صور أسرى مضربين عن الطعام. آيات قرآنية. أغانٍ وأناشيد وطنية. عبارات ساخرة من منظومة الدفاع الإلكتروني الإسرائيلية. صور لصواريخ المقاومة والآليات العسكرية الإسرائيلية المحروقة على تخوم غزة، وتوقيعات من «هاكرز» متعدّدي الجنسيات، هذا ما يمكن رؤيته من خلال جولة على المواقع الإلكترونية الإسرائيلية، بعد عملية اختراق عالمية أدّت إلى تعطيل عشرات الآلاف من المواقع وحسابات إسرائيلية على مواقع التواصل الاجتماعي.
توزّعت المواقع المستهدفة ما بين مواقع عسكرية، وحكومية، واقتصادية، وإخبارية. وطاولت أيضاً الحسابات الشخصية لإسرائيليين على «فايسبوك» و«تويتر». في أحد المواقع التابعة للشرطة الإسرائيلية على سبيل المثال، واسمه http://osu.co.il، يمكن الدخول والاستماع إلى آيات من قرآنية، وبإمكانك أيضاً أن تختار السورة المفضلة. الطريف في الأمر أن «الهاكر»، الذي قام باختراع الموقع أرجنتيني، والرسالة المتروكة كُتبت باللغة الإسبانية.
في موقع آخر، وهو موقع تكنولوجي إسرائيلي، ترك «الهاكر» الفرنسي رسالة على خلفية سوداء وُضعت عليها خريطة العالم مفادها: «إسرائيل كانت وستبقى مجرمة فاشية، قاتلة للأطفال، سارقة، كاذبة محترفة، ومصدّرة للإرهاب في كل العالم. عار على العالم أن يدعم هذا الكيان السفاح على أنه دولة». وفي موقع «يديعوت حيفا» الإخباري، ترك «الهاكرز» الذي يسمي نفسه (gaza hacker team) صورة للأسير الشهيد ميسرة أبو حمدية، وصورة أخرى للأسير المضرب عن الطعام سامر العيساوي. وعلى أنغام نشيد «قادم كالسيف، كالريح، كالرعب شرارة»، يمكنك قراءة الرسائل التي تركها «الهاكر» من قبيل: «فلتثكلنا أمهاتنا إن لم ننتصر لأسرانا في سجون الاحتلال».
الهجوم جسّد أيضاً الوحدة الوطنية الفلسطينية، بحيث يمكن الاستماع الى أغاني حزبك المفضل داخل المواقع الإسرائيلية، من أغنية «عيوني حماس» التي نشرت باللغة العبرية على أحد المواقع، إلى أغنية «فتح مرّت من هنا».
الحديث يدور عن خسائر بملايين الدولارات، لكن أقسى الخسائر تلك التي لا تقدر بثمن، هي الخسارة المعنوية، وانهيار أسطورة التفوق التقني والتكنولوجي الذي يحلو لإسرائيل في كل مناسبة أن تتباهى به أمام العالم.