emamian

emamian

قد ورد في عدد من الروايات أنّ للقرآن ظاهرا وباطنا؛ مثل:

قال رسول الله(ص): "لَيْسَ مِنَ الْقُرْآنِ آيَةٌ إِلَّا وَ لَهَا ظَهْرٌ وَ بَطْنٌ وَ مَا مِنْ حَرْفٍ إِلَّا وَ لَهُ تَأْوِيل‏[1]‏ وَ ما يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَ الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْم".[2]، [3]

وقال الإمام باقر(ع): "إِنَّ لِكِتَابِ اللَّهِ ظَاهِراً وَ بَاطِناً وَ مَعَانِيَ وَ نَاسِخاً وَ مَنْسُوخاً وَ مُحْكَماً وَ مُتَشَابِهاً وَ سُنَناً وَ أَمْثَالًا وَ فَصْلًا وَ وَصْلًا وَ أَحْرُفاً وَ تَصْرِيفا فَمَنْ زَعَمَ أَنَّ كِتَابَ اللَّهِ مُبْهَمٌ فَقَدْ هَلَكَ وَ أَهْلَك".[4]

البحث عن عدد بطون القرآن

وفقا لما جاء في مجموعة من الأحاديث الواردة في بعض كتب الحديث وغير الحديث، إن للقرآن سبعة ابطن. كما قال رسول الله(ص): "إِنَّ لِلْقُرْآنِ ظَهْراً وَ بَطْناً وَ لِبَطْنِهِ بَطْنٌ إِلَى سَبْعَةِ أَبْطُن‏".[5] لكن قد اشتهر ایضا انّ للقرآن سبعون بطنا. ان مصدر هذه الشهرة وفقا للبحوث والدراسات العلمیة هی مجموعة من الروايات التی وردت في عدد من المصادر غير الحديثية. بما فيها:

  1. كتاب "ختم الأولياء" للحكيم الترمذي (القرن الثالث). [6]
  2. تفسير "اعجاز البیان" لصدر الدين القونوي (المتوفی 671 هـ). انه قال في تبیینه وتفسیره لبطون القرآن وأسرار الحروف: لا ینکشف سر بطون القرآن لکل شخص، حيث قال عنه النبي صلى الله عليه وسلم: "للقرآن ظهر و بطن إلى سبعة أبطن‏ "وفي رواية "إلى سبعين باطنًا".[7]
  3. اشار السيد حيدر الآملي، أحد العرفاء الإماميين في القرن الثامن، في کتابه جامع الأسرار إلى أحاديث أخرى تعتبر للقرآن الکریم "سبعمائة بطن" و"سبعون ألف بطن".[8]

ایضا هناک مجموعة اخری من الکتب غير الحدیثیة قد تكرر فيها هذا المضمون.‏[9]

ومن الممكن أيضًا أن تكون كلمة "سبعة" قد تعرضت للتصحيف عندما نُسخت من مصادر الحديث فتبدلت الی"سبعین".

معنى ظاهر القرآن وباطنه

معنى الظاهر: عندما نقرأ القرآن ومن خلال التدبر والتدقیيق فی الآیات نفهم المضامین التی تتفق مع ظواهر الآيات ويمكن الاحتجاج بها وفق مبادئ الحوار، وأي شخص مطلع على مبادئ الحوار فی اللغة العربية يفهم نفس المعاني والمضامين من كلمات القرآن. بعبارات أخرى؛ انّ لظواهر الفاظ القرآن معانى بسيطة يمكن فهمها لکل من يعرف اللغة العربية. لكن "الباطن" لیس کذلک، ای لیس لکل مطلع على اللغة العربية استطاعة فهم باطن القرآن. لأن المعنى الباطني ليس مدلولا لالفاظ القرآن، بل يجب فهمه بالرجوع إلى آيات وروايات أخرى.[10]

ان العلامة الطباطبائي بعد ذكره للروايات التي تدل على اشتمال القرآن علی المعنی الظاهری والباطنی یقول في باب آخر عن تعريفهما: أن ظاهر الآیة هو المعنى الواضح الظاهر من الآية، وباطن الآیة هو المعنی المستتر تحت الظاهر سواء كان واحدا أو كثيرا، قريبا من الظاهر بحیث لا یفتقر للربط بینهما الی واسطة أو بعيدا عن الظاهر یحتاج الی واسطة. [11]

معنى ظاهر القرآن وباطنه من وجهة نظر الأحاديث

تم تبیین المقصود من ظاهر القرآن وباطنه في عدد من الروايات الاراء نشیر الی بعض منها فی ما یلی:

  1. قال رسول الله(ص): "علیکم بالقرآن.... لَهُ ظَهْرٌ وَ بَطْنٌ فَظَاهِرُهُ حُكْمٌ وَ بَاطِنُهُ عِلْمٌ ظَاهِرُهُ أَنِيقٌ وَ بَاطِنُهُ عَمِيقٌ لَهُ نُجُومٌ وَ عَلَى نُجُومِهِ نُجُومٌ‏ ...".[12]
  2. قال الإمام علي(ع): "ما من آية إلّا و لها أربعة معان ظاهر و باطن و حدّ و مطلع فالظاهر التلاوة و الباطن الفهم و الحدّ هو أحكام الحلال و الحرام و المطلع هو مراد اللَّه من العبد بها".[13]

یقول العلامة الطباطبایی فی ذیل هذا الحدیث: ان المراد من التلاوة ظاهر مدلول اللفظ بدليل أنه(ع) عده من المعاني، والمراد من الفهم (في تفسيره للباطن) ما هو في باطن الظاهر من المعنى، والمراد بقوله: هو أحكام الحلال والحرام ظاهر المعارف المتلقاة من القرآن في أوائل المراتب أو أواسطها في مقابل المطلع الذي هو المرتبة العليا، والحد والمطلع نسبيان كما أن الظاهر والباطن‏ نسبيان كما عرفت فيما تقدم، فكل مرتبة عليا هي مطلع بالنسبة إلى السفلى.[14]

  1. قال الإمام عليّ(ع): "ظَاهِرُهُ عَمَلٌ مَوْجُوبٌ وَ بَاطِنُهُ عِلْمٌ مَكْنُونٌ مَحْجُوبٌ وَ هُوَ عِنْدَنَا مَعْلُومٌ مَكْتُوبٌ".[15]

نماذج من التفسير الباطني في الاحاديث

انّ من أكثر أنواع التفسير شيوعًا في الروایات التفسيرية للنبي الكريم(ص) والأئمة(ع) هو تبیین المعنی الباطنی لآيات القرآن. کان هذا الامر لدرجة أنه يمكن مشاهدة نماذج عدیدة من التفسير الباطني في مصادر الحديث. فيما يلي نشیر الی بعض منها:

  1. قال عبد الله بن عمر انّ النبي(ص‏) تلا قوله تعالى‏ «تَبارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ»، إلى قوله‏ «أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا»،[16] ثم قال أيكم أحسن عقلا وأورع عن محارم الله وأسرع في طاعة الله‏».[17]
  2. وعن المفضل انه قَالَ‏ سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ع عَنْ قَوْلِهِ «فالِقُ الْحَبِّ وَ النَّوى‏»،[18] قَالَ: الْحَبُّ الْمُؤْمِنُ، وَ ذَلِكَ قَوْلُهُ «وَ أَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِنِّي‏»، وَ النَّوَى هُوَ الْكَافِرُ الَّذِي نَأَى عَنِ الْحَقِّ فَلَمْ يَقْبَلْه.‏[19]
  3. وروى عبد اللّه بن سنان عن ذريح المحاربى قال قلت لابى عبد اللّه(ع) ان‏ اللّه‏ أمرنى‏ فى‏ كتابه‏ بأمر فأحب أن أعلمه قال: وما ذاك؟ قلت: قول اللّه عز و جل:‏ «ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ وَ لْيُوفُوا نُذُورَهُمْ».[20] قال‏ «لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ» لقاء الامام‏ «وَ لْيُوفُوا نُذُورَهُمْ» تلك المناسك، قال عبد اللّه بن سنان فأتيت أبا عبد اللّه(ع) فقلت جعلت فداك قول اللّه عز و جل‏ «ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ وَ لْيُوفُوا نُذُورَهُمْ». قال أخذ الشارب وقص الاظفار وما أشبه ذلك، قال: قلت جعلت فداك فان ذريح المحاربى حدثنى عنك بأنك قلت له‏: «لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ‏ لقاء الامام‏ وَ لْيُوفُوا نُذُورَهُمْ‏» تلك المناسك. فقال صدق ذريح وصدقت، انّ للقرآن ظاهرا وباطنا ومن يحتمل ما يحتمل ذريح؟![21]

سبب اشتمال القرآن علی الظاهر والباطن

والذی ینبغي ان یقال فی سبب اشتمال القرآن علی الظاهر والباطن هو:

 أولاً: بما ان للانسان جسد مادي، فانه ينغمس في الأشياء المادية، ویکون معظم اهتمامه الأمور المادية، لذلك فهو غير مستعد لفهم الروحانيات في جميع الأحوال، خاصة إذا كانت عمیقة المضامین.

ثانيًا: بالإضافة إلى اختلاف احوال الإنسان، فان مستوى تفكير الناس والتفاتهم الی الامور قد یختلف، ولم یکونوا علی مستوی واحد من الفهم والادراک. لذلك، كان من الضروري أن يكون للقرآن معاني ظاهرة وفقًا لفهم عامة الناس، ويجب أن تكون هناك ایضا معانی دقیقة تلبي الاحتياجات الروحية لبعض الاشخاص على مستويات مختلفة، حتی یهتیا لأولئك الذين لديهم ارواح لطیفة ویمکنهم الوصول إلى مرتفعات العالم الروحي والسیر في العوالم السماوية، الاستفاده من المعاني والمفاهيم الدقيقة كغذاء روحي.[22]

 

 

 


[1]. الحرف، هنا بمعنى «الوجه» والمقصود منه، وجه من الكلام حیث تتشتمل علیه آیایة او آیات من القرآن، کالامر، والنهى، والموعظه، والترغیب، والتهدید و امثال ذلک. لذلک، لایوجد وجه فی القرآن الّا وله تأویل.

[2]. آل عمران، 7.

[3]. المجلسی، محمد باقر، بحار الانوار، ج ‏33، ص 155، بیروت، دار إحیاء التراث العربی،الطبعة الثانیة، 1403ق.

[4]. نفس المصدر، ج ‏89، ص 90.

[5]. ابن ابی جمهور الاحسایی، محمد بن علی، عوالی اللئالی العزیزیة، ج ‏4، ص 107، قم، دار سید الشهداء للنشر، الطبعة الاولی، 1405ق؛ عين القضات الهمدانى،‏ التمهيدات، النص، ص 3، جامعة طهران‏، الطبعة الاولی‏، 1341ش.

[6]. الحكیم الترمذى، ختم الاولیاء، ص 493، بیروت، مهد الآداب الشرقیة، الطبعة الثانیة، 1422ق.

[7]. القونوی، صدرالدین محمد، اعجاز البیان فی تفسیر ام القرآن، ص 128، قم، مرکز النشر لمکتب الاعلام الاسلامی، الطبعة الاولی، 1381ش.

[8]. الآملى، سید حیدر، جامع الأسرار و منبع الأنوار، ص 530، طهران، مركز النشر العلمى و الثقافي، الطبعة الاولی، 1368ش.

[9]. راجع: الفیض الکاشانی، ملامحسن، تفسیر الصافی، ج ‏1، ص 60 – 61، طهران، منشورات الصدر، الطبعة الثانیة، 1415ق؛ النجفی، محمد حسن، جواهر الکلام فی شرح شرائع الإسلام، ‌ج ‌9، ص 295، بیروت، دار إحیاء التراث العربی، الطبعة السابعة، 1404ق؛ الحائرى الاصفهانى، محمدحسین بن عبدالرحیم، الفصول الغرویة فی الأصول الفقهیة، ص 58، قم، دار احیاء العلوم الاسلامیه‏، الطبعة الاولی، 1404ق.

[10]. الطاهرى‏، حبیب الله، درسهایى از علوم قرآنى، ج ‏2، ص 195، قم، اسوه‏، الطبعة الاولی‏، 1377ش؛ ابو عاصى،‏ محمد سالم، علوم القرآن عند الشاطبی، ص 74، قاهره، دارالبصائر، الطبعة الاولی‏، 1426ق.

[11]. الطباطبایی، سید محمد حسین، المیزان فی تفسیر القرآن، ج ‏3، ص 74، قم، مکتب النشر الاسلامی، الطبعة الخامسة، 1417ق.

[12]. الکلینی، محمد بن یعقوب، الکافی، ج ‏2، ص 599، طهران، دار الکتب الإسلامیة، الطبعة الرابعة، 1407ق.

[13]. تفسیر الصافی، ج ‏1، ص 31.

[14]. المیزان فى تفسیر القرآن، ج ‏3، ص 73 – 74.

[15]. ابن حیون المغربی، النعمان بن محمد، دعائم الإسلام، ج ‏1، ص 53، قم، مؤسسة آل البیت(ع)، الطبعة الثانیة، 1385ق.

[16]. الملک، 1 – 2.

[17]. الطبرسی، فضل بن حسن، مجمع البیان فی تفسیر القرآن، ج ‏10، ص 484، طهران، ناصر خسرو، الطبعة الثالثة، 1372ش؛ السیوطی، جلال الدین، الدر المنثور فی تفسیر المأثور، ج ‏4، ص 211، قم، مکتبة آیة الله المرعشی النجفی، 1404ق.

[18]. الانعام، 95.

[19]. العیاشی، محمد بن مسعود، کتاب التفسیر، ج ‏1، ص 370، طهران، المطبعة العلمیة، الطبعة الاولی، 1380ق.

[20]. الحج، 29.

[21]. الكافی، ج ‏4، ص 549.

[22]. راجع: الطباطبائى‏، سید محمد حسین، قرآن در اسلام، ص 36 – 42، طهران، دار الكتب الاسلامیه‏، الطبعة الثانیة‏، 1353ش؛ درسهایى از علوم قرآنى، ج ‏2، ص 199 – 200.

وزير الخارجية الايراني السيد عباس عراقجي، وعبد الله بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية بدولة الإمارات العربية المتحدة، بحثا وتبادلا وجهات النظر حول تطورات الأوضاع في المنطقة مع التركيز على سوريا، في مكالمة هاتفية بعد ظهر اليوم الخميس.

وفي هذه المحادثة، ومع الاهتمام بالوضع الجديد في سوريا، أكد الطرفان على ضرورة حماية استقلال سوريا ووحدة أراضيها والحفاظ على أمن واستقرار هذا البلد. كما رأى الوزيران أنه من الضروري وقف الهجمات البرية والجوية للكيان الصهيوني على سوريا.

وتم خلال هذه المحادثة مناقشة وتبادل وجهات النظر بشأن أهمية حماية السلام والاستقرار الإقليميين وتجنب الأعمال الاستفزازية التي من شأنها الإخلال بأجواء الصداقة والتعاون بين دول المنطقة في الوضع الحساس الحالي.

نعرف جميعا ذلك الشعور بالقلق أو الحزن أو ربما الملل، الذي يدفعنا أحيانًا للتوجه إلى الثلاجة والتهام ما نجده أمامنا، أو تناول كميات كبيرة من الحلوى والمقرمشات.

قد يصل الأمر بالبعض إلى الإفراط في تناول الطعام خلال فترات الحزن، مما يؤدي إلى زيادة ملحوظة في الوزن. كأشخاص بالغين، ندرك أن اللجوء للطعام أحيانا يكون وسيلة لتهدئة مشاعرنا.

وهي حالة تُعرف بـ"الأكل العاطفي"، التي تعكس علاقة غير صحية مع الطعام، لكن كيف تتشكل هذه العلاقة، وكيف يمكننا تصحيح مسارها؟

السنوات الأولى.. الأساس في علاقتنا بالطعام

تقوم العلاقة الصحية مع الطعام على تحقيق التوازن والمرونة، بحيث تتيح لنا اتخاذ قرارات تحترم احتياجات أجسامنا وإحساسنا بالجوع، دون الشعور بالذنب عند تناول ما نرغب فيه.

ومع ذلك، يشير بحث نشره خبراء في معهد أبحاث سلوك الأكل والتغذية بجامعة غوادالاخارا المكسيكية إلى أن تناول الطعام لا يعتمد فقط على الجوع أو الشبع، بل يتأثر أيضًا بعوامل اجتماعية وثقافية متنوعة.

يتغير مزاجنا عند تناول أنواع معينة من الأطعمة، مما يؤدي إلى ربط الطعام بالعواطف. هذا الرابط يجعلنا نكرر تجربة تناول الطعام بحثًا عن المتعة.

وبهذا يصبح الطعام وسيلة للتعبير عن المودة، وعنصرًا أساسيًّا في العديد من الثقافات والمناسبات الاجتماعية التي ترمز إلى الانسجام والمحبة.

تؤثر مشاعرنا كثيرا على سلوكنا الغذائي، حيث يمكن للطعام أن يتحول إلى وسيلة للتعامل مع المواقف الصعبة، بملء الفراغ العاطفي أو التخفيف من الملل أو التشتت. ومع الوقت، قد ينعكس هذا السلوك على صحتنا الجسدية والنفسية.

الطفولة.. البداية لعاداتنا الغذائية

العلاقة بالطعام طويلة وممتدة، تبدأ في سنواتنا الأولى وتستمر في التغير مع مرور الزمن. وفقًا لدراسة نُشرت في مجلة "فرونتيرز سايكولوجي" عام 2017، تتشكل عاداتنا الغذائية وتفضيلاتنا للطعام منذ الطفولة المبكرة.

في الشهور الأولى من حياة الطفل، تتكون هذه العلاقة عبر حاستي اللمس والتذوق. ومع تقدم الطفل في العمر، تلعب الملاحظة دورًا كبيرًا، حيث يتأثر بسلوكيات البالغين المحيطين به.

العادات الغذائية التي يكتسبها الطفل خلال هذه المرحلة المبكرة قد تستمر معه إلى مرحلة المراهقة والشباب، مما يبرز أهمية التوجيه الصحيح منذ البداية لتأسيس علاقة صحية مع الطعام.

كيف تنمي علاقة صحية بالطعام لدى طفلك؟

يمكن للآباء مساعدة أطفالهم على تبني عادات غذائية صحية من خلال اتباع أسلوب مرن يتماشى مع احتياجات كل طفل بشكل فردي. رغم عدم وجود نهج واحد يناسب الجميع، فإن الالتزام بتناول وجبات منتظمة يلعب دورًا كبيرًا في مساعدة الطفل على فهم إشارات الجوع والشبع في جسده.

وقد يؤدي ترك الطفل من دون طعام لفترات طويلة إلى شعوره بالجوع المفرط، وهو ما يمكن أن يدفعه إلى سلوكيات غذائية غير صحية، مثل الإفراط في تناول الطعام أو اللجوء إلى خيارات غير متوازنة.

مثل هذه العادات قد تؤدي إلى مشاعر سلبية مثل الإحساس بالذنب، وفقًا لما أشار إليه موقع ويل كورنيل.

الخميس, 12 كانون1/ديسمبر 2024 21:13

لهذا السبب عليك تناول وجبة الفطور يوميا

توصلت دراسة حديثة إلى أن تناول وجبة إفطار عالية الجودة توفر القدر المناسب من الطاقة لمواجهة اليوم (حوالي ربع المدخول اليومي من السعرات الحرارية) يقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.

هذا يعني تناول 500 سعر حراري على الفطور إذا كان حاجة الشخص اليومية 200 سعر حراري.

وأجرى الدراسة باحثون في معهد أبحاث مستشفى ديل مار في إسبانيا، ونشرت في مجلة التغذية والصحة والشيخوخة، وكتب عنها موقع يوريك أليرت.

وتابعت الدراسة 383 مشاركا، وقارنت بين تأثيرات النظام الغذائي المتوسطي جنبا إلى جنب مع النشاط البدني مقابل التوصيات الغذائية وحدها على أمراض القلب والأوعية الدموية.

وقد أخذ الباحثون في الاعتبار عاملين. أولا، تناول الطاقة من وجبة الإفطار نسبة إلى إجمالي المدخول اليومي، مع التمييز بين تناول السعرات الحرارية الكافية (20-30% من الإجمالي اليومي) والمستويات الأخرى.

ثانيا، حلل الباحثون آثار تناول وجبة إفطار عالية الجودة مع توازن مناسب من البروتينات والدهون والألياف والعناصر الغذائية الأخرى.

ووجد الباحثون أن تناول كمية كافية من الطاقة في الصباح والقيام بذلك مع طعام عالي الجودة ساهم في تقليل عوامل الخطر القلبية الوعائية.

الإفطار الجيد يقلل من السمنة

تابعت الدراسة المشاركين لمدة 3 سنوات. وكان جميعهم تتراوح أعمارهم بين 55 و75 عاما وكانوا يعانون من زيادة الوزن أو السمنة. وتم تقييم عوامل الخطر القلبية الوعائية المختلفة، بما في ذلك الوزن ومحيط الخصر كمؤشر على السمنة البطنية ومستويات الكوليسترول والدهون الثلاثية في ملف الدهون وضغط الدم وعلامات مرض السكري.

وتشير النتائج إلى أن المشاركين الذين تناولوا 20-30% من المدخول اليومي من الطاقة في الصباح كانت نتائجهم أفضل للعديد من عوامل الخطر.

وتطور وزن أجسامهم بشكل أكثر إيجابية مقارنة بالمشاركين الذين تناولوا المزيد أو الأقل من الطاقة في وجبة الإفطار. وبحلول نهاية الدراسة، كان مؤشر كتلة الجسم لدى هؤلاء المشاركين أقل بنسبة 2-3.5% ومحيط خصر أصغر بنسبة 2-4%.

كما ارتبط تناول الطاقة الكافية في وجبة الإفطار بانخفاض كبير في مستويات الدهون الثلاثية (انخفاض بنسبة 9-18%) وارتفاع مستويات الكوليسترول الحميد (زيادة بنسبة 4-8.5%).

وفيما يتعلق بجودة وجبة الإفطار، كانت النتائج إيجابية أيضا. كان لدى المشاركين الذين تناولوا وجبة إفطار عالية الجودة محيط خصر أصغر بنسبة 1.5%، ومستويات دهون ثلاثية أقل بنسبة 4%، ومستويات كوليسترول الحميد أعلى بنسبة 3%. وتتضمن وجبة الإفطار عالية الجودة كميات مناسبة من البروتين والدهون عالية القيمة والألياف والمعادن مثل البوتاسيوم والحديد، مع تجنب السكريات المضافة المفرطة والدهون المشبعة.

ووفقا لـ"ألفارو هيرناز"، الباحث في معهد أبحاث مستشفى ديل مار، فـ"إن وجبة الإفطار هي أهم وجبة في اليوم، ولكن ما تتناوله وكيف تتناوله مهم. إن تناول كميات مضبوطة -ليس أكثر أو أقل- وضمان التركيب الغذائي الجيد أمر بالغ الأهمية. وتظهر بياناتنا أن الجودة مرتبطة بنتائج أفضل لعوامل الخطر القلبية الوعائية. ومن المهم تناول وجبة الإفطار بقدر أهمية تناول وجبة عالية الجودة".

وتؤكد الدكتورة مونتس فيتو، منسقة مجموعة أبحاث مخاطر القلب والأوعية الدموية والتغذية في معهد أبحاث مستشفى ديل أن كفاية الطاقة والجودة هما مفتاح الوقاية من مخاطر القلب والأوعية الدموية. وتقول: "لقد أكدنا أن التوصيات الغذائية حول جودة الطعام كانت فعالة في تحسين تطور عوامل الخطر بمرور الوقت لدى البالغين المعرضين لخطر القلب والأوعية الدموية المرتفع".

المصدر : الجزيرة
الخميس, 12 كانون1/ديسمبر 2024 21:02

الخوف والرجاء عند المؤمنين

يقول أرباب القلوب: "إنّ الدنيا مزرعة الآخرة". لذا يشبِّهون قلب الانسان المؤمن بالأرض، والإيمان بالبذر فيها، والطاعات جارية مجرى تقليب الأرض وتطهيرها، ومجرى حفر الأنهار وسياقة الماء إليها. أمّا قلب الإنسان غير المؤمن المستغرِق في الدنيا، فهو كالأرض السبخة (الصلبة واليابسة) الّتي لا ينمو فيها البذر.
 
بالتالي فإنّ يوم القيامة هو يوم الحصاد، ولا يحصد أحدٌ إلاّ ما زرع في الدنيا، ولا ينمو زرع إلاّ من بذر الإيمان، ولا ينفع إيمان مع خُبث القلب وسوء أخلاقه، كما لا ينمو بذر في أرض سبخة.
 
ولهذا ينبغي أن يُقاس رجاء العبد للمغفرة برجاء صاحب الزرع، فكلّ من طلب أرضاً طيّبة وألقى فيها بذراً جيّداً غير عفن ولا مسوِّس، ثم أمدّه بما يحتاج إليه وهو سياق الماء إليه في أوقاته ثم نقّى الأرض من الشوك والحشيش، وما يمنع نبات البذر أو يُفسده، ثم جلس منتظِراً من فضل الله رفع الصواعق والآيات المفسدة إلى أن يُثمر الزرع ويبلغ غايته، سُمِّي انتظاره رجاء. وأمّا إن بثّ البذر في أرض صلبة سبخة مرتفعة لا ينصبّ الماء إليها، ولم يُشغل بتعهّد البذر أصلاً ثم انتظر حصاد الزرع يُسمّى انتظاره حمقاً وغروراً، لا رجاء. وإن بثّ البذر في أرض طيّبة ولكن لا ماء لها، وينتظر مياه الأمطار حيث لا تغلب الأمطار ولا يمتنع، سُمّي انتظاره تمنّياً لا رجاء([1]).
 
إذاً نستنتج أن العبد المؤمن هو من بذر في قلبه بذور الإيمان، وسقاها بماء الطاعة الخالصة، وطهّر القلب من المفسدات والموانع مثل العجب والرياء وأمثالهما الّتي تُعدّ بمثابة الأعشاب الضارّة العائقة لنموّ الزرع، ثمّ انتظر فضل الله ورجاءه أن يثبّته على الحقّ حتّى آخر نفس في حياته، وأن يجعل عاقبته حسن الخاتمة المفضية إلى المغفرة، بذلك يكون انتظاره رجاء حقيقيّاً محموداً ومستحسناً، يقول تعالى: ﴿إِنّ الّذِين آمنُواْ والّذِين هاجرُواْ وجاهدُواْ فِي سبِيلِ اللهِ أُوْلـئِك يرْجُون رحْمت اللهِ واللهُ غفُورٌ رّحِيمٌ﴾([2]). عن الحسن بن أبي سارة قال: سمعت أبا عبد الله الصادق عليه السلام يقول: "لا يكون المؤمن مؤمناً حتّى يكون خائفاً راجياً، ولا يكون خائفاً راجياً حتّى يكون عاملاً لما يخاف ويرجو"([3]).
 
بينما العبد الّذي انقطع عن بذر الإيمان وتعهّده بسقيه من ماء الطاعات، أو ترك القلب مشحوناً برذائل الأخلاق وانهمك في طلب لذّات الدنيا، وفيما يكرهه الله، ولا يذمّ نفسه عليه، ولا يعزم على التوبة والرجوع، فرجاؤه المغفرة حمق كرجاء من بثّ البذر في أرض سبخة وعزم على أن لا يتعهّده بسقي ولا تنقية ثمّ انتظر المغفرة فانتظاره حمق وغرور، قال تعالى: ﴿فخلف مِن بعْدِهِمْ خلْفٌ ورِثُواْ الْكِتاب يأْخُذُون عرض هذا الأدْنى ويقُولُون سيُغْفرُ لنا...﴾([4]). وفي الكافي باسناده عن ابن أبي نجران، عمّن ذكره، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: "قلت له: قوم يعملون بالمعاصي ويقولون نرجو، فلا يزالون كذلك حتّى يأتيهم الموت، فقال: هؤلاء قوم يترجّحون (الترجّح: الميل، يعنى مالت بهم عن الاستقامة أمانيهم الكاذبة) في الأماني، كذبوا، ليسوا براجين، إنّ من رجا شيئاً طلبه ومن خاف من شيء هرب منه"([5]).
 
تعادل الخوف والرجاء عند المؤمنين
إنّ الخوف ليس ضدّ الرجاء، بل هو رفيق له وباعث آخر بطريق الرهبة، كما أنّ الرجاء باعث بطريق الرغبة. فلا بدّ أن يكون العبد دائماً بين الخوف والرجاء في دار الدنيا، لا يغلب أحدهما على الآخر، بل يكونان متساويين لا إفراط أو تفريط فيهما، قال الإمام عليّ عليه السلام: "خير الأعمال اعتدال الرجاء والخوف"([6]) وقال الإمام الصادق عليه السلام: "كان أبي عليه السلام يقول: ليس من عبد مؤمن إلّا وفي قلبه نوران: نور خيفة ونور رجاء. ولو وُزن هذا لم يزد على هذا ولو وزن هذا لم يزد على هذا"([7]).
 
إذ لو رجح الرجاء لزم الأمن وهو في غير موضعه، قال تعالى: ﴿أفأمِنُواْ مكْر اللّهِ فلا يأْمنُ مكْر اللّهِ إِلاّ الْقوْمُ الْخاسِرُون﴾([8]). ولو رجح الخوف لزم اليأس الموجب للهلاك، قال سبحانه: ﴿... ولا تيْأسُواْ مِن رّوْحِ اللّهِ إِنّهُ لا ييْأسُ مِن رّوْحِ اللّهِ إِلاّ الْقوْمُ الْكافِرُون﴾([9]).
 
يُعلِّق الإمام الخمينيّ قدس سره على هذه المسألة، قائلاً: "... يرى الإنسان نفسه في منتهى النقص والتقصير، ويرى الحقّ في منتهى العظمة والجلال، وسعة الرحمة والعطاء، ويعيش العبد بين هاتين النظرتين دائماً في حال متوازية بين الخوف والرجاء. وحيث إنّ الأسماء الجلاليّة والجماليّة تتجلّى في قلب السالك بصورة متعادلة لا يترجّح كلٌّ من الخوف والرجاء على الآخر"([10]).
 


([1]) بحار الأنوار، العلّامة المجلسيّ، ج67، ص352 ـ 355.
([2]) البقرة: 218.
([3]) الكافي، الشيخ الكليني، ج2، ص71.
([4]) الأعراف: 169.
([5]) الكافي، الشيخ الكليني، ج2، ص 68، ح5.
([6]) ميزان الحكمة، الريشهري، ج1، ص 826، ح 4.
([7]) وسائل الشيعة، ج15، ص216، ح1.
([8]) الأعراف: 99.
([9]) يوسف: 87.
([10]) الأربعون حديثاً، ح14، ص278

قائد الثورة الإسلامية، قال في هذا اللقاء، لا ينبغي الشك في أن ما جرى في سوريا هو نتيجة مخطط مشترك بين أمريكا والكيان الصهيوني.

وأضاف، نعم، إحدى الدول المجاورة لسوريا لعبت دورًا واضحًا في هذا المجال، ولا تزال تلعبه - وهذا أمر يراه الجميع - ولكن المتآمر الرئيسي والمخطط الأساسي وغرفة العمليات الرئيسية هي في أمريكا والكيان الصهيوني. لدينا دلائل على ذلك، وهذه الدلائل لا تترك مجالاً للشك لدى الإنسان.

رقعة المقاومة ستنتشر أكثر من أي وقت مضى لتشمل المنطقة بأسرها

وتابع، المقاومة هي المقاومة: كلما زاد الضغط عليها، أصبحت أقوى، وكلما ارتكبتم جرائم ضدها، ازدادت عزيمتها، وكلما حاربتموها، ازدادت اتساعًا. وأقول لكم إنه بعون الله وقدرته، ستنتشر رقعة المقاومة أكثر من أي وقت مضى لتشمل المنطقة بأسرها.

وأضاف، ذلك المحلل الجاهل الذي لا يدرك معنى المقاومة يتصور أنه إذا ضعفت المقاومة، فإن إيران الإسلامية ستضعف أيضًا. ولكنني أقول لكم بعون الله تعالى، وبإذنه، إن إيران قوية ومقتدرة، وستصبح أقوى وأشد اقتدارا.

المناطق المحتلة في سوريا سيتم تحريرها على يد الشباب السوري

بالطبع، هؤلاء المهاجمون الذين تحدثت عنهم لكل منهم غاية مختلفة. أهدافهم ليست واحدة؛ بعضهم يسعى من شمال سوريا أو جنوبها إلى احتلال الأرض، بينما تسعى أمريكا إلى ترسيخ وجودها في المنطقة. هذه هي أهدافهم، ولكن الزمن سيظهر، إن شاء الله، أن أياً منهم لن يحقق أهدافه. المناطق المحتلة في سوريا سيتم تحريرها على يد الشباب السوري الغيور، ولا شك في أن هذا سيحدث.

أما موطئ قدم أمريكا فلن يثبت، وبعون الله، وبتوفيق من الله، سيتم طرد أمريكا من المنطقة على يد جبهة المقاومة.

توضيح أسباب حضور إيران في سوريا خلال فترة داعش

في قضية فتنة داعش، كان داعش بمثابة قنبلة لزعزعة الأمن. كان هدفه الأول زعزعة استقرار العراق، ثم سوريا، وبعدها تعميم حالة الفوضى وعدم الاستقرار في المنطقة بأكملها، وصولاً إلى الهدف الرئيسي والأخير، وهو الجمهورية الإسلامية في إيران، لإثارة الفوضى داخلها وزعزعة أمنها واستقرارها. هذا هو المغزى الحقيقي لوجود داعش.

في مواجهة هذا الخطر، تدخلنا وحضرنا في العراق وسوريا، وقامت قواتنا بالمشاركة هناك لسببين أساسيين.

الأول كان من أجل الحفاظ على حرمة الأماكن المقدسة. لقد كان هؤلاء الأفراد الذين لا يملكون أدنى صلة بالقيم الروحية والدينية معادين للأماكن المقدسة، وكان هدفهم تخريبها. وقد شاهدنا ذلك في سامراء، حيث قاموا، بمساعدة الأمريكيين، بتدمير القبة الطاهرة فيها. ولم يتوقفوا عند هذا الحد، بل كانوا ينوون ارتكاب نفس الأفعال في النجف وكربلاء والكاظمية ودمشق. كان هذا هدف داعش. ومن الطبيعي أن الشباب المؤمن، المحب لأهل البيت، الغيور على مقدساته، لا يمكن أن يقبل بمثل هذه الأفعال تحت أي ظرف، ولن يسمح بحدوثها أبداً.

أما السبب الثاني فكان مرتبطاً بمسألة الأمن. فقد أدرك المسؤولون في وقت مبكر وبسرعة أن هذا الخطر إذا لم يُوقف في مكانه، فسيمتد ليصل إلى داخل إيران، مما سيعرض هذا البلد الكبير بأسره لحالة من الفوضى وعدم الاستقرار. ولم تكن فتنة داعش مجرد حالة عدم استقرار عادية.

وقد عبّر أمير المؤمنين علي (عليه السلام) عن هذا المبدأ بقوله: "إن الأمة التي تواجه عدوها داخل بيتها ستصبح ذليلة. فلا تسمحوا للعدو أن يصل إلى بيوتكم."

بناءً على هذا المبدأ، توجهت قواتنا، بما في ذلك القادة البارزون، مثل الشهيد العزيز قاسم سليماني ورفاقه، إلى العراق وسوريا. قاموا بتنظيم الشباب هناك، بدايةً في العراق ثم في سوريا. عملوا على تسليحهم وتدريبهم، وتمكنوا من الوقوف في وجه داعش، وكسر قوته، وتحقيق النصر عليه.

أما طبيعة حضورنا العسكري في سوريا والعراق، فلم تكن أبداً تعني نقل القوات الإيرانية لتحل محل جيوش تلك الدول. بل كان دور قواتنا دوراً استشارياً.

الدور الاستشاري تضمن تشكيل مراكز قيادة استراتيجية ومهمة، وتحديد الاستراتيجيات والتكتيكات المناسبة. كما كان هناك تدخل ميداني في ساحات القتال عند الضرورة. لكن العنصر الأكثر أهمية كان تعبئة الشباب المحليين في تلك المناطق. ومع ذلك، لم يكن هذا الأمر كافياً بالنسبة لشبابنا، فقد كانوا متحمسين للمشاركة. وذهب العديد منهم، بإصرار كبير ورغبة شديدة، للمساهمة في هذه المعركة.

ولكن للأسف، بعد ذلك قام بعض المسؤولين العسكريين في ذلك البلد بإثارة المشكلات وخلق عقبات. بدلاً من استغلال الموقف لتحقيق مصلحة بلدهم، تخلوا عن بعض الأمور التي كانت تصب في مصلحتهم، وهو أمر مؤسف للغاية. وبعد أن هدأت فتنة داعش، عادت بعض القوات إلى إيران، بينما بقيت أخرى في تلك المناطق.

حتى في تلك الظروف، كانت قواتنا حاضرة وموجودة، ولكن كما ذكرت سابقًا، فإن الجيش الوطني لتلك الدولة هو من يجب أن يخوض الحرب الأساسية. دور القوات الشعبية أو القوات القادمة من خارج البلاد يعتمد على تعاون الجيش الوطني. إذا أظهر الجيش ضعفًا، فلن تتمكن هذه القوات من تحقيق النتائج المرجوة. وللأسف، هذا ما حدث.

عندما تضعف روح المقاومة والصمود، تظهر هذه النكبات. ما تواجهه سوريا اليوم من مصائب، والتي لا يعلم إلا الله متى ستنتهي، ناتج عن تلك اللحظات من الضعف التي ظهرت هناك. ومع ذلك، يبقى الأمل في أن ينهض شباب سوريا في المستقبل، إن شاء الله، ويتقدموا إلى الميدان لوقف هذه الكوارث وإعادة الأمور إلى نصابها.

بعد الأحداث التي وقعت في سوريا، ابتهجت قوى الاستكبار ظنًا منها أن سقوط الحكومة السورية، الداعمة لجبهة المقاومة، يعني إضعاف هذه الجبهة. لكن هذا التصور خاطئ تمامًا. أولئك الذين يعتقدون أن جبهة المقاومة قد ضعفت بسبب هذه الأحداث يفتقرون إلى الفهم الصحيح لطبيعة المقاومة وماهية هذه الجبهة.

جبهة المقاومة ليست مجرد معدات مادية أو نظام يمكن كسره أو تفكيكه أو القضاء عليه. بل هي إيمان، فكر، قرار حاسم وقاطع ينبع من القلب. المقاومة هي مدرسة فكرية وعقائدية. لا يمكن القضاء على إيمان مجموعة من الناس بالضغط عليهم، بل على العكس، الضغط يجعل هذا الإيمان أقوى.

عندما يشاهد عناصر جبهة المقاومة الخبث والجرائم الوحشية التي يرتكبها الأعداء، تتعزز دوافعهم وتصبح جبهة المقاومة أكثر قوة واتساعًا. طبيعة المقاومة تجعلها تنمو عندما تواجه تحديات أكبر. فكلما شاهد الناس ظلم العدو وبشاعته، يخرج المترددون من شكوكهم ويقتنعون بأنه لا يمكن المضي قدمًا إلا بمواجهة الظالم والجائر بشجاعة وإصرار. المقاومة تعني الصمود والوقوف في وجه المعتدي.

انظروا إلى حزب الله في لبنان. المصائب التي أصابت حزب الله لم تكن أمرًا بسيطًا. خسارة شخصية عظيمة مثل السيد حسن نصر الله، لو حدثت، ليست بالأمر العادي. ومع ذلك، فإن حزب الله بعد هذه المصائب أصبح أقوى. هجماته، قوته، ضرباته القوية أصبحت أشد مما كانت عليه في السابق. حتى الأعداء أدركوا واعترفوا بذلك.

لقد ظنوا أن توجيه ضربة لحزب الله سيمهد الطريق لهم لدخول الأراضي اللبنانية وإجبار حزب الله على التراجع حتى نهر الليطاني. لكنهم لم يتمكنوا من تحقيق ذلك. وقف حزب الله بثبات وبكامل قوته وأجبرهم على طلب وقف إطلاق النار. هذه هي المقاومة.

سؤال يُطرح هنا: مع كل هذا الوصف الذي قدمناه حول قضايا سوريا، هل كانت إيران موجودة في سوريا خلال هذه السنوات أم لا؟ الجميع يعلم أن الجواب نعم. شهداء الحرم وشهداء الدفاع عن الحرم دليل واضح على وجودنا هناك.

لقد قدمنا الدعم للحكومة السورية، لكن ما لا يعرفه الكثيرون هو أنه قبل أن نقدم هذا الدعم، قدمت الحكومة السورية في لحظة حرجة دعمًا حيويًا لإيران.

خلال ذروة الدفاع المقدس، عندما كان الجميع يدعمون صدام ويعملون ضدنا، قامت الحكومة السورية بخطوة حاسمة لصالحنا وضد صدام. فقد قامت بقطع خط الأنابيب النفطي الذي كان ينقل النفط من العراق إلى البحر الأبيض المتوسط وأوروبا، حيث كانت عائداته تعود لصدام لدعم حربه.

كان هذا الإجراء صدمة كبيرة على الساحة الدولية. لم تسمح سوريا بتدفق النفط الذي كان يمثل شريانًا ماليًا لصدام. رغم أن الحكومة السورية كانت تستفيد ماديًا من عبور هذا النفط كجزء من رسوم النقل (الترانزيت)، تنازلت عن هذه العائدات لصالح هذه الخطوة.

بالطبع، لم تدع الجمهورية الإسلامية هذا الدعم يمر دون مقابل. لقد تم تعويض الحكومة السورية على هذا الموقف الداعم. المبادرة جاءت في البداية منهم.

وأشار الى الحرب على غزة، وقال: انظروا الى غزة، إنها تُقصف منذ عام وبضعة أشهر وهناك شخصيات بارزة في غزة استشهدوا مثل يحيى السنوار، كما الحق العدو بالناس العديد من الضربات، الا انه وفي نفس الوقت مازال الشعب الفلسطيني صامد ويقاوم.

وأضاف: لقد ظن الاعداء بأنهم يستطيعون تحريض المدنيين على حماس من خلال ضغوطهم المتواصلة والمتزايدة، لكن الواقع اظهر بأن الناس أصبحوا مناصرين لحركة حماس اكثر فاكثر.

وأكد عراقجي موقف ايران المبدئي في دعم الحكومة السورية، منوها ان سورية واجهت الأصعب سابقا وهي قادرة على تحقيق النصر.

واعتبر عراقجي التحركات الأخيرة للجماعات الإرهابية جزءا من مؤامرة أعداء المنطقة ومؤشرا على تناغم الأهداف الشريرة للإرهابيين مع الأهداف الأمريكية والإسرائيلية في استمرار إشعال الحرب وزعزعة أمن المنطقة وتعويض فشل الصهاينة أمام جبهة المقاومة.

من جانبه أكد الرئيس السوري بشار الاسد ان سورية دولة وجيشا وشعبا ماضية بمحاربة الارهابيين.

وأشاد الرئيس السوري بالمواقف المسؤولة لإيران في دعم أمن واستقرار المنطقة، وخاصة سوريا مشدداً على أهمية التعاون بين جميع دول المنطقة للقضاء على الإرهاب.

وقد وصل وزير الخارجية الإيراني السيد عباس عراقجي، اليوم الأحد، في أول محطة من جولته الإقليمية، إلى العاصمة السورية دمشق.

وتأتي هذه الزيارة في إطار مشاورات مع المسؤولين السوريين رفيعي المستوى حول القضايا الإقليمية، وخاصة التطورات الأخيرة في سوريا.

وفي تصريح له من المطار، تحدث عراقجي حول اهداف زيارته الى دمشق، قائلا : سنذهب إلى دمشق لنؤكد بان الشعب الإيراني لن ينسى اصدقاء الأوقات الصعبة.

واضاف : ان الجمهورية الاسلامية ترفض أي تغيير في الحدود، والتدخل والاحتلال الأجنبي، وانتشار الإرهاب، واستخدام العنف ضد الحكومات الوطنية والعدوان على الشعوب.

وتابع : ساذهب الى دمشق لأحمل رسالة الجمهورية الإسلامية الايرانية إلى الحكومة السورية، باننا ندعم بقوة الحكومة والجيش في هذا البلد.

واكمل قائلا : لا فرق بين الكيان الصهيوني والإرهابيين التكفيريين، ونعتقد بأن الاعداء وبعد فشل الکیان الصهيوني يسعون الى زعزعة الاستقرار والامن في المنطقة باستخدام هذه الجماعات.

إن الإمام المهدي (عجّل الله تعالى فرجه الشريف) في هذا يسير على خطى جدّه رسول الله (صلى الله عليه وآله) وآبائه الطاهرين (عليهم السلام)، فمما يروي عن النبي (صلى الله عليه وآله) وأهل بيته (عليهم السلام) في مجال حلّ المشكلات العملية للناس:

إن شاباً في إحدى المعارك سالت عينه على خدّه، وكان جديد عهد بالزواج، فأتى النبي (صلى الله عليه وآله) وشكا له حالته، فأخذ النبي (صلى الله عليه وآله) عينه التي سالت على خدّه وأعادها في مكانها فعادت كما كانت.

عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال: كنا جلوساً عند رسول الله (صلى الله عليه وآله) إذ ورد علينا أعرابي أشعث الحال عليه أثواب رثّة والفقر بين عينيه، فلما دخل وسلم قال شعراً:

أتيتك والعذراء تبكي برنة * * * وقد ذهلت أم الصبي عن الطفل

وأخت وبنتان وأم كبيرة وقد * * * كدت من فقري أخالط في عقلي

وقد مسّني فقر وذلّ وفاقة * * * وليس لنا شيء يمرّ ولا يحلي

وما المنتهى إلا إليك مفرّنا * * * وأين مفرّ الخلق إلا إلى الرسل

فلما سمع النبي (صلى الله عليه وآله) ذلك بكى بكاءً شديداً ثم قال لأصحابه: معاشر المسلمين إن الله تعالى سبق إليكم جزاء والجزاء من الله غرف في الجنة تضاهي غرف إبراهيم الخليل (عليه السلام) فمن كان منكم يواسي هذا الفقير؟ فلم يجبه أحد، وكان في ناحية المسجد علي بن أبي طالب يصلّي ركعات التطوع كانت له دائماً، فأومأ إلى الأعرابي بيده، فدنا منه، فرفع إليه الخاتم من يده وهو في صلاته، فأخذه الأعرابي وانصرف، ثم إن النبي أتاه جبرئيل ونادى: السلام عليك يا رسول الله، ربّك يقرئك السلام ويقول لك: اقرأ: (إنَّما وَلِيُّكُمُ اللَّهُ ورَسُولُهُ والَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكاةَ وهُمْ راكِعُونَ. ومَنْ يَتَوَلَّ اللَّهَ ورَسُولَهُ والَّذِينَ آمَنُوا فَإنَّ حزْبَ اللَّه هُمُ الْغالبُونَ). فعند ذلك قام النبي (صلى الله عليه وآله) قائماً على قدميه وقال: معاشر المسلمين أيّكم اليوم عمل خيراً حتى جعله الله وليّ كل من آمن؟ قالوا: يا رسول الله ما فينا من عمل خيراً سوى ابن عمك علي بن أبي طالب (عليه السلام) فإنه تصدّق على الأعرابي بخاتمه وهو يصلي. قال النبي (صلى الله عليه وآله): وجبت الغرف لابن عمي علي بن أبي طالب. وقرأ عليهم الآية.(١)

إن امرأة جاءت إلى الإمام الصادق (عليه السلام) وطلبت منه أن يسأل الله تعالى أن يشفي ولدها، فقد كان على وشك الموت، فعلّمها الإمام (عليه السلام) دعاءً تقرأه في مكان مرتفع، وهو الدعاء الذي فيه: (اللهم إنك وهبتنيه ..) وعاد الولد سالماً إلى أمه.

وإذا لم يكن النبي (صلى الله عليه وآله) موجوداً بيننا، وكذا الأئمة من آله (سلام الله عليهم أجمعين)، فإن حفيده الإمام الحجة المنتظر موجود وهو حي يرزق في هذه الحياة، فلماذا لا نفكر في اللجوء إليه لحلّ مشكلاتنا العملية؟

ولكن: كيف نلجأ إليه وهو غائب عن أنظارنا؟

والجواب: إنه (عجّل الله تعالى فرجه الشريف) قال - كما في حكاية إحدى التشرّفات -: لو بحثتم عني كما كنتم تبحثون عن ضالّتكم لوجدتموني.

حقاً هل نحن نبحث عن الإمام (عجّل الله تعالى فرجه الشريف) كبحثنا عن ضالّتنا؟ وهل نفكّر فيه كما نفكّر في شؤوننا الشخصية؟ لو اتّفق لإنسان أنه كان مع الموت وجهاً لوجه كما لو كان في سفينة تحطّمت به وهي في عرض البحر، أليس في مثل هذه الحالة ينقطع الإنسان عادة إلى الله تعالى ويتوسّل به حقيقة؟ هكذا أيضاً ينبغي أن يكون تفكيرنا في الإمام المهدي (عجّل الله تعالى فرجه الشريف) ودعاؤنا لفرجه الشريف.

أما حالات قيام الإمام (عجّل الله تعالى فرجه الشريف) بحلّ المشكلات العملية للناس فكثيرة جداً ومنها قضية نقلها المدرس الأفغاني (رحمه الله) في هذا المجال ومجملها أن شاباً ينتمي إلى إحدى الفرق الأخرى أضاع الطريق إلى مكة فتوسّل بالإمام (عليه السلام) فحضر الإمام (عليه السلام) ودلّه على الطريق ثم غاب عنه، وكان ذلك سبباً لتشيّعه.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1)بحار الأنوار ج: ٣٥ ص ١٩٣.

قالت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا”، إن قطاع غزة يشهد منذ أكتوبر/ تشرين أول 2023 أشد قصف استهدف مدنيين منذ الحرب العالمية الثانية.

جاء ذلك في بيان أصدرته الوكالة الأممية، الجمعة، بمناسبة “اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني”، وهي المرة الثانية التي تتجدد فيها المناسبة مع استمرار الإبادة الجماعية التي ترتكبها “إسرائيل” بقطاع غزة دون رادع دولي.

والمناسبة التي تنظمها الأمم المتحدة منذ عام 1977، نص عليها القرار 181 الصادر عن جمعيتها العمومية في 29 نوفمبر/ تشرين الثاني 1947، للتذكير بقرار تقسيم فلسطين إلى دولتين “عربية” و”يهودية”.

وقالت الأونروا إن “محنة اللاجئين الفلسطينيين تظل أطول أزمة لاجئين لم تُحل في العالم”.

وأضافت: “بمناسبة اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني نؤكد على ضرورة وقف إطلاق النار الفوري في القطاع”.

وأوضحت الوكالة الأممية أن “قطاع غزة يشهد منذ أكتوبر 2023 أشد قصف استهدف مدنيين منذ الحرب العالمية الثانية”.

 قائد الثورة الإسلامية آية الله العظمى الإمام السيد على الخامنئي، استقبل اليوم الإثنين، في حسينية الإمام الخميني(رض) حشدا من التعبويين من كافة أنحاء البلاد.

وحضر هذا اللقاء الذي سيلقي فيه قائد الثورة الإسلامية كلمة مباشرة، القائد العام لقوات الحرس الثوري حسين سلامي وقائد فيلق القدس الجنرال اسماعيل قاآني.

وخلال اللقاء قال سماحته، إن قصف منازل المدنيين في غزة ولبنان ليس انتصاراً. على الأغبياء ألا يظنوا أن قصف منازل الناس والمستشفيات والتجمعات يُعدّ انتصاراً. لا أحد يعتبر ذلك انتصاراً.

وأضاف، العدو لم ينتصر في غزة ولبنان. العدو لن ينتصر في غزة ولبنان، وقال، ما فعله الصهاينة هو جريمة حرب. إصدار مذكرات توقيف بحقهم لا يكفي. يجب إصدار حكم الإعدام بحق نتنياهو. يجب إصدار حكم الإعدام بحق هؤلاء القادة المجرمين.

وتابع، اليوم جبهة المقاومة تتوسع، وغداً هذا التوسع سيتضاعف مرات عديدة.

ولفت سماحته إلى أن قوات التعبئة للمستضعفين (البسيج) في البلاد كانت ظاهرة فريدة من نوعها.  البسيج هو شبكة متكاملة ثقافية، اجتماعية وعسكرية. وكانت فكرة البسيج ابتكاراً من الإمام الخميني (رض). الإيمان بالله والإيمان بالذات هما الركيزتان الأساسيتان للبسيج.

وأضاف، نهج البسيج يتمثل في إدراك قدرات الإنسان الداخلية وعدم الخضوع لإرادة الأعداء. لا شك أن هذه الروح البسيجية في البلاد وفي جبهة المقاومة ستتفوق على جميع سياسات الأعداء.

وتابع، الإمام الخميني أسس فكر البسيج خلال الخمسة عشر عاماً الأولى من نهضته. وبعد انتصار الثورة، جعل الإمام من البسيج سداً في مواجهة الهجمات.

وأضاف، التعبوي الإيراني على يقين بأن كيان الاحتلال الصهيوني سيُقضى عليه يوماً ما بلا شك.

وتابع، ان خطة الاستعمار والاستكبار العالمي هي إنكار تاريخ وهوية الشعوب واذلالهم، لذا فإن عدم الخضوع لارادة العدو والتحلي بثقة عالية بالنفس امر مهم لمواجهة هذه الخطة وهذا ما تقوم به التعبئة في مواجهة الإذلال الوطني.

وأضاف: تتضاءل قوة الاعداء امام قوتنا مع وجود الخصوصيات ، والتاريخ يذكر ان قوة فرعون أعظم من قوة الاستكبار الحالي ولكنها مع ذلك تهاوت.

وأشار سماحته إلى أن الغرب استخف بقدرات الشعوب ومعتقداتها وكان يحتقرها وقد ردت قوات التعبئة على ذلك بتطوير قدراتها وأحبطت المؤامرات الغربية وخاصة الأميركية التي أرادت خداع ايران في قضية تخصيب اليورانيوم بنسبة 20%.

كما أشار قائد الثورة إلى أن الأميركيين يسعون الى إشاعة الاستبداد والفوضى في المنطقة حتى يسيطروا عليها، وقال، يجب أن نعلم أنّ أصابع العدو لها دور في أي حادث يحصل في منطقتنا وعلينا مواجهته.