قال شيخ الأزهر أحمد الطيب، إن احتفالنا بمولد خاتم الأنبياء(ص) ليس احتفالا بعظيم من العظماء ممن يتوقف التاريخ عند أدوارهم ، ثم ما يلبث أن يروح ويتركهم، بل هو احتفال من نوع آخر مختلف.
وأضاف شيخ الأزهر خلال كلمته بالاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف وبحضور الرئيس عبد الفتاح السيسي، إنه "احتفال بالنبوة والوحي الإلهي وسفارة السماء إلى الأرض، والكمال الإنساني في أرفع درجاته وأعلى منازله، والعظمة في أرقى مظاهرها وتجلياتها، احتفال بالتشبه بأخلاق الله تعالى قدر ما تطيقه الطبيعة البشرية، وقد تمثل كل ذلك في طبائع الأنبياء والمرسلين، الذين عصمهم الله من الانحراف، وحرس سلوكهم من ضلالات النفس وغوايات الشياطين، وفطر ظاهرهم وباطنهم على الحق والخير والرحمة".
وأكد أن "رسولنا محمد (ص) قد بلغ في هذه المعارج المتعالية شأنا بعيدا، حتى أطلق عليه "الإنسان الكامل" من فرط ما استوعبه استعداده الشريف من سمو في الفضائل، وسمو في الخلق والأدب الرفيع، ويؤكد ذلك ما زخرت به مصنفات الأخلاق والشمائل المحمدية من أوصاف لا يمكن أن تجتمع لإنسان إلا إذا كان من هؤلاء الذين هيأهم الله لهذه الأوصاف، وأعدهم للتحلي بحلاها".
وأشار شيخ الأزهر إلى أن من "بين هذه الأوصاف الشريفة التي يسردها عنه بعض أصحابه أنه صلوات الله وسلامه عليه لم يكن غليظ الطبع، ولا فاحشا في قوله وعمله، ولا متفحشا، ولا صخابا يرفع صوته في الطرقات والأسواق، ولم يكن يجزي السيئة بالسيئة، ولكن يعفو ويصفح.. ما ضرب بيده شيئا قط، إلا أن يجاهد في سبيل الله، ولا ضرب خادما ولا امرأة، وما رؤي منتقما من مظلمة ظلمها قط، ما لم تنتهك محارم الله تعالى، فإذا انتهكت كان من أشد الناس غضبا، وكان يبشر المظلومين الذين لا يستطيعون دفع الظلم عن أنفسهم، ويؤكد لهم: ما ظلم عبد مظلمة صبر عليها إلا زاده الله عزا".
وكانت دار الإفتاء المصرية قالت إن الاحتفال بالمولد النبوي، ذكرى ميلاد النبي محمد آخر الأنبياء، يصادف في الـ18 من أكتوبر الجاري.
ويعد المولد النبوي مناسبة لجميع المسلمين حيث يحتفلون بذكرى مولد النبي محمد صلى الله عليه وآله، الا اتباع الوهابية الذين يحرمون الاحتفال بالمولد النبوي.