في هذه المراسم، وصف قائد الثورة الإسلامية، الإمام الخامنئي، بكلمة مقتضبة، المرحلةَ ما بين عاشوراء إلى الأربعين بأنها من المراحل المهمة جداً في تاريخ الإسلام، وقال: «إذا كانت عاشوراء ذروة المجاهَدة والتضحية بالأرواح العزيزة والعظيمة، فإن مرحلة الأربعين يوماً من بعدها كانت ذروة المجاهَدة لتبيين الحقائق وكشفها»، مضيفاً: «هذا التبيين الجهادي للإمام السجاد (ع) والسيدة زينب (ع) والسيدة أم كلثوم (ع) والصبر الفائق لآل الرسول (ص) مكمّلٌ لتلك التضحية وأدى إلى تخليد ثورة كربلاء».
وحول الهجمة الدعائية للأعداء بُغية التأثير في الرأي العام بمختلف الأساليب والأدوات، رأى الإمام الخامنئي أن «خطوة التبيين تعطل تأثير الهجمات الدعائية»، وأردف: «أيها الطلاب الأعزاء، وأنتم ثمرة قلب الشعب والأمل الحقيقي للوطن، ليُنِرْ كلٌّ منكم ما حوله كالمصباح ولتبَدّدوا الغموض عبر الاهتمام بتبيين الحقائق».
في هذا السياق، أشاد سماحته بأهمية إمكانات الفضاء المجازي والإعلامي في التنوير والرد على الإبهامات، قائلاً إن «المبدأ الحاسم في جهاد التبيين وإعادة سرد الحقائق هو استخدام الأساليب الأخلاقية والتعبير عن القضايا بالمنطق والرصانة والعقلانية الكاملة، والاستفادة من المشاعر الإنسانية، وتجنب السباب وقذف التهم والكذب والخداع أمام الرأي العام».
كذلك، أعرب الإمام الخامنئي عن سعادته لحقيقة أن الشباب «مجهزون بالفكر والعقلانية والكثير من الوعي»، مشدداً على تعزيز هذه الخصائص. وقال: «نهج الإمام الحسين (ع) نهجٌ مباركٌ وعذبٌ ويصل إلى نتيجة وتوفيق حتمي... سوف تتمكنون، أنتم الشباب، إن شاء الله، من إيصال البلاد إلى قمم السعادة المعنوية والمادية، بالاستلهام من هذا النهج والمعارف النورانية».
خلال المراسم، تحدث حجة الإسلام والمسلمين رفيعي عن أن «نهضة عاشوراء هي عامل الحفاظ على الإسلام وبقائه»، وقال: «بناءً على نص زيارة الأربعين، إن العملين العظيمين للإمام الحسين (ع) هما النصيحة ورجائه الخير للآخرين حتى يوم عاشوراء وبذل الروح لإنقاذ المجتمع من الضلال، فعلى شيعة أهل البيت (ع) الاستعداد دائماً للتضحية في سبيل الله». كما جرى في المراسم نفسها قراءة السيد ميثم مطيعي المرثيات وذِكر المصيبة.