تتواصل الاشتباكات في المناطق المتاخمة للعاصمة الليبية طرابلس، وأفاد مصدر عسكري أنّ قوات من مصراتة تابعةً لحكومة الوفاق وصلت إلى منطقة تاجوراء شرقيّ طرابلس للمشاركة في القتال ضد الجيش الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر.
وأكد الجيش بقيادة حفتر تعرّضه لغارة على بعد 20 كيلومتراً من العاصمة بعد أن كان أعلن سيطرته على كامل مطار طرابلس القديم.
وقالت شعبة الإعلام الحربي في الجيش التابع لحفتر "نستنكر بشدة القصف الإرهابي الغاشم على المدنيين في منطقة العزيزية من قبل طائرات الميليشيات الإرهابية المسلحة التي انطلقت من مهبط الثانوية الجوية بمصراتة"، وأضافت "سيكون ردنا قاسياً جداً على هؤلاء الإرهابيين بما يكفل حماية المدنيين ويضمن عدم الاعتداء عليهم مرةً أخرى".
رئيس المجلس الرئاسي الليبي فايز السراج أعلن النفير العام "للتصدي لتحركات حفتر العسكرية"، وقال السراج في كلمة له السبت "سنقدم كل المتورطين إلى المحاسبة، وانقلاب حفتر لن يجد منا إلا الحزم".
وأضاف السراج "سعينا دوماً لتعزيز الوفاق بين الأطراف الليبية كافة، وأجرينا مفاوضات مضنية مع كل الأطراف المعنية بالشأن الليبي"، وتابع "ولكننا فوجئنا بتحركات عسكرية وتصريحات غريبة من حفتر"، وختم "على المجتمع الدولي عدم المساومة بين من يريد عسكرة الدولة ومن يعمل على نشر الديمقراطية".
أطراف دولية عدة تطالب بوقف التصعيد العسكري في طرابلس
المبعوث الأمميّ إلى ليبيا غسان سلامة شدّد على ضرورة وقف التصعيد معلناً تمسّك الأمم المتحدة بعقد المؤتمر الوطني الليبي في موعده إلا في حال حصول ظروف قاهرة.
وزراء خارجية دول مجموعة السبع دعوا إلى ضبط النفس في ليبيا، وشدّدوا على ضرورة قبول خليفة حفتر بمساعي الأمم المتحدة.
وزير الخارجية الايطالي إنزو ميلانيزي دعا حفتر إلى وقف زحف قواته نحو طرابلس، وإلى الاستماع لتحذيرات المجتمع الدولي، أما وزير الخارجية الألماني هايكو ماس فقد أشار إلى اتفاق مجموعة السبع على الضغط على المسؤولين عن الصراع في ليبيا وخاصةً خليفة حفتر لتفادي التصعيد العسكري.
وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان شدّد على ضرورة توحيد المؤسسات الليبية، مشيراً إلى أنّ وزراء خارجية دول مجموعة السبع أخفقوا في تجاوز الخلافات المتعلّقة بالصراع الفلسطيني الإسرائيلي وكيفية التعامل مع إيران.
نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف أعرب في اتصال هاتفي مع حفتر عن دعم موسكو للحلول السياسية للأزمة الليبية، وبحسب بيان الخارجية الروسية فإن بوغدانوف أكد لحفتر الموقف المبدئيّ الداعم لاعتماد الطرق السياسية لحل جميع القضايا الخلافية بما فيها خطوات الوساطة الأممية.
من جهته اتهم حفتر من وصفها بالجماعات الإرهابية بعرقلة عمل المؤسسات الليبية.
وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف رفض ما أسماها المواعيد المصطنعة للتسوية في ليبيا، وأمل في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره المصري سامح شكري في القاهرة أن يقرّر الليبيون مستقبلهم بأنفسهم ويبدأوا بحوار شامل من دون أي تدخّلات خارجية، بدوره أكد شكري أنّ الأزمة في ليبيا لن تحلّ بالوسائل العكسرية.