شعبية اوباما

قيم هذا المقال
(0 صوت)

تشير استطلاعات الرأي الى تدني شعبية الرئيس اوباما ، حتى انه بات يقارن بالرؤساء الاقل شعبية في تاريخ الولايات المتحدة. ولعل ابرز الاسباب لتدني هذه الشعبية هو الوضع الاقتصادي ، فالمواطن الامريكي لم تعد تدغدغ عواطفه الخطابات الرنانة والوعود الوردية بتخطي الازمة الاقتصادية وتحقيق الرفاه ما دام انه لم يلمس عن كثب تحسن الوضع الاقتصادي من خلال تحسن الدخل لتشمل قطاعات لها علاقة مباشرة به.

لغة الارقام وحدها هي القادرة على تغيير صورة الرئيس ورفع شعبيته وليس لغة الكلام والوعود، وهذا هو المؤشر الحقيقي لعلاقة الرئيس بمواطنيه ، فانت رئيس ناجح ما دمت قادرا على تحقيق وعودك الانتخابية وتحقيق الرفاهية للفرد العادي ، ولعل هذا الامر يعكس عقلية الشعب الامريكي البراغماتيه والتي تتحرك بوصلتها وفق المصلحة والمصلحة فقط.

لقد اكثر الرئيس اوباما من الوعود في حملته الانتخابية وهذه الوعود اصبحت عبئا عليه عندما تسلم مقاليد الحكم ، وهذا قد يلحق الاذى بالحزب الديمقراطي الذي قد يخسر حظوظه بالاغلبية لصالح الحزب الجمهوري في الانتخابات النصفية القادمة.

لم يستطع الرئيس حتى الان تحقيق اي وعد من وعوده الانتخابية وهذا ما يزيد الضغط على حزبه الذي بات في موقع حرج للغاية انتخابيا، وربما ادرك الرئيس بعد الانتخابات بانه اسرف في اطلاق الوعود بالتغير في حين يقف الان عاجزا عن تنفيذ اي منها ولاسباب عديدة، وزاد الوضع سوءا التسرب النفطي في خليج المكسيك والذي عطل الحياة البحرية لعدة اشهر .

ربما يساور الرئيس اوباما الشك في قدرته على النجاح في الفترة الرئاسية الثانية بعد عامين او يزيد و يقلق حزبه توقعات الانتخابات القادمة والتي قد يخسر فيها الحزب لصالح الجمهوريين، في وقت يزداد فيه الضغط الجماهيري على الرئيس وحزبه بشكل عام.

لا احد ينكر ذكاء الرئيس اوباما ، لكن التحديات الاقتصادية التي تمر بها الولايات المتحدة تجعله مكبل اليدين في وسط طوفان من المعارضة والتذمر في الشارع الامريكي ، في حين يستغل الحزب الجمهوري هذا الامر لممارسة مزيد من الضغوط على الرئيس وادارته.

اذا ما فاز الجمهوريون بالاغلبية في الانتخابات النصفية فان من المستبعد ان يكون الرئيس قادرا على تنفيذ ايا من الوعود التي قطعها على نفسه ، لانه في هذه الحالة سيكون في وضع لايسمح له بالتحرك او المناورة وقد يؤدي هذا الى زعزعة الحزب الديمقراطي الذي سيجد من الصعوبة بمكان ان يتبنى سياسات وقوانين لا يملك النصاب القانوني او القدرة العملية على تفعيلها ومن ثم تمريرها وسيكون الحزب كالرئيس غير قادر على التحرك او المناورة.

يبدو ان السنوات القادمة ستكون صعبة بالنسبة للرئيس ولحزبه وهذا قد يدفع الرئيس للتمسك بأي فرصة من اجل تحقيق انجاز سياسي ، ولعل عملية السلام ستكون الملاذ الاخير الذي سيحاول الرئيس وحزبه انجازه ، تماما كما حصل مع الريس كارتر عندما كانت شعبيته متدنية للغاية.

 

قراءة 1649 مرة