قال الأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصر الله في ذكرى القادة الشهداء إن "بين قادتنا الشهداء توجد الكثير من الجوانب المشتركة منها التواضع وحسن الخُلق واللهفة لمساعدة الناس والعنفوان والقوة والشجاعة والتقوى والورع بالاضافة إلى وضوح الرؤية والبصيرة".
السيد نصر الله أكد أن "قادة حزب الله الشهداء تحدوا الأعداء رغم الظروف الصعبة آنذاك من سيطرة للاحتلال وعملائه وداعميه، وأن المقاومة ازدادت قوة عاماً بعد عام وخطّ بيانها كان دائما تصاعدياً ولا عودة فيه إلى الوراء"، مشدداً على أن "قوة المقاومة ازدادت رغم العقوبات والحصار والتشويه والاغتيال والقتل والعدوان، ورغم كل جهود أميركا و"إسرائيل" للقضاء عليها على مدى عقود".
وكشف نصر الله أن أي محور من محاورنا الـ40 يمتلك اليوم أكثر مما كانت تمتلكه المقاومة في أيار/ مايو من عام 2000.
وحول العدو الإسرائيلي قال السيّد نصر الله "هناك تشكيك واسع في داخل الجيش الإسرائيلي نفسه باستعداده لشن أي حرب على لبنان أو غزة، فعدونا واثق من أن مجاهدينا قادرون على الدخول إلى الجليل لكنه يشكّك بقدرته على دخول أرضنا".
لا صحة لوجود خلايا لحزب الله في فنزويلا
الأمين العام لحزب الله قال ردّاً على تصريحات بومبيو حول إزدياد قوة الحزب "موقفه صحيح والفضل فيما شهده الأعداء لنا"، لكن "لا صحة لنفوذ أو وجود خلايا لنا في فنزويلا"، مؤكداً أنه "ليس لدينا أي خلايا أو مجموعات أو تنظيم لحزب الله في أميركا الجنوبية أو في الخارج".
ولم يتردد نصر الله في "التضامن مع القيادة السياسية في فنزويلا في مواجهة الأطماع والمؤامرات الأميركية".
مؤتمر وارسو هدف إلى دعم نتنياهو ومحاصرة إيران
وإذّ أكد أن "المشروع التآمري في المنطقة هو هيمنة أميركية واحتلال إسرائيلي والباقي انظمة تابعة خانعة"، فالأعداء يحاولون حشد العالم للتآمر على المقاومة بعد فشل حروبهم في القضاء عليها"، ذكّر أن أميركا جمعت عام 2011 (140) دولة للقضاء على النظام في سوريا وفشلت.
واعتبر السيد نصر الله أن مؤتمر وارسو هدف إلى دعم نتنياهو ومحاصرة إيران واستهداف محور المقاومة، "وهو لا يخيفنا لان ما سبقه كان أكبر وظروفنا اليوم أفضل بكثير"، حيث اعتبره "مؤتمراً هزيلاً وهدف كذلك إلى القضاء على القضية الفلسطينية"، و"هدفه التطبيع وإخراج العلاقات العربية الإسرائيلية من السر إلى العلن".
وذكّر أن "مؤتمر وارسو غابت عنه أي اشارة إلى فلسطين رغم أن إسرائيل هي رأس الإرهاب، وهو استهدف إيران التي تعتبر اليوم "أقوى من أن يستهدفها أحد بحرب، وأن ردّها على التهديدات والعقوبات كان في مشاركة عشرات الملايين في الذكرى الـ 40 للثورة".
نصر الله أردف قائلاً إن "بعض الإعلام الخليجي غيّب تظاهرات ذكرى الثورة في إيران في وقت كان يبرز التظاهرات المعيشية الصغيرة".
وشدد أن "على الشعوب العربية الإعداد لمعركة مواجهة التطبيع من أجل الحفاظ على فلسطين، معتبراً أن "جلوس وزير خارجية حكومة هادي قرب نتنياهو في وارسو كشف أن معركة اليمن وراءها أميركا و"إسرائيل"، فحرب اليمن هي حرب إسرائيلية أميركية تنفذّها السعودية والإمارات".
السيد نصر الله رأى النظام الحاكم في البحرين هو جزء من التركيبة الإسرائيلية الأميركية في المنطقة، وبالتالي فإن "أقل واجب الشعوب العربية والإسلامية هو التعبير ولو شفهياً عن رفض للتطبيع".
الأميركيون منعوا القضاء على داعش وأطالوا عمره 15 شهراً في سوريا
وفيما يتعلّق بالوضع في سوريا، قال السيد نصر الله إن وجود داعش فيها يوشك على الانتهاء، مذكراً أن حزب الله كان جزءاً من المعركة الكبرى في القضاء على داعش.
الأمين العام لحزب الله أكد أن "هناك نفاق أميركي فيما يتعلّق بالقضاء على داعش، قائلاً إن (الرئيس الأميركي دونالد) ترامب "المنافق الأكبر" سيعلن ذلك اليوم، رغم أن الأميركيين كانوا عامل تأخير في معركة القضاء على داعش في العراق وأرادوا أن تستمر لنهب الثروات"، والصحيح أن "الجيش السوري والقوات الرديفة وحلفاؤه من الروس والإيرانيين والمقاومة هم الذين قضوا على داعش".
ورأى أن الأميركيين منعوا القضاء على داعش بعد تحرير البوكمال ودير الزور وأطالوا عمر داعش 15 شهراً، في حين أن من حرر المنطقة ودفع بخطر داعش الإرهابي ومشروعه هو محور المقاومة وليس المنافق الأميركي.
إيران قادرة على مد يد المساعدة للبنان فيما يتعلق بأزمة الكهرباء
وفي الشأن المحلي اللبناني، شدد السيد نصر الله على الحوار في لبنان بعد نيل الحكومة الثقة، وقال نحن "نيتنا صافية كنقاء قادتنا الشهداء"، وحزب الله لا يريد شيئاً من أطماع السلطة ونؤكد رفض إنفاق المال خارج دائرة القانون".
السيد نصر الله أكد أن إيران قادرة على مد يد المساعدة للبنان فيما يتعلق بأزمة الكهرباء، "ونحن قدّمنا لإيران خطة لحل أزمة الكهرباء وهي أبدت استعدادها للمساعدة لكن مسؤولين لبنانيين سابقين رفضوا".
"النكد السياسي الذي اعتمده مسؤولون سابقون حرم اللبنانيين من الكهرباء منذ عام 2006"، أردف نصر الله.
وأكد أن "الخطوات الأولى في معركة حزب الله في مواجهة الفساد المالي والاداري بدأت، ونحن نخوض معركة حماية المال العام وعلى المسؤولين أن يكونوا مؤتمنين على هذا المال".
وفي وقتٍ قال فيه إنه يجب اللجوء إلى القانون الذي يمكّن من خلاله سد أبواب الفساد والهدر، شدد على "تسخير كل إمكانات حزب الله من أجل جمع المعلومات قبل التوجه إلى القضاء".