عسكريان من القوات الأميركية يدربان جنودا عراقيين في قاعدة التاجي شمال بغداد
شهدت الساعات الماضية أنباء متوالية عن سحب قوات أجنبية من العراق أو إعادة نشرها، فضلا عن إجراءات أخرى لزيادة التأهب في صفوف القوات الأميركية والغربية في أنحاء الشرق الأوسط.
وفيما يلي أبرز التحركات التي كشف عنها في الساعات الأخيرة، بعد أيام من مقتل القائد العسكري الإيراني البارز قاسم سليماني في غارة أميركية قرب مطار بغداد.
الولايات المتحدة
نقلت شبكة "سي أن أن" الأميركية عن مسؤولين أميركيين قولهما إن واشنطن وضعت قواتها في الشرق الأوسط في حالة تأهب قصوى ليل الاثنين تحسبا لهجمات إيرانية، وإن معلومات استخباراتية تفيد بأن إيران حركت معدات عسكرية خلال الأيام الماضية.
وقال المسؤولان إن الاستخبارات الأميركية رصدت تحريك إيران صواريخ باليستية وطائرات مسيرة، وإن الهدف قد يكون تأمين تلك الأسلحة من ضربة أميركية محتملة أو وضعها في مواقع مناسبة لشن هجمات.
وذكر أحد المصدرين أن "كل بطاريات (صواريخ) باتريوت والقوات الموجودة في المنطقة في حالة تأهب قصوى" تحسبا "لهجوم وشيك".
وقال المصدران إن تقارير المخابرات تشير إلى هجمات محتملة على مواقع أميركية في كل من السعودية والأردن والعراق والكويت والإمارات.
وأوضح المسؤولان أن القوات الأميركية في المنطقة كانت أصلا في حالة تأهب خلال الأيام الماضية، لكنها رفعت درجة الاستعداد ليل الاثنين.
حلف شمال الأطلسي (الناتو)
أعلن الحلف إعادة نشر بعض عناصره الموجودين في العراق بصورة مؤقتة، بعد تعليق مهمته في تدريب القوات العراقية.
وقال مسؤول في الحلف اليوم في بيان "نتخذ كافة الإجراءات الضرورية لحماية موظفينا، وهذا يشمل إعادة نشر بعض الأفراد بصورة مؤقتة في مواقع أخرى، سواء داخل العراق أو خارجه"، مضيفا أن الحلف "يبقي مع ذلك على وجوده في العراق".
وذكر المسؤول أن الحلف يعتزم مواصلة التدريب في العراق "عندما يسمح الوضع"، إلا أنه رفض الكشف عن تفاصيل بشأن عدد العناصر الذين سيتم نقلهم والأماكن التي سينقلون إليها.
وصرح بأنه "لحماية سلامة عناصرنا على الأرض لا يمكننا أن نكشف تفاصيل بشأن العمليات".
وأعلن الحلف السبت تعليق عمليات التدريب في العراق التي يقوم بها 500 مدرب.
وبعثة التدريب التابعة للناتو منفصلة عن الانتشار العسكري الأجنبي الكبير في العراق بقيادة الولايات المتحدة والذي يضم 5200 عسكري في قواعد عراقية مختلفة.
وتشمل بعثة الناتو في العراق عسكريين ومدنيين، وتضم بضع مئات من المدربين والمستشارين وأفراد الدعم، سواء من دوله الأعضاء -وعددها 29- أو من خارجها.
وقالت وزارة الدفاع الرومانية إنها "ستعيد تموضع" جنودها الـ14 في العراق مؤقتا إلى قاعدة أخرى تابعة لحلف الناتو.
بريطانيا
قال وزير الدفاع البريطاني بن والاس في كلمة أمام البرلمان اليوم إن بريطانيا اتخذت تدابير لحماية موظفيها ومواطنيها في العراق والشرق الأوسط، وإنه تم نقل موظفين بريطانيين غير أساسيين من المنطقة الخضراء في العاصمة العراقية بغداد إلى منطقة التاجي شمال العاصمة.
وأضاف أن "قوات التحالف الدولي في العراق -بما في ذلك القوات البريطانية- علقت نشاطاتها التدريبية، وفي إطار خطتنا الأمنية تم إرسال فريق صغير إلى المنطقة لتقديم دعم إضافي للمساعدة في خططنا الوقائية".
وذكر الوزير أن بريطانيا وضعت مروحياتها وسفنها الحربية بمنطقة الخليج في وضع الاستعداد للتدخل إذا اقتضت الحاجة.
وقال إن "وزارة النقل تراجع مستوى التهديد للملاحة البحرية يوميا، وهي على وشك إصدار إرشادات بدعم من وزارة الدفاع".
وفيما يتعلق بالانسحاب من العراق، قال وزير الدفاع البريطاني "نحترم سيادة العراق، وإذا طلبوا منا المغادرة فهذا حقهم وسنحترمه".
وكان البرلمان العراقي قد دعا يوم الأحد القوات الأميركية وغيرها من القوات الأجنبية إلى مغادرة البلاد بعد مقتل قاسم سليماني في غارة أميركية قرب مطار بغداد.
ألمانيا
قالت مجلة دير شبيغل الألمانية إن ألمانيا بدأت بسحب قواتها المتمركزة في العراق، وإن 32 جنديا ألمانيا نقلوا من شمال بغداد إلى الأردن صباح اليوم.
وحسب الصحيفة، فإن وزيري الدفاع والخارجية اجتمعا مع رئيس إحدى لجان البرلمان الألماني الليلة الماضية ونقلا له مخاوفهما بشأن سلامة الجنود الألمان في العراق على خلفية مقتل سليماني.
وأكد وزير الخارجية الألماني هايكو ماس في تصريح تلفزيوني أن برلين قلقة من خروج القوات الدولية بسرعة من العراق، مما يؤدي إلى نهاية الحرب على تنظيم الدولة الإسلامية.
كندا
قال رئيس هيئة أركان الدفاع الكندية الجنرال جوناثان فانس اليوم إن بعض العسكريين الكنديين المنتشرين في العراق -وعددهم 500- سينقلون بصورة مؤقتة إلى الكويت لأسباب أمنية.
وذكر فانس في رسالة إلى أسر العسكريين نشرت على تويتر "خلال الأيام المقبلة، ونتيجة لتخطيط التحالف وحلف شمال الأطلسي فإن بعض أفرادنا سينقلون مؤقتا من العراق إلى الكويت". وأضاف "نحن نفعل ذلك لضمان سلامتهم وأمنهم".
فرنسا
قال مصدر حكومي فرنسي لوكالة رويترز اليوم إن فرنسا ليست لديها خطط لخفض عدد قواتها في العراق في الوقت الراهن، لكنه أضاف أنه سيتم تعزيز الأمن حول القوات الفرنسية.
وتقدم فرنسا تدريبا ودعما لوجستيا للعراق وللقوات الكردية في نطاق عمليات التحالف الدولي لمحاربة تنظيم الدولة الإسلامية.
المصدر : الجزيرة