في اطار اللقاء الرمضاني السنوي استقبل سماحة قائد الثورة الاسلامية عصر اليوم الاحد جمعا من طلبة مختلف الجامعات وممثلي التنظيمات الطلابي في حسينية الامام الخميني( رض ) بالعاصمة طهران.
وتحدث سماحته في اللقاء حول ضرورة فهم العدالة بشكل صحيح، لافتاً إلى أنّها تعني إلغاء الفجوة الطبقيّة في الاستفادة من الفرص العامّة، ومشدّداً على وجوب أن تكون كل الفرص متاحة للشعب بالتوازي. كما أشار سماحته إلى أن الجامعة في الغرب يشوبها إشكال كبير هو أنّها تجعل من العلم أداة بأيدي القوى الصهيونية.
واعتبر الإمام الخامنئي أن الغد الأفضل من اليوم هو الهدف الرئيس للبلاد والنظام الإسلامي، داعياً الطلاب والمنتديات الطلابية إلى تقديم حلول متجددة من أجل تحقيق هذا الهدف، وكذلك من أجل التقدم المادي والمعنوي في البلاد من دون العودة إلى الخلف، وأضاف: إن تربية العالم وإنتاج العلم وتوجيه هذين المكوّنين هي المهام الرئيسية الثلاث للجامعة.
وعدّ سماحته طبيعة البيئة الطلابية مبهجةً وحيّةً وزاخرة بالمشاعر ومُطالِبة وباعثة على الحماسة. وبالإشارة إلى ضرورة متابعة القضايا التي طرحها ممثلو المنتديات في هذا اللقاء، قال قائد الثورة الإسلامية: كل مقترح يجب أن يكون ذا عمق تحليلي وفكري مع كونه واقعياً وناضجاً ويساعد على حل المشكلات.
وفي معرض رده على كلام أحد ممثلي المنتديات بخصوص تغيّر نظرة سماحته تجاه مقولة العدالة مقارنة بالسنوات السابقة، قال الإمام الخامنئي: الفرق هو أن إصراري على العدالة قد زاد.
وعدّ سماحته شهر رمضان هذا العام شهراً جيداً من حيث بروز الجوانب الروحية في المجتمع، بما في ذلك رواج جلسات التلاوة، موصياَ الطلاب بالمحافظة على النورانية والنقاء الذي تحقق في هذا الشهر، وتابع: الطريق الرئيس لتحقيق هذا الهدف هو اجتناب المعاصي.
وفي جزء آخر من كلمته، عدّ الإمام الخامنئي العلم بأنه الركن الأساس للجامعة مشدداً على المهام الثلاث الرئيسة للجامعة، أي «تربية العالم» و«إنتاج العلم» و«توجيه تربية العالم وإنتاج العلم»، وتابع قائلاً: تواجه الجامعات في العالم مشكلات في المَهمة الثالثة، أي توجيه تربية العالم وإنتاج العلم، وبسبب ذلك تصبح منتجاتها أدوات في أيدي القوى الاستكبارية والصهيونية.
وأكد سماحته ضرورة الاهتمام بهذه المهام الثلاث المُهمة من قبل جميع أركان الجامعة، بما في ذلك المديرين والأساتذة والطلاب والمناهج الدراسية، مشيراً إلى أن جزءاً أساسيّاً من مكانة إيران العالمية مرهون بأنواع التقدم العلمي والتكنولوجي الذي حققته البلاد، وأضاف: عبر الحفاظ على هذه المكانة، يجب أن نُثري البلاد من الناحية العلمية، وبالطبع فإن القوى الاستكبارية لا ترغب لإيران هذه القوة والمكانة.
كما عدّ الإمام الخامنئي «غداً أفضل من اليوم» بأنه الهدف الكبير والرئيس للبلاد والنظام، مؤكّداً: يجب علينا تعريف غايات محددة لتحقيق هذا الهدف الرئيس.
كذلك اعتبر قائد الثورة الإسلامية معرفة المكانة الحالية للبلاد والنظام الخطوة الأولى للمضي نحو المُثل العليا وتحقيق غد أفضل، وقال: إن بعض الأشخاص غافلون عن هذه الحقيقة المصيرية والأساسية المتمثلة في كون النظام الثوري الحالي نتيجة لسلسلة من النضالات الصعبة والمعقدة ضد فترة الطاغوت السوداء.
وفي شرحه لوقائع النظام البهلوي قال قائد الثورة الإسلامية: كانت على رأس إيران في تلك الفترة عائلة مصابة بجميع أنواع الفساد تحكم الناس، كان هناك استبداد مطلق في إدارة المجتمع، وعلى عكس اليوم، لم يكن للناس حضور وتدخّل في شؤون البلاد.
وفي ما يتعلق بالهوية الجماعية، قال الإمام الخامنئي إن إيران في عهد بهلوي كانت من الدول الضعيفة التابعة للقوى العالمية سياسياً واجتماعياً واقتصادياً وثقافياً، ووصف سماحته هذا الوضع بالمخزي، وأضاف: بدأ النضال ضد ذاك الواقع المرير للغاية في بداية القرن الماضي بحضور مختلف المفكّرين، وكانت ذروته في نهضة تأميم النفط التي هُزمت بالانقلاب الأمريكي-البريطاني في "28 مرداد" (19/8/1953) والذي نفّذ عبر الأراذل والأوباش.
وأضاف قائد الثورة الإسلامية: من الناحية العلمية؛ ورغم وجود أساتذة جيدين وذوي كفاءة في الجامعات في عهد بهلوي، إلّا أنه لم تُنجز آنذاك منتجات علمية وصناعية وتكنولوجية مهمة في الجامعات.
وعدّ سماحته جوهر الثورة هما الجمهورية والإسلامية وقال: تتلخص أهداف الجمهورية الإسلامية تحت عنوانَين عامين: "إدارة البلاد بطريقة إسلامية" و"تقديم أنموذج إلى شعوب العالم في الإدارة الجيدة لأيّ بلد".
وأوضح سماحته في شرحه إدارة البلاد بطريقة إسلامية: إن إدارة البلاد بطريقة إسلامية تعني المُضيّ قُدماً في طريق التقدم المادي والمعنوي دون رجوع إلى الخلف.
وعدّ الإمام الخامنئي الهدف الثاني للجمهورية الإسلامية؛ أي تقديم أنموذج إدارة الدولة إلى العالم، بأنه في الحقيقة من منطلق الحرص على شعوب العالم وطلب الخير لهم، وقال: لقد تحقق هذا الهدف إلى حدّ ما في بعض الأبعاد، وإنّ كثيراً من الأحداث التي تثير اهتمامكم أيها الشباب وتفخرون بها على مستوى المنطقة والعالم، مرتبطة ببلدكم ومجتمعكم وثورتكم.
وفي الجزء الأخير من كلمته رأى قائد الثورة الإسلامية أن توقعات المنتديات الطلابية كثيرة جداً، مقدّماً التوصيات إلى هذه المنتديات. وأشار سماحته إلى وجود محاولات في الجامعات لكي يعدّ الطالب الإيراني نفسه تابعاً للغرب، وقال: ينبغي للمنتديات الطلابية الوقوف ضد هذه المحاولات بنحو فعّال.
المصدر: موقع سماحة قائد الثورة الاسلامية