الرئيس الأميركيّ دونالد ترامب يعرب عن قلقه إزاء التقارير التي تتحدّث عن اختفاء الصحافيّ السعوديّ جمال خاشقجي، ويقول إن "هناك تداول لروايات سيئة وأنا لا أحب ذلك"، ووزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو يدعو الحكومة السعودية إلى دعم إجراء تحقيقٍ شامل شفاف بشأن الاختفاء.
أعرب الرئيس الأميركيّ دونالد ترامب عن قلقه إزاء التقارير التي تتحدّث عن اختفاء الصحافيّ السعوديّ جمال خاشقجي.
وفي أول تعليق له على اختفاء خاشقجي أبدى ترامب قلقه بشأن التقارير الواردة عن اختفاء خاشقجي في تركيا، وقال "لا يستطيع المسؤولون في القنصلية انقاذ أنفسهم بالقول إنه غادر، السلطات المختصة ملزمة بتقديم دليل لهذه الادعاءات في هذا الشأن إذا غادر فيجب عليكم إثبات ذلك وستثبتون ذلك بالصور من يسأل السلطات التركية أين هو يجب أولاً أن يسألوا كيف حصل هذا"؟.
وأضاف "أشعر بالقلق وآمل أن تصطلح الحال. حالياً لا أحد يعرف أي شيء عن الموضوع. هناك تداول لروايات سيئة. أنا لا أحب ذلك".
وتابع ترامب "لم أتحدث مع المسؤولين السعوديين بشأن خاشقجي لكني سأفعل ذلك في مرحلة ما".
بدوره، دعا وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو الحكومة السعودية إلى دعم إجراء تحقيقٍ شامل بشأنِ اختفاء الصحافيِّ السُعوديِّ.
المسؤولُ الأميركيّ طالب الرياض بالتحلي بالشفافية بشأن نتائج التحقيق.
وفي السياق، حذّر السناتور الأميركيّ الجمهوري ليندسي غراهام السعودية من أنه إذا تأكد اغتيال خاشقجي فإنّ العواقب ستكون مدمّرة على علاقات واشنطن والرياض.
غراهام شدد على أنه سيكون ثمّة ثمن كبير يتعيّن أن تدفعه السعودية وليس اقتصادياً، فحسب وأكد غراهام أنّ رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ بوب كوركر يشاطره الرأي.
من جهتهم، دعا فريق من خبراء الأمم المتحدة السعودية إلى إجراء تحقيق دولي مستقل وفوري في قضية اختفاء الصحافي السعودي جمال الخاشقجي.
وقال الخبراء وهم: رئيس الفريق المعني بحالات الاختفاء القسري برنار دوهايم، والمقرر الخاص المعني بحرية التعبير ديفيد كاي، والمقرر المعني بحالات الاعدام أغنيس كالامار إلى تحديد المسؤولين عن اختفاء الخاشقجي والجناة، وكذلك العقل المدبر وتقديمهم إلى العدالة.
وأضافوا في بيان لهم أنهم قلقون من أن اختفاء الخاشقجي مرتبط بشكل مباشر بنقده للسياسات السعودية في السنوات الأخيرة، ودعوا السلطات السعودية إلى فتح المجال لممارسة الحقوق السياسية بما في ذلك الحق بالحياة والتعبير والمعارضة.
وزير الخارجية البريطاني قال بدوره "التقيت السفير السعودي سعياً لإجابات عن مصير الصحافي خاشقجي"، مضيفاً "إذا صحت التقارير الإعلامية عن مصير خاشقجي فسنتعامل مع الواقعة بجدية".
وتابع "صداقتنا مع السعودية مرهونة بالقيم المشتركة بيننا".
وفي سياق ردود الفعل، دعت المفوضية العليا لحقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة السعودية وتركيا إلى التعاون في إجراء تحقيق فوري محايد ومستقل في القضية.
الناطقة باسم المفوضية رافينا شمدساني قالت في تصريح للميادين إنّ "ما يثير القلق أكثر حول قضية خاشقجي هو مسألة التوقيفات التي تقوم بها السلطات السعودية لناشطي حرية التعبير عن الرأي ومنتقدي السلطات هناك".
من جهتها قالت ممثّلة الاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية فيديريكا موغيريني إن الاتحاد يتماشى تماماً مع موقف الولايات المتحدة بشأن اختفاء الكاتب السعودي.
موغيريني وفي مؤتمر صحافي مشترك مع وزير الخارجية البرتغالي في لشبونة على هامش المنتدى الإقليمي للاتحاد من أجل المتوسط قالت إنها تنتظر إجراء تحقيق شامل وشفّاف من السلطات السعودية بشأن ما حدث.
وأمس الإثنين قال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان إنه "ليس بوسع القنصلية السعودية أن تنقذ نفسها بالقول إن (جمال) خاشقجي غادر المبنى".
إردوغان أكد أنه يتعيّن على القنصلية السعودية "كشف مكان خاشقجي وهي ستفعل ذلك"، موضحاً أن "الادعاء يبحث في سجلات وصول ومغادرة مواطنين سعوديين من مطار اسطنبول".
وفي أول تصريح له حول قضية اختفاء الصحافي السعودي جمال خاشقجي الأحد الماضي ، وصف إرودغان الأمر بالمحزن للغاية، معلناً أنه يتابع القضية بنفسه.
واختفى خاشقجي داخل القنصلية السعودية في تركيا، في 2 تشرين الأول/ اكتوبر الحالي، وفي 6 تشرين الأول/ أكتوبر نقلت وكالة رويترز عن مصادر تركية أن التقييم الأولي للشرطة يشير إلى أن خاشقجي قُتل في القنصلية السعودية بإسطنبول وتم نقل الجثمان إلى خارجها.
بدورها، نقلت وكالة فرانس برس عن مصدر مقرب من الحكومة التركية أن الشرطة التركية تعتقد أن خاشقجي قتل في القنصليّة بأيدي فريق أتى خصيصاً إلى إسطنبول وغادر في اليوم نفسه.