
emamian
قائد الثورة الإسلامیة: مشكلتنا مع أميركا لا يمكن حلها بالتفاوض
اعتبر قائد الثورة الاسلامية اية الله السيد علي خامنئي " التعبئة "، ثقافة وخطابا وفكرا وأكد في الأحداث الأخيرة بایران، بذلت قوات التعبئة جهدها لمنع وقوع الظلم على الشعب الايراني من قبل مجموعات مشاغبة ومرتزقة وهذه القوات هي نفسها تعرضت للظلم.
وقال قائد الثورة الاسلامية اليوم السبت خلال استقباله جمعا من قوات التعبئة في حسينية الامام الخميني (ره) في طهران إن التعبئة "،تعتبر ثقافة وخطابًا وفكرًا وأکد أنها ليست مجرد مؤسسة عسكرية بل مکانتها أعلی منها ولا تقتصر نشاطاتها على المجال العسكري فقط، بل يجب أن تكون حاضرة في جميع المجالات، بما في ذلك العلوم الدينية والعلوم المادیة.
واعتبر قيام قوات التعبئة (البسيج) بعمل جهادي دون أي توقعات من ميزات هذه القوات وقال: هناك الملايين من التعبويين في العالم الاسلامي ولغة قلوبنا وقلبهم واحدة، وتوجهاتهم هي نفس توجهاتنا.
وأضاف أن "التعبئة" لها مكانة بارزة في الجغرافيا السياسية للعالم الإسلامي وقال ، إن الجبهة الاستعمارية الغربية تتخذ نهجا خاصا تجاه غرب آسيا لما لها من الاهمية ولمصادرها النفطية كون النفط هو أهم عامل في حركة العجلات الصناعية للغرب.
وأشار إلی الخصائص الجغرافية والجيوسياسية لغرب آسيا خاصة إيران وقال: إن الثورة الإسلامية سخرت قلوب شعوب الدول المجاورة لإيران.
وتابع أن الأمريكيين وقبل شن العدوان على ايران قرروا شل دول الجوار باعتبارها العمق الاستراتيجي للجمهورية الإسلامية الايرانية ، وكشف الأمريكيون أنفسهم عن هذه الخطة عام 2006 وقالوا یجب علینا أن نطیح بست دول اي العراق وسوريا ولبنان وليبيا والسودان والصومال قبل مهاجمة ایران.
وأضاف: إن الجمهورية الإسلامية لم تدخل شمال إفريقيا اطلاقا، لكن سياسة إيران نجحت في كل من العراق وسوريا ولبنان، مما أدى إلى هزيمة أمريكا في هذه الدول.
وأشار إلی شجاعة الشهيد قاسم سليماني وأضاف : إن اسم الشهید الحاج قاسم يغضب أعداء إيران لأنه حمل راية سياسة الجمهورية الإسلامية الايرانية التي احبطت خطة العدو العميقة.
وأکد أن مشكلتنا مع أميركا لا يمكن حلها بالتفاوض وواشنطن لا تقبل سوى أخذ الامتياز تلو الآخر متسائلا، أي مواطن إيراني غيور على وطنه مستعدٌ لتقديم تنازلات لأميركا.
وصرح أن ما تريده أمريكا هو أن يتخطى الشعب الإيراني كل الخطوط الحمراء.
وخاطب قوات التعبئة وقال : عليكم الانتباه لتسلل العدو إلى قوات التعبئة؛ ان الشخص الفاسد قد يتنكر كتعبوي ورجل الدين.
وفي جانب اخر من تصريحاته اشار سماحته الى فوز المنتخب الإیراني لكرة القدم على ويلز في كأس العالم وقال أبناء منتخبنا الوطني لکرة القدم أناروا عيوننا بانتصارهم.
وقال:ان العدو لجأ اليوم الى نشر أخبار كاذبة كاهم أسلوب له وأضاف : إنهم و من خلال هذه الاخبار الكاذبة يزعمون زوراً أن القوات الحكومية الإيرانية تقتل الشعب، مؤكدا ان واجبکم اليوم هو جهاد التبیین.
وأضاف: إن العدو يسعى للسيطرة على العقول و في حال تحقيق ذلك في اي بلد، فان شعبه يسلم أرضه للعدو.
وأكد قائلا : حافظوا على جهوزیتکم العملية، فلا يجب أن تتفاجأول أبدًا، موضحا أن احد التصرفات التي يلجأ اليها العدو هو اثارة الضوضاء في مكان ما والقيام بما يريده في مكان اخر ، لذلك على مسؤولي البلاد اخذ الحيطة والحذر كون منطقة غرب آسيا وشرقها تحظى باهمية لنا.
ولفت الى ان جبهة الاستعمار الغربي اسست ، الکیان الصهيوني المحتل في المنطقة بهدف القتل والاحتلال واضاف : ان إيران أهم دولة في منطقة غرب آسيا، لأن ثروتها تفوق ثروة كل هذه الدول، ومن هذا المنطلق فهم أكثر حساسية تجاه إيران ويجب ألا تنسى قوات التعبئة أنّ مواجهتنا الحقيقية والأساسية هي مع الاستكبار العالمي.
واشار الى أن الثورة الإسلامية في ايران أربكت حساباتهم ووجهت صفعة للسياسات الاستعمارية ودفعت بهم إلى حافة العزلة وقال : ان الثورة الاسلامية وضعت حدا لتبعية ايران لأمريكا وبریطانیا والنظام الاستعماري وحققنا الاستقلال ولم نقدم لهم أي تنازلات.
وصرح أن الثورة الإسلامية انتقلت إلى شعوب المنطقة والدول المجاورة وأوجدت فيهم التغيير، وأضاف : أن الشعب الإيراني حاضر في الساحة ولم يدخر الاعداء اي جهد لتدمير الثورة و إسقاطها ، لكنهم أدركوا صعوبة مواجهة إيران وعجزهم عن ذلك.
وصرح أن الدور الإيراني في العراق وسوريا ولبنان أسهم في إفشال المشروع الأميركي لضرب إيران عبر هذه الدول واعتبر أن شعبیة الشهید حاج قاسم سلیماني بين الشعب الايراني وکراهیة الأعداء بالنسبة له تعود إلی دوره البارز في إحباط مؤامرات العدو بالمنطقة.
وقال الیوم أصبح من الواضح سبب بحث الأعداء عن اتفاق خطة العمل المشترك الشاملة الثانية و الثالثة وأوضح، أن خطة العمل المشترك الشاملة الثانية تعني مغادرة إيران من المنطقة بالكامل وتعني أن إيران تلتزم بعدم إنتاج أي أسلحة استراتيجية مهمة وعدم امتلاك طائرات بدون طيار وصواريخ.
واشار الى أن العدو كان يريد منعنا من الوصول إلى التقنية الدفاعية والعسكرية والحضور بالمنطقة بعد الاتفاق النووي.
ولفت الى ان هناك البعض يتصور ان لديهم علما وفهما سياسيًا، لكن تهديداتهم في الصحف والفضاء الإلكتروني تدعو للاسف حيث يقولون أنه من أجل إنهاء أعمال الشغب، علينا حل مشكلتنا مع أمريكا أو يقولون يجب أن نستمع إلى صوت الشعب متسائلا كيف ستحل المشكلة مع أمريكا؟ هل ستحل المشكلة بالجلوس علی طاولة المفاوضات والتفاوض مع واشنطن والحصول على التزام منها؟.
وقال إن الأمريكيین تعهدوا بموجب الاتفاق النووي إلغاء الحظر عن ایران في حال تقلیص أنشطتها في مجال الصناعية النووية، لكنهم لم يفعلوا ذلك، وهكذا عندما قمنا بتنفيذ التزاماتنا بموجب الاتفاق النووي لم تنفذ أميركا التزاماتها.
وأکد سماحة قائد الثورة الاسلامية أن التفاوض لن يحل مشكلتنا مع أمريكا، لأنها تمعن في السعى وراء إنتزاع التنازلات عن ایران.
واعتبر مشارکة الملايين من الشعب الایراني في مراسم احياء الذكرى السنوية لـ "يوم مقارعة الاستكبار العالمي" و"يوم الطالب" ای ذكرى اقتحام وكر التجسس (السفارة الامريكية في طهران فی 4 نوفمبر 1979) و حضور الملايين منهم في تشييع جثمان الشهيد سليماني تعبيرا عن صوت الشعب الإيراني وقال : استمعوا إلى صوت الشعب الإيراني في تشييع جثامین الشهداء وشعاراتهم ضد مثیري الشغب والإرهابيين.
احتفالات إيرانية بالفوز على ويلز
عمّت الاحتفالات العاصمة الإيرانية طهران وعددا من المدن عقب الفوز الذي حققه المنتخب الإيراني على ويلز -أمس الجمعة- بهدفين دون مقابل، في افتتاح مباريات الجولة الثانية للمجموعة الثانية بكأس العالم 2022 في قطر.
جاءت فرحة الفوز تعويضا لمرارة الهزيمة الثقيلة التي سبق ومني بها منتخب إيران أمام منتخب إنجلترا (صفر/6) في أولى مبارياته، وامتدت الاحتفالات الإيرانية منذ اللحظات الأولى التي أعقبت انتهاء المباراة مع ويلز وحتى الليلة الماضية، وشارك فيها أطفال ونساء ورجال وشباب وعسكريون ورجال دين.
من وراء استهداف ناقلة النفط "الإسرائيلية" بطائرة مسيّرة قبالة سواحل عمان؟
الخبر واعرابه
الخبر : تعرضت ناقلة نفط يملكها رجل أعمال إسرائيلي قبالة سواحل عمان لهجوم بطائرة مسيرة انتحارية يوم الأربعاء .
الاعراب :
-رغم انه لم تعلن اي جهة لحد الان مسؤوليتها عن الهجوم ، إلا أن حقيقة أن الناقلة مملوكة لرجل أعمال إسرائيلي تظهر أن منفذي الهجوم هم أعداء الدّاء للكيان الصهيوني.
- اتهم مسؤول أمني إسرائيلي إيران في هذا الحادث. ويدل هذا الادعاء على أنه بعد هجوم الكيان الصهيوني على صهاريج الوقود الإيرانية على الحدود السورية العراقية والذي تم قبل أيام، فان كيان الاحتلال كان يتوقع انتقاما وردا بالمثل. هذا في حين ان اي مصدر ايراني لم يؤكد هذا الاتهام لحد الان .
- بعد آخر حادثة في حرب السفن عام 2018 ، والتي تعرضت خلالها سفينة إسرائيلية للهجوم واعلنت فصائل المقاومة في المنطقة مسؤوليتها عنه، رفعت "إسرائيل" رسميا علمها الأبيض في حرب السفن واستسلمت،
--تشكل التجارة البحرية لـ"إسرائيل" 85٪ من حجم تجارة الكيان وأي تهديد لها يعني تهديدا للاقتصاد الإسرائيلي بأكمله. هذه المسالة هي التي تجعل هجوم الطائرات المسيرة على ناقلة النفط الإسرائيلية واتهام إيران بذلك يعزز من اتهامات الكيان الاسرائيلي لايران.
- في غضون ذلك ورغم عدم ترشح اي معلومات عن حجم الأضرار التي لحقت بالسفينة من قبل وسائل الاعلام ، إلا أنه يمكن توقع أن يكون هذا الهجوم هو مجرد سيناريو من قبل الكيان الصهيوني دعما للدول الاقليمية التي كانت تعادي قطر حتى الامس. تلك الدول التي فرضت حصارا على قطر على مدى ثلاثة اعوام ونصف وبالتالي ارغمت على التراجع والخنوع رغما عنها والسفر اليها. زعزعة الاستقرار في المنطقة، هو ديدن الكيان الإسرائيلي وزعزعة الاستقرار في المنطقة بهدف التأثير على حدث كأس العالم في قطر يمكن أن يكون هدف أعداء الأمس وأصدقاء قطر اليوم. طبعا قبول نجاح كبير مثل استضافة مباريات كأس العالم يثير حسد هذه البلدان .
- في الوقت نفسه، وفقا لمصادر موثوقة، وعدت طهران الدوحة بأنها لن تتوانى عن تقديم أي مساعدة لإقامة مونديال قطر بشكل جيد مشفوع بالامن والسلام .
ماذا تحمل زيارة وزير الخارجية العماني الغيرمعلنة إلى طهران؟
أكد وزير الخارجية الإيرانية حسين أميرعبداللهيان خلال مؤتمر صحافي مع نظيرة العماني بدر بن حمد البوسعيدي في طهران أن الوجود العسكري الأجنبي يهدد أمن الخليج الفارسي وبحر عمان، وأمن الطاقة، وقال إن دول المنطقة قادرة على ضمان أمنها بنفسها.
وزير خارجية سلطنة عمان بدر بن حمد آلبوسعيدي يصل إلى طهران في زيارة لم يعلن عنها من قبل.. ما يزيد من أهمية ما جرى بحثه على طاولة الحوار.. جلستان من الحوار جمعت الوزيرين على طاولة واحدة، إحداهما جرت خلف الأبواب الموصدة.
إعلاميا كل ما يذكر اسم سلطنة عمان سرعان ما تتبادر إلى الأذهان في الأوساط الإعلامية الإيرانية أدوار مسقط في الوساطة بين طهران واشنطن، لاسيما في الموضوع النووي.. حيث يبدو أن الموضوع النووي أخذ حصته من الحوار بين الوزيرين في طهران.
وفي كلمته بالمؤتمر الصحفي المشترك قال الوزير الخارجية الإيرانية حسين أميرعبد اللهيان: "إن إصدار قرار في الوكالة الدولية للطاقة الذرية ضد إيران كان غيربناء، ومرة اخرى تم استغلال مكانة الوكالة الذرية لأغراض سياسية.. وإننا سنقوم بإجراءات ملائمة للرد على القرار الصادر من الوكالة."
إقليمياً أكد أميرعبد اللهيان أن دول المنطقة لديها القدرة على الحفاظ على السلام والأمن في المنطقة، وأصبحت القوات العسكرية الأجنبية اليوم تهديدا لأمن الطاقة في منطقة الخليج الفارسي وبحر عمان.
وفي الشأن اليمني أكد الوزير الإيراني ضرورة وقف الحرب في اليمن والإلغاء الكامل للحصار الإنساني على هذا البلد.
من جانبة قال وزير الخارجية العماني بدر آلبوسعيدي إن المنطقة تواجه حاليا العديد من التحديات والخلافات، ورأى أن الحل الوحيد هو الحوار والحلول الدبلوماسية.
وصرح البوسعيدي قائلاً: "هناك الكثير من التحديات والكثير من الأزمات والقضايا والخلافات، ولكن في عمان نعتقد أن السبل الوحيدة والناجعة لمعالجة هذه التحديات لن تتأتى إلا عبر الحوار وعبر التفاهم وعبر البحث عن حلول سياسية، وبالطرق السلمية."
إيرانياً ينظر إلى عمان على أنها دولة تتحدث قليلا وتعمل كثيرا دون ضجيج.. وكل زيارة عمانية إلى طهران تتسبب برفع سقف الحديث عن صفقة ما، ولو بحل.
فالعلاقات بين البلدين الجارين إيران وعمان وارتباط تلك العلاقات بالملفات السياسية والأمنية والاقتصادية على مساحة الإقليم جعلت من هذه الزيارة أن تحمل الكثير ليس للبلدين وحسب بل للمنطقة التي تعيش على صفيح ساخن.
قائد الثورة: الغرب لا يتحمل تقدم و تطور الجمهورية الاسلامية الايرانية
قال قائد الثورة الإسلامية أية الله السيد "علي خامنئي"، إن مشكلة الاستكبار مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية هي ان تقدم وتطور وازدهار الجمهورية الإسلامية يجهض المنطق الليبرالي للديمقراطية في العالم الغربي.
واضاف سماحة القائد اليوم السبت خلال استقباله حشدا من اهالي اصفهان، ان منطق الليبرالي الديمقراطي ادى الى نهب العالم على مدى اكثر من قرنين بذريعة تحقيق الحرية والديمقراطية حيث اصبحت اوروبا التي كانت تعاني من الفقر غنية على حساب معاناة العديد من الدول الثرية مثل الهند والصين وفي ايران لم يتم استعمارها بشكل مباشر إلا ان الغرب فعل فيها ما يحلو له.
وصرح قائد الثورة الاسلامية ان افغانستان تعتبر نموذجا في هذا المجال حيث دخل الامريكان فيها وارتكبوا انواع الجرائم على مدى عشرين عاما وبعد مرور عشرين عاما سيطرت على افغانستان نفس الحكومة التي كانت تواجهها الولايات المتحدة الامريكية وشهدنا انسحاب امريكا المخزي من افغانستان.
وشدد بالقول ان الجمهورية الاسلامية الايرانية هي التي رفضت منطق الليبرالي للديمقراطية ومنحت الناس هوية حقيقية والوعي والاقتدار وصمدت امام الديمقراطية الليبرالية.
وتطرق سماحته الى فترة الدفاع المقدس (الحرب العراقية المفروضة على ايران 1980-1988) واضاف ان حلف شمال الاطلسي (الناتو) وامريكا والاتحاد السوفيتي وبعض الدول الاوروبية وقفوا الى جانب نظام صدام البائد في تلك الحرب حيث كان العالم في جانب والجمهورية الاسلامية الايرانية كانت في جانب اخر إلا ان الشعب الايراني انتصر وحققت ايران انتصارا كاملا وباهرا.
العالم بات يعترف بتقدم ايران الاسلامية
وتابع اية الله خامنئي ان الجمهورية الاسلامية الايرانية ماضية في التقدم وان العالم يشهد ذلك وبات يعترف به وهذا لا يتحمله الغرب مضيفا اذا ليس لدينا اقتدار في المنطقة وكنا نخاف من امريكا والاستكبار وكنا نخضع امام عنجهية الغرب لكانت تتراجع تلك الضغوطات المفروضة علينا غير انهم كانوا يسيطرون علينا .
واستطرد قائلا كلما كانت ايران اقوى كلما ازدادت مساعي العدو لتوجيه ضربة للجمهورية الاسلامية الايرانية.
وحول اعمال الشغب في البلاد قال قائد الثورة الاسلامية ان العناصر التي تقف وراء اعمال الشغب لم تتمكن من جر الناس بالخروج الى الشوارع والان تسعى الى استمرار هذه الاعمال للضغط على المسؤولين إلا ان هذه الاعمال ستنتهي وان كراهية ابناء لشعب ستزداد تجاه هذه العناصر و ان الشعب الايراني سيواصلون نشاطهم واعمالهم اكثر من قبل.
واشار الى غضب و استياء الولايات المتحدة الامريكية واوروبا من تقدم ايران واكد انهم لن يتمكنوا من تحقيق اي شيء كما باتوا عاجزين عن تحقيق اي شيء في الماضي .
وفيما اشار قائد الثورة الاسلامية الى ان اوروبا تتحرك خلف امريكا لفت الى ان جميع رؤساء امريكا من كارتر وكلينتون و اوباما وريغان وبوش و ترامب حتى الرئيس الحالي الذي يريد ان ينقذ الشعب الايراني، كلهم وقفوا بوجه ايران وطلبوا المساعدة من عدد من دول المنطقة ومن الكيان الصهيوني الكلب الذي يلهث.
العدو بات عاجزا عن وقف مسار تقدم الشعب الايراني
واضاف ان العدو ورغم كل هذه المساعي فشل ورغم انه سعى وراء خلق مشاكل لايران كفرض الحظر عليها واغتيال علمائها النوويين واللجوء الى كثير من الحيل السياسية والامنية بات عاجزا عن وقف تقدم الشعب الايراني.
وتسائل سماحته كيف يمكن تحقيق التقدم؟ واضاف ان التقدم بحاجة الى العديد من الوسائل اهمها هو الامل لذلك يعمل العدو على زرع اليأس بين الشعب.
واشار الى امكانيات العدو الواسعة في مجال الاعلام واضاف ان العدو يسعى من خلال استخدام القنوات الفضائية و التلفزيون لزرع الياس بين الشعب إلا ان الامل و النشاط مازال متوفران في المجتمع الايراني.
وفي جانب اخر من تصريحاته اشار سماحة قائد الثورة الاسلامية الى التقدم الذي حققته ايران خلال الاسابيع الاخيرة واضاف ان العلماء الايرانيون تمكنوا من الحصول على علاج جديد لمرض سرطان الدم و توطين احد اجهزة استخراج النفط والغاز و افتتاح خط سكك الحديد في سيستان وبلوشستان وازاحة الستار عن صاروخ جديد و غيرها من الانجازات واضاف كل هذه الانجازات يثبت ان ايران ماضية في التقدم رغم مساعي العدو لمنع هذه الحركة من خلال اثارة اعمال الشغب.
واضاف سماحته ان البعض في داخل ايران ينجرون خلف الدعاية الغربية ويقولون بان النظام الاسلامي يفتقد الحرية وسيادة الشعب، لكن ابداء هذا الكلام هو نفسه يدل على وجود الحرية، وان توالي حكومات تختلف افكارها السياسية عن بعضها البعض، على الحكم، يدل على وجود حق الانتخاب لدى الشعب وشعبية النظام الاسلامي.
ونوه سماحته انه اذا لو كانت الجمهورية الاسلامية اختارت التراجع امام اميركا والاستكبار العالمي والرضوخ لتنمرهم وغطرستهم لتراجعت الضغوطات، لكنهم كانوا يسيطرون على البلاد، واضاف " طوال هذه السنوات كلما تعالى صوت اقتدار الجمهورية الاسلامية ازدادت محاولات الاعداء لخدش وجه النظام الاسلامي.
وشدد سماحة قائد الثورة الاسلامية ان التحدي الماثل أمام ايران هو "التطور والتوقف والركود والرجعية" لان ايران تواصل التطور لكن القوى الاستكبارية تضطرب وتمتعض وتغتاظ من تقدم ايران الاسلامية ومن اجل هذا الامتعاض والغيظ ينزل الاميركيون والاوروبيون الساحة بكل قواهم لكنهم عاجزون عن ارتكاب اية حماقة كما عجزوا قبل الآن وسيعجزون ايضا في المستقبل .
آية الله خامنئي اكد بأنه في المواجهة الرئيسية بين ايران والاستكبار فان اميركا هي في الخط الامامي وتقف اوروبا خلفها واضاف " طوال السنين التي تلت انتصار الثورة الاسلامية فان جميع الرؤساء الاميركيين من كارتر الى الى كلينتون واوباما الديمقراطي وريغان وبوش وذلك (الرئيس) الأرعن الجمهوري السابق ، وصولا الى الرئيس الحالي الفاقد للوعي والسيطرة، والذي يريد انقاذ الشعب الايراني ، اصطفوا جميعهم امام الجمهورية الاسلامية الايرانية واستعانوا بكل من استطاعوا ومنهم الكيان الصهيوني، كلبهم المسعور، وبعض دول المنطقة، لكن ومع كل هذه المحاولات اصيب اعداء الشعب الايراني بالخيبة ، رغم انهم اوجدوا بعض المشاكل مثل الحظر واغتيال العلماء النوويين واستخدام كافة الحيل السياسية والامنية واعطاء الرشاوى للبعض في الداخل ليتفوه ضد الجمهورية الاسلامية ، لكنهم عجزوا عن ايقاف حركة الشعب الايراني ، والان ونحن امام هذه المواجهة والتحدي الراهن ، فان من واجب افراد الشعب والمسؤولين وكذلك المثقفين والنخب والشباب والاوساط العلمية والجامعية والحوزوية ، بذل الجهود لتحقيق التقدم في كافة الجوانب العلمية والفنية والاقتصادية والسياسية والاخلاقية والروحية.
واشار قائد الثورة الاسلامية ان هذه الاحداث والجرائم واعمال التخريب تتسبب بمشاكل للشعب واصحاب العمل، لكن هؤلاء المتواجدون في الساحة ومن يقف خلف الكواليس ايضا هم أحقر من ان يستطيعوا الاضرار بالنظام الاسلامي.
واعتبر ان القدرة على خلق الفرص من التهديدات هي من طباع أي شعب مؤمن ، مشيرا النماذج التاريخية غزوة الاحزاب والدفاع المقدس ، مضيفا " في غزوة الاحزاب التي قدم فيها كل قبائل المشركين ، لم تهتز قلوب المؤمنين بل تذكروا وعد الله تعالى وازدادوا ايمانا وخلقوا من هذا التهديد فرصة ، تماما كما فعل شعبنا ايضا في حرب الاحزاب التي شارك فيها كل العالم ودعموا المتعدي ، وقد بدل شعبنا التهديد الى فرصة واثبت للعالم اجمعه بأنه لن يهزم.
الشعب الايراني شعب لا يهزم
ونوه سماحة قائد الثورة الاسلامية انه بسبب هذه الانجازات التي حققها الشعب الايراني فان الاعداء كلما فكروا بورقة الخيار العسكري يتذكرون بان الشعب الايراني هو شعب لا يهزم، وقد اكد شعبنا مرارا وتكرار للاميركيين ولاعدائه بأن "قدومهم هو بيدهم لكن رحيلهم ليس كذلك" وفي حال شن الاعتداء فانهم سيتورطون وسيدمرون.
كما اشار سماحته الى مراسم تشييع شهداء احداث الشغب الاخيرة قائلا ان هذه الاحداث اماطت اللثام عن وجه من يقفون خلف الكواليس ويدّعون الدفاع عن الشعب الايراني وان العداء لمطالب ومقدسات الشعب الايراني أي العداء للاسلام وحرق المصاحف والمساجد والعداء لايران وحرق علم البلاد واهانة النشيد الوطني قد كشف الوجه الحقيقي لمن هم خلف الكواليس.
واعتبر ان العدو قد تلقى الهزيمة حتى هذه اللحظة بفضل الله تعالى لكنه يأتي كل يوم بكيد ومكر جديد ، وبعد هزيمة اليوم يمكن ان يتوجه نحو تحريض فئة العمال والنساء لكن رفعة شأن نسائنا وعملانا هي اكبر بكثير من ان يرضخوا لضامري السوء وينخدعوا بهم .
واشار سماحته ايضا الى اساليب الاعداء مثل "التجييش الكاذب" و"سيل الاكاذيب" في وسائل العلام المعادية بهدف التأثير على المغفلين ، مؤكدا " ان الحقيقة هي الحضور المكثف للشعب في سوح الدفاع عن الثورة وصفعتهم لضامري السوء ".
كما أكد سماحته ان المحركين الاصليين لاحداث الشغب الاخيرة، والذين عجزوا عن جرّ الشعب خلفهم ، يريدون عبر اطالة شرورهم ، اتعاب المسؤولين لكن احداث الشغب ستطوى، وان الشعب سيواصل عمله وجهوده وتقدمه بمزيد من النفور والكره ازاء هؤلاء وبقوة مضاعفة ومعنويات جديدة.
واشار الى صمود الشعب الايراني خلال فترة الدفاع المقدس وقال ان العدو بات يدرك ان الشعب الايراني هو لا يقبل الفشل ولايستسلم وهذا ما يتذكره العدو عند اللجوء الى الخيار العسكري واضاف ان الشعب الايراني اعلنوا مرارا لامريكا انكم في حال العدوان علينا سيواجهون برد ساحق.
الحظر زاد من المشاكل الاقتصادية
وفي جانب اخر من كلمته اعتبر قائد الثورة وجود المشاكل الاقتصادية ، حقيقة، معتبرا العقد الماضي فترة غير جيدة على صعيد الاقتصاد بسبب تقاعس بعض المسؤولين عن العمل بالتوصيات والقيام بواجباتهم، مضيفا بان الحظر ايضا قد ترك تاثيرا في هذه المشاكل، لكن سماحته اكد بأن قيام المؤسسات المعنية ببذل المزيد من الجهود والتضامن والتآزر والتظافر بين الشعب والمسؤولين يمهد لحل المشاكل الموجودة وسيتم توجيه صفعة جديدة للاعداء في هذا المجال ايضا.
وحول مرتكبي الجرائم الأخيرة في البلاد قال سماحة قائد الثورة الاسلامية يجب معاقبة مرتكبي الجرائم والقتل والتدمير أو التهديد بإضرام النار في المحال وسيارات التجار والأشخاص، ومن أجبرهم على فعل هذه الأعمال حسب ذنوبهم والجرائم التي ارتكبوها .
وأشار قائد الثورة الاسلامية إلى استخدام خدعة "بناء جيش زائف" و "حشد الأكاذيب" في وسائل الإعلام المناهضة لإيران للتأثير على الجاهلين وقال: الحقيقة هي تواجد الشعب الايراني في مختلف الساحات دفاعا عن الثورة و ردا لمن يضمر الشر لايران.
في ظل تنامي المقاومة.. نتنياهو وحكومته الفاشية الى أين؟
كُلف نتنياهو رسميا بتشكيل الحكومة على وقع تورطه بملفات فساد وانتهاكات، ومطالبات بمحاكمته، وفي ظل أزمات داخلية يعيشها الكيان، تبدأ بالمخاطر الأمنية والإنقسامات ولا تنتهي بالقلق على المصير والوجود مرورا بتصاعد المقاومة الفلسطينية وتزايد قوة محور المقاومة.
ويؤكد مختصون بالشأن الاسرائيلي أن نتنياهو سيشكل حكومته رغم الواقع المتأزم الذي يسود كيان الاحتلال الاسرائيلي على كافة المستويات.
ويقول المختصون بالشأن الاسرائيلي، إن الشرخ بين شرائح وقطاعات المجتمع الصهيوني بات واضحا ويزاد سوءا يوما بعد يوم. ويضيف أن الانقسامات داخل المجتمع الصهيوني تنعكس بشكل مباشر على الطبقة السياسية، بحيث الجميع يحذر من مآلاتها على وجود الكيان.
ويوضح المختصون بالشأن الاسرائيلي، أن نتنياهو في تشكيل حكومته يستند الى ركيزتين وهما حزبين عنصريين يتمثلان بالتيار الديني الحريدي الذي حصل على 18 مقعدا، وحزب الصهيو دينية العنصري ونال 14 مقعدا، مشيرا الى أن حكومة نتنياهو سيشوبها التجاذب حول اربعة حقائب وزارية وهي القضاء والحرب والمالية، والامن الداخلي.
ويلفت المختصون بالشأن الاسرائيلي، الى أن حكومة نتنياهو المتطرفة اليمينة ستكون مستقرة ومستمرة اكثر من سابقاتها، لان نتنياهو يعتبر الفوز في الانتخابات بمثابة الخروج من نفق ضيق، لذا سيحاول أن ينقذ أجندته من خلال حكومة مستمرة يتعاظم فيها الخطر على الشعب الفلسطيني في الاراضي المحتلة.
ويرى المختصون بالشأن الاسرائيلي، أن الشعب الفلسطيني أصبح مدركا أن التسوية مع كيان الاحتلال عبارة عن وهم ليس الا، لذا يلتف حول المقاومة المسلحة المتصاعدةـ ايمانا من الشعب الفلسطيني أن فوة البندقية هي الحل الوحيد لاسترجاع ارضهم المغتصبة وحقهم المشروع.
وعلى صعيد المنطقة يقول المختصون بالشأن الاسرائيلي، أن حكومة نتنياهو لن تقوم بارتكاب حماقات متهورة لان الحسابات على صعيد المنطقة لا تعود لخيارات حكومة نتنياهو فقط انما، هناك الجيش الاسرائيلي والولايات المتحدة الاميركية.
بدورهم يقول سياسيون فلسطينيون، إن المشاكل التي تواجه نتنياهو في تشكيل حكومة هي القضايا الداخلية التي تسودها التناقضات.
ويضيف، إن الخلافات في داخل المجتمع الصهيوني تتمحور حول القانون "الاسرائيلي"، وكيفية تجاوز الكنيست للمحكمة العليا، والقضايا الداخلية، مثل السماح بالاحزاب الدينيىة للستيلاء على الموازنات، وكذلك الخدمة في الجيش، مؤكدا أن المجتمع الصهيوني في القضايا الداخلية تسوده التناقضات والخلافات لكن حيال الامة العربية والاسلامية، وفلسطين فهو موحد كالصخر لانه أسس على مبدأ الاستيطان واغتصاب الارض من أهلها.
ويوضح السياسيون الفلسطينيون، أن نتائج الانتخابات في كيان الاحتلال اظهرت وحدة المجتمع الصهيوني في عنصريته المتطرفة، مشيرين الى أن كيان الاحتلال بعد تشكيل حكومة نتنياهو سيتحول من التطرف العنصري الى التطرف العنصري اليميني الاجرامي.
ويرى السياسيون الفلسطينيون، أن ليس هناك انقسام داخل المجتمع الصهيوني، انما هناك وحدة اجرامية ضد الشعب الفسطيني وشعوب المنطقة، تلتف حول تيار عنصري يميني متطرف يمعن في عنصريته، بحيث أعلن بكل وضوح أنه يرفض حل الدولتين، وسيستمر في تهويد المسجد الاقصى المبارك والاراضي الفلسطينية المحتلة.
ويشير السياسيون الفلسطينيون ان نتنياهو يشكل حكومته على فكرة تصفية القضية الفلسطينية، وبالتركيز حول المزيد من التطبيع مع الدول العربية وباستراتيجية الاستطيان وبناء الجدار العنصري والتطهير العرقي للفلسطينيين.
ويؤكد السياسيون الفلسطينيون أن الشعب الفلسطيني اصبح يؤمن ان لا حل مع كيان الاحتلال سوى المقاومة بقوة السلاح لهذا مع تشكيل نتنياهو حكومته المتطرفة الفاشية فأن عمليات المقاومة ستتصاعد، في من اجل الدفاع عن القدس والمسجد الاقصى واسترجاع الحق المغتصب من خلال الوحدة الوطنية ووحدة الجبهات.
ويرى السياسيون الفلسطينيون، أن نتنياهو سيقوم بمغامرات خطيرة في المنطقة، لان هدفه المركزي ليس فقط احتلال الاراضي الفلسطينية بل الاستيلاء على كافة ثروات المنطقة من خلال استهدافه القوى الرادعة فيها ، مؤكدا ان مخططات نتنياهو في الاراضي الفلسطينية المحتلة وفي المنطقة ستواجهها قوة محور المقاومة الرادعة والمتنامية على كافة الاصعدة ولهذا مسير مخططات نتنياهو هو الفشل الحتمي.
ما رأيكم ..
- أي مشاكل سيواجهها نتنياهو في تشكيله للحكومة في ظل الانقسامات؟
- كيف سيتعامل نتنياهو مع التحديات الداخلية والأزمات التي تعصف بالكيان؟
- هل يتمكن من تأليف حكومة مستقرة بعد حكومات مفككة متتالية؟
- ما المخاطر التي تترصده مع توحد الفلسطينيين خلف المقاومة؟
غزة وإيران.. استهداف حاضنة النموذجين الأصغر والأكبر
أيمن الرفاتي
ما حدث من استهداف للحاضنة الشعبية في غزة هو نموذج مصغر كشفته المقاومة وواجهته، بالرغم من الصعوبات والحصار، إلا أن ما يحاك ضد محور المقاومة يعدّ أشد ضراوة خلال الفترة الحالية، وخاصة ما حدث في سوريا ولبنان، وأخيراً في إيران.
لم تترك "دولة" الاحتلال وسيلة إلا وحاربت بها المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، وقد كان استهداف الحاضنة الشعبية للمقاومة عنواناً بارزاً لطبيعة الصراع خلال السنوات الأخيرة، وهذا النموذج المتواصل والفاشل بات يتكرر كأحد مكونات استهداف محور المقاومة، وآخرها ما نسمع عنه في الجمهورية الإسلامية الإيرانية.
ويرتكز استهداف الحاضنة الشعبية وإثارة القلاقل الداخلية على عدد من الأساليب الأمنية والإعلامية، منها سياسة تشويه الصورة وقلب الحقائق وتكبير الأخطاء، ومحاولة إثارة نقمة على من يحملون همّ الأمة ومواجهة الاحتلال والتكبر في العالم.
وتقوم بهذا الفعل أجهزة استخبارية وأمنية عبر تجنيد العملاء والمتعاونين، لتشويه النضال ومواجهة الاحتلال، وتقديم نظريات انبطاحية للجمهور على سبيل تحسين الواقع الاقتصادي مقابل الدخول تحت عباءة النظام العالمي الظالم الذي تهيمن عليه الصهيونية العالمية.
أعداء الأمة بعدما عجزوا عن استخدام الوسائل العسكرية، ووجدوا أن تكلفة العمل العسكري كبيرة، لجأوا إلى الأساليب القذرة؛ لضرب مشروع المقاومة من الداخل، عبر افتعال القلاقل والأحداث الداخلية، وعملوا على تغذيتها عبر صفحات مشبوهة ووسائل إعلام موجّهة تهدف بالدرجة الأولى إلى إشغال المقاومة ووقف مشروعها بالأوضاع الداخلية، وهذا النموذج شاهدناه في قطاع غزة، وفي سوريا، وفي لبنان، وأخيراً نراه في إيران.
من يتابع تحركات الأعداء في هذا المضمار، خلال العقد الأخير، يدرك حجم الجهد والأموال التي تدفع لقلب الحقائق وتنفير الجماهير من حول برنامج مواجهة الاستكبار العالمي، والهدف الأساسي وقف نمو فكر المقاومة ومحاولة تحجيمها وإشغالها بعيداً عن مواجهة الأعداء.
في تجربة قطاع غزة، واجهت فصائل المقاومة الفلسطينية وخاصة حركة حماس التي تدير الشؤون العامة في قطاع غزة، هجمات متواصلة تجاه حاضنتها الشعبية، قادتها أجهزة أمن الاحتلال والأجهزة الأمنية المتعاونة معها، وقد جندت فرقاً من الفلسطينيين من داخل قطاع غزة وخارجه لتحريض الشارع الفلسطيني ضدها، مستغلة كل حادثة أو مشكلة اجتماعية أو اقتصادية، على أمل أن تتوقف مسيرة المقاومة وأن تقبل قيادة المقاومة بوقف مراكمة القوة مقابل تحسين الأوضاع الاقتصادية والإنسانية.
وقد كان جلّ التحريض الذي تتعرض له المقاومة في قطاع غزة بأنها المسؤولة عن الوضع الاقتصادي المتردي (سببه الأساسي الحصار)، فيما كانت فكرة المقاومة مستهدفة، لدرجة أن التحريض وصل إلى القول (بدلاً من صناعة صاروخ، نصنع ما نحسن به وضعنا الاقتصادي)، وقد استهدفت المقاومة قيادة وأجهزة ووزارات خدمية، لكن أخطرها التحريض على القيم الدينية والمساجد والأئمة والخطباء.
ما حدث من استهداف للحاضنة الشعبية في غزة هو نموذج مصغر كشفته المقاومة وواجهته باقتدار، بالرغم من الصعوبات والحصار، إلا أن ما يحاك ضد محور المقاومة يعدّ أشد ضراوة خلال الفترة الحالية، وخاصة ما حدث في سوريا ولبنان، وأخيراً في إيران.
نموذج إيران
أما إيران، فما يجري فيها نموذج أكبر وأخطر تشارك فيه أجهزة استخبارات دولية وإقليمية، وقد تطور من تقليص صادراتها النفطية للتأثير في الاقتصاد الإيراني والمساس بالمواطن الإيراني، وصولاً إلى تحريك خلايا "داعش"، والاغتيالات، وتجنيد خلايا تعمل لمصلحة "الموساد" والتحريض المتواصل عبر وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، وتجنيد الخلايا لإثارة الشغب والقلاقل الداخلية.
لا أحد ينكر أنه منذ عهد رئيس الموساد مائير داغان (2002-2010) تعزز العمل الأمني الإسرائيلي ضد الجمهورية الإسلامية، وقد تشاركت فيه أجهزة أمن عديدة لتجنيد العملاء، وأخيراً تطور في ظل قيادة الرئيس السابق يوسي كوهين عبر سياسة تنفيذ الاغتيالات، وقد بلغ ذروته في عهد الرئيس الجديد دافيد برنياع، الذي أكد قبل ثلاثة أشهر أن عمليات الموساد في إيران ستستمر حتى بعد توقيع الاتفاق النووي.
حجم الصفحات وتقارير وسائل الإعلام وأخبارها الموجهة ضد إيران، خلال الفترة الحالية، هو أضعاف ما رصدته المقاومة الفلسطينية خلال السنوات الماضية من محاولات استهداف حاضنتها الشعبية، وهو ما يمكن تفسيره بأنه النموذج الأكبر لمحاولات التأثير في الجماهير عن بُعد، والتي تقوم بها الاستخبارات العالمية، إذ تشارك في هذا الأمر الولايات المتحدة ودول أوروبية و"دولة" الكيان وبعض الدول العربية.
والشغل الشاغل لهذا العمل الموجّه تضخيم الأحداث الداخلية، ومحاولة إدخال فئات جديدة ذات مطالب ذاتية في المواجهة الداخلية، إضافة إلى إثارة الحنق على القيادة والرئاسة والحكومة والأجهزة الأمنية التي تحمي الثورة، وصولاً إلى حرب أهلية تضعف الجمهورية الإسلامية، وتثنيها عن مشروع المقاومة والثورة.
باعتقادي، الولايات المتحدة والكيان بدآ استخدام الحلول الأخرى في التعامل مع إيران (الضغط الاقتصادي، والعمل الاستخباري، وإثارة القلاقل والحرب الداخلية)، وهو ما عبّر عنه رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي ايال حالوتا في أيار/ مايو الماضي بأن "دولة" الكيان غير مهتمة حالياً بحل عسكري ضد البرنامج النووي، وهي تبحث عن خيارات أخرى للتعامل مع التهديد الذي تمثله الطموحات النووية الإيرانية.
وبقراءة ما صدر عن معهد دراسات الحرب الأميركي في 17 تشرين الثاني /نوفمبر الحالي حول ما يجري في إيران بأن حركة الاحتجاجات وصلت إلى العتبة المحددة في العقيدة العسكرية الأميركية للتمرد "الكامن والبادئ"، أي أنها على عتبة التحول إلى حالة أكثر تنظيماً، يمكن إدراك حجم التخطيط والدعم الأميركي لإحداث القلاقل داخل إيران، وكيف أن هناك سعياً لتضخيم ما يجري ورغبة في نقل حالة الخلايا الأمنية والعملاء إلى ما هو أشبه بالتنظيمات الكبيرة.
من يتابع الأحداث في إيران يدرك جيداً أن هناك محاولات لتطبيق نظريات للتأثير عن بُعد، بهدف تحريك الجماهير، وهي تدمج ما بين نظريات "غوستاف لوبون" مؤسس علم نفس الجماهير ونظريات حديثة أخرى، وهي تستخدم أسلوباً يطلق عليه "عكس الهرم، واستهداف القاعدة الشعبية المباشرة بالأدوات الحديثة"، بهدف إحداث تغيير كامل وكبير تنتج منه رموز وقادة رأي جدد بأفكار جديدة تسعى لتغيير النظام، والدخول في حرب داخلية لإضعاف المكونات الداخلية للدولة.
ما يجري في إيران بات مكشوفاً ومعروفاً لدى الشعب الإيراني بأنه مؤامرة خارجية، وهو ما صرح به علانية الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي خلال كلمة له الشهر الماضي بالقول:" هدف العدو تصميم مؤامرة جديدة لمنع البلاد من التقدم،.. عندما كانت الجمهورية الإسلامية تتغلب على المشاكل الاقتصادية وتصبح أكثر نشاطاً في المنطقة والعالم، دخل الأعداء إلى الميدان بقصد عزل البلاد، ولكنهم فشلوا في هذه المؤامرة أيضاً ".
كما فشل الاحتلال وأعوانه على مدار سنوات في إضعاف الحاضنة الشعبية للمقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، ولم يستطيعوا دفع الفلسطينيين إلى التفكير في الوضع الاقتصادي قبل التخلص من الاحتلال، فإن مصير مؤامراتهم على إيران إلى الفشل، لأنهم لن يستطيعوا ثني الشعب الإيراني عن إكمال مسيرة ثورته.
تعالوا ننشر ثقافة المحبّة والسلام
يعتبر السلام غايةً وهدفاً فوق كلّ الاعتبارات، وهو ما نادت به جميع الرسالات السماوية، والتقت حوله كقيمة تبرز أصالة الإنسان، وتسمح لإمكاناته بالإبداع والعطاء، بعيداً عن لغة الحسابات الضيِّقة.
جاء الدِّين ليبني علاقةً سليمةً بين الإنسان وربّه، وبينه وبين نفسه، ومع الناس ومع الحياة. وكلّ هذه العناوين لا تتمّ إلّا بالحبّ، فلا يمكن للإنسان أن يبنيَ علاقةً سليمةً بالله على أساس الخوف والرعب، فبدون استشعار الحبّ لله، لن يُعبَد الله حقّ عبادته، ولن يُطاع حقّ طاعته، ولن يخشى حقّ خشيته، ولن يكون مثالاً وغاية لعباده يتخلّقون بأخلاقه. والأمر نفسه مع رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، فلولا الحبّ الذي غمر كيانه حتى انعكس رفقاً وحناناً على الناس، لما بلغ رسول الله هذا الموقع. وإلى ذلك أشار القرآن الكريم: (فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ) (آل عمران/ 159). والأمر نفسه يتعلّق بالنفس، فلأنّنا نحبّ أنفُسنا حبّ الإشفاق لا حبّ الأنانية، نسهر على راحتها وصحّتها وأمانها، ونعمل على وقايتها من كلّ ما يُسيء إليها. أمّا العلاقة بالناس، فهي لا تتحقّق بالعنف والقسوة والغلظة، وحده الحبّ الذي يبني مجتمعاً متوازناً متراصّاً وقويّاً. وحده المجتمع المتحابّ يتوحَّد ويقف سدّاً منيعاً في مواجهة التحدّيات، لأنّ كلَّ فرد فيه يشعر بقلبه بأنّ عليه أن يقف إلى جانب الآخرين؛ حبّ يوحّدنا دوماً، لأنّه نابعٌ من الروح والإيمان. ومن هنا تأتي كلمة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): «مَثلُ المُؤمنين في توادِّهم وتراحُمهم وتعاطفِهم مَثلُ الجسدِ، إذا اشتكى شيئاً تداعى له سائرُ الجسدِ بالسهر والحمى». كما قال (صلى الله عليه وآله وسلم): «الساعي في حاجة أخيه كالساعي بين الصفا والمروة».
إنّ الخطّ البياني للإسلام هو ما يعبّر عنه بالرِّفق، وهو ممارسة الأسلوب السلمي في معالجة كلِّ القضايا، حتى إنّ القرآن الكريم يؤكِّد مسألة معالجة الخلافات بين الناس، بالأسلوب الذي يتمكّن به الإنسان من أن يحوِّل عدوَّه إلى صديق: (ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ) (فصِّلت/ 34)، ما يعني أنّ الإسلام يدعو إلى أن نكون أصدقاء العالم، مع التزامنا بمبادئنا والتزام الآخر بمبادئه. وقد أكَّد القرآن الكريم مبدأ الحوار مع أهل الكتاب، والانطلاق في التحاور معهم من الكلمة السواء، ليكون الالتقاء على ما يجمعهم والمسلمين من أفكار مشتركة، والحوار في ما يختلفون فيه معهم بالوسائل الحضارية.
عندما ينتشر الفساد الاجتماعي والجريمة، ويتعاون الناس على مكافحته، سيتمكّن هؤلاء الناس من تطهير المجتمع من ظاهرة الفساد والانحراف. لذلك أمر القرآن بالعمل الجماعي لإصلاح المجتمع بقوله: ﴿وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾ (آل عمران/ 104). وعندما يُداهم المجتمع خطر، كالحوادث الطبيعية، مثل الزلازل والفيضانات والجفاف... إلخ، أو يهاجم البلاد عدو، أو تحدّيات ومخاطر، ويتعاون الناس على صدّها، بما يُقدِّمون من مال وخبرة ومعلومات، وجهد ومشاركة في الدفاع عن العقيدة والأوطان ومصالح المجتمع، فسيتمكّنون من دحر العدو ومواجهة التحدّيات وتحقيق الأمن والسلام.. أمّا المجتمع الذي تنتشر فيه الأنانية والتخاذل ولا يتعاون أفراده، سيكون مجتمعاً مُتخلِّفاً مُنحلاً خاضعاً للأزمات والتحدّيات.
وفي النهاية، إنّها مسؤولية كبيرة أن تزرع ثقافة السلام في المجتمعات المتعطّشة لها، وأهمّ من ذلك، صناعة جيلٍ واعٍ لأهميّة السلام وقيمته؛ جيل مسؤول ليكون هناك جيل يؤمن بأنّ التربية التي تربّي الجيل الصاعد على أهميّة السلام، لابدّ من أن تترك الأثر، ولو بعد حين، في إعادة رسم المشهد العام، وليس فقط المؤتمرات والندوات التي هي في كثير منها مجرّد بروتوكولات، سرعان ما تنتهي في لحظتها.
الكعبة الشريفة.. رمز العزّة
العزّة أصل مهم من أصول الدين، لأنها تساوي "الحياة" وكل الدين يتلخص في الدعوة إلى الحياة: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ) (الأنفال/ 24). الإنسان العزيز حيٌّ، وإذا ذلّ ماتَ، وأصبح يقبل كل هوان. من يهن يسهل الهوان عليه *** مالجرح بميّت إيلام لذلك حرصت الشريعة الإسلامية بكل تفاصيلها أن تحافظ على عزّة الإنسان المسلم، فالمسلم قد فوّضت إليه أموره كلها إلّا أن يكون ذليلاً، كما جاء في النصوص الدينيّة. حتى نجد في تفاصيل أحكام الحج ما يبعد الإنسان عن كل ما يسيء إلى عزّته. على سبيل المثال، لابدّ أن يسبغ الوضوء قبل الطواف، فإذا لم يجد الماء (وكان الماء في الماضي شحيحاً في مكة) فليطلبه، ويتوضأ، إلا إذا كان طلبه فيه وهنٌ، فلا يجوز أن يطلب الماء حينئذ، ويكفيه أن يتيمّم ويطوف!!! إلى هذا الحدّ بلغت دقّة الأحكام في المحافظة على عزّة الإنسان المسلم، وإلى هذه الدرجة اتجهت تفاصيل الشريعة لتحافظ على مقصد الإسلام الكبير، وهو العزّة. والعلاقة بين العزّة والحضارة واضح. فالعزّة كما ذكرنا هي "الحياة"، وليس المقصود الحياة البيولوجية الحيوانية، بل الحياة التي يتكامل فيها الإنسان، ويحقّق مهمّة "الاستخلاف" في الأرض، ويقيم الحياة الطيبة التي هي في الواقع الحياة الحضارية بالمعنى الإنساني للحضارة. الكعبة تضخّ في جسد العالم الإسلامي روح العزّة بقوّة لأنها: - تربُط الإنسان بالعزيز المطلق سبحانه، فالله سبحانه مصدر العزّة: (مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعًا) (فاطر/ 10)، والإنسان الصغير يشعر بعظمةٍ ما بعدها عظمة حين يرى نفسه ضيفاً لربّ السماوات والأرض، وحين يرى أنّه يطوف حول بيت ربّ العزّة والجلالة. - تُذكّر الإنسان المؤمن بارتباطه بتاريخ النبوات، فهو ذو تاريخ ضارب في أعماق التاريخ، وهذا الاستشعار يمنح الإنسان نوعاً من الشخصية الرسالية. - تُذكّر الإنسان بارتباطه بتاريخ الإسلام بكل ما لاقاه نبيّ الإسلام من عَنَتٍ قبل الهجرة، وبكل ما حظي به المسلمون من عزّة لدن فتح مكة، ودخول البيت، وتحطيم الأصنام، وتطهير البيت من الشرك والأوثان. - تُذكّر الإنسان لدى الطواف مع الطائفين بعظمة الأُمّة الإسلامية، برقعتها الجغرافية وبشعوبها وبمصادرها الثرية وبموقعها الاستراتيجي، وبطاقاتها المادية والمعنوية. إنّ استشعار العزّة في كنف البيت الحرام كافٍ لوحده أن يجعل أمتنا عزيزة كريمة لا تعرف الهوان. إننا بحاجة حياتية لأن نعمّق مفهوم العزّة ومقومات العزّة في نفوس أمتنا وهي تواجه اليوم حرباً نفسية وإعلامية وعسكرية لإذلالها. لو أمعنّا النظر في معاول الهدم التي تستهدف الأُمّة الإسلامية لوجدنا على رأسها معول الإذلال وإفراغ الأمة من الشعور بالعزّة. ذلك لأنّ الإذلال هدم لحياة الأُمّة وصدّها عن الحركة وعن التوجّه نحو المسقبل.. الإذلال يجعل الأمة تتقبل كل ما ينزل بها من هوان وسيطرة وتمزيق. الإذلال يجعلها لا تفكّر إلا في شؤونها اليومية التافهة الصغيرة، وتبتعد عن الأهداف الكبرى.
الشباب بين تحديات العصر وضرورات العمر
أ. نعمة العبادي
◄إن الشاب واستمراراً لدور العائلة والمدرسة يتلقى مفاهيم تربوية معينة تحاول توجيه شخصيته إلى منحى معين، يتمثل في أغلب الأحيان بالاستقامة، والعقلانية، والتمسك بالموروث، وشرفية الانتماء العرقي والديني والجغرافي، ومفاهيم أخرى. وتتشكل عبر هذا البناء منظومة قيمية تمثل المسطرة المعيارية التي ترتسم على أساسها أحكام الشاب. ويتقابل مع هذه المدخلات روافد أخرى تتمثل بمختلف وسائل التوصيل والتلقين، كالتلفزيون والانترنت وجماعات اللعب واللهو وغيرها. وهذه المدخلات تغذي الشاب بمفاهيم مختلفة منها النزوع إلى التلبس بالعصرنة المظهرية، والانفتاح على الآخرين، وموافقة الموديل، والانغماس في السهر واللهو وغيرها من المظاهر.. وهذا التناقض (بين مدخلات تربيته) يؤدي إلى اضطراب في المنظومة القيمية للشاب بحيث يصبح من العسير عليه إعطاء أحكام مناسبة حول ما هو مقبول أو غير مقبول، وما هو جائز وغير جائز، وما هو مناسب وغير مناسب.
إنّ هذين الصوتين يصرخان، كلّ منهما في أذن من أذني الشاب، وكل منهما يقول له: (إننا لك من الناصحين)، و(اتبعنا نهدك إلى طريق السعادة والرفاه). وأكيداً يلتحق بهذا الصراع الخارجي صراع داخلي يتمثل بين العقل والشهوات، بين الضمير والغرائز، فيقع الشاب فريسة هذا الصراع المقيت، وقلما يستطيع أن يفرز الأشياء بشكل دقيق، ويحصل على صورة حسنة متكاملة منتقاة من مختلف الروافد التي تصب في شخصيته.
أن صراع القديم والحديث، وأفكار الماضي والحاضر، والموديل القديم والموضة العصرية، هو تحدي حقيقي وفاعل، ولا أعتقد أن هناك شابا واحداً مستثنى من دائرة هذا الصراع والتحدي. ويدخل ضمن هذا التحدي التقابل بين منهجية الدين التربوية والمنظومات المناهضة له بكل أشكالها. أكتفي بهذه التحديات الرئيسية والتي تتضمن في طياتها الكثير من التحديات الفرعية، لأنتقل إلى الفقرة الأخرى من دراستنا الموجزة التي تتعلق بالحاجات الضرورية للشباب، وسنسلسلها في النقاط التالية:
- الحاجات الضرورية للشباب:
1- الاستقرار النفسي: تتفتح آفاق الإنسان في هذه المرحلة المهمة والحرجة من حياته، ويتفاعل فيها مع جميع المؤثرات التي تحيطه بقوة وإثارة، الأمر الذي يعكس ردود أفعال متعددة ومتباينة في أغلب الأحيان. ومن جهة أخرى تمثل هذه المرحلة البيئة الخصبة للأسئلة التي تتوجه إلى الأعماق والتي تناقش الكينونة، والمستقبل، والمصير، والقيم، وغيرها من الموضوعات الشائكة. كلّ ذلك من شأنه أن يخلق حالة من القلق والتوتر والاهتزاز المستمر، لذا يبرز (الاستقرار النفسي) كأهم حاجة للذات في جانبيها المادي والمعنوي. فالشاب بحاجة إلى منظومة تربوية توازن بين ضروراته وقدراته وخصوصيات الواقع والمرحلة، وتغذي كل جانب منه (الروح والقلب والبدن والعقل) بما يحتاجه. ويبرز الإيمان (بمثل أعلى مطلق)، كأهم الروافد التي تخلق حالة الاستقرار والسكينة، وتوجه حياة المرء إلى حركة تصاعدية فاعلة ومنتجة، يقول (وليم جيمس) الأستاذ في جامعة هارفارد: "إنّ الإيمان من القوى التي تساعد الإنسان على الحياة، والتي يعدُّ فقدانها بمثابة الموت والفناء". ولذلك ألتفت الغرب إلى هذه الحقيقة ولكن متأخراً. ففي أمريكا يجري الاهتمام اليوم كثيراً بدرس الدين، وتعويد الطلاب بمختلف مراحلهم وخصوصاً (اليافعين)، على الوقوف للصلاة، والتأمل في الكون، ومناجاة الرب.
إنّ الضغط النفسي الذي تشكله مدخلات متعددة، كالحاجة الجنسية، وقلق المصير، والعوز، والتضارب التربوي، وغيرها من المدخلات، يمثل أعظم المعاول التي تهدم كيان الشباب. وفي الصور التي يطول فيها هذا الضغط دون أن يجد ما يبدده، قد ينتهي بالإنتحار، وهذا ما تسجله الإحصاءات في البلدان المرتفعة الأعداد في قضايا الانتحار.
إنّ الإستقرار هو السكون والطمأنينة والرضى والتعاطي الإيجابي مع التحديات والضغوطات، وهو أهم من الغذاء البايولوجي. فما أكثر الحالات التي يعزف فيها الإنسان عن الطعام عندما يتعرض للقلق والاهتزاز النفسي. ولا يتحقق هذا الاستقرار من خلال مجموعة نصائح وتوصيات، وإنّما يحتاج إلى (منظومة تربوية)، تشكل ذات الشباب في (أعماقه وظاهره)، وتوافق فطرته وهواجسه الذاتية. ويمثل (بناء اعتقاداته)، بشكل سليم خالي من (التطرف والغلو والانحراف)، أهم الركائز في هذه العملية التربوية الخالقة للاستقرار والطمأنينة.
2- الإشباع الجنسي والعاطفي المتوازن: قد يحاول البعض التقليل من أهمية هذه الحاجة أو التعالي عليها وتصويرها، بأنّها غير ضرورية ولا تحتل مرتبة متقدمة في حياة الإنسان عموماً. واعتقد إن هذا الرأي إما صادر عن غير دراية ووعي لجوهر الإنسان وما ينطوي عليه كنهه من أسرار وضرورات، أو محاولة وعظية تجافي الواقع وتغتال الحقائق.
الشباب، هو عمر الاندفاع للغرائز والاستثارة السريعة، ومع التحديات الصارخة التي يطوقه بها الواقع من خلال قنواته المتعددة، كلّ ذلك يجعل من الإرضاء المتوازن المشروع هو الحاجة الملحة. وقد التفتت الأديان عموماً والإسلام خصوصاً إلى هذه الحقيقة، لأنّها عالمة بحقيقة الإنسان وكنهه، إلى هذه الحاجة وأمرت بإرضائها بأسرع وقت ممكن وبسبل متعددة تكفل تحقق حالة الرضى التي يتبعها حالة الاستقرار والتوازن، الضروريان لفاعلية الإنسان الإيجابية ويدخل في هذه الفقرة مسألة حصول فرصة مناسبة للاقتران المشروع (للفتى والفتاة)، بحيث تجد عواطفهما متنفساً مناسباً لبنائها وفضاءات مقبولة تتحرك من خلالها. وأنبه في خاتمة هذه الفقرة إلى إن هذه الحاجة إذا لم تجد المسارب الصحيحة لتلبيتها، فإنّها تأخذ أحد طريقين سيئين: إما أن تنعكس إلى حرمان يشل ذات الشاب ويعصف بمحتواها، أو تأخذ مسارب غير مشروعة لإرضائها وهو الذي يحمل الشاب والمجتمع تركة باهضة من آثار الفساد والإفساد.
3- فرصة مناسبة للتعليم: تمثل هذه المرحلة من حياة الإنسان، الأهم في تشكيل مستقبله والتوجه الذي ستتجه إليه مسيرته الحياتية بعمومها. ولا شك في إنّ التعليم (كماً ونوعاً) أهم العوامل المؤثرة في رسم ملامح الشخصية ونوع المهنة أو العمل الذي تتجه إليه.►