في الساعة الواحدة والنصف من فجر اليوم، وهو ذات التوقيت الذي اغتالت فيه يد الغدر الاميركية المجرمة قائد فيلق القدس الشهيد الفريق قاسم سليماني ونائب رئيس هيئة الحشد الشعبي القائد المجاهد الشهيد ابو مهدي المهندس ورفاقهما الشهداء في بغداد، دكت عشرات الصواريخ الايرانية قاعدة عين الاسد في غرب العراق، اوقعت فيها خسائر فادحة.
"عملية الشهيد قاسم سليماني" التي نفذتها ايران فجر اليوم ستدخل التاريخ من اوسع ابوابه، فاميركا التي تتباهى بقدارتها العسكرية وبجيشها الاقوى عالميا، تعرضت لاهانة كبرى دون ان تجرأ على الرد، فهي تعرف ان من يقف وراء اطلاق الصواريخ رجال لا يعرفون للخوف معنى، ولا يترددون للحظة في الرد على العدو حتى لو كان هذا العدو امريكا.
لو تناولنا الرد الانتقامي لايران من ناحية استراتيجية، بغض النظر عن عدد القتلى والاضرار التي خلفها القصف الصاروخي الايراني للقواعد الاميركية، فانه سيؤسس لمرحلة جديدة في الصراع بين محور المقاومة والمحور الامريكي الصهيوني العربي الرجعي، قائمة على ان القوة ليست في امتلاك السلاح، بل في ارادة من يحمل هذا السلاح وشجاعته على الضغط على الزناد في اللحظة المناسبة ومن دون ادنى تردد.
الرسائل الصاروخية التي ارسلها رجال سليماني الى المعتوه ترامب والارهابي بومبيو، حملت توقيعا ايرانيا واضحا، اي ان ايران هي من استهدفت القواعد الاميركية واعلنت ذلك جهارا نهارا، وهو موقف لم تجرأ على اتخاذه اقوى دول العالم، وهذا الاقتدار هو حالة ايرانية عامة، ففي الوقت الذي كانت الانباء تتحدث عن قصف ايران للقواعد الامريكية في العراق، وبدلا من ان يدب الخوف في الشارع الايراني من ردة فعل امريكا، اعتلى الايرانيون اسطح منازلهم وهم يكبرون.
ان على امريكا ان تبتلع هذه الاهانة وتصمت، واذا ما تجرأت وردت باي شكل من الاشكال، فان الرجال الذين دكوا قواعدها في العراق سيدكون كل قواعدها في المنطقة، وقد حددت 100 هدف لاميركا وحلفائها في المنطقة، وعندها لن يلوم ترامب سوى نفسه ووزير خارجيته المجرم بومبيو الذي ورطه في هذه الورطة، لذا فمن مصلحته ان يقرأ جيدا رسالة رجال سليماني.. "انه من سليمان وانه بسم الله الرحمن الرحيم".
نجم الدين نجيب