لقاء سابق في طهران بين الرئيس الإيراني (الأول يمين) ووزير الخارجية القطري (الثاني يسار)
قال وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني إن القيادة الإيرانية أخبرت الجانب القطري أنها مستعدة لحل وسط بشأن الملف الإيراني، وذلك في وقت توقفت منذ مارس/آذار الماضي مفاوضات فيينا لإحياء الاتفاق النووي الإيراني، وذلك بسبب خلافات متبقية بين طهران وواشنطن.
وأضاف الوزير القطري في حديث مع صحيفة "هاندلسبلات" (Handelsblatt) الألمانية أن التوصل إلى حل في الملف الإيراني سيدعم الاستقرار في الخليج، مضيفا أن ضخ كميات إضافية من النفط الإيراني للأسواق سيساعد على استقرار أسعار الخام وخفض التضخم.
وكان أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني قال أمس الجمعة خلال مؤتمر مشترك مع المستشار الألماني أولاف شولتز إن الدوحة مستعدة للمشاركة في جهود توصل مختلف أطراف الاتفاق النووي إلى اتفاق.
تصريح بوريل
وفي سياق متصل، ناقش منسق السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل مع وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان الخطوات القادمة لإحياء الاتفاق النووي.
وقال بوريل في تغريدة على تويتر "من المهم أن تستأنف المحادثات النووية لأنه كلما طال الانتظار أكثر أصبح إنهاء المفاوضات أكثر صعوبة".
وكانت إيران والقوى المنضوية في اتفاق عام 2015 (فرنسا وبريطانيا وألمانيا وروسيا والصين) قد بدأت قبل أكثر من عام مباحثات في فيينا شاركت فيها بشكل غير مباشر الولايات المتحدة التي انسحبت أحاديا من الاتفاق عام 2018 في عهد الرئيس السابق دونالد ترامب.
وتوقفت المحادثات بشأن الملف النووي الإيراني لأسباب عدة، أبرزها إصرار طهران على أن ترفع واشنطن الحرس الثوري الإيراني من قائمة المنظمات الإرهابية الأجنبية، في حين تقول واشنطن إن العقوبة المفروضة على الحرس لا علاقة لها بالملف النووي ولا يمكن مناقشتها ضمن مفاوضات فيينا.
مقترحات إيرانية
وكانت وزارة الخارجية الإيرانية قالت الاثنين الماضي إن طهران قدمت مبادرات ومقترحات خاصة بالاتفاق النووي خلال زيارة مبعوث الاتحاد الأوروبي للمفاوضات النووية إنريكي مورا إلى طهران.
ووصفت الخارجية الإيرانية محادثات المبعوث الأوروبي في طهران الأسبوع الماضي بالجيدة، موضحة أنها بانتظار رد واشنطن على بعض المقترحات الإيرانية التي قدمت إلى المبعوث الأوروبي.
وقال المسؤولون الأوروبيون والإيرانيون إنهم اتفقوا على استئناف مفاوضات فيينا لإحياء الاتفاق النووي الإيراني.
وسبق لسيرغي ريابكوف نائب وزير الخارجية الروسي أن صرح بأن نص استئناف الاتفاق النووي الإيراني جاهز تقريبا، وأن المشكلة في القرار السياسي.
وكان مسؤول إيراني قد صرح للجزيرة في وقت سابق بأن 6 قضايا تشكل صلب الخلافات الرئيسية مع الولايات المتحدة في المفاوضات النووية، وأن تحقيق الاتفاق مرهون بجدية وحسن نوايا أميركا.
وفي السياق نفسه، دعت وزارة الخارجية الفرنسية الثلاثاء الماضي كلا من طهران وواشنطن إلى "اعتماد نهج مسؤول" يساعد على إحياء الاتفاق النووي الإيراني.
وأوضحت الوزارة في مؤتمر صحفي أن "مسودة اتفاقية العودة إلى الامتثال لخطة العمل الشاملة المشتركة (الاسم الرسمي للاتفاق النووي) جاهزة منذ أكثر من شهرين"، لكن "موضوعا يخص الولايات المتحدة وإيران ولا علاقة له بخطة العمل المشتركة الشاملة لم يسمح بذلك في الوقت الحالي"، في إشارة إلى موضوع تصنيف الحرس الثوري الإيراني في قائمة الإرهاب الأميركية.
يذكر أن الاتفاق النووي الإيراني فرض قيودا صارمة على البرنامج النووي الإيراني للحيلولة دون امتلاك طهران سلاحا نوويا، وفي مقابل هذه القيود جرى رفع العقوبات الدولية عن إيران.
المصدر : الجزيرة + وكالات