أعلن البيان الختامي لقمة سوتشي، التي جمعت بين رؤساء روسيا وتركيا وإيران، أنه تم الاتفاق على المضي قدماً لتطهير إدلب من العناصر الإرهابية.
وأفاد مراسل الميادين بأن هناك جهوداً جدية لإطلاق الحوار السوري التركي، مؤكداً أنه تم اتفاق على أن تكون الاتفاقيات والقوانين الدولية هي التي تحكم العلاقات بين تركيا وسوريا.
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين دعا إلى اتخاذ خطوات عملية روسية تركية إيرانية للقضاء على البؤرة الإرهابية بالكامل في إدلب السورية، مشدداً على أهمية بدء عمل اللجنة الدستورية السورية في أقرب وقت.
وقال الرئيس الروسي إنه تم تحديد الأولوية بالقضاء على ما تبقى من الإرهابيين وعودة سوريا إلى الجامعة العربية، كما تمت مناقشة كيفية خروج القوات الأميركية من سوريا تدريجياً، مشيراً إلى أنه لتحسين الأوضاع في سوريا بشكل تام يجب إعادة الاقتصاد لوضعه الطبيعي، وعدم تقييد المساعدات الإنسانية وإعادة الإعمار بالاعتبارات السياسية.
وأعرب عن قلقه من مؤامرة أميركية في منطقة شرق الفرات في ظل ملابسات الانسحاب من هناك، مشدداً على أنه في حال انسحاب القوات الأميركية من منطقة شرق الفرات يجب أن تنتقل تلك المناطق إلى سيطرة الحكومة السورية.
وأضاف بوتين أن الأراضي السورية كافة يجب أن تكون تحت سيطرة الحكومة الشرعية سواء في إدلب أو مناطق شرق الفرات، مشيراً إلى أنه يتم الالتزام حالياً في جميع أنحاء سوريا تقريباً بنظام وقف الأعمال العدائية ومستوى العنف ينخفض.
وأشار إلى أن الجولة الجديدة من المباحثات الدستورية حول سوريا في أستانا ستعقد نهاية آذار/مارس أو بداية نيسان/أبريل.
روحاني: كافة القوات التي دخلت سوريا من دون موافقة الحكومة السورية تنتهك سيادة الدولة
بدوره روحاني اتهم الولايات المتحدة بمواصلة "دعم الإرهابيين في العراق وسوريا"، وأبدى استعداد إيران وبمساعدة روسيا للتوسط بين أنقرة ودمشق.
وقال الرئيس الإيراني إن لقاء اليوم ناقش ضرورة القضاء على ما تبقى من الإرهابيين في سوريا، مشيراً إلى أن هناك أطرافاً تعمل على إرسال ما تبقى من الإرهابيين في سوريا إلى افغانستان وهذه مشكلة أخرى. وربط بين الإرهاب وعودة اللاجئين، فشدد على ضرورة القضاء على الإرهاب لإزالة مخاوف اللاجئين من العودة إلى ديارهم، داعياً المجتمع الدولي إلى خلق المناخ المناسب لعودة اللاجئين إلى سوريا.
ولفت إلى أنه على الأميركيين أن يعلموا أن الكرد جزء من الشعب السوري، وإلى ضرورة الاهتمام بالكرد السوريين لإعادتهم إلى الدولة، منوهاً إلى أن دور الولايات المتحدة لم يكن يوماً إيجابياً "وعليها أن تدرك أن الطريق الذي اختارته لدخول المنطقة خاطئ".
وأكد روحاني أن كافة القوات التي دخلت سوريا من دون موافقة الحكومة السورية تنتهك سيادة الدولة، مشيراً إلى أن انسحاب القوات الأميركية من شرق الفرات يصب في مصلحة الشعب السوري والكرد في سوريا.
وأضاف أن الأراضي السورية كافة يجب أن تكون تحت سيطرة الحكومة الشرعية سواء في إدلب أو مناطق شرق الفرات، مشيراً إلى ضرورة دراسة طرق تنفيذ اتفاق ادلب خصوصاً وأن جبهة النصرة تسيطر حالياً على 90% من ادلب، وشدد على ضرورة وجود الجيش السوري على الحدود السورية - التركية.
ونوه إلى أن طهران تدعم مهمة المبعوث الأممي إلى سوريا وتدعو إلى الحفاظ على استقلال سوريا وسيادتها.
إردوغان: روسيا وتركيا وإيران حافظوا على وحدة الأراضي السورية
إردوغان من جهته قال إن الدول الثلاث تمكنت من الحفاظ على مبادئ أستانة والحفاظ على وحدة الأراضي السورية.
واعتبر أن تركيا كانت دائماً "تمد يد المساعدة للشعب السوري"، مشيراً إلى أن "الشعب السوري ينتظر من أنقرة قرارات تكون في مصلحته وفي مصلحة الوصول إلى السلام".
وأضاف أنه تم النقاش في المصالحة السورية بما في ذلك المشكلة الإنسانية في إدلب، وأهمية خروج القوات الأميركية من سوريا وعودة المناطق إلى السلطة السورية، مشيراً إلى أن هناك وقف إطلاق نار ويجب أن "يحافظ عليه النظام السوري"، بحسب تعبيره.
وشدد إردوغان على أنه يجب تشكيل اللجنة الدستورية في أسرع وقت ممكن لأنها مدخل الاستقرار في سوريا، مؤكداً أن التسرع في موضوع إطلاق اللجنة الدستورية السورية أمر مضر.
كما شدد أيضاً على ضرورة مواصلة الحرب "ضد الإرهاب في عفرين ومنطقة شرق الفرات"، لافتاً إلى أنه لا يجب التخلي عن أي جزء في إدلب للإرهابيين في إطار تأمين سلامة تركيا عند حدودها، وعن ملف اللاجئين، قال الرئيس التركي إن بلاده تدعم العودة الطوعية للاجئين إلى سوريا من كل البلدان، منوهاً إلى أنه من أجل عودة اللاجئين إلى سوريا يجب أن يتم إعداد البنية التحتية "وتركيا مستعدة للمساعدة في ذلك".
وأعرب عن أسفه لعدم تقديم الاتحاد الاوروبي المساعدات الكافية للاجئين السوريين، مشيراً إلى أن لدى دول الخليج العربي أموالاً طائلة تنفق على التسلح وليس على المساعدات الإنسانية.