اعتبر قائد الثورة الاسلامية آية الله السيد علي الخامنئي، القضیة الفلسطینیة الیوم هي في مقدمة القضایا السیاسیة للأمة الإسلامیة، وعلى الجمیع أن یبذلوا جهودهم لتحریر الشعب الفلسطینی وإنقاذه، مؤكدا أن فلسطین الحبیبة ستتحرر بالتأكيد.
ولدى استقباله صباح الیوم رؤساء السلطات الثلاث وکبار مسؤولی الدولة والضیوف المشارکین فی مؤتمر الوحدة الاسلامیة لمناسبة ذکرى المولد النبوی الشریف، اعتبر سماحة قائد الثورة الاسلامیة التمسک بتعالیم خاتم الأنبیاء بأنه شرط لخلاص الأمة الإسلامیة من المشکلات الداخلیة والإقلیمیة والدولیة، مؤکدا: اذا اراد العالم الإسلامی العزة والقوة، فعلیه ان یضع الوحدة والاستقامة فی مقدمة اهتماماته.
وقدم سماحة القائد التهنئة بالمولد النبوی الشریف الى الشعب الایرانی والأمة الاسلامیة وجمیع أحرار العالم، وقال: ان النبی الأعظم (ص) کان رحمة الله لجمیع البشریة، وان اتباعه ینقذ الشعوب من ظلم القوى واستکبارها ومن الخلافات الطبقیة وظلم الطبقة الثریة وسائر الآلام والقیود.
وأشار سماحته الى تأکید الله سبحانه وتعالى للأنبیاء وأتباعهم بشأن الاستقامة والثبات کشرط للنصر، مضیفا: ان الاستقامة الیوم على نهج النبی الأعظم من شأنها ان تحبط المؤامرات الکبرى للاستکبار العالمی.
ووصف سماحة آیة الله الخامنئی، أمیرکا والکیان الصهیونی والرجعیة وأذناب هذه القوى بأنهم یمثلون فراعنة العالم الیوم، وأشار الى محاولاتهم لإثارة الخلافات والحروب داخل الأمة الإسلامیة، وقال: ان بعض الساسة الامیرکان کشفوا عن عمد او غیر عمد انه لابد من إثارة الحرب والصراعات فی منطقة غرب آسیا لکی یحظى الکیان الصهیونی بهامش آمن، ولئلا یتمکن الکیان الدامی للعالم الاسلامی من التطور.
* لا دوافع لدینا للخلافات مع الحکومات المسلمة لکننا نقف بوجه عملاء أمیرکا
وأعرب سماحة القائد عن الأسف الشدید بتبعیة بعض حکام المنطقة للرغبات الامیرکیة، مضیفا: ان الجمهوریة الاسلامیة لیست لدیها ایة دوافع للخلافات مع الحکومات المسلمة، ومثلما تسود الوحدة والأخوة داخل ایران، فنحن نؤمن بضرورة الوحدة فی العالم الإسلامی ونرغب بتطبیقها.
وأکد: ان منطقنا أمام أذناب أمیرکا فی المنطقة یتمثل فی النصیحة، ولسنا بصدد الرد على تصریحات بعض الجهّال، الا اننا ننصحهم أن خدمة الجائرین فی العالم تعود بالضرر علیهم، وحسب تصریح القرآن الکریم، فإن مواکبة الظالمین عاقبتها ستکون الهلاک والدمار.
ورأى سماحة آیة الله الخامنئی ان الهدف النهائی للأعداء من تأسیس الجماعات التکفیریة یتمثل فی إثارة الحرب الطائفیة بین الشیعة والسنة، مضیفا: ان الله سبحانه وتعالى جعل أعداءنا من الحمقى، وهذا أدى الى عدم تحقق هدف أعداء الإسلام ای الحرب الطائفیة، وان شاء الله سوف لن یتحقق فی المستقبل کذلک.
وبیّن سماحة القائد ان الصمود هو رمز النصر امام التکفیریین المتوحشین، مضیفا: ان مواجهتهم، هی مواجهة ضد الظلم وتحریف الإسلام، والآن ایضا فإن أذیالهم أینما کانوا هم عملاء لأمیرکا والصهیونیة، ونحن سنقف فی مواجهتهم.
وعدّ سماحته الوحدة بین الأمة الأسلامیة وصمودها فی مجابهة الصهیونیة وسائر أعداء الإسلام، بأنها تمثل علاج آلام العالم الإسلامی والسبیل للوصول الى القوة والعزة، مؤکدا: ان القضیة الفلسطینیة الیوم هی فی مقدمة القضایا السیاسیة للأمة الإسلامیة، والجمیع مکلفون بأن یبذلوا جهودهم لتحریر الشعب الفلسطینی وإنقاذه.
واعتبر قائد الثورة، الذین یدعون انهم یریدون ان یعلنوا القدس عاصمة للکیان الصهیونی، فهذا ناجم عن عجزهم وفشلهم.. فأیدیهم فی القضیة الفلسطینیة مغلولة، ولا یمکنهم تحقیق أهدافهم، مضیفا: ان العالم الاسلامی لا شک سیصمد أمام هذه المؤامرة، وان الصهاینة بفعلتهم هذه سیتلقون ضربة کبرى، ولا شک فإن فلسطین الحبیبة ستتحرر بالتالی.
واشاد سماحة آیة الله الخامنئی (حفظه الله) بشجاعة الشعب الایرانی وبصیرته واستقامته، فی تجاوز العقبات الصعبة خلال قرابة العقود الأربعة الماضیة، وقال: لیعلم أصدقاء الجمهوریة الاسلامیة الایرانیة وأعداؤها فی أنحاء العالم، أن المشکلات القادمة ستکون أصغر من مشکلات العقود الأربعة الماضیة، وان الشعب الایرانی سیتمکن من إحباطها کلها بقوة أکبر، وسیرفع رایة العزة الإسلامیة على قمم أرفع.