قائد الثورة الاسلامية: اوكرانيا ضحية سياسات اميركا وندعو الى وقف الحرب

قيم هذا المقال
(0 صوت)
قائد الثورة الاسلامية: اوكرانيا ضحية سياسات اميركا وندعو الى وقف الحرب

عدّ قائد الثورة الاسلامية آية الله السيد علي الخامنئي اوكرانيا بانها ضحية سياسات اميركا التي تقوم على صنع الازمات في العالم ودعا الى وقف الحرب والدمار في هذا البلد.

وهنّأ آية الله السيد علي الخامنئي، في كلمته بمناسبة ذكرى البعثة النبوية (ص) الشريف التي بثت على قنوات التلفاز الرسمية الايرانية اليوم الثلاثاء الشعب الايراني والمسلمين في العالم بمناسبة حلول ذكرى البعثة النبوية الشريفة (ص) ووصفها بأنها أعظم هدية الهية للبشرية.

نعارض الحرب والدمار في أي مكان بالعالم

وعدّ قائد الثورة اوكرانيا بأنها ضحية سياسة أميركا القائمة على صنع الازمات حيث انها هي التي دفعتها الى هذا المصير وبطبيعة الحال فإنها مع تدخلاتها ومخططاتها في تحشيد الناس ضد الحكومات وتنفيذ الحركات المخملية أو الانقلابات الملونة وتواجد عدد من سيناتورات اميركا في تجمعات المعارضين وإزاحة أو تنصيب الحكومات تصل الاوضاع الى ماهي عليه.

وشدد قائد الثورة: بطبيعة الحال نعارض الحرب والدمار في أي مكان وهذه من سياساتنا الثابتة ولانؤيد قتل الناس أو تدمير البنى التحتية لشعب ما. نحن لسنا مثل الغربيين الذين استهدفوا حفلات الاعراس بافغانستان وتحويلها الى مجالس عزاء ثم يزعمون انهم فعلوا ذلك لمكافحة الارهاب وهذا هو منطق الاميركيين.

وتساءل: ماذا تفعل اميركا في افغانستان والعراق وشرق سوريا ولماذا تنهب نفطها؟ لماذا تنهب وتسلب أموال افغانستان وثرواتها الوطنية ؟ لماذا تدعم الصهاينة في ارتكاب الجرائم ليلا ونهارا؟ هذا هو نهج صنع الازمات والتي ترتكب جميعها بذريعة الدفاع عن حقوق الانسان ونظائرها. 

البعثة النبوية (ص) أعظم هدية الهية للبشرية

ووصف قائد الثورة يوم وليلة البعثة النبوية (ص) بمثابة أكبر هدية للبشرية والتي تم التعبير عنها في دعاء ليلة المبعث حيث منحت هذه الهدية الى الرسول الاكرم الذي يعد أسمى عبد لله سبحانه.

ووصف الهدف من بعثة الانبياء بالتزكية كما ان البعثة النبوية استطاعت ان تحول المستحيل الى أمر ممكن.

وأوضح: لو أردنا التركيز على عنصري العقلانية والتربية الاخلاقية والذين يشكلان اجمالي القيم الاسلامية، فإننا سنصدق ان الاسلام هو أسمى هدية لتحقيق السعادة للبشرية.

وعدّ الرسول الاكرم (ص) بأنه استطاع تحويل القبائل العربية التي كانت تتصف بالعناد الى أمة مفكرة حيث نالت الشهرة خلال أقل من 20 عاماً.

ولفت الى انه على مدى التاريخ لو وضعت أية أمة إرادتها في سياق إرادة الله فإن المستحيل سيتحول الى أمر ممكن وهذه التجربة تحققت في صدر الاسلام كما تحققت للشعب الايراني ايضا مع بعض الاختلافات حيث استطاع اقتلاع الحكم الملكي من الجذور رغم حيازته على دعم القوى الكبرى في العالم.

وتابع: إنه رغم حيازة نظام بهلوي الملكي على دعم اميركا وبريطانيا والاتحاد السوفيتي الا ان الشعب الايراني استطاع اقتلاع هذه الحكومة الفاسدة من الجذور والذي كان يبدو أمرا مستحيلا الا انه تحقق بفضل قيادة الامام الراحل (ص).

ولفت الى ان التجربة التاريخية في البعثة ماتزال ممكنة حيث ان الثورة الاسلامية تمثل نموذجا لهذه التجربة.

ونوه الى انه خلافا لعقيدة البعض في الفصل بين الدين والسياسة فإن ذروة النهضة النبوية (ص) تمثلت بتأسيس الحكومة.

وأشار الى ان الرسول الاكرم (ص) واجه الجاهلية في ذلك الوقت كما ان التحلل الخلقي اليوم يحصل بشكل مضاعف  في العالم المعاصر وبات هذا العالم يتسم بالاطماع والاساس فيه هو الطمع والمال الذي أصبح معياراً لكل شيء. 

ولفت الى ان الرسول الاكرم (ص) لم يكتف بتأسيس حكومة بل جابه الاعداء الذين سلبوا الحرية من المسلمين بشكل شامل.

الثورة الاسلامية ماتزال وسط الطريق وعلى مسافة من الاهداف 

وأكد قائد الثورة على ضرورة تعزيز قوة وصلابة الدولة التي تأسست في ظل راية الجمهورية الاسلامية الايرانية وترسيخها واتساع نطاق ثمارها.

وعدّ الخطة العقلانية والحكيمة لهذه الساحة تختلف عن السوح الاخرى التي يتعرض فيها الانسان للمذلة والعدوان بل ينبغي إعداد خطة حكيمة مناسبة تقوم على المعرفة الدقيقة لأبعاد هذه الجاهلية التي لايمكن مواجهتها اذا لم نتعرف عليها.

ووصف الثورة الاسلامية بأنها في وسط الطريق نحو أهدافها، "وبطبيعة الحال تم تحقيق انجازات الا اننا مانزال وسط الطريق ومانزال بعيدين عن الاهداف".

ولفت الى ان ايران باتت نموذجا جذابا لبلدان العالم والعالم الاسلامي رغم انها ماتزال وسط الطريق وعلى سبيل المثال تتم الاساءة لصورة الشهيد العزيز سليماني لكن الناس يجابهونها ويرغم الشرطة المسيئون على تقديم الاعتذار والوقوف الى  جانب الناس في الصاق صور هذا الشهيد وبالتالي فان النموذج الاسلامي بات مفعما بالجاذبية.

أميركا نموذج كامل للجاهلية الحديثة

ووصف قائد الثورة الجاهلية الحديثة بأنها ليست على حد سواء في ارجاء العالم لكن اميركا هي نموذج تام للجاهلية الحديثة التي تبدو أكثر اتساعا فيها مقارنة بمناطق العالم. 

واوضح: إن اميركا نظام يروج للرذائل الاخلاقية ويزداد فيها التمييز يوما بعد يوم وتساق الثروة الوطنية الى جيوب الاثرياء باستمرار.

وتساءل: ماذا يعني ان البعض يواجهون الموت في الشوارع بسبب حرارة او برودة الطقس في بلد ثري كأميركا؟

وعدّ النظام الاميركي بأنه يصنع الازمات ويعيش عليها ويقتات منها حيث يرتزق على الازمات التي يثيرها في ارجاء العالم حيث ان شبكات مافيا الهيمنة الاميركية تتغذى على الازمات في العالم.

النظام الاميركي يقوم على أساس المافيا

ووصف قائد الثورة النظام الاميركي بأنه يقوم على أسس مختلف أنوع المافيا السياسية والاقتصادية والاتجار بالاسلحة وغيرها حيث ان هذه المافيات هي التي تمسك بسياسات هذا البلد وتدير شؤونه وتسيطر عليه وتتحكم بمصائر أنظمة الحكم في البلدان الاخرى.

وتابع: لاحظوا كم أثاروا الازمات في غرب آسيا واصبحوا في حاجة ماسة لتصنيع مجموعة كداعش لتكون كلبهم التابع لهم وقاموا بتصوير الافلام عن قطع الاعناق وحرق الاحياء أو إغراقهم في الماء ونشرها في العالم وقد اعترف قادة النظام الاميركي بأن داعش من صنيعتهم.

ولفت الى ان اميركا في حال عجزها عن صنع الازمات فان مصانع اسلحتها لايمكنها تحقيق الارباح القصوى لذلك اختارت اسلوب صنع الازمات لتحقيق مصالح هذه المافيات.

درسان ينبغي تعلمهما من حادثة أوكرانيا

ولفت الى ان دروسا تلاحظ بشأن الوضع في أوكرانيا، أحدها يتمثل بأن دعم القوى الغربية للدول العميلة هو سراب وليس حقيقيًا وعلى جميع الحكومات أن تدرك هذا الأمر.

ونوه قائد الثورة الى أن الدول التي تحمل الآمال بدعم أميركا وأوروبا ينبغي لها ان ترى الاوضاع في أوكرانيا وأفغانستان جيداً، حيث صرح كل من رئيس أوكرانيا ورئيس أفغانستان الهارب أنهما وثقا في الولايات المتحدة والحكومات الغربية ، لكنهم تركوهما وشأنهما لذلك لا يمكن الوثوق بهم وهذا هو الدرس الأول.

وأشار قائد الثورة الى ان الدرس الثاني يتمثل بأن الشعوب هي الداعم الأهم للحكومات. "ولو كان الناس في أوكرانيا يتواجدون في الميدان ، لما كان وضع الحكومة والشعب في أوكرانيا على هذا النحو. الناس لم يدخلوا الميدان لانهم لم يتقبلوا الحكومة مثلما حدث اثناء الغزو الاميركي للعراق في عهد صدام حيث انسحب الناس ولم يدافعوا واستطاعت اميركا الهيمنة. ولكن عندما وقعت هجمات داعش في العراق نفسه، دخل الناس الساحة وتمكنوا من صدّه والقضاء عليه رغم انه كان يمثل خطرًا كبيرًا للغاية.

ووصف الشعب بأنه العامل الأساسي في الحفاظ على استقلال الدول ، "وقد اختبرنا ذلك إبان مرحلة الدفاع المقدس (حرب السنوات الثمانية التي شنها النظام العراقي السابق في عقد الثمانينات) ، وعلى الرغم من دعم جميع القوى لصدام ، إلا أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية استطاعت تحقيق الانتصار بمساعدة الشعب والحاق الهزيمة بالاعداء.

وشدد قائد الثورة: يجب على الجميع أن يفتحوا عيونهم وآذانهم وأن يفكروا ويتصرفوا بشكل صحيح وأن يكونوا قادرين على الاستفادة من هذه الدروس العظيمة، ونعتز بذكرى الإمام العظيم (رض) الذي علّمنا هذه الدروس.

 

قراءة 579 مرة