوث التجاذبات والمناكفات حول قضايا البلاد العامة.
واعتبر "ايجاد القطبية الثنائية" و"تقسيم المجتمع الى شقين" تجربة خطيرة مضرة بمصالح البلاد، مؤكدا بان "رسم حدود واضحة مع العدو" يوفر الارضية للوحدة الوطنية واضاف، انه على المسؤولين رسم حدود جدية مع العدو الخارجي واذنابه في الداخل.
كما اعتبر "عدم الثقة بالعدو" من التجارب الاساسية والجدية الاخرى التي ينبغي الاهتمام بها تماما في ادارة البلاد.
واشار الى القضية النووية قائلا، اننا وثقنا ونثق بالمسؤولين الذين تابعوا هذه القضية لاننا نعتبرهم منا ومؤمنين ولكن في هذه القضية وبسبب الثقة بكلام الطرف الاخر فقد تخلينا عن امور في بعض الحالات او لم نبد الاهتمام اللازم بها وكانت النتيجة ان بقيت فراغات يستغلها العدو الان.
ونوه قائد الثورة الى رسالة وجهها وزير الخارجية محمد جواد ظريف الى المسؤولين الاوروبيين حول حالات انتهاك الاتفاق النووي على يد الاميركيين واضاف، ان وزير الخارجية لا يعارض المفاوضات ولكن كونه انسانا "متدينا وصاحب ضمير وشعور بالمسؤولية" فقد شرح في الرسالة الحالات المختلفة لـ "خرق روح ونص الاتفاق النووي".
ودعا سماحته "لجنة الاشراف على الاتفاق النووي" للدقة والتنفيذ الكامل لمسؤولياتها واضاف، انه عند القبول بالاتفاق النووي حددنا شروطا صريحة بصورة خطية حيث ينبغي على لجنة الاشراف على الاتفاق النووي العمل كي تراعى هذه الشروط بدقة.
واكد انه حينما يقف العدو بصلافة امامكم فان اي تقصير سيحمل على انه ضعف واضطرار ما يجعله اكثر صلفا لذا ينبغي اخذ الحذر تماما.
والنقط الاخرى التي اكد عليها قائد الثورة هي "تقوية الاقتدار العسكري والامني" في ترسيم ما ينبغي وما لا ينبغي في "الادارة الصحيحة للبلاد وادارة الفرص والتهديدات".
واكد سماحته على تعزيز عناصر اقتدار وعزة ايران اي القوات المسلحة والحرس الثوري والتعبئة (البسيج) وجميع العناصر المؤمنة والثورية على العكس مما تريده اميركا التي تدعو الى ازالة عناصر القوة هذه.
كما اشار آية الله الخامنئي الى عدة نقاط اقتصادية مهمة ومؤثرة في الادارة الصحيحة للبلاد، ونوه الى تاثير استقطاب الاستثمارات الداخلية والاجنبية في ادارة اقتصاد البلاد، لافتا الى ضرورة "مكافحة التهريب" و"التنفيذ الصحيح واللائق للمادة 44 من الدستور" (حول الخصخصة) و"امن الاستثمارات" معتبرا "اعداد خارطة طريق واضحة وشاملة" من اولى الامور التي ينبغي للحكومة ان تقوم بها.
واعتبر سماحته "الاجواء الافتراضية" من القضايا المهمة والمؤثرة الاخرى في الادارة الصحيحة للبلاد واضاف، ان كمّا هائلا من القضايا المناهضة للقيم والمخالفة للمصالح الوطنية والقضايا الصحيحة والخاطئة والمعلومات الصحيحة والخاطئة او حتى شبه المعلومات تنهال على اذهان المجتمع حيث ينبغي التحكم بهذه الاجواء ولكن لا ينبغي حرمان الشعب من الاجواء الافتراضية.
وانتقد القصور الحاصل في انشاء الشبكة الوطنية للمعلومات واضاف، ان بعض الدول بانشائها شبكة وطنية للمعلومات تستفيد من الانترنت لتوفير مصالحها مع رعاية خطوطها الحمراء والتحكم الصحيح بالاجواء الافتراضية.
وفي جانب اخر من حديثه اكد قائد الثورة بان الكثير من القضايا غير قابلة للحل مع اميركا اساسا لان مشكلة اميركا معنا ليست ناجمة عن قضايا مثل الطاقة النووية وحقوق الانسان بل مشكلتهم هي مع اساس الجمهورية الاسلامية.
واعتبر تاسيس الجمهورية الاسلامية في منطقة مهمة وفي ارض ثرية كايران وانتهاج سياسات مستقلة، تعتبر العامل الاساس لعداء الاميركيين للجمهورية الاسلامية واضاف، انهم معارضون لاستقلال البلاد اساسا وحتى لو كان قد اتى نظام الى الحكم في البلاد غير ديني وثوري لكنه مستقل لكانت هنالك ايضا مخالفات ومعارضات له .
واشار قائد الثورة الاسلامية الى مصالح ايران الاسلامية وامكانياتها الوفيرة، لافتا الى ان القوى الطامعة في ثروات الدول الاخرى غير مستعدة للتخلي عن اطماعها في ايران الا ان الثورة الاسلامية تتصدى لها ولن تسمح لها ذلك.
واعتبر قضايا "حقوق الانسان والارهاب ومزاعم زعزعة الاستقرار في المنطقة من جانب ايران" ذرائع اميركا ضد الجمهورية الاسلامية الايرانية واضاف، ان اميركا هي نفسها ارهابية وراعية للارهاب وداعمة للكيان الصهيوني الذي هو اساس الارهاب وتاسس منذ يومه الاول بممارسة الارهاب والظلم، لذا لا يمكن التفاهم معها.
واكد قائد الثورة بانه على الاميركيين ان يعلموا بان الجمهورية الاسلامية الايرانية لن تتراجع عن مواقف مثل مقارعة الظلم والدفاع عن فلسطين وبذل الجهد لضمان حقوق الشعب.