هي الذكرى الأشد قساوة على الإطلاق بالنسبة إلى الفلسطينيين؛ يوم نكبتهم واغتصاب أرضهم من قبل الاحتلال الإسرائيلي. 64 عاماً مضت ولا تزال النكبة مستمرة
رام الله | لن تختلف فعاليات النكبة هذا العام عن سابقاتها، حيث ستُرفع الرايات السوداء في كل مكان، فيما سيخرج الجميع في مدن وقرى ومخيمات الضفة الغربية، إلى مراكز المدن وساحاتها، لإحياء الذكرى، على أن تتوجه مجموعات من الناشطين الى سجن عوفر الاحتلالي، بالقرب من مدينة رام الله لإحياء هذه الذكرى أمامه.
وقال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، زكريا الآغا، إن المسيرة والمهرجان المركزي في محافظات الضفة الغربية ستنطلق من جميع المحافظات والقرى والمخيمات باتجاه ميدان الشهيد ياسر عرفات، على أن تلتقي جميعاً أمام ضريح الرئيس ياسر عرفات. وهناك ستطلق صفارات الحزن، بحيث دعا الآغا جماهير الشعب الفلسطيني الى التقيد بالوقوف التام لمدة 64 ثانية عند إطلاق الصافرة عند منتصف النهار في الساعة الـ12 ظهراً.
وستوجه اللجنة الوطنية العليا لإحياء النكبة مذكرات سياسية تؤكد على الحقوق الفلسطينية لكل من الأمين العام الأمم المتحدة، والأمين العام لجامعة الدول العربية، والمفوض السامي لحقوق الإنسان، والأمين العام لمنظمة مؤتمر العالم الإسلامي.
في المقابل، نقل موقع «ولا» العبري، عن مصادر في الجيش الإسرائيلي، قولها إن «حالة من القلق تنتاب الجهات الأمنية الإسرائيلية» في ذكرى النكبة، وإن رئيس هيئة أركان الجيش، بيني غانتس، بحث أخيراً طرق التعامل مع التظاهرات العنيفة المتوقعة في يوم النكبة، التي ستكون أكثر من المعتاد هذا العام بسبب إضراب الأسرى عن الطعام، مع قادة الوحدات الإسرائيلية المختلفة العاملة في الضفة الغربية وقطاع غزة، مشيراً إلى أن «كل متظاهر سيكون بمثابة قنبلة موقوتة». وبحسب التقديرات الإسرائيلية، فإن مراكز التظاهرات في الضفة سيتركز في بيت ريما وقلنديا، فيما سيكون معبر إيرز هو مركز المواجهة بغزة.
وفي مثل هذه الأيام قبل 64 عاماً سيطرت دولة الاحتلال على 774 قرية ومدينة، ودمر جيشها 531 قرية ومدينة فلسطينية، وارتكبت قواتها أكثر من 70 مذبحة ومجزرة بحق الفلسطينيين، أدت إلى استشهاد ما يزيد على 15 ألف فلسطيني. ومنذ أحداث نكبة 1948، تضاعف عدد الفلسطينيين أكثر من 8 مرات، بحيث يقدرون اليوم بحوالى 11.2 مليون نسمة، أكثر من نصفهم في الشتات.
المستوطنون اليهود وصل عددهم في الضفة الغربية إلى أكثر من نصف مليون مستوطن، موزعين على 474 موقعاً استيطانياً، ونصفهم يعيشون في القدس المحتلة بهدف تهويدها. أما جدار الفصل العنصري، فقد التهم نحو 13 في المئة من مساحة الضفة الغربية، ويعزل الجدار نهائياً حوالى 53 تجمعاً يسكنها ما يزيد على 300 ألف نسمة، ويحاصر 165 تجمعاً سكانياً يقطنها ما يزيد على نصف مليون نسمة.