في حين تحدث الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله في مقابلته التي اجراها يوم السبت الماضي، بفخر واعتزاز عن قوة ودقة صواريخ المقاومة واصفا اياها بانها احدث تهديد للكيان الاسرائيلي، فضل رئيس وزراء كيان الاحتلال بنيامين نتنياهو غض الطرف عن هذه الحقيقة. هذا فيما بادر مساعد القائد العام لحرس الثورة الاسلامية اللواء حسين سلامي الى تأييد وتأكيد تصريحات الامين العام لحزب الله .
وقد طرحت العديد من التفاسير والتحليلات فيما يخص تصريحات السيد نصر الله في مقابلته مع الميادين وبالطبع واجهت الكثير من ردود الافعال على الصعيد الاعلامي. وفي حين ان غالبية هذه التحليلات كان ترمي الى فك الغاز هذه التصريحات، سعى نتنياهو عبثا الى التقليل من انجازات حزب الله واحتواء تصريحات نصر الله عبر التشبث والتنويه الى مسالة الانفاق وعمليات درع الشمال متغافلا عن سائر تصريحات الامين العام لحزب الله . وبالطبع كان من المتوقع ان يتخذ نتنياهو مثل هذا الموقف، لانه وخلال الاشهر الاخيرة تعرض الى ضغوط كبيرة على الصعيد الداخل تتهمه بعدم الكفاءة في ضمان امن الكيان، هذا من جهة، واما التركيز على سائر جوانب تصريحات السيد نصر الله كان سيفرض عليه تاييد عدم كفاءته، ولذلك فضل التغاضي عنها والسكوت بشأنها.
ورغم التفاسير والتحليلات العديدة التي طرحت ونشرت حول تصريحات الامين العام لحزب الله ، الا ان التمعن في هذه التصريحات ووضعها الى جانب تصريحات نائب القائد العام لحرس الثورة الاسلامية في ايران والتي ادلى بها امس، تحدد لنا آفاقا استراتيجية جديدة ستشكل في قابل الايام اكبر كابوس لنتنياهو وبالطبع الكيان الاسرائيلي.
اهم محاور الاستراتيجية الجديدة لمحور المقاومة يمكن استنباطها من الامور التالية :
اولا: تصريحات نصر الله في خصوص الصواريخ التي ورغم دقتها تحظى بقوة ومدى كافيين لاستهداف حيفا وتل ابيب، وهذا يعني ان نشوب اي حرب جديدة في المنطقة ستتجاوز الحدود وان جميع مناطق كيان الاحتلال ستكون عرضة لهذه الحرب سواء العسكرية والبنيوية وحتى النووية . ولو وضعنا هذه التصريحات الى جانب تصريحات العميد سلامي، ستعني ان اول خطأ لكيان الاحتلال ضد محور المقاومة سيكون آخر خطأ له . نائب القائد العام لحرس الثورة الاسلامية كان قد اكد في تصريحاته امس قائلا: ان قام كيان الاحتلال باي خطوة لتأجيج حرب جديدة ، فان هذه الحرب ستكون هي الحرب الكفيلة بزوال الكيان الاسرائيلي.
ثانيا: حين مازح السيد نصر الله المستوطنين وقال بان عليهم ان يرحبوا بامتلاك حزب الله للصواريخ الدقيقة، فانه في الحقيقة كان يعني ان الحرب بين محور المقاومة والكيان الاسرائيلي اصبحت متكافئة نوعا ما، بل ان محور المقاومة لديه الي الطولى من بعض النواحي في اي حرب محتملة مقبلا.
ثالثا : بناء على تصريحات السيد نصر الله التي اكد فيها، ان غزة تعيش ظروفا مختلفة وانها مستعدة للرد عسكريا على أي عدوان محتمل، وكذلك حين قال ان دخولنا الى الجليل بعد الحرب السورية بات اسهل من السابق، وبالتالي حين صرح، باننا وفيما يخص سوريا يمكننا التحدث عن نصر اكبر وان المرحلة الاخيرة لازالت باقية، يمكن الاستنتاج بان الكيان الصهيوني وفي الوقت الراهن يواجه تهديدات جادة من ثلاث جبهات ي لبنان وسوريا وفلسطين (غزة) . طبعا هذه التصريحات تذكرنا بالتصريحات السابقة للعميد سلامي التي قال فيها : اينما يقوم العدو بتحرك ضدنا، فان جيشا من تلك المنطقة سيقف بوجهه. مفهوم هذا الكلام هو انه في الظروف الراهنة اينما يقوم العدو الصهيوني بتحرك ضد محور المقاومة فان جيشا من تلك المنطقة سيتصدى له . جميع هذه الحقائق تكشف عن حقيقة مفادها ان على الكيان الصهيونية ان يكون حذرا في المستقبل حيال القيام باي خطوة وان يحسب الف حساب للعملات التي يقوم بها بذريعة استهداف منشات ومقرات ايران وحزب الله ومحور المقاومة في سوريا . ان رئيس وزراء كيان الاحتلال يعيش اليوم مفارقة مرعبة ، فهو يجب ان يواجه خصومه الداخليين الذين يتهمونه بعدم الكفاءة في ضمان امن الكيان ويسعون لسحب البساط من تحت رجله في الانتخابات المقبلة من جهة، ويفكر مليا حيال الرسالات الصريحة والحازمة التي وصلته من قبل محور المقاومة لاسيما فيما يخص القيام باي خطوة مستقبلية غير مدروسة، من جهة اخرى.