في يومها الثاني احتجاجات السودان تخلف قتلى وجرحى على الرغم من سلميتها، التظاهرات التي انطلقت من عطبرة شمال شرقي البلاد احتجاجاً على ارتفاع قيمة وجبة الفطور في المدراس لأكثر من الضعف وإعلان المخابز رفع سعر الرغيف لثلاثة جنيهات.
الاحتجاجات امتدت إلى دنقلا والقضارف وبربر وكريمة والباوقة والعاصمة الخرطوم هاتفين ضد النظام واحتجاجاً على تردي الأوضاع المعيشية وقد جرى إحراق دور لحزب المؤتمر الوطني الحاكم في الكثير من المدن.
المتحدث باسم الحكومة قال إن الشرطة تعاملت مع المحتجين بصورة حضارية لكن المظاهرات السلمية انحرفت عن مسارها على حد تعبيره.
الحكومة قررت فرض الطوارئ وحظر التجوال في البلاد بعد مقتل طالبين في مدينة القضارف حيث شوهد قناصة من جهاز الأمن بزي مدني يطلقون الرصاص فيما كانت قوات الجيش تحمي المتظاهرين.
حكومة نهر النيل قررت تبعاً لهذه التطورات التراجع عن تسعيرة الخبز الباهظة التي أدت لانفجار الغضب الشعبي.
بدوره، قال وزير الإعلام إن بعض الجهات تحاول زعزعة الأمن والاستقرار تحقيقاً لأجندتها السياسية.
أما القيادي في الحزب الاتحادي الديمقراطي والوزير السابق في حكومة الوفاق الوطني إبراهيم الميرغني امتدح تدخل الجيش في مدينة القضارف لصالح المتظاهرين وأيد التظاهرات فيما لم يطلب جهاز الأمن والاستخبارات من الصحف عدم تغطية ونشر المواد المتعلقة بالاحتجاجات فجاءت العناوين الأولى تعكس غضب الشارع السوداني.
من جهته، دعا حزب المؤتمر السوداني في بيان له الشعب السوداني وكل قواه السياسية الى الوحدة ونبذ التباينات الثانوية وتصعيد العمل المقاوم لوضع البلاد على مسار الانتقال عبر سلطة انتقالية، ورأى الحزب أن مطالب المحتجين ستتحقق متى جرى التوحد حولها داعياً الى عدم التعرض للمتظاهرين.