منذ الاعلان عن اطلاق عملية التطبيع بينهما، قطعت دويلة الامارات والكيان الصهيوني شوطا كبيرا في تطبيع العلاقات، ولكن فيما يبدو من خلال متابعة مجريات التطبيع، ان الكيان الصهيوني هو المستفيد من هذا التطبيع أكثر من الامارات، فكيف ذلك؟
لقد جاء التطبيع كمنقذ اقتصادي للكيان الصهيوني حيث توجهت العديد من الاستثمارات الاماراتية الى الاراضي المحتلة، وعلى سبيل المثال أنشأت الامارات صندوقا للاستثمارات بقيمة 10 مليارات دولار في الاراضي المحتلة.
ورغم بعض الفوائد الاقتصادية بما فيها زيادة السياحة، حيث زار مئات الآلاف الاسرائيليين دويلة الامارات منذ الاعلان عن التطبيع وحتى الآن، لكن تل ابيب منعت ابرام صفقة طائرات اف35 والتي وعد الرئيس الاميركي السابق دونالد ترامب منحها للامارات مقابل التطبيع.
وفي الآونة الاخيرة وبعد ان تعرضت دويلة الامارات لضربات انتقامية بعد طول التحذير من قبل الجيش اليمني واللجان الشعبية، ورغم ان قادة الكيان الصهيوني ابدوا تعاطفهم مع الامارات – مع ان بعضا منهم لم يخف هلعه من احتمال وصول الضربات اليمانية الانتقامية الى الاراضي المحتلة – لكن الواقع العملي لم يجسد هذا التعاطف بل على العكس.
فقد ذكرت صحيفتا "يسرائيل هيوم"، و"معاريف"، نقلا عن خبراء ان حكومة تل ابيب رفضت طلبا إماراتيا بشراء منظومتي "القبة الحديدية" و"مقلاع داوو" الدفاعيتين.
و"مقلاع داوود" منظومة دفاعية إسرائيلية دخلت الخدمة في 2015، وهي مصممة لتقدر على اعتراض الصواريخ المقذوفة والجوالة.
ونقلت "معاريف" عن الخبير العسكري ألون بن دافيد، قوله؛ إن تل أبيب ترى أنه لا داع لبيع أي منظومة دفاعية للدول العربية المطبعة حديثا.
فيما نقلت "يسرائيل هيوم" عن الخبير يوآف ليمور، قوله؛ إن الرفض يأتي لدواع أمنية، إذ إن أوساطا إسرائيلية تخشى من تسريب معلومات خاصة بالمنظومات الدفاعية لدول أخرى، في حال تم بيعها للإمارات.
وبحسب "معاريف"، فإن الرفض الإسرائيلي يأتي برغم أن الصفقة لو تمت كانت ستدر على خزينة الاحتلال نحو 3.5 مليار دولار.
وبحسب تقارير، فإن الإمارات استسلمت أمام الرفض الإسرائيلي، وغيرت وجهتها نحو كوريا الجنوبية، إذ اشترت منها منظومة دفاعية تعتمد على تكنولوجيا روسية.
هذه المرة الثانية وليست الاخيرة من خيبة أمل الامارات من حليفها الجديد "الكيان الصهيوني"، الامر الذي يبين عدم ثقة تل أبيب بأبوظبي، رغم كل ما بذلته الاخيرة من انبطاح وتقديم امتيازات، على حساب سمعتها.
بالطبع الامر ليس مستغربا، فعقيدة التلمود التي يسير عليها الصهاينة، ترى ان اليهود هم شعب الله المختار، وعلى الشعوب الاخرى ان تكون خدما لهم. فهل سيتعظ قادة الامارات؟