مع تزايد أعداد المسلمين في القارة الأوروبية وغيرها من المناطق غير الإسلامية، بات لشهر رمضان طقوس أكثر شعبية تختلف باختلاف قوانين كل دولة والفسحة المسموحة للمتدينين ومن خلالهم للمسلمين بممارسة تلك الطقوس.
وأشار تقرير لوزارة الخارجية البريطانية مؤخراً إلى أنّ مظاهر الاحتفاء بشهر رمضان الحالي في بريطانيا كانت واضحة في الجامعات البريطانية وفي مراكز الرعاية الصحية، وعبر وسائل الإعلام. ومن المظاهر الرمضانية المستجدة خلال العام الحالي كان قرار بث آذان الفجر طوال شهر رمضان، فضلاً عن عرض سلسلة من البرامج في إطار التعريف برمضان.
ومن البرامج المخصصة لشهر رمضان في بريطانيا جاء فيلم وثائقي مع راشد خان، وهو لاعب «الرغبي» السابق، الذي سافر إلى أنحاء بريطانيا لاستكشاف الاستعدادات لدى المسلمين لشهر رمضان، حيث تحدثوا عن كيفية التعامل مع الحياة اليومية، والآثار الجسدية والروحية للصوم.
وأقيمت خيم رمضانية في أماكن عدة من بريطانيا منها «جامعة لندن»، وتم توجيه دعوات للمشردين، وكذلك لأبناء الأديان الأخرى للانضمام إلى الخيمة حيث تقدم وجبات الإفطار.
كما يقدم مركز «سان جوزيف» للرعاية الصحية في العاصمة البريطانية الخدمات الطبية والنصائح للمسلمين المصابين بمرض السكري، خلال صومهم شهر رمضان. وكسرت المنظمات الخيرية الحدود الدولية في سعيها لمساعدة المحتاجين كما فعلت «جمعية التضامن والتكافل» في محافظة يوزغات التركية، حيث قامت بتأمين إفطار لألف شخص يومياً في النيجر غربي أفريقيا، من طعام وشراب طوال شهر رمضان.
وتكلف الجمعية ممثلين عنها وعلى رأسهم رئيس الجمعية لزيارة الدول الأفريقية المختلفة للوصول إلى القرى الأكثر فقراً والتوجه إليها بالمساعدات. وفي هولندا تقاسم المسيحيون والمسلمون وجبة الإفطار في مأدبة أقيمت في مدينة روتردام حيث يقيم 150 ألف مسلم من أصل 600 ألف شخص.
وقام بتنظيم المناسبة «حزب اتحاد الديموقراطيين المسيحيين» المعارض في هولندا، وأشار نائب رئيس بلدية روتردام هوغو دي يونغ إلى أن تنظيم مأدبة الإفطار خلال شهر رمضان أصبح تقليداً سنوياً منذ عشرة أعوام.
ولم تقتصر مظاهر الاحتفاء بشهر صيام مسلمي العالم على الدول الأوروبية، فقد اجتمع ما يقدر بـ1500 مسلم من جنسيات مختلفة على مائدة إفطار واحدة في أحد المساجد في مدينة ملبورن الأسترالية، بمبادرة من منظمة حقوقية استرالية تقام للعام الرابع.
كما نظمت «الرابطة الأميركية التركية» إفطاراً في مبنى «رايبورن»، وهو أحد مباني مجلس النواب الأميركي، حيث حضر الإفطار أعضاء الكونغرس، وأعضاء من المجتمع التركي في أميركا، وعدد آخر من المدعوين.