اكد الامين العام لحزب الله السيد حسن الله ان الاميركيين والصهاينة عملوا على التخلص من المقاومة في لبنان بأي شكل من الاشكال، لافتا الى ان المقاومة هي التي طردت المحتلين الصهاينة من لبنان.
وقال السيد نصرالله في كلمة القاها في مهرجان "الوفاء للنصر" الذي اقيم اليوم الاحد في بلدة النبطية جنوب لبنان: أوجه التحية لشعب غزة المقاوم والصامد والمرابط وقد زحف إلى حدود القطاع وعبر عن حضوره الشجاع والفدائي في وجه الاحتلال.
واضاف : أوجه التحية إلى الشعب اليمني بمناسبة صموده في مواجهة العدوان الغاشم بالرغم من الجرائم والتجويع.
وقال الأمين العام لحزب الله إن الإسم والعنوان "لائحة الأمل والوفاء"، أتخذ عمدا بما له من دلالات، أولا الأمل بالمسقبل وبكل ما هو آت والأمل بالنصر وبالإصلاح وبالقدرة على مواجهة التحديات والتغلب عليها إنطلاقا من ثقافتنا وايماننا بوعد الله وثقتنا بوعده وبتوكلنا عليه وباعتقادنا الجازم بقول إن تنصروا الله ينصركم.
وأضاف السيد نصرالله إن هذا الإسم "ينطلق هذا الايمان أيضاً من الايمان بالشعب لأنه شعب حي أثبت من خلال كل التجارب أنه عصي على اليأس وهو كجبال لبنان الشامخة يواجه كل الأعاصير”، وشدد على أن “الأمل جزء من عقيدتنا وثقافتنا وتربيتنا وتكويننا النفسي وهذا ما نريد أن نعززه في كل حدث ومعركة".
وأضاف السيد نصرالله أن “الوفاء أيضا أصلا في إيماننا وثقافتنا واليوم الوفاء هو لكل المضحين، لشعبنا المضحي والصامد والوفي، ولكل الشهداء الذين سقطوا دفاعا عن هذا البلاد، ولكل شهيد في المقاومة وفي حركة أمل وحزب الله وفي القوى الإسلامية والوطنية، ولكل شهيد في الجيش اللبناني والجيش السوري وفصائل المقاومة الفلسطينية، والوفاء لعائلاتهم الشريفة ولكل جريح من جرحاهم، ولكل الأسرى الذين عانوا في سجون الاحتلال والذين هجروا من ديارهم ودمرت ديارهم”، وقال إن “الوفاء مع هؤلاء جميعا لامامهم وسيدهم وملهمهم ومعلمهم الاول سماحة الامام السيد موسى الصدر والوفاء لكل قادتنا الشهداء”. ودعا السيد نصرالله إلى أن “نكون جميعا في موقع الأمل والوفاء ونريد أن نستمر في هذا الموقع”، وتابع “هذه اللائحة بما تجمل هي تحمل هذا المعنى وتستطيع بكل قوة أن تعبر عن هذه الدلالات”.
ووصف الأمين العام لحزب الله المجلس النيابي في لبنان بأنه أم المؤسسات في الدولة، وقال إن له صلاحيات واسعة جدا ومهمة جدا، واعتبر أن المجلس النيابي في لبنان قد يكون من القليل من المجالس في العالم من يتمتع بهذه الصلاحيات، “هو ينتخب الرئيس ويسمي رئيس الحكومة ويمنح الثقة للحكومة ويقر الموازنة ويضع القوانين الناظمة لكل شؤون الحياة”.
وتحدث السيد نصرالله أن الملف الأول بالنسبة إلى أهل الجنوب بشكل خاص وأهل البقاع الغربي وراشيا، هو التهديدات الإسرائيلية والصراع مع هذا العدو، وتابع “نحن أمام عدو يمارس العدوان وعدو يطمع بأرضنا وخيراتنا، الجنوب خصوصاً واجه معانات كبيرة مع هذا العدو على مدى سنوات طويلة، والأجيال الجديدة في لبنان يجب أن تعرف جيدا هذه الحقيقة”، وأوضح أن هذه المعاناة بدأت قبل 1948 وتكرست هذه المعاناة بعد قيام كيان الإحتلال، الأجيال الجديدة يجب أن تعرف هذه الحقيقة”.
وقال الامين العام لحزب الله “في كل تلك هذه التجربة وهذا الملف، من الذي أخرج المحتلين من لبنان؟ إذا كان أحداً على الكرة الأرضية يقول إن عاملاً آخر غير عامل المقاومة فليقدم الدليل”، واكد السيد حسن نصرالله أن “كل الشعب يعرف أن الذي أخرج المحتلين من لبنان هم المقاومون وعشبهم الذي صبر معهم وقدم التضحيات”، وأن “المقاومة أنجزت التحرير في العام 2000 ببركة الوحدة والتكامل والمحبة بين حزب الله وحركة أمل وجهود المقاومين جميعا”.
وأشار السيد نصرالله إلى أنه وبعد العام 2000، و”الاسرائيلي ومن خلفه الاميركي وكل ذلك الحلف أدرك أن هناك قوة حقيقية في لبنان هي المقاومة وهي استطاعت أن تدخل إلى وجدان اللبنانيين وأن تخرج الاسرائيلي بلا قيد أو شرط من أرض لبنان، ونجحت أن تدخل المنطقة إلى عصر الانتصارات وأن تحي روح المقاومة وثقافة المقاومة على امتداد الامة وبالتالي يجب أن نتخلص منها”.
وأوضح السيد نصرالله أن “التآمر بدأ على المقاومة منذ العام 2000، والخطوة الأولى كانت بالانسحاب المفاجىء من زاوية عدم تبليغ جيش لحد وشبكات العملاء بالإنسحاب وتركهم لمصيرهم عمداً، وهو يعلم أن هؤلاء ينتمون إلى طائفة واحدة هي العمالة، وإن كانوا يضمون شيعة وسنة ودروز ومسيحيين، والعمالة كانت عابرة للطوائف، ومن أغلب المدن والبلدات في الشريط الحدودي، وتقديره كان يقضي بأن المقاومة عندما تتدخل هذه المنطقة سوف ترتكب المجازر وتقيم المحاكم الميدانية وتحرق البيوت وتسلب الأموال، وبالتالي يتم تحويل العرس الوطني إلى جنازة والنصر إلى فتنة وحرب أهلية، لكن تم التغلب على هذا، وأهلنا في الجنوب وكل المقاومين الذين كانوا يقاتلون معكم بوعيكم وحكمتكم واخلاقكم الكريمة أصقطون هذه الفتنة”.
وتحدث الأمين العام لحزب الله عن المحاولة الثانية في التآمر على المقاومة، وأوضح أن هذه المحاولة ترهيبية وبالتحديد بعد أحداث 11 أيلول، وأوضح أنه “جاء مندوب أميركي من أصل لبنان وكان مرسلا من ديك تشيني نائب رئيس الولايات المتحدة في ذلك الوقت وأبلغني أنهم حاضرون أنتم تدخلون في الحكومة والسلطة ونعطي لكم مليارات الدولارات بشرط العمل لدى الأميركان على المستوى الأمني والتخلي عن مقاومة العدو الإسرائيلي”، وأوضح أن المندوب الأميركي هو الصحافي الأميركي اللبناني جورج نادر، وقال الأمين العام إن “غلطتي كانت عدم أخذ الورقة”.
وأعلن السيد نصرالله أن المحاولة الثالثة كانت في العام 2005، بعد خروج القوات السورية من لبنان نتيجة الأحداث التي حصلت، وأضاف “عرض علينا كل شي من الولايات المتحدة وبعض الدول الإتحاد الأوروبي، وعندما رفضنا قيل لنا ماذا سنقول لكل هذه الدول، عرض علينا كل ما يطمح اليه حزب سياسي في لبنان من سلطة ومشاريع وأموال على أمل أن يؤدي ذلك إلى إنتهاء المقاومة”.
وتابع السيد نصرالله أنه “في العام 2006 كانت الحرب من أجل سحق المقاومة بعد فشل الحوار معها لتأسيس شرق أوسط جديد وفشل هذا الأمر، وصولا إلى أحداث سوريا التي بدأت في العام 2011، وأحد الاهداف الأساسية، بحسب ما نعتقد، هو ضرب المقاومة في لبنان وحركات المقاومة في المنطقة”.
وأوضح السيد نصرالله أن “الأخطر في كل ما كان يخطط للمقاومة في لبنان كان هو القتال الداخلي، هو جعل الجيش يصطدم في المقاومة”، وكشف السيد نصرالله أنه “في العام 2005 قام الأميركان بدراسات واستطلاعات داخل مؤسسات الجيش اللبناني حول ما إذا كانت القيادة والضباط والجنود جاهزين للذهاب إلى قتال ضد المقاومة، وهي حصلت على أساس تركيب طائفي، من خلال سؤال الضباط والرتباء والجنود على أساس طائفي، ووجدوا في ذلك الوقت أن هذا الجيش لن يقبل أن يذهب إلى قتال مع المقاومة وهذا كان أحد أسباب السرعة في الذهاب إلى الحرب الإسرائيلية في العام 2006”.
وقال الأمين العام لحزب الله إنه “في العام 2006 وخلال حرب تموز، هناك من عمل على هذا الخيار لضرب المقاومة، الحكومة في ذلك الوقت ورئيسها أعطى قرارا لقيادة الجيش في قلب حرب تموز بمصادرة أي شاحنة تأتي من البقاع إلى الجنوب وتحمل السلاح إلى المقاومة وتمت مصادرة الشاحنة الأولى ومن أعطى القرار كان يراهن على القتال بين المقاومة والجيش في حرب تموز، لكن حكمة الطرفين والتدخل السياسي في ذلك الوقت هو من أدى إلى لملمة الموضوع وبصعوبة بسبب إصرار رئيس الحكومة في ذلك الوقت على قراره”.
وأوضح السيد نصرالله أنه “بعد العام 2006 عندما استقال الوزراء من الحكومة، وزراء أمل وحزب الله، اجتمعت الحكومة من أجل مناقشة ملف شبكة إتصالات المقاومة حتى صلاة الصبح من أجل أخذ قرار بنزع شبكة السلكي التابعة للمقاومة وأعطيت الأوامر للجيش لتفكيكها ولو بالقوة والهدف كان بالعام 2008 هو أن يؤدي ذلك إلى الدخول في مواجهة بين الجيش والمقاومة”، وشدد على أنه في لبنان وفي خارج لبنان وفي أميركا والانظمة الخليجية من عاد اليوم ليكون رهانا على هذا الصدام وهذه المعركة، والضمانة هي الحضور القوي في الدولة.
وأشار السيد نصرالله إلى أنه “من يشكل الضمانة هو قيادة الجيش وضباط الجيش وجنود الجيش، لذك المطوب التحصين السياسي للمقاومة وذلك يتم من خلال الحضور القوي، ويجب أن تكون القوى المؤمنة في المقاومة حاضرة بقوة في المجلس النيابي من أجل قطع كل الأيادي التي تطمح بخيرات لبنان ويجب أن يكون حضورها قوي في الحكومة وفي الرئاسات”.
وشدد السيد نصر الله على أن “الملف مع الإسرائيلي لم ينته حتى اليوم، لدينا ملف مزارع شبعا وتلال كفرشوبا والإسرائيلي الذي يفاوض ويريد أن يفاوض هل سيرد لنا مزارع شبعا؟ وملف النفط والغازم وملف التهديدات الإسرائيلية الدائمة بشن حرب على لبنان”، وأضاف “في مقابل ذلك لدينا معادلتنا القوية، الجيش والشعب والمقاومة كي نستطيع مواجهة كل هذه التحديات”. ولفت السيد نصرالله إلى أنه “في بعض اللوائح المنافسة هناك أصدقاء ولكن هناك أيضا أعداء وأهل الجنوب أول في كل الدوائر لأن هذه الموضوع يمس أمنكم وكرامتكم وحياتكم وبالتالي يجب أن يكون أهل الجنوب حاسمين في خياراتهم الإنتخابية”.