
emamian
هل إحياء الاتفاق النووي لرفع الحظر عن ایران بات يلوح بالافق؟
في ظل تواصل المباحثات المتعلقة بإحياء الاتفاق النووي لرفع الحظر عن ايران وتمسك طهران بشروطها تطرح تساؤلات كثيرة.
يرى خبراء بالشؤون الاستراتيجية الدولية، ان العملية العسكرية الروسية في اوكرانيا كان لها تداعيات على مباحثات فيينا لرفع الحظر عن ايران.
ويقولون، إن العقوبات الإقتصادية التي فرضها الغرب على روسيا، اثرت على استراد النفط والغاز الروسي وكذلك سعر النفط العالمي، وهذا ادى الى التأثير على مسار محادثات فيينا لرفع الحظر عن ايران في فيينا.
ويضيفون، إن واشنطن لديها سيناريوهات جديدة لمسار مباحثات فيينا، السيناريو المنطقي يقول انها سوف تعجل بالاتفاق النووي الايراني، لانها ستحتاج الى نفت وغاز ايران لكي يتم تصديره وتضخ طهران كل طاقتها من النفط والغاز، وهذا سوف يخفض سعر النفط العالمي، والسيناريو الثاني، الولايات المتحدة قد تتشدد على موقفها ولن تقدم اي تنازلات في الاتفاق النووي في حين انتصرت روسيا في ازمتها مع اوكرانيا.
ويوضح الخبراء، ما سيترتب على الاتفاق النووي الايراني من السماح للطهران من انتاج وبيع النفط، سيكون له تداعيات ايجابية على سعر النفط العلمي، موكدين على ان تأخير او تعجيل الاتفاق النووي ورفع الاحظر عن ايران في مباحثات فيينا متعلق بمجريات الأزمة الأوكرانية.
بدورهم يقول باحثون سياسيون ان المراقبيين الاوروبيين يتفاءلون بنسبة 60 بالمئة بنجاح مباحثات فيينا وبانها ستؤول الى اتفاق قريب.
ويوضح الباحثون، أن تسديد بريطانيا ديون إيران المستحقة عليها يؤشر الى ميل الادارة الاميركية الى اراحة ملف الاتفاق النووي الايراني، مشيرا الى ان هذا المؤشر ليس حاسما بالنسبة الى نية واشنطن لاحياء الاتفاق النووي.
ويشيرون، الى ان الولايات المتحدة الاميركية تمر في ازمة حاليا، حيث انها لو تقدمت الى الامام تقع في مشكلة وان رجعت الى الوراء تقع في مشكلة، حيث انها ان رفعت العقوبات عن ايران فانها ستعلن افلاس هيمنتها الامبريالية للعلن، وان ابقت العقوبات ستتحمل اعباء ومشاكل جديدة في المنطقة بما لهذه العقوبات من تداعيات، موكدا على ان اميركا تميل الى الوصول الى اتفاق نووي قريب ولكن بشروطها حيث ان تبقى طهران في اطار سياستها الامبريالية وهذا ما ترفضه طهران.
ويؤكد الباحثون السياسيون، بأن الازمة الأوكرانية اثبتت عجز اميركا في مواجهة التحديات الكبرى، وبانها لاتمتلك القدرة على حل الأزمات.
ويلفت الباحثون الى ان الرئيس الاميركي جوبايدن يميل الى احياء الاتفاق النووي الايراني لانه بحاجة ماسة الى اي انجاز حتى يرمم صورة الرئيس الاميركي القوي الحازم في قراراته والمحافظ على المصالح الاميركية.
ويرى الباحثون السياسيون، ان واشنطن تجاورزت اعتراضات الكيان الصهيوني وبعض دول الخليج الفارسي بشأن مسار محادثات فيينا والاتفاق النووي الايراني ولم يتبقى لدى الادارة الاميركية سوى ترتيبات داخلية وسيعلن الكونغرس في الاخير عن قبوله لعودة واشنطن الى الاتفاق النووي.
ويقول خبراء استراتيجيون، إن المؤشرات الدولية والاقليمية المستحدثة والاضطربات الاقتصادية في داخل اميركا والدول الاوروبية، ستؤثر بشكل مباشر وغير مباشر على مسار ونتائج مباحثات فيينا.
ويرى الخبراء الاستراتيجيون ان ايران منذ بداية المباحثات في فيينا أعلنت استعدادها من اجل رجوع اميركا الى الاتفاق النووي، لكن الاميركيين خلال المباحثات خلطوا الاوراق والقضايا الخارجة عن اطار الاتفاق النووي حتى يتملصوا من كامل تعهداتهم في الاتفاق.
ويوضحون، أن الامركيين حتى الان لم يقبلوا بالضمانات الايرانية المطلوبة وفي المقابل طرحوا عدة سيناريوهات منها ان الشركات الاميركية الكبيرة تريد الاستثمار في النفط و الغاز والكميائيات داخل ايران لكن طهران رفضت هذا السيناريو.
ويشدد الخبراء الاستراتيجيون، على ان واشنطن ان عادت الى الاتفاق النووي سيكون لعودتها انعكاسات ايجابية على الجمهورية الاسلامية الايرانية بحيث ستعزز مكانتها وقوتها في مستويات مختلفة، وان لم تعد واشنطن الى الاتفاق سنشهد فيوقت قريب اتفاقيات بين وزارة النفط الايرانية وبين شركات نفط روسية، وستطور برنامجها النووي وفي كلا الحالتين اميركا المتضرر الاكبر.
لا تفوّت وجبة الإفطار بعد اليوم!
الإفطار هو أهم وجبة في اليوم، فهي تعزز مستويات الطاقة واليقظة وتوفير العناصر الغذائية الأساسية اللازمة لصحة جيدة.
ومع ذلك، فإن وجبة الإفطار من أكثر الوجبات اليومية تجاهلا، وقد يكون ذلك بسبب أن الاستيقاظ مبكراً لتحضير وجبة صباحية، أمر صعب، أو نظراً لقلة الوقت صباحاً أو حتى عدم الرغبة في تناول أي شيء في بداية اليوم.
ولكن معظم خبراء الصحة يتفقون على أنه لا ينبغي تجاهل وجبة الإفطار مهما كان السبب.
ولكل الأشخاص الذين يفوتون وجبة الإفطار ويحتاجون إلى محفز لهم، هناك الكثير من الأبحاث التي توضح أهميتها، اختار ثلاثة منها موقع "StudyFinds" الأمريكي والتي تشرح كيف أن تناول وجبة الإفطار يمكن أن يجعل حياتك أفضل حقاً.
1- مزيد من السعادة والنجاح
أشارت دراسة استقصائية أجريت على 2000 أمريكي إلى أن حياتك المهنية قد تستفيد من بدء يومك بالتغذية السليمة.
وأظهر الاستطلاع، الذي قسم بين ألف شخص يتناول وجبة الإفطار وألف يفوتونها، أن الذين يتناولون وجبة الصباح هم أكثر عرضة لتلقي ترقية في العمل.
وقال 65% من المجيبين على الاستطلاع إنهم ارتقوا في المنصب خلال مسيرتهم المهنية.
وبالمقارنة، قال 38% فقط من المشاركين الذين لم يتناولوا وجبة الإفطار، الشيء نفسه.
وأفاد الأشخاص الذين يتناولون وجبة الإفطار أيضاً بارتفاع طفيف في الرضا عن حياتهم بشكل عام، مقارنة بالأشخاص الذين يفوتون وجبة الإفطار.
كما قال 7 من كل 10 ممن يتناولون وجبة الإفطار إنهم متفائلون بشأن ما يخبئه المستقبل.
وتشير النتائج أيضاً إلى أن وجبة الإفطار قد تعدك بشكل أفضل لمواجهة المجهول، أو على الأقل تساعدك على الشعور بمزيد من الاستعداد للمستقبل.
2-تقليل فرص الإصابة بمرض السكري
قد يكون الأشخاص الذين ينتظرون وقتاً طويلاً لتناول وجبتهم الأولى في اليوم أكثر عرضة للإصابة بمرض السكري.
أظهرت دراسة أجراها باحثو جامعة نورث وسترن الأمريكية أن الأشخاص الذين يتناولون وجبة الإفطار قبل الساعة الثامنة والنصف صباحاً، لديهم مستويات أقل من السكر في الدم ومقاومة أقل للأنسولين.
استخدمت الدراسة بيانات من 10575 بالغاً شاركوا في المسح الوطني لفحص الصحة والتغذية.
وقسمت الدراسة المشاركين إلى 3 مجموعات اعتماداً على عاداتهم الغذائية، المجموعة الأولى تكونت من الأشخاص الذين أكلوا فقط خلال فترة أقل من 10 ساعات (صيام متقطع)، والمجموعة الثانية من 10 إلى 13 ساعة، والثالثة أكثر من 13 ساعة في اليوم.
ثم كونوا 6 مجموعات فرعية بناءً على الوقت الذي بدأ فيه الناس تناول الطعام - قبل أو بعد الساعة 8:30 صباحاً.
وأظهرت النتائج أن مستويات السكر في الدم أثناء الصيام لم تختلف كثيراً بين المجموعات المختلفة.
وكانت مقاومة الأنسولين أعلى مع فترات تناول الطعام الأقصر، ولكنها كانت أقل في جميع المجموعات مع وقت بدء تناول الطعام قبل الساعة 8:30 صباحاً.
3-زيادة الكربوهيدرات المحروقة أثناء التمرين وتحسين التمثيل الغذائي
تناول وجبة الإفطار يهيئ الجسم لحرق المزيد من الكربوهيدرات أثناء ممارسة التمارين الرياضية واستقبال الطعام بشكل أكثر كفاءة بعد التمرين.
جُنّد 12 من الذكور البالغين الأصحاء في دراسة، وقدموا لهم وجبة إفطار تتكون من العصيدة (طبق يُصنع عن طريق غلي الشوفان أو الحبوب الأخرى) مع الحليب.
بعد ساعتين، مارس المشاركون في المجموعة التجريبية قيادة الدراجات لمدة ساعة واحدة، بينما مُنحت المجموعة الضابطة فترة راحة لمدة 3 ساعات.
وبعد فحص اختبارات الدم والعضلات على جميع المشاركين، أظهرت النتائج أن تناول وجبة الإفطار زاد من معدل حرق الجسم للكربوهيدرات أثناء التمرين، كما أنه يسرع من عملية الهضم والتمثيل الغذائي للطعام الذي يتم تناوله بعد التمرين الروتيني.
وقال مؤلف الدراسة المشارك روب إدنبره، الحاصل على درجة الدكتوراه طالب في قسم الصحة بجامعة باث البريطانية: "تشير هذه الدراسة إلى أنه، على الأقل بعد نوبة واحدة من التمرين، قد يؤدي تناول وجبة الإفطار قبل التمرين إلى تنشيط جسمنا، ويكون جاهزاً للتخزين السريع للتغذية عندما نتناول وجبات الطعام بعد التمرين".
وبالنسبة لما نأكله على الإفطار، فبالتأكيد يمكن أن يختلف من شخص لآخر.
ولكن خلصت إحدى الدراسات إلى أن تناول البروتين بشكل كبير في وجبة الإفطار هو الأفضل للأشخاص الذين يرغبون في بناء عضلات أقوى.
كما وجدت دراسة أخرى أن تناول طبق من الحبوب في الصباح يمكن أن يفيد الذاكرة وصحة القلب.
ضربة اربيل تنهي الحماية الاميرکية لأمن 'اسرائيل'
يری خبراء ومراقبون ان "اسرائيل" فقدت الحماية الاميرکية التي تضمن امنها في المنطقة، بعد ضربة اربيل.
ويقول باحثون سياسيون ان استهداف مقر المؤامرات الصهيونية في اربيل والذي يقع قريب السفارة الاميركية، اثبت ان اميركا لن تستطيع بعد اليوم حماية أمن "اسرائيل".
ويوضح کتاب سياسيين ان الولايات المتحدة تسعی تأمين أمن "اسرائيل" بأي شكل من الاشكال، لكن التطور الذي احدثه محور المقاومة غيّر المعادلات.
ويضيف کتاب سياسيين ان طائرة محور المقاومة، دخلت الاجواء الاسرائيلية لمدة 40 دقيقة واخترقت جميع المنظومات الاسرائيلية، اما المسيرات اليمنية فاخترقت جميع المنظومات الاميركية والبريطانية والاسرائيلية ووصلت الی الامارات.
ويؤکد باحثون سياسيون ان "اسرائيل" أصبحت اليوم تعرف سقف المواجهة، ففي الجانب الايراني، الان اصبحت امريكا هي التي تحاول الوصول الی اتفاق مع ايران، وفي اوكرانيا فشلت رهانات اميركا والناتو امام قدرات روسيا وهذا يثبت سقوط جميع الخطوط الحمر.
ويشير کتاب سياسيين الی ان العنصر المهم في تطور قدرات ايران، هو ما اعلنه قائد فيلق القدس بحرس الثورة الاسلامية إسماعيل قاآني وهو تبادل الخبرات بين محور المقاومة، فما تحصل عليه المقاومة في لبنان، يصل الی المقاومة في اليمن والعراق واليمن وهذا ما طور مفاهيم المقاومة.
ويقول خبراء استراتيجيين ان الولايات المتحدة باتت منكفئة في المنطقة، فالخروج المذل من افغانستان واللااستقرار في الحد الادنی في العراق، وعدم انجاز انجازات جدية علی مدی 11 عام في سوريا وعدم حسم المعركة في اليمن من جانب وتنامي قدرات المقاومة في لبنان وفلسطين من جانب اخر أسست لانكفاء اميركي كبير في المنطقة.
ويوضح خبراء عسکريين ان الانشغال الاميركي الكبير في الحرب الاوكرانية جاء ليثقل كاهل الولايات المتحدة فروسيا شنت هذه المعركة لكنس امريكا من اوكرانيا والتأسيس لعالم جديد.
دراسة: أوراق الزيتون مفيدة لآلام الركب والمفاصل
توصلت دراسة إلى أن حبة دواء مصنوعة من أوراق الزيتون قد تعمل كمسكن طبيعي للألم لدى بعض الأشخاص، وخصيصا الذين يعانون من آلام شديدة في مفصل الركبة.
وأوضح باحثون سويسريون قادوا الدراسة أن مستخلص أوراق الزيتون يمكن أن يوفر بديلا لمسكنات الألم التقليدية التي يمكن أن تسبب آثارا جانبية عند استخدامها لوقت طويل.
وبحسب الدراسة تحتوي الأوراق الرقيقة والمسطحة لأشجار الزيتون على مستويات عالية من المركبات التي تسمى بوليفينول والتي تعرف بتأثيرها كمضاد للالتهابات، و تعد هذه الالتهابات أحد أكبر العوامل التي تصيب المرضى الذين يعانون من آلام المفاصل المزمنة.
وشارك في الدراسة التي نشرت في مجلة التطورات العلاجية في مجلة الأمراض العضلية الهيكلية، 124 شخصا تبلغ أعمارهم 55 عاما وأكثر، تم تقسيم المشاركين بالتساوي بين الرجال والنساء وكان أكثر من نصفهم بقليل يعانون من زيادة الوزن.
وتم إعطاء 62 شخصا بالضبط 125 ملغ من مستخلص أوراق الزيتون على شكل أقراص مرتين في اليوم، بينما تلقى النصف الآخر من المشاركين دواء وهميا.
وعلى مدى ستة أشهر، أكمل المشاركون دراسة استقصائية لتقييم مستويات الألم لديهم، والمعروفة باسم مجموع إصابة الركبة ودرجة نتيجة هشاشة العظام “koos”.
ووجدت الدراسة أن المستخلص له تأثير كبير على الأشخاص الذين يعانون من أعلى مستويات الألم في البداية، حيث قال الباحثون في الورقة البحثية: “المكمل الغذائي قد يحسن القدرة الوظيفية للمفاصل لدى كبار السن الذين يعانون من آلام شديدة في مفصل الركبة”.
وأضاف الباحثون “بالنظر إلى الآثار الضارة لمضادات الالتهاب ومسكنات الألم، يمكن أن تكون أوراق الزيتون ذات قيمة كبديل لهذه الأدوية في إدارة الألم للأشخاص النشطين”.
وأظهرت الدراسات السابقة أن زيت الزيتون يمكن أن يحمي القلب عن طريق الحد من تراكم الترسبات الدهنية داخل الشرايين التاجية.
ويُنسب إلى الزيتون أيضا المساعدة في تقليل مخاطر الإصابة بسرطان الثدي والتهاب القولون التقرحي وحتى الاكتئاب.
العراق.. مراقبون يحذرون من انتهاك جديد للتوقيتات الدستورية
حذر مراقبون وسياسيون من خرق وانتهاك جديد للتوقيتات الدستوريَّة عقب دعوة البرلمان العراقي لانعقاد جلسة لانتخاب رئيس الجمهورية يوم السبت 26 آذار الحالي، وبينوا أنَّ إخفاق البرلمان في هذا الملف وسط استمرار الخلافات بين الكتل سيذهب بنا إلى الفوضى السياسية، وأن كلَّ السيناريوهات مفتوحة وقد تدخل البلاد في متاهات لا تحمد عقباها.
العالم-تقارير
وعبّر عضو مجلس النواب جواد البولاني في حديثه لـ”الصباح”، عن “خشيته من أن تكون هناك تجاوزات جديدة على التوقيتات الدستورية إذا ما فشلت جلسة اختيار رئيس الجمهورية التي حددها البرلمان”، مبيناً أنَّ “كلَّ السيناريوهات ستكون مطروحة بعدها”، داعياً “الكتل السياسية إلى الاتفاق قبل موعد الجلسة”.
وأضاف أنَّ “القوى السياسية مطالبة بأن تحثّ الخطى وتُنجز الاستحقاقات الدستورية من خلال تفاهمات قوية وواضحة”، مبيناً أنَّ “القوى السياسية تستشعر خطورة هذا الخرق الدستوري، لأنه بتكرار الخرق سيكون من الصعب السكوت عنه وسوف تكون هناك إجراءات أخرى قد يلجأ لها القضاء والمحكمة الاتحادية “.
أما الخبير القانوني حيدر الصوفي، فأوضح في حديث لـ”الصباح” أنَّ “المحكمة الاتحادية لا تستطيع التدخل بموجب الدستور في حال لم تعقد جلسة البرلمان المحددة لاختيار رئيس الجمهورية، إلا إذا قدم طعن أمامها من قبل جهة أو كتلة أو منظمات مجتمع مدني، عندئذ تصدر قرارها، كما أنها لا تستطيع التدخل من نفسها إلا بناءً على تحريك دعوى فقط”، مبيناً أنَّ “صلاحيات المحكمة لا تمكنها من إعادة الانتخابات أو حلّ البرلمان، إنما صلاحياتها فقط أن تقول: إنَّ (تأخير اختيار رئيس الجمهورية مخالفة دستورية) لأنَّ البرلمان تجاوز الشهر وهي المدة الدستورية المقررة، وعلى البرلمان أن ينتخب رئيس الجمهورية خلال فترة قصيرة”.
وتابع أنه “إذا لم تعقد الجلسة، فإنَّ البرلمان سيقع في مخالفة للدستور، ولكن المخالفة في الدستور لا يحددها أحد أو يحكم بها غير المحكمة الاتحادية التي يجب أن تتم من خلال إقامة دعوى”، مشيراً إلى أنَّ “عدم عقد جلسة أمر طبيعي كما أنه لن يفتح مرة أخرى باب للترشيح، وتبقى نفس الترشيحات حتى لو استمر الأمر سنة كاملة، إذ يعد البرلمان مخالفاً للدستور ولن تكون المخالفة الأولى، أما الانتخابات فتعاد في حال حلّ البرلمان بالطرق التي حددها الدستور”.
إلى ذلك، أوضح المحلل السياسي إياد العنبر في حديث لـ”الصباح”، أنَّ “قرار المحكمة الذي عالج حالة التجاوز على التوقيتات الدستورية حدد إعادة فتح باب الترشيح لانتخاب رئيس الجمهورية مرة واحدة”، مبيناً أنه “إذا تم انتهاك التوقيتات الدستورية سيكون هناك انتهاك لقرار المحكمة الاتحادية، ولكن في العراق أصبحت هذه الأمور شبه طبيعية، ولا نفكر أنه سوف تترتب عليها مواقف قانونية”.
وأضاف “سندخل حينها، ليس كما يصفه البعض بالانسداد السياسي، وإنما الفوضى السياسية بعينها ببقاء حكومة دون صلاحيات ومن دون مهام واضحة وصريحة وتعطيل البلد في سبيل مشكلة التوافقات”.
المصدر: الصباح
ذكرى ولادة الإمام المهدي(عجل الله تعالى فرجه)
تأريخ الولادة الطاهرة:ولد ـ سلام الله عليه ـ في دار أبيه الحسن العسكري (عليه السلام) في مدينة سامراء أواخر ليلة الجمعة الخامس عشر من شعبان وهي من الليالي المباركة التي يُستحب إحياؤها بالعبادة وصوم نهارها طبقاً لروايات شريفة مروية في الصحاح مثل سنن ابن ماجة وسنن الترمذي وغيرهما من كتب أهل السنة[1] إضافة الى ما روي عن ائمة أهل البيت (عليهم السلام)[2].
وكانت سنة ولادته (255 هـ ) على أشهر الروايات، وثمة روايات أُخرى تذكر أن سنة الولادة هي (256 هـ ) أو (254 هـ ) مع الاتفاق على يومها وروي غير ذلك، إلا أن الأرجح هو التأريخ الأول لعدة شواهد، منها وروده في أقدم المصادر التي سجلت خبر الولادة وهو كتاب الغيبة للشيخ الثقة الفضل بن شاذان الذي عاصر ولادة المهدي (عليه السلام) وتوفي قبل وفاة أبيه الحسن العسكري(عليهما السلام) بفترة وجيزة[3]، ومنها أن معظم الروايات الأخرى تذكر أن يوم الولادة كان يوم جمعة منتصف شهر شعبان وإن اختلفت في تحديد سنة الولادة، ومن خلال مراجعتنا للتقويم التطبيقي[4] وجدنا أن النصف من شعبان صادف يوم جمعة في سنة (255 هـ ) وحدها دون السنين الاُخرى المذكورة في تلك الروايات.
ومثل هذا الاختلاف أمر طبيعي جار مع تواريخ ولادات ووفيات آبائه وحتى مع جده الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله)، دون أن يؤثر ذلك على ثبوت ولادتهم (عليهم السلام)، كما أنه طبيعي للغاية بملاحظة سرّيّة الولادة عند وقوعها حفظاً للوليد المبارك.
تواتر خبر ولادته الميمونة (عليه السلام):روى قصة الولادة أو خبرها الكثير من العلماء بأسانيد صحيحة أمثال أبي جعفر الطبري والفضل بن شاذان والحسين بن حمدان وعلي بن الحسين المسعودي والشيخ الصدوق والشيخ الطوسي والشيخ المفيد وغيرهم، ونقلها بصورة كاملة أو مختصرة أو نقل خبرها عدد من علماء أهل السنة من مختلف المذاهب الإسلامية أمثال نورالدين عبدالرحمن الجامي الحنفي في شواهد النبوة والعلاّمة محمد مبين المولوي الهندي في وسيلة النجاة والعلامة محمد خواجه بارسا البخاري في فصل الخطاب والحافظ سليمان القندوزي الحنفي في ينابيع المودة، كما نقل خبر الولادة ما يناهز المائة وثلاثين من علماء مختلف الفرق الإسلامية بينهم عشرات المؤرخين ستة منهم عاصروا فترة الغيبة الصغرى أو ولادة الإمام المهدي (عليه السلام)، والبقية من مختلف القرون الى يومنا هذا في سلسلة متصلة وهذا الاحصاء يشمل جانباً من المصادر الإسلامية وليس كلها. وبين هؤلاء عدد كبير من العلماء والمؤرخين المشهورين أمثال ابن خلكان وابن الأثير وأبي الفداء والذهبي وابن طولون الدمشقي وسبط ابن الجوزي ومحي الدين بن عربي والخوارزمي والبيهقي والصفدي واليافعي والقرماني وابن حجر الهيثمي وغيرهم كثير. ومثل هذا الإثبات مما لم يتوفر لولادات الكثير من أعلام التأريخ الإسلامي[5].
كيفية ظروف الولادة:يُستفاد من الروايات الواردة بشأن كيفية ولادته (عليه السلام)، أن والده الإمام الحسن العسكري ـ سلام الله عليه ـ أحاط الولادة بالكثير من السرية والخفاء، فهي تذكر أن الإمام الحسن العسكري قد طلب من عمته السيدة حكيمة بنت الإمام الجواد أن تبقى في داره ليلة الخامس عشر من شهر شعبان واخبرها بأنه سيُولد فيها إبنه وحجة الله في أرضه، فسألته عن أمه فأخبرها أنها نرجس فذهبت إليها وفحصتها فلم تجد فيها أثراً للحمل، فعادت للإمام واخبرته بذلك، فابتسم (عليه السلام) وبيّن لها أن مثلها مثل أم موسى (عليه السلام) التي لم يظهر حملها ولم يعلم به أحد الى وقت ولادتها لأن فرعون كان يتعقب أولاد بني إسرائيل خشية من ظهور موسى المبشر به فيذبح ابناءهم ويستحي نساءهم، وهذا الأمر جرى مع الإمام المهدي(عليه السلام) أيضاً لأن السلطات العباسية كانت ترصد ولادته إذ قد تنبأت بذلك طائفة من الأحاديث الشريفةً.
ويُستفاد من نصوص الروايات أن وقت الولادة كان قبيل الفجر وواضح أنّ لهذا التوقيت أهمية خاصة في إخفاء الولادة; لأن عيون السلطة عادةً تغط في نوم عميق. كما يُستفاد من الروايات أنه لم يحضر الولادة سوى حكيمة التي لم تكن تعرف بتوقيتها بشكل دقيق أيضاً[6].
وتوجد رواية واحدة يرويها الشيخ الطوسي في كتاب الغيبة تصرح باستقدام عجوز قابلة من جيران الإمام لمساعدة حكيمة في التوليد مع تشديد الوصية عليها بكتمان الأمر وتحذيرها من إفشائه[7].
إخبار المسبق عن خفاء الولادة:أخبرت الكثير من الأحاديث الشريفة بأن ولادة المهدي من الحسن العسكري ستُحاط بالخفاء والسرية، ونسبت الإخفاء الى الله تبارك وتعالى وشبهت بعضها إخفاء ولادته باخفاء ولادة موسى وبعضها بولادة ابراهيم (عليهما السلام)، وبيّنت علّة ذلك الإخفاء بحفظه (عليه السلام) حتى يؤدي رسالته، نستعرض هنا نماذج قليلة منها.
فمثلاً روى الشيخ الصدوق في إكمال الدين والخزاز في كفاية الأثر مسنداً عن الإمام الحسن بن علي (عليهما السلام) ضمن حديث قال فيه:« أما علمتم أنه ما منّا إلا وتقع في عنقه بيعة لطاغية زمانه، إلا القائم الذي يصلّي عيسى بن مريم خلفه ؟ ! وإن الله عز وجل يُخفي ولادته ويغيّب شخصه لئلاّ يكون لأحد في عنقه بيعة إذا خرج، ذلك التاسع من ولد أخي الحسين ابن سيدة النساء يطيل الله عمره في غيبته ثم يظهره بقدرته...»[8].
وفي حديث رواه الصدوق بطريقين عن الإمام علي (عليه السلام) قال: « ... إن القائم منا إذا قام لم يكن لأحد في عنقه بيعة، فلذلك تخفى ولادته ويغيب شخصه »[9].
وروى عن الإمام السجاد (عليه السلام) أنه قال: «في القائم منا سنن من الأنبياء ... وأما من ابراهيم فخفاء الولادة واعتزال الناس....»[10].
وروي عن الإمام الحسين (عليه السلام) أنه قال: « في التاسع من ولدي سنّة من يوسف وسنّة من موسى بن عمران وهو قائمنا أهل البيت يصلح الله أمره في ليلة واحدة»[11].
وروى الكليني في الكافي بسنده عن الإمام الباقر (عليه السلام) أنه قال ـ في حديث ـ : « انظروا من خفي [عمي] على الناس ولادته فذاك صاحبكم، إنه ليس منا أحد يُشار إليه بالأصابع ويمضغ بالألسن إلا مات غيضاً أو رغم أنفه »[12].
والأحاديث بهذا المعنى كثيرة والكثير منها مروي بأسانيد صحيحة تخبر صراحة ـ وقبل وقوع ولادة الإمام المهدي (عليه السلام) ـ بخفائها، وفي ذلك دلالة وجدانية صريحة على صحتها حتى لو كان في أسانيد بعضها ضعف أو مجهولية لأنها أخبرت عن شيء قبل وقوعه ثم جاء الواقع مصدقاً لما أخبرت عنه، وهذا ما لا يمكن صدوره إلا من جهة علام الغيوب تبارك وتعالى الأمر الذي يثبت صدورها عن ينابيع الوحي وبإخبار من الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله) .
خفاء الولادة علامة المهدي الموعود(عليه السلام):ويُلاحظ أن هذه الأحاديث الشريفة تصرح بأنّ خفاء الولادة من العلائم البارزة المشخصة لهوية المهدي الموعود والقائم من ولد فاطمة الذي بشرت به الأحاديث النبوية، وهذا أحد الأهداف المهمة للتصريح بذلك وهو تعريف المسلمين بإحدى العلائم التي يكشفون بها زيف مزاعم مدّعي المهدوية كما شهد التأريخ الإسلامي الكثير منهم ولم تنطبق على أي منهم هذه العلامة، فلم تُحَطْ ولادة أي منهم بالخفاء كما هو ثابت تأريخياً[13].
وتشير الأحاديث الشريفة المتقدمة الى علة إخفاء ولادته (عليه السلام) وهي العلة نفسها التي أوجبت إخفاء ولادة نبي الله موسى (عليه السلام)، أي حفظ الوليد من سطوة الجبارين ومساعيهم لقتله إتماماً لحجة الله تبارك وتعالى على عبادة ورعاية له لكي يقوم بدوره الإلهي المرتقب في إنقاذ بني اسرائيل والصدع بالديانة التوحيدية ومواجهة الجبروت الفرعوني بالنسبة لموسى الكليم ـ سلام الله عليه ـ، وهكذا إنقاذ البشرية جمعاء وإنهاء الظلم والجور وإقامة القسط والعدل وإظهار الإسلام على الدين كله بيد المهدي المنتظر ـ عجل الله فرجه ـ . وهذا ما كان يعرفه ائمة الجور من خلال النصوص الواردة بهذا الشأن، ففرعون مصر كان على علم بالبشارات الواردة بظهور منقذ بني اسرائيل، وهو موسى (عليه السلام) من أنفسهم ولذلك سعى في تقتيل أبنائهم بهدف منع ظهوره، وكذلك حال بني العباس إذ كانوا على علم بأن المهدي الموعود هو من ولد فاطمة ـ سلام الله عليها ـ، وأنه الإمام الثاني عشر من ائمة أهل البيت(عليهم السلام) وقد انتشرت الأحاديث النبوية المصرحة بذلك بين المسلمين ودوّنها علماء الحديث قبل ولادة المهدي بعقود عديدة، كما كانوا يعلمون بأن الإمام الحسن العسكري هو الإمام الحادي عشر من ائمة العترة النبوية (عليهم السلام)، لذا فمن الطبيعي أن يسعوا لقطع هواجس ظهور المهدي الموعود بالإجتهاد من أجل قطع نسل والده العسكري (عليهما السلام) .
ومن الواضح أنّ مجرد احتمال صحة هذه الأحاديث كان كافياً لدفعهم نحو إبادته، فكيف الحال وهم على علم راجح بذلك خاصةً وأن ليس بين المسلمين سلسلة تنطبق عليهم مواصفات تلك الأحاديث الشريفة مثلما تنطبق على هؤلاء الائمة الإثني عشر (عليهم السلام) ؟ !وعلى ضوء هذه الحقيقة يمكن أن نفهم سر ظاهرة قصر الأعمار التي ميزت تأريخ الائمة الثلاثة الذين سبقوا الإمام المهدي (عليهم السلام) من آبائه، فقد اُستشهد ابوه العسكري وهو ابن ثمان وعشرين[14] واستشهد جده الإمام الهادي وهو ابن أربعين سنة[15] واستشهد الإمام الجواد وهو ابن خمس وعشرين سنة[16]، وهذه ظاهرة جديرة بالدراسة، وتكفي وحدها للكشف عن المساعي العباسية الحثيثة لإبادة هذا النسل للحيلولة دون ظهور المهدي الموعود[17] حتى لو لم يسجل التأريخ محاولات العباسيين لاغتيال وقتل هؤلاء الائمة، فكيف الحال وقد سجل عدداً من هذه المحاولات تجاههم (عليهم السلام)، حتى ذكر المؤرخون مثلاً أنهم قد سجنوا الإمام العسكري وسعوا لاغتياله عدة مرات، كما فعلوا مع آبائه (عليهم السلام)[18] ؟ !يقول الإمام الحسن العسكري معللاً هذه الحرب المحمومة ضدهم(عليهم السلام) فيما رواه عنه معاصره الشيخ الثقة الفضل بن شاذان:قال: حدثنا عبدالله بن الحسين بن سعد الكاتب قال: قال ابو محمّد [ الإمام العسكري (عليه السلام) ] : «قد وضع بنو اُمية وبنو العباس سيوفهم علينا لعلتين : احداهما انهم كانوا يعلمون انه ليس لهم في الخلافة حق فيخافون من ادعائنا إيّاها وتستقر في مركزها، وثانيتهما انهم قد وقفوا من الأخبار المتواترة على ان زوال ملك الجبابرة والظلمة على يد القائم منا، وكانوا لا يشكون انهم من الجبابرة والظلمة، فسعوا في قتل أهل بيت رسول الله(صلى الله عليه وآله) وإبادة نسله طمعاً منهم في الوصول الى منع تولد القائم (عليه السلام) أو قتله، فأبى الله أن يكشف أمره لواحد منهم (إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ) »[19].
المصدر / اعلام الهداية ج14.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ[1] راجع مثلاً مسند أحمد بن حنبل: 2/ 176، سنن ابن ماجة: 1/ 444 ـ 445، فيض القدير: 4/ 459، سنن الترمذي: 3/ 116، كنز العمال: 3/ 466 وغيرها كثير.[2] ثواب الأعمال للشيخ الصدوق : 101، مصباح المتهجد للشيخ الطوسي : 762، إقبال الأعمال للسيد ابن طاووس : 718.[3] راجع هذه الروايات في كتاب النجم الثاقب للميرزا النوري: 2/ 146 ومابعدها من الترجمة العربية، وراجع الكافي: 1/ 329، كمال الدين : 430.[4] نقصد بالتقويم التطبيقي التقويم الذي يطبق بين أيام تقويم السنة الشمسية مع ما يصادفها من أيام تقويم السنة القمرية، وقد أعدت عدة تقاويم من هذا النوع على شكل كتب أو برامج كومبيوترية حددت ما يصادف كل يوم من أيام السنة الهجرية القمرية مع تقويم السنة الهجرية الشمسية والسنة الميلادية الشمسية، وقد راجعنا في البحث التقويم التطبيقي الذي أصدرته جامعة طهران والذي يبدأ بالتطبيق من اليوم الأوّل من السنة الاُولى لهجرة النبي الأكرم(صلى الله عليه وآله) الى نهاية القرن الهجري الخامس عشر.[5] راجع تفصيلات أقوالهم في الاحصائية التي أوردها السيد ثامر العميدي في كتابه دفاع عن الكافي: 1/535 ـ 592 .[6] راجع الروايات التي جمعها السيد البحراني بشأن قصة الولادة من المصادر المعتبرة في كتابه تبصرة الولي : 6 وما بعدها، وكذلك التلخيص الذي أجراه الميرزا النوري في النجم الثاقب: 2/ 153 وما بعدها، وراجع غيبة الشيخ الطوسي الفصل الخاص باثبات ولادة صاحب الزمان (عليه السلام) : 74 وما بعدها.[7] غيبة الشيخ الطوسي : 144.[8] كمال الدين: 315، كفاية الأثر : 317.[9] كمال الدين : 303.[10] كمال الدين : 321 ـ 322.[11] كمال الدين : 316.[12] الكافي: 1/ 276.[13] ذكر تراجمهم الدكتور محمد مهدي خان مؤسس صحيفة الحكمة في القاهرة في كتابه «باب الأبواب» الذي خصص جانباً منه لدراسة حركات أدعياء المهدوية.[14] الفصول المهمة لابن الصباغ المالكي : 288.[15] مروج الذهب للمسعودي: 4/ 169.[16] الفصول المهمة لابن الصباغ المالكي : 276[17] لقد امتدّت هذه المحاولات الى داخل بيت الإمام(عليه السلام) فزرعت العيون من النساء لمراقبة ما يحدث داخل بيت الإمام(عليه السلام)، للقضاء على الإمام المهدي(عليه السلام) إن وَلد، بل قد امتدت هذه الجهود للحيلولة دون ولادة الإمام(عليه السلام) ومن هنا لم يتزوّج الإمام الحسن العسكري(عليه السلام) بشكل رسمي كما هو المتعارف والمتداول حينذاك.[18] راجع الفصل الخاص بذلك في كتاب حياة الإمام العسكري (عليه السلام) للشيخ الطبسي : 421 ـ 424.[19] إثبات الهداة للحر العاملي: 3/ 570، منتخب الأثر للشيخ لطف الله الصافي : 359 ب 34 ح 4 عن كشف الحق للخاتون آبادي وبذيله ما يدل عليه من سائر الأخبار غير القليلة .
التنازل أمام أمريكا أو غيرها من القوى لتجنب الحظر خطأ فادح
بارك قائد الثورة الإسلامية، الإمام الخامنئي، في لقائه مع رئيس «مجلس خبراء القيادة» وأعضاء المجلس صباح اليوم الخميس 10/3/2022 بالأعياد الشعبانية خاصة النصف من شعبان، ورأى أن هذا العيد «يوم ازدهار الأمنيات التاريخية للبشر». ولدى إشارته إلى العظمة المعنوية لشهر شعبان، وصف المضامين السامية للمناجاة الشعبانية بـ«الفرصة المعنوية العظيمة».
في كلامه مع رئيس المجلس والأعضاء، تحدث الإمام الخامنئي في موضوع القدرة الوطنية، مؤكداً أن «متانة النظام تؤدي إلى القدرة الوطنية». وقال: «القدرة الوطنية أمرٌ مصيري لأيّ دولة. وأيّ شعب يريد الاستقلال والاعتزاز والاستفادة من الموارد الحيوية بإرادته، والثبات في وجه مطالب الآخرين، يجب أن يكون قوياً، وإلّا في حال الضعف والذلة والخوف، سيظلّ قلقاً من مطامع الأجانب». كما وصف سماحته القدرة الوطنية بأنها «أمرٌ مركب ومجموعة متصلة، وشرح أركانها قائلاً: «إن العلم والتكنولوجيا، والتفكر والتفكير والفكر الحر، من أركان القدرة الوطنية، فإذا لم يكن هناك فكر حرّ وتقدّم فكري، فلن يكون العلم والتكنولوجيا أمراً مجدياً».
ورأى قائد الثورة الإسلامية أن «الأمن والقدرة الدفاعية» و«الاقتصاد والرفاهية العامة والرخاء المعيشي للناس» و«القدرة على صنع السياسات والمفاوضة من أجل تأمين المصالح على الصعيدين الإقليمي والدولي» و«ثقافة العيش ونمطه» و«المنطق الجذاب والمؤثّر في سائر الشعوب» كلها «أذرع أخرى للقدرة الوطنية»، مستدركاً: «جذب الشعوب يخلق عمقاً إستراتيجياً لأيّ دولة، وهذا أمر مهم جداً». وتابع: «لا ينبغي قطع أيٍّ من أذرع القدرة الوطنية هذه لمصلحة ركن وذراع أخرى».
لهذا السبب، رأى سماحته أن مقترحات مثل التخلي عن الحضور الإقليمي من أجل سحب الذريعة من العدو، أو ترك التقدّم العلمي في المجال النووي، هي «ضربة للقدرة الوطنية». وقال: «الحضور الإقليمي يعطينا عمقاً إستراتيجياً وقدرة وطنية كبرى، فلماذا نتخلى عنه؟ أيضاً التقدم العلمي النووي مرتبط بتأمين احتياجات البلاد في المستقبل القريب، وإذا تخلينا عنه، فبعد بضع سنوات إلى مَن وإلى أين نمدّ أيدينا؟»
نتيجة لذلك، رأى الإمام الخامنئي أن التنازل أمام أمريكا أو أي قوة أخرى من أجل البقاء في مَأمنٍ من الحظر «خطأ كبير وضربة للقدرة السياسية»، مضيفاً: «ليس هناك ما هو أكثر سذاجة وانعدام خبرةٍ من مقترح شخص يدعو إلى تقليص القدرة الدفاعية من أجل تخفيف حساسية العدو!». وقال: «على طول الزمان، يُطرحُ ما هو من قبيل هذه المقترحات الواهية والمليئة بالأخطاء، وكلّها كانت قابلة للإبطال وقد أُبطِلَت أيضاً، ولو سُمحَ للذين أرادوا قطع بعض أذرع القدرة الوطنية فعلُ ذلك، لكانت إيران اليوم تواجه مخاطر كبيرة، [لكن] بإرادة الله وعنايته لم تتوفر إمكانية تنفيذ لهذه المقترحات». وفي المقابل، عدَّ سماحته قضايا مثل «الوحدة الوطنية، والثقة الوطنية، والأمل العام، والثقة بالنفس الوطنية، وحفظ الإيمان الوطني، وقضية المعيشة العامة، وتيسير القضايا الاجتماعية للناس» قضايا «مؤثّرة في تعزيز القدرة الوطنية».
في سياق آخر، رأى الإمام الخامنئي أن الأثر الذي لا بديل عنه لحضور الناس في الميدان هو السبب في «محاولة الشياطين إغواء الناس»، قائلاً: «الشياطين عبر أداة الإعلام دائماً يروّجون للكذب ويزيّنون الأقوال التي لا أساس لها حتى يتسببوا في اليأس ويحبطوا أمل الشعب عبر تقليص الإيمان والثقة بالنفس العامة». ولذلك، قال إن «إغواء الخواص من أجل الهدف النهائي، أيْ إغواء الناس، هو برنامج عمل مهم للأعداء». وأضاف: «لقد حاول المستكبرون في العالم في أعنف حرب ناعمة في التاريخ ضد الشعب الإيراني إغواءَ أولئك الذين لديهم مكانة وإمكانات وأحياناً من لديهم العلم حتى يخدعوا جماهير الناس».
أيضاً ذكر سماحته أن «تربية المرتزقة وصناعة آكلي الحرام والتهديد والتطميع» هي من أساليب العدو المختلفة. وقال: «هذه الحرب الناعمة والثقيلة تدل بالطبع على ازدياد قوة البنية التحتية وإمكانات جبهة الحق التي جعلت الصراع معها أمراً صعباً، وأدّت بالعدو إلى خوض الحرب الناعمة من أجل تخريب ذهنيات الناس»، في حين أن «سبيل مواجهة الحرب الناعمة المعقدة للعدو هو جهاد التبيين».
لكن قائد الثورة الإسلامية رأى أن «تحديث أدوات الحرب الناعمة» شرطٌ للنجاح في جهاد التبيين، موضحاً: «مثلما لم يعد من الممكن استخدام الأدوات القديمة في الحروب الصلبة، يجب علينا تحديث أدواتنا في الحرب الناعمة». وهنا رأى سماحته أن «السلاح الأفضل والأكثر فعالية في الحرب الناعمة هو تبيين المفاهيم الإسلامية السامية»، قائلاً: «في مجال القضايا المعرفية ونمط العيش الإسلامي والتعبير عن قواعد الحاكمية الإسلامية مثل أن تكون شعبية ودينية وإيمانية وألّا تكون أشرافية وظالمة ورازحة تحت الظلم... يوجد كلام للعالم لم يتسنَّ قوله وهو جذّاب وجميل ويجب تبيينه جيّداً».
في الختام، خَلُصَ الإمام الخامنئي إلى أن التقصير في جهاد التبيين يؤدي إلى إساءة استخدام حتى طلّاب الدنيا وسائلَ الدين، منبهاً إلى أنه «إذا لم يتم أداء جهاد التبيين بصورة صحيحة، فسيستخدم أهل الدنيا الدينَ أيضاً كوسيلة لتلبية الرغبات والشهوات... حتى مثلما في صدر الإسلام كما كانت تفعل مجموعات كبني أمية».
ومضات من حياة الإمام السجاد(ع)...في ذكرى ولادته
الإمام على بن الحسين بن علي بن أبي طالب هو الإمام الرابع من أئمة أهل البيت (عليهم السلام) كما دلت على ذلك النصوص الكثيرة الواردة عن الرسول الكريم (ص) ...
بطاقة هوية الامام زين العابدين:
فيما يلي نذكر بعض المعلومات الخاطفة حول الإمام زين العابدين ( عليه السَّلام):
إسمه و نسبه : علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب .
أشهر ألقابه : زين العابدين ، سيّد الساجدين .
كنيته : أبو محمد .
أبوه : الحسين بن علي ( عليه السَّلام ).
أمه : شاه زنان أو شهربانو .
ولادته : يوم الجمعة ( 15 ) جمادى الأولى سنة ( 36 ) أو يوم ( 5 ) شعبان سنة ( 38 ) هجرية ، أيام خلافة جده أمير المؤمنين ( عليه السَّلام ).
محل ولادته : المدينة المنورة .
مدة عمره : ( 57 ) سنة ، و كان عمره في واقعة الطف بكربلاء ( 23 ) سنة .
مدة إمامته : ( 34 ) سنة أي من يوم عاشوراء سنة ( 61 ) هجرية و حتى سنة (95 ) هجرية .
نقش خاتمه : لكلّ غمّ حسبي الله/ خزي وشقي قاتل الحسين/ العزة لله .
زوجاته : من زوجاته : فاطمة أم عبد الله بنت الإمام الحسن .
شهادته : يوم السبت أو الأحد ( 12 ) أو ( 25 ) شهر محرم الحرام سنة ( 95 ) هجرية .
سبب شهادته : السّم من قبل الوليد بن عبد الملك بن مروان بن الحكم .
مدفنه : جنة البقيع / المدينة المنورة .
من سيرة الإمام علي بن الحسين (عليه السلام)
الإمام على بن الحسين بن علي بن أبي طالب هو الإمام الرابع من أئمة أهل البيت (عليهم السلام) كما دلت على ذلك النصوص الكثيرة الواردة عن الرسول الكريم (ص) والأئمة (عليهم السلام) هذا بالإضافة إلى الأدلة الاخرى التي أوردها علماء الشيعة في مصنفاتهم.
ولادته واستشهاده:
ولد الإمام علي بن الحسين في الكوفة يوم الخامس من شعبان سنة 38 هـ وأدرك من حياة جده أمير المؤمنين (عليه السلام) سنتين واطلع بمسئولية الإمامة بعد استشهاد والده الحسين الشهيد وكان عمره آنذاك 22 سنة أو 23 سنة واستشهد (عليه السلام) على يد الوليد بن عبد الملك-وقيل هشام بن عبد الملك- الخليفة الأموي بعد أن دس إليه السم بواسطة عامله على المدينة وذلك سنة 95هـ.
كنيته وألقابه ونقش خاتمه:
أما كنيته فأبو الحسن وأبو محمد، وأما ألقابه فكثيرة منها ذو الثفنات، سيد العابدين والأمين والزكي وزين الصالحين والبكاء واشتهر بزين العابدين والسجاد، وأما نقش خاتمه فقد كان له أكثر من خاتم، نقشَ على أحدها (خزي وشقي قاتل الحسين) ونقش على آخر (العزة لله.)
زوجاته
فاطمة بنت الإمام الحسن بن علي عليهما السلام، أم الإمام محمد الباقر عليه السلام، وتكنى أم عبد الله، وقيل أم الحسن، وهو هاشمي من هاشميين، علوي من علويين، فاطمي من فاطميين، لإنه أول من اجتمعت له ولادة الحسن والحسين عليهما السلام.
وذكر الشيخ عباس القمي في كتابه الأنوار البهية أن أم الإمام الخامس باقر علم النبيين سلام الله عليه هي أم عبد الله فاطمة بنت الحسن بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.
وتكنى أم عبد الله وكانت من سيدات نساء بني هاشم، وكان الإمام علي بن الحسين زين العابدين عليه السلام يسميها (الصديقة).
ويقول فيها الإمام أبو عبد الله جعفر بن محمد الصادق عليه السلام (كانت صديقة لم تدرك في آل الحسن مثلها).
ويكفيها شرفاً وسمواً أنها تربّي في حجرها الإمام الباقر عليه السلام، وإنها بضعة من ريحانة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وأنها نشأت في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه، فسلام الله عليك يوم ولدت ويوم تبعثين.
وروي عن أبي جعفر عليه السلام قال: كانت أمي قاعدة عند جدار، فتصدع الجدار، وسمعنا هدة شديدة، فقالت بيدها: لا وحق المصطفى ما آذن الله لك في السقوط، فبقي معلقاً حتى جازته، فتصدق عنها أبي بمئة دينار.
وذكرها الصادق عليه السلام يوماً فقال: كانت صديقة لم يدرك في آل الحسن مثلها.
وكانت أم ولد آخر زوجاته عليه السلام.
أولاده
روى الشيخ المفيد أن أولاد علي زين العابدين (عليه السلام) خمسة عشر بين ذكر وأنثى، أحد عشر ذكراً وأربع بنات. أكبرهم سناً وقدراً الإمام محمد بن علي الملقب بـ(الباقر)، أمه فاطمة بنت الإمام الحسن (عليه السلام) أولدت له أربعة هم: الحسن والحسين ومحمد الباقر وعبد الله وبه كانت تكنى.
ومما يبدو أن أكبر أولاده محمد الباقر ولد سنة سبع وخمسين هجرية وكان له من العمر عندما استشهد جده الحسين (عليه السلام) في كربلاء ثلاث سنوات. وله من الذكور أيضاً زيد وعمر وأمهما أم ولد.
والحسين الأصغر، وعبد الرحمن وسليمان أمهما أم ولد. ومحمد الأصغر وعلي الأصغر وكان أصغر أولاده الذكور. وخديجة وفاطمة وعليّة وأم كلثوم أمهن أم ولد.
وأما زيد بن علي الشهيد فقد نشأ في بيت الإمام زين العابدين حفيد الإمام علي بن أبي طالب باب مدينة العلم، هذا البيت الذي يعد مهد العلم والحكمة، تعلم فيه القرآن الكريم فحفظه واتجه إلى الحديث الشريف فتلقاه عن أبيه حتى أصبح بعد فترة واسع العلم والمعرفة. وبعد أن تركه والده في حدود الرابعة عشرة من عمره تعهده أخوه الإمام الباقر فزوده بكل ما يحتاج من الفقه والحديث والتفسير حتى أصبح من مشاهير علماء عصره ومرجعاً معروفاً لرواد العلم والحديث والحكمة والمعرفة، سافر إلى البصرة عدة مرات وناظر علماءها ومنهم واصل بن عطاء رأس المعتزلة يوم ذاك، ناظره في أصول العقائد.
وقد طلب هشام بن عبد الملك إلى الشام وكان مجلسه حافلاً بأعيان أهل الشام وخاصته، فقال له: بلغني أنك تؤهل نفسك للخلافة وأنت ابن أمة، فأجابه زيد بن علي على الفور:
ويلك يا هشام أمكان أمي يضعني؟ والله لقد كان إسحاق ابن حرة وإسماعيل ابن أمة ولم يمنعه ذلك من أن بعثه الله نبياً وجعل من نسله سيد العرب والعجم محمد بن عبد الله، إن الأمهات يا هشام لا يقعدن بالرجال عن الغايات، اتق الله في ذرية نبيك.
فغضب هشام وقال: ومثلك يا زيد يأمر مثلي بتقوى الله؟.
فرد عليه زيد بقوله: إنه لا يكبر أحد فوق أن يوصى بتقوى الله ولا يصغر دون أن يوصي بتقوى الله.
ومضى زيد في طريقه إلى الكوفة ثم إلى البصرة ثم أرسل رسائله ورسله إلى المدائن والموصل وغيرهما وانتشرت دعوته في سواد العراق ومدنه ولما بلغ أمره هشام بن عبد الملك أرسل إلى واليه على العراق يوسف بن عمر يأمره بمضايقة زيد ومطاردته، وحدثت معركة أصيب فيها زيد فدفنه أصحابه في مجرى ماء حتى لا يصلب أو يحرق، لكن ذلك لم يفده، أحدث قتله استياءً عاماً في جميع المناطق الإسلامية وتجدد البكاء على أهل البيت ولف الحزن كل من يحبهم ويسير على خطاهم.
وممن تحدثت عنهم كتب الأنساب من أولاد الإمام علي زين العابدين عبد الله بن علي الملقب بالباهر:
كان فاضلاً فقيهاً روى عن آبائه وأجداده أحاديث كثيرة، روى بعضهم قال: سألت أبا جعفر الباقر: أي إخوانك أحب إليك وأفضل؟ فقال: أما عبد الله فيدي التي أبطش بها. وأما عمر فبصري الذي أبصر به، وأما زيد فلساني الذي أنطق به، وأما الحسين فحليم يمشي على الأرض هوناً وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاماً وكان عبد الله يلي صدقات رسول الله وصدقات أمير المؤمنين (عليه السلام)، وأما عمر فقد كان ورعاً جليلاً وسخياً كريما تولى صدقات جده (عليه السلام) واشترط على كل من يبتاع ثمارها أن يثلم في الحائط ثلمة لكي تأكل منها المارة ولا يرد أحداً عنها، ويروى عنه أنه قال:
المفرط في حبنا كالمفرط في بغضنا أنزلونا بالمنزل الذي أنزلنا الله به ولا تقولوا فينا ما ليس بنا إن يعذبنا الله فبذنوبنا وإن يرحمنا فبرحمته وفضله علينا.
وأما الحسين بن علي (عليه السلام) فإنه كان فاضلاً ورعاً يروي عن أبيه علي بن الحسين وعمته فاطمة بنت الحسين (عليه السلام) التي أودعها الحسين عند خروجه من المدينة إلى كربلاء وصيته، كما روى عن أخيه أبي جعفر الباقر، وقد عدّه الطوسي في رجاله من أصحاب الباقر والصادق (عليهما السلام).
والإمام محمد بن علي زين العابدين المعروف بالباقر عاش سبعة وخمسين عاماً درك فيها جده الحسين (عليه السلام) ولزمه نحواً من أربع سنوات، وعاش مع أبيه السجاد بعد جده خمساً وثلاثين سنة وفي طفولته كانت المحنة الكبرى التي حلت بأهل البيت في كربلاء واستهد فيها جده الحسين ومن معه من إخوته وبني عمه وأصحابه (عليه السلام) جميعاً وتجرع هو مرارتها وشاهد بعدها جميع الرزايا والمصائب التي توالت على أهل بيته من قبل الحكام الطغاة الذين تنكروا للقيم والأخلاق وجميع المبادئ الإسلامية وعاثوا فساداً في البلاد ولم يتركوا رذيلة واحدة إلا مارسوها بشتى أشكالها ومظاهرها، في قصورهم الفخمة الأنيقة ونواديهم القذرة الفاجرة.
في هذا الجو المشحون بالظلم والقهر والفساد وجد الإمام الباقر (عليه السلام) وقد علمته الأحداث الماضية مع آبائه وأجداده خذلان الناس لهم في ساعات المحنة أن ينصرف عن السياسة ومشاكل السياسيين ومؤامراتهم إلى خدمة الإسلام ورعاية شؤون المسلمين عن طريق الدفاع عن أصول الدين الحنيف ونشر تعاليمه وأحكامه فناظر الفرق التي انحرفت في تفكيرها واتجاهاتها عن الخط الإسلامي الصحيح كمسألة الجبر والإرجاء التي روّجها الحكام لمصالحهم الشخصية. لقد فرضت عليه مصلحة الإسلام العليا أن ينصرف إلى الدفاع عن القعيدة الإسلامية فالتف حوله العديد من العلماء والكثير من طلاب العلم والحديث من الشيعة وغيرهم.
كان عالماً عابدا تقياً ثقة عند جميع المسلمين، وروى عنه أبو حنيفة وغيره من أئمة المذاهب المعروفة.
جاء عن جابر بن عبد الله الأنصاري أنه قال: لقد أخبرني رسول الله بأني سأبقى حتى أرى رجلاً من ولده أشبه الناس به وأمرني أن أقرأه السلام واسمه محمد يبقر العلم بقراً، ويقول الرواة إن جابر بن عبد الله كان آخر من بقي من أصحاب رسول الله، وفي آخر أيامه كان يصيح في مسجد رسول الله يا باقر علم آل بيت محمد، فلما رآه وقع عليه يقبل يديه وأبلغه تحية رسول الله (صلى الله عليه وآله.
وقال فيه محمد بن طلحة القرشي الشافعي: محمد بن علي الباقر هو باقر العلم وجامعه وشاهر علمه ورفعه، صفا قلبه وزكا عمله وطهرت نفسه وشرفت أخلاقه وعمرت بطاعة الله أوقاته ورسخت في مقام التقوى قدمه، فالمناقب تسبق إليه والصفات تشرف به له ألقاب ثلاثة: باقر العلم، والشاكر والهادي وأشهرها الباقر وسمي كذلك لتبقره العلم وتوسعه فيه.
إخوته:
كان للإمام علي بن الحسين (عليهما السلام) إخوان هم: علي الأكبر، وعبد الله الرضيع. وقد استشهد علي الأكبر مع أبيه في كربلاء، ولا بقية له، وأمه كانت آمنة بنت أبي مرة بن عروة بن مسعود الثقفي، وأمها بنت أبي سفيان بن حرب.
أما عبد الله الرضيع فأمه الرباب بنت امرئ القيس قد استشهد أيضاً مع أبيه وأخيه يوم الطف.
أخواته:
له أختان أيضاً: سكينة وفاطمة، فسكينة أمها الرباب بنت امرئ القيس، وأما فاطمة فأمها أم إسحاق بن طلحة بن عبيد الله.
ويكفي في جلالتها كلام الإمام الحسين (عليه السلام) مع ابن أخيه الحسن بن الإمام الحسن (عليه السلام) لما جاء إليه خاطباً إحدى ابنتيه: أما سكينة فغالب عليها الاستغراق مع الله، فلا تصلح لرجل . كانت وفاتها في المدينة سنة 117هـ.
أمّا أختها فاطمة فيكفي في فضلها كلام الإمام الحسين (عليه السلام) مع ابن أخيه الحسن بن الإمام الحسن: أختار لك فاطمة فهي أكثر شبهاً بأمي فاطمة بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله): أما في الدين فتقوم الليل كله وتصوم النهار. كانت وفاتها في المدينة سنة 117هـ عن أكثر من سبعين سنة.
الإمام كما يصفه الآخرون:
قال: عمر بن عبد العزيز الأموي عندما نُعي عنده الإمام (ذهب سراج الدنيا وجمال الإسلام وزين العابدين.)
وقال: سعيد بن المسيب (هذا الذي لا يسع مسلمًا أن يجهله وقال ما رأيت قط أفضل من على بن الحسين وما رأيته قط إلا مقتُّ نفسي).
ويقول الصحابي الجليل جابر بن عبد الله الأنصاري (ما رؤي في أولاد الأنبياء مثل علي بن الحسين.)
آثاره العلمية:
دوَّن العلماء من أبناء الشيعة -وكذلك السنة- الكثير مما أُثر عن الإمام من أحاديثَ كان يلقيها في المسجد النبوي كل جمعة وفي موسم الحج وفي مجلسه العامر بالعلماء والرواد -وقد كانت أحاديثه تبيانًا للمعارف الإسلامية حيث كان يتصدى فيها لتفسير القرآن الكريم والسنة الشريفة والتعريف بالعقائد الدينية، والأحكام الشرعية ومعالجة ما أشكل منها على الناس، هذا بالإضافة إلى ما زخرت به أحاديثه من مواعظ وحكم، ولهذا وجد العقلاء والزهاد ضالتهم عند منبره وفي مجلسه.
ومن آثاره أيضًا الصحيفة السجادية ورسالة الحقوق:
أما الصحيفة السجادية فهي مجموعة من الأدعية تتألف من 54 دعاءً غير ما اُلحق بها بعد ذلك من أدعية للإمام (عليه السلام) وغير الأدعية الطويلة التي تناقلها الرواة كدعاء أبي حمزة الثمالي، هذا وقد ضمَّن الإمام هذه الأدعية كثيرًا من المعارف الإسلامية والاعتقادات الدينية.
كالتوحيد والعدل الإلهي وسائر الصفات الذاتية لله عز وجل ومسائل النبوة والإمامة، ورغم أنها جاءت بصيغة الدعاء والمناجاة إلا إنها احتفظت بالصبغة البرهانية المتناسبة مع هذه المسائل، ثم إن هذه الأدعية لم تقتصر مضامينها على ما ذكرناه بل أنها اشتملت على الكثير من المعالجات النفسية والتربوية والكثير من القيم والمبادئ الاجتماعية، فكانت بحقٍ واحةٌ لخلق الإنسان الكامل والمجتمع الكامل.
ذلك لأنها سبرت أعماق الإنسان لتضع يده على مكامن الداء ثم تصدَّت لوصف الدواء بأسلوب أخَّاذٍ ورائق يفيض عذوبة ويبعث في النفس عنفوانًا جامحًا ومتمردًا على مباعث الدعة والاسترخاء.
وأما رسالة الحقوق فهي نتاج غير مسبوق إذ لم يُؤثر عن أحد من العلماء أو الفلاسفة في الحضارات التي سبقت الإسلام انه كتب رسالة مستقلة في الحقوق، هذا وقد بلور الإمام (عليه السلام) في هذه الرسالة الرؤية الإسلامية الصافية تجاه ما ينبغي أن يكون عليه نظم العلائق الاجتماعية فحدد بذلك ما لكل فرد وما عليه من حقوق بعد أن صنف أفراد المجتمع على أساس مواقعهم الاجتماعية أو ملكاتهم الشخصية أو وظائفهم الدينية أو علائقهم الإنسانية أو النسبية، هذا وقد صدَّر رسالته الشريفة بتحديد نحو العلاقة بين الإنسان وربه ثم أردف ذلك بتبيان حقِ النفس على الإنسان وحقوق جوارحه عليه.
وختاما نود أن نشير إلى أن المرحلة التي عايشها الإمام إبَّان إمامته كانت دقيقة وحرجة جدًا حيث لم يعد النظام الأموي يخشى من التعبير عن هويته بعد أن كشفت أحداثُ كربلاء عن طبيعتها، ولذلك أشاع الفساد في أرجاء الحواضر الإسلامية فأظهر الناس الفسوق وتعاطي الخمور وكانت بيوتات مكة والمدينة تضج بالغناء والرقص، هذا بالإضافة إلى أن المجتمع الإسلامي في هذه المرحلة قد انفتح على شعوبٍ وحضارات أخرى نتيجة الفتوحات الكثيرة التي كانت في تلك المرحلة.
من هنا كان دور الإمام يتركز في محورين أساسيين:
الأول: تعئبة الأمة من أجل استئصال مادة الفساد اعني النظام الأموي، وقد استعان على ذلك بمجموعة من الأدوات والوسائل منها استعراض فاجعة كربلاء من اجل فصل الأمة معنويًا عن النظام الأموي وتحريضهم عليه وإلهاب شعورهم بالندم على تقاعسهم عن نصرة الحسين (عليه السلام). ومنها تشجيع الثورات وإعطاؤها الصبغة الشرعية.
الثاني: بذل الوسع من أجل تحصين الأمة عن الانحراف الفكري والخلقي وبتعبير آخر: إن الإمام لم يكن قادرًا على فصل الأمة عن الأجواء الموبؤة التي فرضتها ظروف انحراف الخلافة الإسلامية عن مسارها الصحيح ولذلك كان دوره يتمحض في تمديد أمد المقاومة للانحراف فكان دوره يشبه إلى حدٍ كبير دور العقاقير المضادة للفيروسات والتي تساهم في إعطاء المريض القدرة على المقاومة للمرض.
وقد نجح الإمام -وكذلك أئمة أهل البيت (عليهم السلام)- في ذلك حيث تمكنوا من إعطاء الأمة والهوية الدينية القدرة على الصمود أمام عوامل الانهيار التام.
الصّلاة على الإمام عليّ بن الحسين زين العابدين ( عليه السَّلام ):
اَللّـهُمَّ صَلِّ عَلى عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ سَيِّدِ الْعابِدينَ الَّذىِ اسْتَخْلَصْتَهُ لِنَفْسِكَ ، وَ جَعَلْتَ مِنْهُ اَئِمَّةَ الْهُدىَ الَّذينَ يَهدُونَ بِالْحَقِّ وَ بِهِ يَعْدِلُونَ اخْتَرْتَهُ لِنَفْسِكَ ، وَ طَهَّرْتَهُ مِنَ الرِّجْسِ ، وَ اصْطَفَيْتَهُ وَ جَعَلْتَهُ هادِياً مَهْدِيّاً ، اَللّـهُمَّ فَصَلِّ عَلَيْهِ اَفْضَلَ ما صَلَّيْتَ عَلى اَحَد مِنْ ذُرِّيَةِ اَنْبِيائِكَ حَتّى تَبْلُغَ بِهِ ما تَقِرُّ بِهِ عَيْنُهُ فِي الدُّنْيا وَ الاْخِرَةِ ، اِنَّكَ عَزيزٌ حَكيمٌ .
المصدر: مواقع مختلفة بتصرف
معاني التضحية في الحجّ
الشيخ الدكتور محمّد علي الزعبي
◄كيف يرتبط عيد الأضحى والحج؟ قال الله تعالى: (إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً) (النحل/ 120)، هذا الاسم يحمل معناه فيعني أب الكل، وأبو الكل هذا زار الأرض التي قامت عليها مدينة مكّة ودعى الله أن تصبح محجاً تهفو لها القلوب وتطمئن لها النفوس، فاستجاب الله دعاءه وأقامها محجاً عالمياً والهم الذين اصطفاهم لزيارتها أن يلبوا النداء قائلين "لبيك اللّهمّ لبيك" أي دعوتنا فأجبنا وبهذا صار الحج أحد أركان الإسلام موقفاً عالمياً تجتمع فيه أعضاء الجسد الذي يمثل مسلمي العالم كلّه، وجعل عيد الأضحى ممهداً لذلك الاجتماع حيث يستجيب المؤمنون للنداء، فيزور مكة القادر على الزيارة وإذا اجتمعوا رفعوا أصواتهم مهللين مكبرين مقدمين العبادة الخالصة للخالق العظيم الذي عبّد لهم طريق المنافع العالمية وأمرهم بسلوكه قائلاً: (لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ) (الحج/ 28)، كان الحج حمام عالمي سنوي يقصده الذين انغمسوا أو انغمس مسؤولوهم في حطام الدنيا فاسود واقعهم وعميت بصائرهم. وكان الله يقول لهم هذا دواء عالمي اسلكوا طريق المنافع الذي يدفع عنكم لا سيّما العرب منكم غوائل التفرقة والانحراف وعدم الاتفاق حتى على ما يدفع عنكم هذا الهوان والذل العالمي الذي يذكركم بكلمة الإمام علي بن أبي طالب "ما غزي قوم في عقر دارهم إلّا ذلّوا وما أحب قوم الحياة إلّا ذلّوا". ولا ريب انّ القارئ الذي يشاهد واقعنا يتخيل الإمام علياً بندب هذا الواقع، ويعلمنا انّ الحج دواء مشاكلنا إذ هو مقدمة التضحية بل هو عيد التضحية، ويقول لنا "عليكم أن تضحوا بأنانياتكم التي جعلت مجتمعكم خجلاً حتى إذا قيس بجاهلية العرب". لقد تعددت الطرق التي تفضي لسلامة المجتمع، لكن السلامة العامة المضمونة هي أن تجعلوا الإسلام مستشاراً ورسول الله قائداً وموجهاً، وتتلوا قول الله (فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا) (النساء/ 65). حبذا لو وقف القارئ قليلاً واشغل مخيلته وأدرك انّ الله يقسم بنفسه انّ المسلمين لن يفوزوا بنعمة الأمن والسلام والاطمئنان حتى يستشروا كتاب الله وسنّة رسوله، بهذا وحده يطمئنون وتهدأ القلوب التي مزّقها الغزاة، ويدركوا انّ هذا الواقع أكثر شراً مما رأوا في تاريخهم السياسي، وعلى هذا فالحج دواء عالمي يلجأ له المرضى كأنهم يقفون مستجيبين لدعاء إبراهيم قائلين "ها نحن قد آتينا نادمين عازمين على أن لا نعود لحياة التفكك والخذلان الذي يذكرنا بقول الشاعر الذي وصفنا بهذا البيت: وتفرقوا شيعة فكل قبيلة *** فيها أمير المؤمنين ومنبر ولا ريب انّ قوماً كهؤلاء قتلهم سيف الأنانية قد احسوا بعد وقت طويل أو المفروض أن يحسوا ويزحفوا شطر بيت الله، ويلبوا طالبين ما يبدل واقعهم. ويقضي على مخاوفهم ويحرر قدسهم. العبر: ما هي العبر التي نستخلصها من هذه المناسبة على صعيد حل مشكلات العرب والمسلمين؟ لقد استعصت مشاكلنا فاستغلها الذين يتقنون الاستغلال وارادوها كبش فداء، وكأن الآيات الكريمة تنادينا، لقد وجهت إلينا النداء منذ خمسة عشر قرناً ولا نزال نتلو من كتاب الله (اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ) (الأنفال/ 24)، ومعلوم انّ الاستجابة حياة، والذين يصرون على عدم الاستجابة اعرضوا عن مادة حياتهم فذكّرونا بكلمة الإمام جعفر الصادق (ع): "اعرضوا عن الله ما عرض عنهم وخلاهم لشيطانهم". ولو انصفنا لردّدنا مع الشاعر: لو انصف القاضي استراح الناس *** والجسم يفسد أن أصيب الرأس والجور في الأحكام سم قاتل *** والعدل للملك الوطيد أساس وقد فقدنا هذا الأساس لا سيّما في هذه الأيام فأخذنا نندب أياماً سالفة وسلبت الفاقة منا الفكر السليم. كيف نفهم ظاهرة الحج حضارياً: لقد أعرضنا عن استجابة النداء الذي يحل مشاكلنا، بل نقضنا المواعيد التي أمرنا الله أن نرتبط بها حيث نقول في صلاتنا (إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ) (الفاتحة/ 5)، نسينا هذا وأخذنا نرجو السلامة من الناس وننتظر الغذاء من فتات المتصارعين، الذين يملكون ليس فدية لذبح البشر، بل يتسابقون حول امتلاك القنبلة التي تذكّرنا بهيروشيما وناغازاكي. وهكذا أحاطت بنا النوائب فأخذنا نفتش على ما ينقذنا وما تذكرنا انّ عامل حمص كتب إلى عمر يقول: "انّ حمص تحتاج حصنا فأجابه حصنها بالعدل". ونحن، واحسرتاه لم نعدل حتى مع أنفسنا ولو اتخذنا العدل مصباحاً لانحسرت هذه الظلمات، انقذنا أنفسنا من هذه الضلالات وفهمنا المعنى البعيد الذي ذكرنا بزيارة مكة وحملنا على القول: "لبيك اللّهمّ لبيك"، لقد تعلّمنا من رسولك إبراهيم التضحية وها نحن هرعنا لمكة قائلين "لقد ضحينا بأنانياتنا واستغفرنا من عبادة شهواتنا وجئنا طالبين قبول تضحياتنا التي سنصر على انقاذ أنفسنا من غوائبها فاغفر اللّهمّ انحرافنا واعدنا إلى الصراط المستقيم لا سيما بعد ان ضاقت بنا السبل وأخذنا نفقد حتى رغيفنا اليومي". لقد طرقنا أبواباً كثيرة، والتمسنا فتات موائد الشرق والغرب، ثمّ عدنا بخفي حنين مدركين أن بيتك الكريم هو الذي نجد به من يقبل دعاءنا، وينقذنا مما نحن فيه لا سيما وقد علّمنا التاريخ انّ جاهليتنا الأولى قدمتنا أضحية لقدماء المستعمرين من الفرس والروم ولكنّ جاهليتنا المعاصرة قدّمتنا أضحية لليهود.►
المصدر: مجلة الموقف/ العدد 39 و40 لسنة 1986م
ماذا حمل هرتسوغ لاردوغان وما قصة الاثمان ؟
فارس الصرفندي
يبدو ان زيارة الرئيس "الاسرائيلي" لتركيا بعد اعوام من البرود السياسي بين تل ابيب وانقرة فتح شهية الاعلام والمسؤولين الاسرائيليين لما ستقدمه الاخيرة مقابل مزيد من العلاقات الحميمة والتنسيق والتعاون الاقليمي بين الكيان وتركيا.
صحيفة جيروزاليم بوست قالت ان اختبار جدية أردوغان بشأن التقارب مع "إسرائيل" مرهون بانهاء نشاط حماس العملياتي في تركيا، بينما كتبت القناة الثانية عشر الاسرائيلية عن زيارة الرئيس الإسرائيلي لتركيا تحت عنوان "لكي نفهم أردوغان، كيف تحول قادة إسرائيليين من قتلة أطفال لشركاء محتملين" ، في السنوات الأخيرة لم يوفر الرئيس التركي اردوغان الكلمات لمهاجمة "إسرائيل"، ولكن اليوم استقبل أردوغان هيرتصوغ بصورة ليس فيها أدنى شك بأن أردوغان يريد تعزيز العلاقات مع "إسرائيل"، وذلك على خلفية استمرار الانهيار في الاقتصاد التركي، ولا يخفي الرئيس التركي رغبته في التعاون في مجال الطاقة، هذا ما يقف خلف عقد القمة الإسرائيلية التركيـة .
في تل ابيب يريدون للعلاقة مع تركيا ان تكون علاقة مثمرة في كافة الاتجاهات فمن جهة الواقع الاقتصادي التركي الصعب من الممكن ان يستغل اسرائيليا عبر توسيع النشاط التجاري بين الجانبين والمصلحة هنا مشتركة والاهم اقناع انقرة بمد انبوب الغاز من الاراضي المحتلة نحو اوروبا وهو مشروع سيمنح تركيا الكثير من الميزات الاقتصادية واهمها حصولها على حاجتها من الغاز لاسيما انها تستورد ٨٥ بالمائة من احتياجها من الخارج، ويظنون في كيان الاحتلال انه من خلال الصفقات الاقتصادية هناك امكانية لعقد صفقات امنية وسياسية فاما السياسية فتتمثل بضم تركيا الى الحلف الخليجي الاسرائيلي ضد الجمهورية الاسلامية في ايران - كما يعتقدون - واما الصفقة الامنية فهي اكبر بكثير من تعهد انقرة بوقف نشاط حماس على الارض التركية وتمتد الى تفعيل الحلف العسكري التركي الاسرائيلي القائم منذ عقود من خلال العودة الى العمل المشترك في البحر المتوسط ، في تل ابيب يتهامسون بانهم من الممكن ان يكونوا جسرا للتقارب بين انقرة وواشنطن بعد سنوات من التوتر بين الجانبين نتيجة دعم تركيا للاخوان وحركة حماس -سياسيا طبعا - واتخاذها قرارات في سوريا تتناقض مع الرؤية الامريكية هناك ، ولكن لكل ذلك مقابل كما ذكرنا اقتصادي وسياسي وامني ويبدو ان احتياج انقرة لاستعادة علاقة جيدة مع واشنطن عرابتها تل ابيب يستحق هذا الثمن اذا ما علمنا ان اردوغان يقترب من انتخابات مصيرية لن تنافسه فيها فقط الاحزاب القومية واليسارية بل وايضا احزاب خرجت من عباءته واشخاص كانوا يوما يجلسون بجانبه ويتحدثون باسمه ويحاربون بسيفه وهؤلاء هم الاخطر وفي ظل تراجع الاقتصاد التركي وانهيار الليرة التركية فان السلطان العثماني من الممكن ان يفقد راسه في هذه الانتخابات وعليه فان جسرا للعبور ستضعه عليه تل ابيب نحو واشنطن من الممكن ان يمر عليه للوصول الى مبتغاه ، لكن ذلك لا يعني ان ما يحدث قدرا فقد تنقطع الجسور في اللحظات الاخيرة وقد تاتي الرياح بما لا تشتهي سفن اردوغان وتتحول حالة التقارب مع الاحتلال الى وصمة في جبينه وجبين من نصحوه .
المصدر:العالم