شهداء وأكثر من 1000 جريح في مسيرات يوم العودة

قيم هذا المقال
(0 صوت)
شهداء وأكثر من 1000 جريح في مسيرات يوم العودة

الفلسطينيون يخرجون بكثافة في جمعة أطلقوا عليها اسم "جمعة الكوشوك" ضمن فعاليات مسيرة العودة الكبرى التي انطلقت الأسبوع الماضي في فلسطين بذكرى يوم الأرض، والاحتلال يعتدي على المتظاهرين بالرصاص الحي وقنابل الغاز ويوقع عشرات المصابين في صفوفهم، والقائد العام لحركة حماس في غزة يحيي ‏السنوار يقول من مسيرة العودة "إننا نسير على نهج الشهيد ياسر عرفات".

توافد آلاف الفلسطينيين إلى خيام مسيرة العودة المقامة شرق قطاع غزة قرب السياج الفاصل ضمن فعاليات مسيرة العودة الكبرى التي انطلقت في ذكرى يوم الأرض الأسبوع الماضي.

وتحدثت وزارة الصحة الفلسطينية عن استشهاد 8 متظاهرين ووقوع 1356جريحاً بينهم 118 طفلاً و78 إمرأة، متحدثةً  عن إصابات بالرصاص الحي، وأن قوات الاحتلال استهدفت النقاط الطبية والإسعاف شرق رفح بقنابل الغاز.

وذكر المراسلون, في غزة أنّ الاحتلال استخدم قنابل الغاز البعيدة المدى في محاولة لتفرقة المتظاهرين شرق القطاع، واستخدمت طائرتان عسكريتان إسرائيليتان في إطلاق هذه القنابل على المتظاهرين المدنيين.

وقام شبّان بإحراق الإطارات قرب السياج الفاصل تزامناً مع تحليق طائرات استطلاع إسرائيلية على علو منخفض فوق السياج.

كما حرق متظاهرون صوراً للملك السعودي وولي العهد محمد بن سلمان في تعبير عن غضب الفلسطينيين من تصريحات الأخير التي أكد فيها "حقّ اليهود في إقامة دولتهم".

ونشرت قوات الاحتلال طواقم إطفاء ومراوح عملاقة لتشتيت الدخان الصادر من الإطارات المشتعلة، في وقتٍ تحدثت القناة العاشرة عن مشاركة 13 ألف متظاهر على طول حدود قطاع غزة.

وفي الضفة الغربية خرجت مسيرات شعبية وأشعل متظاهرون النيران بالإطارات في الخليل والبيرة ورام الله.

ودعا ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي تحت وسم #جمعة_الكوشوك للتظاهر في الجمعة الثانية لإطلاق مسيرة العودة، والتركيز على حرق إطارات السيارات لحجب الرؤية أمام قناصة جنود الاحتلال الإسرائيلي في مظاهرة سلمية لتجنب سقوط أعداد كبيرة من الشهداء والإصابات.

وبحسب صحيفة هآرتس فإنّ تقديرات الجيش الإسرائيلي تتوقع خروج 50 ألف فلسطيني اليوم في 5 نقاط مختلفة بالقرب من السياج الفاصل مع قطاع غزة.

وحثّ مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان إسرائيل على ضمان عدم استخدام "القوة المفرّطة" مع الفلسطينيين.

وقال السنوار من مسيرة العودة غزة "لن تجوع ولن تتخلى عن المشروع الوطني، ونحن خرجنا اليوم وسنخرج على مدار الأيام المقبلة وسنفاجئ شعبنا ولينتظروا زحفنا القريب".

وقال المسؤول الفلسطيني "اذا انفجر الوضع في غزة فسوف ينفجر في وجه الاحتلال الإسرائيلي، ونحن نخرج اليوم لنقول للعالم أجمع إن غزة حرة".

من جهته، قال القيادي في حركة حماس صلاح البردويل إن الشعب الفلسطيني خرج اليوم بسبب شعوره أن حقوقه في مهب الريح، مشيراً إلى أن "هناك مؤامرة تحضّر على حقوق الشعب الفلسطيني بعد سبعين عاما من النضال".

وإذ أكد أن "لاطريق أمامنا سوى العودة إلى ديارنا بعيداً عن صفقة القرن وغيرها من المؤامرات، رأى أنه إذا لم يضع العالم جهده لحل القضية الفلسطينية سيجد العدو نفسه أمام مأزق كبير.

لجان المقاومة اعتبرت أن الشعب (الفلسطيني) يخوض معركة الدفاع عن الثوابت وسيُفشل بصموده كل المخططات التصفوية للقضية الفلسطينية، وهو يؤكد أن المقاومة خيار استراتيجي لا بديل عنه في مواجهة الاحتلال.

الناطق باسم حماس فوزي برهوم قال إن ‏"ما يحدث في غزة  ليس مجرد مظاهرات بدأت وستنتهي بل رسالة شعب فهم متطلبات المرحلة جيداً، فأخذ القرار بيده وفجّر ثورته وشقّ طريقه نحو الحرية وكسر الحصار وإنتزاع حقوقه، وسيستمر حتى يحدث  تحوّل كبير ومحطة فاصلة في تاريخ الصراع مع الإحتلال".

 

الرئاسة الفلسطينية: تأكيد على ضرورة تحرك المجتمع الدولي

وفي ردود الفعل الفلسطينية، أكد عضو المجلس الثوري في حركة فتح محمد الحوراني أن هناك رفض رسمي وشعبي فلسطيني واضح لصفقة القرن،  مشيراً إلى أن موقف حركة فتح يقوم على العمل السياسي بموازاة كافة ادوات النضال الملائمة للمرحلة الحالية.

 الحوراني شدد أن "أي رهان على إسرائيل لتغيير عقليتها بشأن الحقوق الفلسطينية هو وهم،  ورأى أن علينا درس احتمالية إجراء انتخابات رئاسية وتشريعية والعودة إلى الشعب الفلسطيني ليحدد خياراته".

من جهته، قال مسؤول الدائرة السياسية في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ماهر الطاهر إن "صفقة القرن ولدت ميتة ولا يمكن أن تمر، وأن بعض الامراء في الخليج(الفارسی) يتوهم أن الفرصة مؤاتية لتصفية القضية الفلسطينية".

وإذ رأى "أن السعودية تريد محاربة ايران على حساب الشعب الفلسطيني من خلال فتح علاقات مع اسرائيل"، اكد الطاهر أن ولي العهد السعودي "ارتكب خطأ استراتيجياً ورهانه على اسرائيل هو رهان خاسر".

وعبرّت الرئاسة الفلسطينية عن إدانتها الشديدة لعمليات القتل والقمع، التي تقوم بها قوات الاحتلال الإسرائيلي في مواجهة الهبة الجماهيرية الشعبية السلمية، التي أدت إلى سقوط 8 شهداء ومئات الجرحى في قطاع غزة.

وطالبت في بيان لها،  مندوب دولة فلسطين في الأمم المتحدة، وفي الجامعة العربية، والاتحاد الأوروبي، بالتحرك الفوري مع كافة الأطراف الدولية للعمل على وقف هذه الوحشية والقتل المتعمد لجيش الاحتلال في مواجهة أبرياء عزل، خرجوا في مسيرة سلمية للدفاع عن حقهم بالعيش والحرية والكرامة.

وجددت، التأكيد على ضرورة تحرك المجتمع الدولي، وفي مقدمته مجلس الأمن الدولي لتوفير الحماية الدولية لشعبنا الأعزل، في مواجهة جيش الاحتلال الذي يستخدم القتل والقمع لإسكات صوت الحق والعدل الفلسطيني.

 

المسيرة مستمرة..والمقاومة جاهزة للدفاع عن الشعب

وهدد جيش الاحتلال مساء الخميس بتنفيذ عمليات استهداف داخل قطاع غزة وذلك "للحيلولة دون تحول الاحتجاجات إلى مظاهرات أسبوعية".

وقال الناطق باسم الجيش الإسرائيلي إن "الجيش مستعد للرد بقوة إذا ما جرت أعمال استفزازية على السياج الأمني" واتهم حركة حماس بمحاولة تنفيذ هجمات تحت غطاء مسيرة العودة.

وتعليقاً على تهديدات الاحتلال قال القيادي في حماس محمود الزهار "المقاومة جاهزة للدفاع عن شعبنا في حال تمادى الاحتلال..سنسقط صفقة القرن والرهان عليها خاسر".

وأضاف الزهار "صفقة القرن إلى زوال..هي صفقة لا أساس لها على أرض الواقع وهي محاولات أميركية إسرائيلية للالتفاف على قضيتنا، والشعب الفلسطيني كتب شهادة وفاة صفقة القرن بمسيرة العودة".

وبحسب الزهار فإنّ "الرسالة واضحة" وهي رسالة من دون سلاح تعامل معها الاحتلال بإجرام.

من جهته قال عضو المكتب السياسي في الجبهة الديمقراطية طلال أبو ظريفة إنّ إسرائيل حاولت بكل الطرق وقف المسيرات، مضيفاً أنّ هذا الحراك الجماهيري أعاد للقضية الفلسطينية موقعها "وهذا يزعج أميركا وإسرائيل"، مؤكداً استمرار الفلسطينيين في مسيرتهم مهما كانت التضحيات وأنّ "الاحتلال إلى زوال".

وكان قد خرج عشرات آلاف الفلسطينيين في مسيرة العودة الكبرى في عموم فلسطين وقام الاحتلال بقمعها بالرصاص الحي وقنابل الغاز ما أدى إلى سقوط شهداء ومئات الجرحى في أكثر من منطقة في قطاع غزة إضافة إلى عشرات الإصابات بالضفة الغربية.

وبحسب المصادر الطبية فإنّ عدد الشهداء منذ الجمعة الماضية بلغ 20 شهيداً وأكثر من 1500 إصابة، حيث أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية اليوم استشهاد الشاب ثائر محمد رابعة 30 عاماً متأثراً بجراح أصيب بها الجمعة الفائتة شرق جباليا في شمال قطاع غزة، سبق ذلك استشهاد شابين فلسطينيين أمس أحدهما متأثراً بجراح أصيب بها قبل أيام فيما أصيب الآخر برصاص الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة الخميس.

وأوضح المتحدث باسم وزارة الصحة بغزة أشرف القدرة أن الشاب شادي حمدان الكاشف (34 عاماً) استشهد صباح الخميس متأثراً بجراح أصيب بها قبل أيام شرق رفح، وهو من ذوي الاحتياجات الخاصة.

فيما أعلن مدير الإسعاف والطوارئ بمجمع الشفاء الطبي أيمن السحباني أن جثمان شاب فلسطيني وصل أيضاً لمجمع الشفاء الطبي بعد استشهاده برصاص الاحتلال، ولاحقاً أعلنت وزارة الصحة أن الشهيد هو مجاهد نبيل الخضري (25 عاماً) من سكان مدينة غزة.

وكان الشهيد الخضري كتب على صفحته على فيسبوك "لن نبالي بالقيود بل سنمضي للخلود".

قراءة 1398 مرة