
emamian
كلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في محفل الأنس بالقرآن الكريم
كلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في محفل الأنس بالقرآن الكريم 14/04/2021م
القرآن في مواجهة دائمة مع الطواغيت والمستكبرين والظالمين
بسم الله الرحمن الرحيم[1]
والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطاهرين، ولعنة الله على أعدائهم أجمعين.
أبارك حلول شهر رمضان المبارك لشعبنا العزيز كافة والأمة الإسلامية العظيمة، وأتمنى أن يكون هذا الشهر المبارك مباركاً بالمعنى الحقيقي للكلمة على شعبنا والأمة الإسلامية العظيمة، إن شاء الله. أشكر الإخوة الأعزاء الذين نظموا هذا الاجتماع الرائع والمتنوّع والمبتكر، وأشكر المقدِّم الموقر، السيد يراق بافان، الذي قدَّم [الاجتماع] بطريقة جيّدة للغاية. أشكر الإخوة الأعزاء جميعاً الذين تَلَوا وأفاضوا علينا حقاً. إنني مسرور بتذكّر ذكريات الماضي، ونرجو من الله المتعالي الذي جعل عمرنا مع القرآن طوال هذه السنوات أن يجعله في خدمة القرآن ومعه حتى آخر نفس، وأن يحيينا مع القرآن ويتوفّانا معه وأن يحشرنا معه، إن شاء الله.
توضيح بشأن التّرتيب الاقتصاديّ لإيران في العالم
سأتحدث اليوم بإيجاز عن الهداية القرآنية، عن موضوع الهداية القرآنية. طبعاً الهداية القرآنية ليست موضوعاً ينتهي بمحادثة كهذه في جلسة واحدة. سأقدّم موجزاً اليوم. وإن كان لديّ الوقت، أودّ أن أقول كلمة أو اثنتين حول قضايا أخرى للمستمعين والمشاهدين الكرام وشعب إيران العزيز. لكن قبل أن أبدأ، كنت سأتحدث في موضوع معيّن إلى شعبنا الأعزاء منذ نحو أسبوعين أو ثلاثة، لكن لم تسنح لي الفرصة. أعني: لم يكن هناك مجال لكي أتحدث، والآن سوف أتحدث عنه. وهو أنه في خطابي[2] في الأول من فروردين (21/3/2021م)، قدّمت إلى شعبنا إحصائية حول الترتيب الاقتصادي للبلد وقلت شيئاً، وبعد ذلك نبّهني بعض الأشخاص أنّ هذه الإحصائية غير صحيحة، فطلبت من مكتبنا النظر في الأمر. لقد تحققوا وتبيّن أن كلام أولئك صحيح، وأنهم على حق، وأن إحصائيتنا لم تكن صحيحة، وأن ما قلته - الثامن عشر من حيث الاقتصاد الأكبر في العالم - كان قبل أربع أو خمس سنوات، أو خمس أو ستّ سنوات. لذلك، أشكر بصدق كل من نبّهني، وأدّى إلى تصحيح هذا الاشتباه.
الشّأن العالي للهداية القرآنيّة بين مواضيع القرآن
أما الهداية القرآنية، فانظروا: يذكر الله – تعالى - امتياز نزول القرآن من بين امتيازات شهر رمضان المبارك: {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ}[3]؛ من الواضح أن هذه ربما تكون أعلى قضية من بين امتيازات شهر رمضان. وبشأن القرآن، إذْ يوجد آلاف الامتيازات في القرآن، وأكثر من هذه بكثير إلى حدّ أن عقلنا وفهمنا غير قادرَين على إدراكها. بين كل ذلك، يطرح الهداية القرآنية: {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ}[4]. واضح أن الهداية القرآنية لديها شأن عالٍ بين المواضيع المتعلقة بالقرآن.
القرآن الكريم نفسه يبدأ بمسألة الهداية. هذا موجود أيضاً في سورة «الحمد» (الفاتحة): {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (6)}[5]، التي، بتعبير المرحوم العلامة الطباطبائي (رض)، تعلّمنا آداب التكلم مع الله من البداية إلى النهاية، أي أن الله - تعالى - نفسه يُعلّمنا كيف نتحدّث معه: من بداية {بِسْمِ اللَّهِ... (1)} إلى آخر طلب الهداية: {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (6) صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ}، أي الصراط المستقيم، صراط الذين أنعم الله - تعالى - عليهم، هؤلاء المُنعم عليهم الذين لم يضلوا وليسوا من المغضوب عليهم. كذلك في أول السورة، من سورة «البقرة»: {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، الم (1) ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ (2)}[6]. لذلك، إن بداية القرآن تبدأ أيضاً بذكر الهداية القرآنية، وبعد ذلك في مواضع عدة في القرآن هناك عشرات الحالات التي تتحدث عن هداية القرآن وإرشاده وأخْذه بيَدنا.
البشريّة جمعاء مخاطبٌ لـ«القرآن»
هذا ليس مختصاً بمجموعة معيّنة. مخاطبُ القرآن هو البشرية جمعاء، والقرآن يعلن أنه يسعى إلى هداية البشرية جمعاء إلى الصراط المستقيم، إلى الطريق الصحيح لحياة الإنسان، ما يؤدي إلى المقصد الصحيح: {إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِلْعَالَمِينَ}[7].
كلّ مساحة لحياة الإنسان هي نطاق لهداية «القرآن»
حسناً، هناك نقطة أساسية هنا هي أن هداية القرآن لا تقتصر على منطقة محدودة من حياة الإنسان؛ الهداية القرآنية مرتبطة بكل المساحة العظيمة لحياة البشر. أي ليس الأمر أن القرآن يهدي الإنسان في جزء ويهمله في جزء آخر، من موارد حاجة الإنسان وحياته، أو يعبر عنها بلا مبالاة. كلّا! القرآن يشرف على الأركان لمجال الحياة ولميدان حضور الإنسان وزواياهما كافة. بدءاً من العروج الروحي للإنسان والكمال الروحي له، إذْ إن أعلى رغبة بشرية هي العروج الروحي والقرب من الله والمعرفة الإلهية والمحبة الإلهية ومجاورة الله، وهي أعلى حاجة: «هب لي كمال الانقطاع إليك، وأَنِر أبصار قلوبنا بضياء نظرها إليك»[8]، إلى قضية المجتمعات الإنسانية وإدارة المجتمعات البشرية والإنسانية وإقامة العدالة والسلوكات الإدارية لإدارة المجتمعات الإنسانية، وصدّ مختلف الأعداء - الأعداء الباطنيين والظاهريين، أعداء الإنس وأعداء الجن - بالنضال والجهاد، أو حلّ العداوات - {فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ}[9] - كل هذه المجالات هي مورد الهداية القرآنية. إلى الأخلاق، إلى الأسرة، [مثل:] {رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ}[10]، أو: {وَأَنْكِحُوا الْأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ}[11]، أو تربية الأبناء وأمثال ذلك، إلى مسألة الطمأنينة والسكينة الروحية؛ السكينة والطمأنينة النفسية للإنسان هي من أهم حاجات الإنسان: {فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ}[12]، وإخماد الاضطرابات الداخلية التي تواجه الإنسان في أحداث الحياة، إلى التوصية بعلم ومعرفة الطبيعة؛ {وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا}[13]، أي يجب أن يتحرّك الإنسان نحو العلم، نحو المعرفة، نحو اكتشاف حقائق الطبيعة وحقائق عالم الوجود، إلى السلوك الفردي للإنسان؛ {وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا}[14]، أو {وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ}[15]... وما إلى ذلك، فمجالات الحياة جميعاً لها درس وهداية في القرآن. إنّ القرآن يشرف على جوانب الحياة للإنسان كافة، ولديه إرشاد وهداية لها جميعاً، وفيه دروس لكل جزء من حياة الإنسان، وهذه العناوين المهمة التي ذكرت للتو بعضها، وهناك مواضيع أخرى مهمة أيضاً، كلها مذكورة في القرآن، وكم غافل من يظن أن القرآن ينأى عن الحياة والسياسة والاقتصاد والحكومة! لا؛ الجزء الأساسي من القرآن يدور حول هذه القضايا الاجتماعية للحياة.
لزوم التدبّر لفهم معارف «القرآن»
التعبير في القرآن ليس مثل التعبير في الكتب البشرية التي تقسّم الفصول والمواضيع. لا! الله - تعالى - في القرآن يَسْكُب أحياناً بكلمة واحدة، بتلميح، بحراً من المعرفة نحو الإنسان، فإذا تدبّرنا، إذا فكّرنا، إذا قِسْنا الأبعاد، إذا استخدمنا الحكمة البشرية لفهمها، أحياناً يحصل الإنسان على معرفة مذهلة من كلمة واحدة.
أو افترضوا أنه أثناء سرد حكاية يرويها القرآن، قصيرة أو طويلة، عن الأنبياء أو غيرهم - يوجد عدد من قصص الأسبقين في القرآن - يعلّمنا بها شيئاً ما ونستفيد منه، افترضوا على سبيل المثال، عبر حوار بين شخصين، أو أن حدثاً معيّناً قد وقع، وهناك كلام على هذا الحدث في القرآن، لكن هذا الكلام، رغم ارتباطه بحدث ما، لا يقتصر عليه، وهو كلام عمومي، والآن [لو] أُعطِي مثلاً، فثمة هذه الآية الشريفة من سورة «آل عمران»: {الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ}[16]. حسناً، هذا يتعلق بقصةٍ ما بعد معركة أُحُد. بعدما عاد المسلمون من غزوة أُحُد غير موفّقين، جرحى، متعبين، منهكين، مقدّمين الشهداء، وعادوا منكوبين، ذاع من المنافقين بين الناس أنكم جالسون هنا، لكن الأعداء هناك جاهزون، تجمعوا في مكان ما بالقرب من المدينة (المنورة) وسوف يهجمون قريباً ويُذيقونكم الويل. قال النبي (ص): فليأتِ اليوم من جُرحوا في واقعة أُحُد فقط. ذهبوا ليلاً وهزموا تلك المجموعة وعادوا. {إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ}؛ كان المنافقون ينشرون إشاعات تقول: نعم، لقد قُضيَ عليكم، وإنهم يفعلون ضدكم كذا وكذا، ثم ذهب هؤلاء وأنهوا الأمر وعادوا؛ {فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ}[17]. حسناً، فهذه قضية، وهي تنتمي إلى حدث معيّن لكنها ليست خاصة بذلك الزمان؛ إنها اليوم موجودة أيضاً، وكانت في جميع الأزمنة أيضاً.
الهداية القرآنيّة الدّائمة، والعمل والحضور في الميدان
كلما استنطقنا[18] من القرآن حول حادثة من قبيل تلك الحادثة، ينبغي أن نطلب الهداية من القرآن. والقرآن الكريم سيضع هذا الموضوع بين أيدينا. هو نفسه اليوم، حتى اليوم قد يأتي بعض الناس وينشرون بيننا شائعات مفادها مثلاً الحكومة الفلانية، المجموعة الفلانية، القوى العظمى الفلانية، الجماعة الفلانية... يتآمرون ضدكم، وباختصار: يا وَيلَكم! وما شابه.
هنا أيضاً ذلك [الرد] نفسه: {فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ}. طبعاً، {حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ} لا يكون بالجلوس في زاوية البيت. ينبغي القدوم وسط الميدان، كما ذهبوا هم وسط الميدان. والدرس: اذهبوا وسط الميدان، وما يجب أن تفعلوه وتقولوه هو {حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ}.
يقول فُضيل بن يسار، وهو من الصحابة البارزين والمتميزين وثقة الإمامين الباقر(ع) والصادق (ع): سألت الإمام الباقر (ع) ما معنى هذه الرواية؟ كان لديهم رواية تقول: ما في القرآن آية إلّا ولها ظهر وبطن. ولها تتمة طبعاً. كل آيات القرآن لها وجه وقفا، لها ظاهر وباطن. يقول: سألته ماذا يعني هذا الظاهر والباطن؟ قال الإمام إن «بطنه تأويله»، وظاهره هو الظاهر. الباطن هو التأويل. التأويل يعني ما يتوافق مع خلفية هذه الآية ومفادها. «منهم من مضى ومنهم ما لم يكن بعد يجري كما تجري الشمس والقمر»[19]. مثل القمر والشمس اللذين يعلوان رأس الإنسان باستمرار وغير خاصين بيوم دون آخر، هذه الآيات القرآنية الشريفة هي مثل الشمس فوق رؤوسنا، وهي دائمة. ليس الأمر كما أن تكون يوماً ما ولا تكون يوماً آخر. لذلك إن الهداية القرآنية هي هكذا.
حضور «القرآن» في السّاحات الاجتماعيّة والسّياسيّة للبشر
إن الذين يحصرون القرآن والإسلام في الأمور الشخصية والمسائل العبادية ونحوها، و[يدعون] الناس إلى العزلة وأن يتخلوا عن القرآن عندما يدخلون إلى المجتمع، لا يعرفون القرآن. إنصافاً هم لا يعرفون القرآن ولم يعرفوه. ينبغي أن يقال أنهم لم يقرؤوا القرآن. لهذا، يتكلمون ويحكمون بهذه الطريقة الخطأ. حقاً إنهم ليسوا على دراية بالقرآن. القرآن لا ينأى عن التحديات السياسية والاجتماعية بأي حال، ولا يتجنب مواجهة الطواغيت والمستكبرين والمسرفين والظالمين. لقد وقف دائماً ضد هؤلاء. وإذا كنتم من أهل القرآن، فإن ميدان حياتكم هو قسراً ميدان الحضور للقرآن. حسناً، القرآن هو المتكفلُ هدايةَ البشر والأخذ بِيَدهم في المجالات جميعاً، وليس هناك شك في ذلك.
التّقوى لازمة الاستفادة من هداية القرآن
لكن هناك نقطة أخرى هنا هي أن القرآن في معرض استفادتنا، ولكن هل نستفيد أم لا؟ هل يمكننا أن نستفيد أم لا؟ هذا موضوع مهم في حد ذاته. نعم، لقد أعطانا القرآن درساً وعرض علينا هداية، ولكن متى يمكننا الاستفادة من هذه الهداية القرآنية؟ {هُدًى لِلْمُتَّقِينَ}[20]، عندما يكون هناك تقوى. عندما تكون التقوى حاضرة، تكون هذه الهداية متاحة بين أيدينا بالمعنى الحقيقي للكلمة وبالمعنى التام لها.
طبعاً التعبيرات في القرآن مختلفة ولكن مرجعها جميعاً واحدٌ. هنا في أول القرآن: {هُدًى لِلْمُتَّقِينَ}، وفي موضع آخر: {وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ}[21]، وفي مكان آخر: {هُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ}[22]، وآخر: {وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ}[23]، وآخر: {هُدًى لِلنَّاسِ}[24]. هذه هي المراتب المختلفة للهداية: {هُدًى لِلنَّاسِ} أي الهداية في حوزتهم ويمكنهم الاستفادة منها، و{هُدًى لِلْمُتَّقِينَ} أو {وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ}، إذ تحددان للبشر مراتب الاستفادة من هذه الهداية. حسناً، هذا عن التقوى التي تُبيّن مراتب الهداية.
الخشية
في آيات أخرى وُضعت الخشية معياراً، والآن سأوضح أن مرجع ذلك مرة أخرى هو التقوى: {إِنَّمَا تُنْذِرُ مَنِ اتَّبَعَ الذِّكْرَ وَخَشِيَ الرَّحْمَنَ بِالْغَيْبِ فَبَشِّرْهُ بِمَغْفِرَةٍ وَأَجْرٍ كَرِيمٍ}[25]، في السورة المباركة «يس». الشخص الذي يمكنه الاستفادة من الإنذار القرآني ويترك ذلك أثراً في روحه ويأخذ بيده ويتقدم به هو من لديه خشية.
أو في السورة المباركة «طه»: {طه (1) مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى (2) إِلَّا تَذْكِرَةً لِمَنْ يَخْشَى (3)}[26] وهناك آيات أخرى في القرآن تتعلق بهذه الخشية. كما أن الخشية صفة من صفات أهل التقوى، أي حينما يكون لدينا تقوى تأتي الخشية إلينا أيضاً. الآن سأقرأ هذه الآية الشريفة أيضاً: {وَلَقَدْ آَتَيْنَا مُوسَى وَهَارُونَ الْفُرْقَانَ وَضِيَاءً وَذِكْرًا لِلْمُتَّقِينَ}[27]؛ ما أعطيناه لموسى (ع) وهارون (ع) كان هداية وذكراً للمتقين. من هم المتقون؟ القرآن يُبيّن معنى التقوى: {الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ}[28]. لذلك، تكون التقوى والخشية معاً أو في الأساس هما ليسا منفصلين بل يخضعان للمفهوم نفسه.
الفرق بين الخوف والخشية
بالطبع، الخشية تختلف عن الخوف. الخشية هي تلك الحالة التي تنتاب الإنسان وتنتج من فهم العظمة للطرف المقابل؛ هذه تسمى الخشية. الخشية من رب العالم تنتج من فهم العظمة لحضرة الحق - جلّ وعلا - {إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ}[29]. أولئك الذين معرفتهم وعلمهم أكثر فإنّ خشية الله لهم.
طبعاً لا تخطئوا في الفهم لمعاني الخوف والخشية وهذه الأشياء بأن تعني أن ذات الله المقدسة مُخيفة. كلّا؛ {إِنَّمَا تُنْذِرُ مَنِ اتَّبَعَ الذِّكْرَ وَخَشِيَ الرَّحْمَنَ بِالْغَيْبِ}؛ الخشية موجودة ولكن الرحمة محفوظة. ذلك الرحمن الذي هو مظهر اللطف والعناية بالإنسان، فالخشية منه لعظمته.
في الخلاصة: شهر رمضان هو شهر القرآن، ويمكن للمرء أن يستفيد حقاً من الهداية القرآنية في هذا الشهر. فلنقرأ القرآن، فلنقرأ كثيراً، فلنقرأ بدقة، فلنقرأ بتدبّر، فلنقرأ بالتوجّه إلى الله المتعالي، ولنطلب من الله المتعالي أن يساعدنا في تلاوة القرآن، فإنّ القلب ينجلي بالقرآن، وهذا تعبير أمير المؤمنين (ع): «وَإِنَّ اللَّهَ -سُبْحَانَهُ- لَمْ يَعِظْ أَحَداً بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ»[30]. هذه الخطبة 176 من «نهج البلاغة»، الجميلة جداً، التي ألقاها أمير المؤمنين (ع) حول القرآن، وقد قرأت بعض فقراتها أحياناً في أحاديثي.
هنا يقول: «وَإِنَّ اللَّهَ -سُبْحَانَهُ- لَمْ يَعِظْ أَحَداً بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ». لم يعظ الله - تعالى - البشر ولم يعطِهم دروساً ولم يرشدهم في أيٍّ من الكتب السماوية كما في القرآن. «فَإِنَّهُ حَبْلُ اللَّهِ الْمَتِينُ وَ سَبَبُهُ الْأَمِينُ وَفِيهِ رَبِيعُ الْقَلْبِ». ربيع القلب؛ يجعل القلب ربيعاً، وينعشه ويحييه ويجعله أرضاً لإنماء المعارف والتوجهات الحقيقية؛ «وَفِيهِ رَبِيعُ الْقَلْبِ وَيَنَابِيعُ الْعِلْمِ وَمَا لِلْقَلْبِ جِلَاءٌ غَيْرُهُ». كلمة «جلاء» من قول أمير المؤمنين (ع).
الالتفات إلى التلاوة بخشوع، وملاحظة القرّاء للمعنى بصفتهم مبلّغي «القرآن»
حسناً، أنتم قرّاء القرآن الأعزاء، المخاطبين الأُوَل لحديثي، عدّوا أنفسكم مبلّغي القرآن، مبلّغاً للقرآن، وليس قارئاً فقط. بين القرّاء القدامى أنفسهم الذين ذُكرت أسماؤهم هنا ووُضعت بعض شرائطهم، كان بعضهم هكذا حين يقرؤون القرآن كأنه يُنزّل على الإنسان. أي يفهمون ما يقولونه وما يقرؤونه، ويقرؤون القرآن بالالتفات إلى المعنى وبحضور القلب - بالطبع، بعضهم ليسوا هكذا - فيكون أثره في قلب المستمع أعظم بكثير. على القارئ أن يعدّ نفسه مبلّغاً للقرآن.
عليكم أن تعلموا أنكم مبلّغو القرآن، وأن القرّاء يؤدّون دوراً حقّاً، فجلسات التلاوة هذه تلعب دوراً مهماً للغاية، وتربية القرّاء الجارية عمل عظيم ومهم، والحمد لله، صار هذا رائجاً في بلدنا: التلاوة بتذكّر وبخشوع وباهتمام عميق بالمعنى. اهتموا بالمعنى، فمثلاً، إذا كنتم ترغبون في تلاوة جزء من القرآن في محفل ما، أعدّوا ذلك في ذهنكم مسبقاً. إذا لزمَ الرجوع إلى التفسير، أو إلى الترجمة، [فارجعوا]. لحسن الحظ أن كثيراً من قرّائنا يفهمون القرآن ويُدركون معانيه ولا يحتاجون إلى الترجمة، ولكن إن كانت هناك حاجة إليها، وحاجة إلى التفسير، فليرجعوا إليها، وليكن ذلك باهتمام كامل، وبتذكّر كامل.
استخدام اللّحن والصّوت الحسن مع مراعاة الحدود الصّحيحة
لا تولّوا انتباهاً كثيراً إلى بعض الأعمال الصوتية لبعض الأشخاص، سواء أكان [القرّاء] يفعلونها أم يفعلها بعض شبابنا، أي [التفتوا] إلى المعاني أكثر. بالطبع أنا أتفق تماماً مع الصوت الحسن واللحن الجيد، أن تختاروا الألحان الجيدة وتتعلموها وتعبّروا عنها هذا أمر جيّد، ولكن احرصوا على البقاء في الحدّ الصحيح والطريق المستقيم. هذه أحاديثي حول موضوع القرآن.
اتّخاذ قرارات حاسمة، ومراعاة التّحذيرات لخبراء الصّحة بشأن مكافحة «كورونا»
القضية الأخرى التي أرى أنه من الضروري أن أتطرق إليها، قضية متأثرون بها جميعاً، هي هذا المرض المنتشر، هذا الفيروس المنتشر والمنحوس حقاً في بلدنا وأنحاء العالم جميعاً، الذي أثّر في الظروف المعيشية في البلاد.
أجمل أيام السنة هي في الحقيقة أولُ الربيع. وللأسف هذا العام جعل [المرض] أجمل الأيام وأحلاها مُرّة على شعبنا؛ ارتفع عدد الضحايا، وازداد عدد المصابين. هذه أشياء لا يمكن للمرء أن يمر عليها بسهولة. هذه الإحصاءات المريرة والصادمة يجب أن تُوعّينا جميعاً، سواء الناس أو المسؤولين، وأن توقظنا، وأن ننتبه إلى ألّا نمزح مع المرض. على المسؤولين أن يفعلوا ما يتعيّن عليهم فعله بحزم، أي إلى الحدود اللازمة التي يحددها المتخصصون والخبراء في القضية - الأطباء والمسؤولين الصحيّين وأمثالهم - وينبغي العمل وفقاً لما يقولون.
أي، إن افترضتم مرارة أيّ عارضٍ آخر، فهي أقل مرارة من انتشار هذا المرض، لأن تفشّيه مرضٌ وبطالة أيضاً، وهو مشكلة معيشية وموت ولوعة على الأعزاء. هذا يعني أن برامج البلاد جميعاً تتأثر بصورة أساسية بهذا المرض، وهو الشيء نفسه الآن. علينا أن نفعل شيئاً لوقف هذا المرض والتغلّب عليه، وذلك غير ممكن إلّا بوضع السياسات والتخطيط والتنفيذ والتزام الضوابط الصحية منّا، أي الأفراد.
تكريم الطّاقم الطّبي والثّناء عليه
نقطة أخرى عليّ أن أشير إليها هنا هي الثناء والشكر للمجموعات العلاجية والصحية. حقّاً لا بدّ للإنسان من الثناء عليهم والتوجه إليهم بالشكر. هذه الكمامة التي يضعها الإنسان وحدها تسبب له مشكلات كثيرة. في هذا الطقس الحار، ومع تلك الملابس المربكة، إذا كان يرتدي هذا اللباس هذا الشاب، هذا الممرض، هذا الطبيب، هذا المسعف، باقي الفريق الطبي... ويريدون العمل لساعات متتالية في المستشفى أو خارجه، انظروا مدى صعوبة ذلك. في الحقيقة، إنّ هذا مجاهدة في سبيل الله، جهاد في سبيل الله، وعليه كثير من الأجر والثواب، في رأيي.
دخول القوى الجهاديّة وتعاونها لمساعدة الفرق الطّبيّة
على الناس أن يتعاونوا أيضاً. أولئك الذين كانوا أهل المساعدة في هذا العمل أوائل العام الماضي، في بداية المرض، جاء بعضهم ودخلوا إلى المستشفيات لمساعدة الممرضين والممرضات وأمثالهم، وكذلك خارج المستشفى. ولا يزال من هم مستعدون ليتطوّعوا ويساعدوا في هذا العمل.
استمرار المساعدات الإيمانيّة وتوسيعها ووصولها إلى الذّروة في «نهضة المواساة»
النقطة التالية في هذا الصدد هي مسألة المساعدات الشعبية. حسناً شهر رمضان هو شهر الإحسان. لقد كان دائماً هكذا. في الحالة الطبيعية، كانت سفرة الإحسان والمحسنين والمؤمنين واسعة للمحتاجين في شهر رمضان. عندما نكون في ظروف «كورونا»، تصير هذه القضية أكثر أهمية. من الضروري حقّاً أن يتضاعف الاهتمام بـ«نهضة المواساة» والمساعدات الإيمانيّة أضعافاً في شهر رمضان هذا، وأن يبلغ ذروته بين الناس. بالطبع أنا أعلم أن بعض الناس قد بدؤوا ذلك دون انتظارٍ لطلب هذا العبد الفقير، ويساعدون في أطراف البلاد وأكناف مدن مختلفة فيها. إما أنهم يستعدون، وإما قد بدؤوا المساعدة. نعلم هذا، ولكن أريد أن أقول إنّه يجب أن تستمروا في هذا العمل وتنشروه، وليساعد الجميع في هذا الصدد، إن شاء الله، حتى تصل نهضة المساعدات الإيمانيّة إلى ذروتها. هذا في ما يتعلق بكورونا وهذا المرض، فهذه هي توصياتنا.
سياسة البلاد واضحة في الاتّفاق النّوويّ، وتجنّب المفاوضين الدّخول في مفاوضات استنزافيّة
أتحدث بجملة حول القضايا الجارية اليوم، القضايا المتعلقة بالاتفاق النووي والحظر وأمثالها، فهناك أحاديث كثيرة. لقد أعلنّا سياسة البلاد، وقلناها للمسؤولين. قلناها من قرب وبشكل مكتوب أيضاً، وكذلك في الاجتماعات والخطابات العامة: سياسة البلاد معلومة في ما عليهم فعله. حسناً تشخيص المسؤولين لدينا هو الذهاب والتفاوض من أجل تنفيذ السياسة نفسها وليس لدينا أيّ نقاش في هذا الصدد، ولكن يجب الحرص على ألّا تصير المفاوضات استنزافية. لا ينبغي أن يكون الأمر على نحو تطيل فيه الأطرافُ المفاوضاتِ هكذا، لأن في ذلك ضرراً على البلاد.
الأمريكيّون يتفاوضون لفرض مطالبهم الباطلة
لاحظوا أيضاً أن الأمريكيين يكرّرون دائماً كلمة المفاوضات، و«نحن مستعدون لمفاوضات مباشرة مع إيران»، ومثل هذا؛ ليس الأمر أن أمريكا تريد التفاوض لقبول كلامٍ حقّ. إنها تريد التفاوض لفرض مطالبها الباطلة. هذا عملها في الأساس، وإلّا ليس [الأمر] أن تسمع كلمة حقّ وتوافق عليها وتقبلها. كما أن هؤلاء السادة الأوروبيين أنفسهم، في بعض الاجتماعات الخاصة التي أطلَعَنا عليها مسؤولونا وعناصرنا، يعترفون بأن إيران على حقّ.
نحن قلنا إن الحظر يجب أن يُرفع أوّلاً، لأننا لسنا مطمئنين إلى وعودهم، فقد وعدوا عشرات المرّات ولم يفوا، بل عملوا عكس الوعد، والآن سيفعلون الأمر نفسه أيضاً، ولذلك عليهم أن يفعلوا ما نقول في البداية حتى نطمئن، وحينئذ، سنفعل ما يتعيّن علينا فعله. يقرّ هؤلاء المفاوضون الأوروبيون أحياناً في اجتماعات خاصة أن هذه السياسة صحيحة، وأن الحق مع إيران، لكنهم في مقام القرار مستسلمون للأمريكيين وليس لديهم أي استقلال بأنفسهم، وأمريكا متجبرة وتفرض أمرها وهذا هدفها. لذلك، إنّ غالبية المقترحات التي يقدمونها هي غالباً متكبّرة ومُهينة ولا يمكن حتى النظر فيها. نأمل، إن شاء الله، أن يمضي مسؤولو الدولة قُدُماً في هذا الصدد بعيون مفتوحة وبقلب قوي وبالتوكل على الله، وبذكر «حَسبُنَا اللهُ وَنِعمَ الوَكيل». ونسأل الله أن يشملهم التوفيق الإلهي، وأن يُسعدوا الشعب ويُفرحوه.
نسأل الله – تعالى - أن يُبارك هذا الشهر الشريف على شعبنا وسائر الشعوب الإسلاميّة، وأن يُنزل بركاته، وينزل مطر رحمته على أراضينا الجافة والعطشى، وأن يُنعم ببركاته الروحية والمادية على سائر الناس والمجاهدين على طريق الحق. نسأل الله أن يحشر الروح الطاهرة لإمامنا [الخميني] العظيم مع أوليائه، وأن يحشر أرواح الشهداء الطاهرة مع الشهداء في صدر الإسلام، إن شاء الله، وأن يوصل سلامنا ومَودّتنا وإخلاصنا إلى تراب المقدم لمولى العالمين، بقية الله - أرواحنا له الفداء -، وأن يشمل حالنا برضا ذلك العظيم ودعائه.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
[1] في بداية البرنامج، تلا مجموعة من القرّاء آيات من القرآن، وبين التلاوات عُرضت مقتطفات من لقاءات القرّاء الماضية مع سماحته في شهر رمضان.
[2] خطاب النوروز الموجّه إلى الشعب الايراني في 21/3/2021.
[3] سورة البقرة، الآية 185.
[4] سورة البقرة، الآية 185.
[5] سورة الفاتحة، الآية 6.
[6] سورة البقرة، الآيتان 1-2.
[7] سورة يوسف، الآية 104.
[8] العلّامة المجلسيّ، بحار الأنوار، ج91، ص99.
[9] سورة فصلت، الآية 34.
[10] سورة الفرقان، الآية 74.
[11] سورة النور، الآية 32.
[12] سورة الفتح، الآية 26.
[13] سورة هود، الآية 61.
[14] سورة لقمان، الآية 18.
[15] سورة لقمان، الآية 19.
[16] سورة آل عمران، الآية 173.
[17] سورة آل عمران، الآية 174.
[18] بحث وتحقيق، وسؤال وجواب.
[19] العلّامة المجلسيّ، بحار الأنوار، ج89، ص94.
[20] سورة البقرة، الآية 2.
[21] سورة البقرة، الآية 97.
[22] سورة الأعراف، الآيتان 52 و203، وسورة يوسف، الآية 111، وسورة النحل، الآية 64.
[23] سورة النحل، الآية 102.
[24] سورة البقرة، الآية 185، وسورة آل عمران، الآية 4.
[25] سورة يس، الآية 11.
[26] سورة طه، الآيات 1-3.
[27] سورة الأنبياء، الآية 48.
[28] سورة الأنبياء، الآية 49.
[29] سورة فاطر، الآية 28.
[30] نهج البلاغة (تحقيق صبحي الصالح)، ص254.
قتلى وجرحى.. القسام تدك تل أبيب وبئر السبع ومستوطنات الاحتلال
وجهت كتائب الشهيد عز الدين القسام ضربة صاروخية كبيرة وجديدة إلى مدينة تل أبيب ومطار بنغريون، وبئر السبع ومستوطنات إسرائيلية، ردا على استئناف الاحتلال قصف الأبراج المدنية.
وقالت الكتائب في تغريدة جديدة، إن الاحتلال اعترف بوقوع قتلى وجرحى واضرار كبيرة في القصف على تل أبيب وبئر السبع بالصواريخ من العيار الثقيل.
وأفاد مراسلنا بأن أهالي القطاع سمعوا اصوات رشقات صاروخية كبيرة تجاه تل أبيب، ومستوطنات الاحتلال، وسط صيحات التكبير والتهليل.
كما افادت مواقع للمستوطنين بأن 350 صاروخا استهدفت مدن الاحتلال المختلفة وصولا إلى الخضيرة شمالا.
وكما أفادت بأن أصوات انفجارات تنجم عن تلك الصواريخ.
وكشفت كتائب الشهيد عز الدين القسام أن الضربة الصاروخية التي وجهتها فجر اليوم الاربعاء لتل أبيب ومطار "بن غوريون" استخدمت فيها لأول مرة صواريخ SH85 تيمناً بالقائد الشهيد محمد أبو شمالة، إضافة إلى صواريخ من طراز A120، M75، J80، J90 فيما استهدفت بئر السبع المحتلة بصواريخ من عائلة سجيل، واعترف العدو بوقوع قتلى وجرحى وأضرار كبيرة في القصف القسامي.
وقد جهت الكتائب ضربةً صاروخيةً كبيرة إلى منطقة تل أبيب ومطار "بن غوريون" ب110 صواريخ رداً على استئناف استهداف الأبراج السكنية، قائلة للعدو :"وإن عدتم عدنا".
وقبل وقت قصير وفي تمام الساعة 02:46 وجهت الكتاب ضربةً صاروخيةً كبيرة ب100 صاروخ لبئر السبع المحتلة رداً على استئناف العدو لقصف الأبراج المدنية والقادم أعظم.
كما كشفت القسام مساء أمس الثلاثاء أن ضربة صاروخية ضخمة وجهتها لتل أبيب وضواحيها نُفذت بصواريخ العطار الثقيلة، استهدفت إحدى الرشقات الرشقات مطار "بن غوريون" بشكل مباشر".
وقد أعلنت أن الضربة الصاروخية الكبيرة تمت في تمام الساعة 08:45 لتل أبيب وضواحيها ب130 صاروخاً ثقيلاً، وقد نفذت الكتائب وعدها بعد توجيه ضربةً صاروخيةً هي الأكبر لتل أبيب وضواحيها ب130 صاروخاً رداً على استهداف العدو للأبراج المدنية.
واعترف العدو الصهيوني بمقتل 2 من الصهاينة إصابة نحو 26 آخرين بدراح، بالإضافة لوقوع أضرار كبيرة جراء سقوط عشرات الصواريخ التي أطلقها القسام على تل أبيب، فيما تناقلت وسائل الإعلام صور الدمار والحرائق.
وكانت قوات الاحتلال أقدمت على تدمير برج الجوهرة الذي يضم عددا من مقرات وكالات الأنباء المحلية والدولية، بعد ساعات من قصف برج آخر غرب مدينة غزة.
قائد الثورة : إن الصهاينة لا يفهمون سوى لغة القوة
شدد قائد الثورة الاسلامية اية الله السيد علي الخامنئي على ضرورة تشكيل حكومة ثورية تتطلع للعادالة و مناهضة للفساد وتؤمن بالتغيير والشباب. وقال انه لو وصلت مثل هذه الحكومة إلى السلطة ، فسيتم حل المشاكل في وقت معقول وسيتم توفير الأرضية لتحقيق المثل العليا.
واشار قائد الثورة الإسلامية مساء اليوم الثلاثاء في لقاء بالفيديو مع ممثلين التنظيمات إن الصهاينة لا يفهمون سوى لغة القوة الجامعية إلى الاستراتيجية الأساسية للتحول والتغيير ، مؤكدا ضرورة خلق نقلة وحركة جهادية ذات ابتكار في الأساليب والوظائف في جميع مجالات الحكم وأجزاء من نمط الحياة العامة ، واكد على اهمية المشاركة الكبيرة بالدرجة الاولى في انتخابات 18 يونيو حزيران وتبيين الآثار المهمة لهذه المشاركة ، وقال انه في الدرجة الثانية ينبغي ومن خلال انتخاب جيد ومناسب اختيار شخص مخلص و ثوري وكفؤ وشعبي ومدفوع بالامل ويؤمن بالشباب والقدرات الداخلية ، ويتطلع حقا لاقرار العدالة ومحاربة الفساد.
وأعرب المرشد الأعلى للثورة عن أسفه الشديد وإدانته الشديدة للحادثين المريرين والدمويين الأخيرين في العالم الإسلامي ، وتحديدا في أفغانستان وفلسطين ، وقال: لعنة الله على المجرمين الذين اراقوا دماء البراعم المظلومة والبريئة في افغانستان وقتلوا هؤلاء الفتيات واشاعوا الجريمة إلى هذا الحد.
كما أشار سماحته إلى الجرائم الوحشية والقاسية التي ارتكبها الصهاينة في المسجد الأقصى والقدس الشريف ومناطق أخرى من فلسطين ، قائلاً: "هذه الجرائم ترتكب أمام أعين العالم وعلى الجميع القيام بواجبهم بإدانتها. "
واشاد قائد الثورة بصحوة الشعب الفلسطيني وصموده وعزمه الراسخ وقال : "إن الصهاينة لا يفهمون سوى لغة القوة ، لذلك يجب على الفلسطينيين زيادة قوتهم ومقاومتهم لإجبار المجرمين على الاستسلام ووقف أعمالهم الهمجية."
وأضاف آية الله الخامنئي ، في معرض تبيين بحثه الاساسي والمتمثل بقضية التحول والتغيير : إن المقصود والهدف من التحول هو الحفاظ على المبادئ والخطوط الأساسية للثورة وتعزيزها ، بالطبع ، من خلال الابتكار على صعيد الاليات والأساليب.
وفي إشارة إلى استخدام مفهوم التغيير في أدبيات الدول الغربية المعارضة لإيران وكلمات أولئك الذين يميلون بشكل أساسي إلى الغرب في الداخل ، أضاف: "على عكس هدفنا ومنطقنا ، فإن هدفهم هو تغيير المبادئ وأسس الثورة ، والعودة إلى الوراء والقهقرى ، لذلك يجب على المرء أن يتوخى الدقة في مفهوم كلمة التحول.
وأوضح قائد الثورة الاسلامية سبب حاجة البلاد إلى التحول والتغيير قائلاً: "بصرف النظر عن العديد من الإنجازات والنجاحات التي تحققت في العقود الأخيرة ، فإننا نعاني في بعض المجالات من تخلف مزمن ومشاكل مزمة لا يمكن معالجتها بالحركات الطبيعية ونحتاج إلى تغيير وحركة غير عادية وان هذه الحاجة من الضروريات في المرحلة من الثورة لتحقيق الخطوة الثانية .
وألقى باللوم في التخلف على بعض الإهمال والتحيز والابتعاد التدريجي عن خط الثورة في العقود الأخيرة ، قائلاً إنه لهذا السبب بقيت الكثير من الطاقات والفرص معطلة ومنسية الامر الذي اضر بالمصالح الوطنية .
وفي إشارة إلى بعض الأمثلة ، أضاف: البيروقراطية ، والمقررات غير المجدية ، والضارة في بعض الأحيان ، هي من بين مشاكل قطاعات الإدارة في البلاد ، بينما في الحياة العامة ، هناك قضايا مثل البذخ والرفاهية والمنافسة الأرستقراطية ، وارتفاع سن الزواج وشيخوخة السكان تعد من جملة المشاكل الجاده.
واعتبرقائد الثورة أن وضوح منطق التحول يحول دون الوقوع في الفوضى الذهنية والعملية في هذا الاتجاه ، وقال: "يجب أن يقودنا التحول إلى ان نكون احسن حالا ، أي تعزيز الخطوط الأساسية للثورة وتمهيد الطريق للمثل الأساسية مثل العدالة. "والاستقلال والحرية وأسلمة المجتمع.
وأشار آية الله الخامنئي في هذا الصدد إلى ان تحقيق هذه المُثُل الكبرى ، يستلزم بعض المُثُل الدقيقة مثل التقدم العلمي ، والاكتفاء الذاتي الاقتصادي ، والسلطة في السياسة الخارجية ، وإبعاد البلاد عن شبكة احتكار القوى المستكبرة.
ذكر آية الله الخامنئي ان سياسات مثل أسلمة الجامعات أو سياسة تحويل الإذاعة والتلفزيون إلى جامعة عامة هي من ضمن السياسات المقبلة.
واعتبر سماحته حركة الجيل الأول للثورة نحو تحقيق الأهداف الرئيسية للجمهورية الإسلامية ، والتي تمت بتوجيه من الإمام الخميني (ره) وصاحبتها صعوبات وأحداث دموية ، بانها أساس التجربة ، وقال: ان واحدة من القضايا التي لم يمكن الاهتمام بها كافيا في تلك الفترة ، هي تعقيدات وصعوبات التحرك نحو المثل العليا.
ووصف قائد الثورة الإسلامية قضية أسلمة الجامعات بأنها مثال على هذه القضايا وأضاف: "تأسست الجامعات في بلادنا في ظل هيمنة السياسات الغربية من قبل العناصر الماخوذة بالغرب بهدف تثقيف النخب المطيعة والمستهلكة للمنتجات والمعرفة الغربية التي عفا عليها الزمن، وإن تحويل مجتمع بهذه الإحداثيات إلى جامعة إسلامية له تعقيدات لا يمكن تحقيقها إلا من خلال التحول.
ووصف قائد الثورة الاسلامية السيادة الشعبية وانتخاب المسؤولين بيد المواطنين بالامر المهم جدا واضاف: ان المشاركة الحماسية للشعب في الانتخابات له تاثير ايجابي كبير في تعزيز قدرات الحكومة المنتخبة ومن شان ذلك رفع مستوى سمعة وامن وقدرات البلاد الرادعة.
واكد على المشاركة الواسعة في الانتخابات و"الانتخاب المناسب والجيد" واضاف: انه ينبغي تشكيل حكومة ذات كفاءة وقدرة ادارة وزاخرة بالامل ومؤمنة بالقدرات الداخلية.
وصرح بان الشخص الذي يعتقد بعدم امكانية انجاز عمل ما في الداخل من النواحي الدفاعية والسياسية والاقتصادية والانتاجية لا يليق بتولي السلطة.
وحول المرشحين للانتخابات قال: انني لا اتدخل مطلقا بشان انتخاب الافراد. في الدورات السابقة كان بعض الافراد الذين يعتزمون الترشيح يسالونني عن رايي فكنت اقول لهم "لست موافقا ولا معارضا" اي انه لا راي لي في ذلك، لكنني الان لا اقول حتى هذه العبارة في هذه الدورة الانتخابية.
واضاف: ان الافراد الذين يرون في انفسهم الجدارة والشروط القانونية اللازمة فليترشحوا ويقوم الشعب من ثم بالانتخاب عند رؤية برامجهم الانتخابية.
واعتبر سماحته التنظيمات الطلابية الجامعية فرصة كبيرة للبلاد واكد دورها كمركز لانتاج الفكر ومحرك لانشطة التحول في مختلف القضايا الاجتماعية والعلمية وقال: ان "حضور الشباب المجاهد في ميدان مكافحة كرونا الخطير"، "الحضور الفاعل بشان القضايا الدولية مثل قضية الصحيفة الفرنسية المسيئة (للنبي "ص")، "الانفجار في جامعة كابول"، "قضايا فلسطين واليمن"، ابداء الراي واتخاذ الموقف في قضية FATF"، "تعزيز قرار البرلمان الاستراتيجي في القضية النووية"، "ابداء رد الفعل تجاه مشاكل الخصخصة والتي حقق بعضها النتيجة اللازمة" تعد من امثلة خطوات التنظيمات الطلابية الجامعية، وان مثل هذه المواقف تعزز هوية هذه التنظيمات.
واعتبر آية الله الخامنئي، الانتخابات مجالا اخر لاداء الدور من قبل التنظيمات الطلابية الجامعية وتشجيع الجميع على المشاركة الحماسية والانتخاب المناسب وقال: ان بعض التصريحات ربما تكون من باب الحرص ولكن لا ينبغي ان تؤدي الى اثباط عزم المواطنين عن المشاركة في الانتخاب
المرجع السيستاني:نؤكد مساندتنا القاطعة للشعب الفلسطيني
اكد مكتب المرجع الديني الاعلى في العراق آية الله السيد علي السيستاني مساندة المرجعية الدينية القاطعة للشعب الفلسطيني الأبيّ في مقاومته الباسلة للمحتلين، الذين يسعون الى قضم المزيد من اراضيه وتهجيره من اجزاء أخرى من القدس الشريف.
ودعا البيان،"الشعوب الحرة في العالم الى دعم الشعب الفلسطيني ونصرته في استرجاع حقوقه المسلوبة".
وفي ما يلي نص البيان:
بسم الله الرحمن الرحيم
تؤكد المرجعية الدينية - مرة أخرى - مساندتها القاطعة للشعب الفلسطيني الأبيّ في مقاومته الباسلة للمحتلين، الذين يسعون الى قضم المزيد من اراضيه وتهجيره من اجزاء أخرى من القدس الشريف، وتدعو الشعوب الحرة الى دعمه ونصرته في استرجاع حقوقه المسلوبة.
ان المواجهات العنيفة التي تشهدها ساحات المسجد الأقصى وسائر الاراضي المحتلة هذه الايام تظهر بلا شك مدى صلابة الفلسطينيين في مواجهة الاحتلال الغاشم واعتداءاته المستمرة وعدم تخلّيهم عن أراضيهم المغتصبة مهما غلت التضحيات.
نسأل الله تعالى أن يعينهم ويمدّهم بنصر منه وما النصر الا من عند الله العزيز الحكيم.
٢٩/ شهر رمضان /١٤٤٢ هـ
مكتب السيد السيستاني (دام ظلّه) - النجف الأشرف.
يوم القدس العالمي بين نهجين ومحورين
- وليد القططي
لتأكيد التمايز بين نهجي المقاومة والمساومة، ومحوري المقاومين والمطبعين، أصبح إحياء يوم القدس العالمي أكثر إلحاحاً وأهمية من أي وقتٍ مضى.
- أصبح إحياء يوم القدس العالمي بمثابة ميلاد متجدد سنوياً.
كتاب "الخميني.. الحلّ الإسلامي والبديل" للدكتور المفكّر فتحي الشقاقي صدر في العام 1979م، واعتبر فيه الكاتب الإمام الثائر آية الله الخميني أحد رَجُلي القرن العشرين، مع الإمام الشهيد حسن البنا، وعدَّ الثورة الإسلامية في إيران أحد أهم أحداث القرن العشرين.
في العام نفسه، انتصرت الثورة الإسلامية الإيرانية، وأعلنت الجمهورية الإسلامية في إيران، وتبعهما إعلان يوم القدس العالمي في آخر جمعة من شهر رمضان المبارك من كل عام، للتضامن مع الشعب الفلسطيني المسلم ودعم قضية فلسطين والقدس.
وفي حدثٍ ثالث، كانت أفغانستان على موعدٍ مع الغزو السوفياتي، ليبدأ الشعب الأفغاني رحلة الجهاد ضد الاحتلال السوفياتي، وليبدأ تدفق "الأفغان العرب" للجهاد في أفغانستان على بساط الريح الأميركي السعودي، ليكونوا وقوداً للحرب الباردة بين القطبين الأميركي والسوفياتي. وعلى هامش تلك الأحداث الثلاثة، كان هناك مشهدان حواريان منفصلان في مطلع ثمانينيات القرن العشرين. كان كاتب هذه السطور مُعايشاً للأول ومُشاركاً في الآخر.
مشهد الحوار الأول بطله شيخ فلسطيني ذو لحية طويلة وجلباب قصير. بدأ الحوار بتوجيه الشيخ الأمر إلى مريديه بتجهيز أنفسهم للسفر إلى أفغانستان، لكسب شرف الجهاد ضد الكفار فيها، والفوز بأجر الشهادة على أرضها، فسأله أحدهم متعجّباً: كيف نترك الجهاد في فلسطين، ونسافر للجهاد في أفغانستان؟ أليست فلسطين أولى بجهادنا واستشهادنا؟! أجابه الشيخ مُبرراً: لا توجد راية للإسلام في فلسطين نجاهد تحتها. تلك الراية الإسلامية موجودة في أفغانستان، والأخيرة هي طريقنا لتحرير فلسطين ومحطتنا الأولى نحو القدس.
عندها، سأله آخر مندهشاً: كيف تكون أفغانستان طريقنا إلى فلسطين والقدس؟! أجابه الشيخ موضحاً: في أفغانستان، سنقيم قاعدة للجهاد ندرّب فيها المجاهدين ونعدّهم للقتال في فلسطين، لنعود بهم بعد النصر في أفغانستان إلى فلسطين مُجاهدين ومُحررين.
كانت هذه الجرعة من التبرير كافية لتُسافر المجموعة إلى أفغانستان للجهاد، وليتبعها المئات، فالآلاف، من العرب، في طوابير تُساق إلى الذبح على حَجَرِ الحرب الباردة، حتى إذا ما انتهى دورهم، عاد الناجون من المذبحة، ليكونوا مجاهدين تحت الطلب الأميركي في كل بقاع الأرض، من الشيشان إلى مالي، مروراً بسوريا والعراق، ما عدا فلسطين والقدس.
كان خروج هؤلاء الشبان الفلسطينيين والعرب للجهاد في أفغانستان دون فلسطين عنواناً لمشهد الحوار الثاني، وبطله مفكّر فلسطيني ذو لحيةٍ قصيرة وبدلةٍ رسمية. بدأ الحوار بعد تلقيه سؤالاً من تلاميذه عن كيفية حل الإشكالية التي أدت إلى خروج هؤلاء الشباب المسلمين للجهاد في أفغانستان بدلاً من فلسطين، ودفعت الشباب الوطني إلى القتال في فلسطين من دون تبنّي الإسلام كمرجعية نضالية ونظرية ثورية.
أجابهم المفكّر: إنَّ حل الإشكالية يكون بالجمع بين الإسلام كمنطلق، وفلسطين كهدف، والجهاد كوسيلة، فسألوه عن البندقية البعيدة عن الإسلام، والبندقية البعيدة عن فلسطين: ما شأنهما؟ فأجابهم: إنَّ البندقية التي لا يوجّه الإسلام بوصلتها تائهة، والبندقية التي لا يُصوّب رصاصها إلى فلسطين والقدس مشبوهة.
هنا، سألوه عن القدس: ما مكانتها من الصراع؟ فأجابهم: القدس قلب فلسطين، وفلسطين قلب العرب والمسلمين، فهي تختصر فلسطين والعالم، ومركز الصراع الكوني بين تمام الحق وتمام الباطل. وعند الحديث عن القدس، كان السؤال عن يوم القدس العالمي حتمياً، فأجاب المفكر موضحاً عبقرية التقاء الزمان والمكان؛ زمان شهر رمضان المبارك، ومكان القدس المباركة، في يوم القدس العالمي، ليلتقي الزمان الذي يحمل ذكريات أزمنة النصر بالمكان الذي يحمل وعد النصر... وعد الآخرة، حتى تكتمل دائرة النصر الإلهي بإساءة وجوه بني إسرائيل، وتتبير علوهم، وتدمير إفسادهم. وعندها، ستكون القدس لا "أورشليم".
وحتى تكون القدس لا "أورشليم"، عندما يكتمل مشهد النصر الإلهي، سيبقى يوم القدس العالمي فاصلاً بين نهجين؛ الأول يوجّه بوصلته نحو القدس، ويصوّب بندقيته نحو الكيان الغاصب للقدس، ويريد أن تكون كل البلاد فلسطين، وكل الأيام للقدس، ويتوق إلى رؤية كل الأمة عزيزة، ويزرع كل الأرض مقاومة، والآخر يوجّه بوصلته إلى كلّ الاتجاهات ما عدا القدس، ويصوّب بندقيته إلى كل الأماكن، ما عدا الكيان الغاصب للقدس، ويُريد أن تُحذف فلسطين من الجغرافيا، ويُحذف يوم القدس من التاريخ، ويتوق إلى رؤية كل الأمة ذليلة، ويزرع كل الأرض مساومة.
وحول النهجين المتناقضين، تمايزت الأمة في محورين، جمع الأول كل أحرار الأمة في الخندق المقاوم للاستعمار الصهيو-أميركي، في محورٍ مركزه القدس قلب فلسطين، وأطرافه حركات المقاومة ودول الممانعة الرافضة أن تكون الإرادة الأميركية قدراً جبرياً على الأمة، والرافضة أن تكون العربدة الإسرائيلية قضاءً قهرياً على الأمة.
أما الآخر، فقد جمع كل أذلاء الأمة في الخندق الخاضع للاستعمار الصهيو-أميركي، في محورٍ مركزه "أورشليم" قلب "إسرائيل"، وأطرافه عواصم أنظمة التطبيع العربية وجماعات التكفير الوحشية، وهما - المطبّعون والتكفيريون - وجهان لعملةٍ أميركية واحدة طُبعت في "أورشليم"، وفرعان لشجرةٍ خبيثة واحدة ارتوت من بركةٍ آسنة نفث فيها قرن الشيطان.
ولتأكيد التمايز بين نهجي المقاومة والمساومة، ومحوري المقاومين والمطبعين، أصبح إحياء يوم القدس العالمي أكثر إلحاحاً وأهمية من أي وقتٍ مضى، ذلك أنَّ مستضعفي الأرض، بعد تفرّد الهيمنة الصهيو-أميركية بالعالم، أصبحوا أكثر بؤساً، وأنَّ مُسلمي الأمة بعد الفتن المذهبية أصبحوا أكثر تشرذماً، وأنَّ عرب المحيط والخليج بعد سباق التطبيع مع العدو أصبحوا أكثر بُعداً عن القدس وقُرباً من "أورشليم"، وأنَّ شعب فلسطين بعد رحلة التيه الطويلة في صحراء أوسلو القاحلة ونفق الانقسام المظلم وملهاة الانتخابات الحزينة، أصبحوا أكثر بُعداً عن محطة العودة إلى فلسطين، وأبعد مسافةً عن طريق تحرير القدس.
ولكي نقترب من محطة العودة إلى فلسطين وطريق تحرير القدس، أصبح إحياء يوم القدس العالمي بمثابة ميلاد متجدد سنوياً، يمنحنا الفرصة والقوة لإعادة تصويب البوصلة نحو فلسطين والقدس، ويمنحنا الرجاء والأمل لتتوحد الأمة الإسلامية حول القدس، لتحقق شرطي الإيمان والقوة في جيل وعد الآخرة عباد الله أولي البأس الشديد، ليسوؤوا وجوه الصهاينة، وليتبروا إفسادهم، ويدخلوا المسجد الأقصى في القدس كما دخلوه أول مرة، ويمنحنا الرؤية والروح، ليتوحّد الشعب الفلسطيني حول القدس في مشروعٍ وطني عنوانه العودة إلى مرحلة التحرير الوطني، ووسيلته الصمود والمقاومة، وهدفه التحرير والعودة، بعد أن عاشوا ردحاً من الزمن أسرى لوهم الاستقلال وكابوس الانقسام وسراب الانتخابات...
وحتى يتحقق وعدُ الآخرة بالنصر وتحرير القدس، سيظل يوم القدس العالمي مصباحاً يُنير للأمة طريقها لتحرير القدس، وسيظل فكر الإمام الثائر آية الله الخميني - مبدع يوم القدس العالمي - نبراساً يضيء للأمة طريقها لاستعادة القدس.
قائد الثورة: "اسرائيل" ليست بلدا بل إنها قاعدة إرهابية ضد المسلمين
أكد قائد الثورة الاسلامية، آية الله السيد علي الخامنئي، ان "اسرائيل" ليست بلدا بل إنها قاعدة إرهابية ضد الشعوب المسلمة، وان الصهاينة حوَّلوا فلسطين المغتصبة منذ البداية إلى قاعدة للإرهاب.
وشدد سماحته في الكلمة التي ألقاها اليوم الجمعة بمناسبة يوم القدس العالمي على أن النظام الرأسمالي خطط لحرمان شعب من موطن آبائه وأجداده ليقيم مكانه كيانا ارهابيا وأناسا غرباء من شذاذ الآفاق.
وتساءل السيد القائد قائلا: أي منطق أكثر سُخفاً وهزالاً من المنطق الواهي لتأسيس الكيان الصهيوني؟ وأجاب، الأوروبيون- بناء على ما يدّعون- قد ظلموا اليهود في سنوات الحرب العالمية الثانية، وعلى هذا يجب الانتقام لليهود بتشريد شعب في غرب آسيا وارتكاب مجازر رهيبة في ذلك البلد...!
وقال سماحته: الصهاينة قد حوّلوا فلسطين المغتصبة منذ البداية إلى قاعدة للإرهاب. إسرائيل، ليست دولة، بل معسكراً إرهابياً ضد الشعب الفلسطيني والشعوب المسلمة الأخرى، وإن مكافحة هذا الكيان السفّاك، هي كفاح ضد الظلم ونضال ضد الإرهاب، وهذه مسؤولية عامّة.
وأشار آية الله الخامنئي الى اجتماع المعسكرين الشرقي والغربي واتفاق كلمتهم على ضرورة ولادة الكيان الغاصب، وبالفعل ولد الكيان الصهيوني، غير أن سماحته ان وضع العالم الاسلامي في الوقت الراهن ليس كما كان عليه في السابق، بل أن موازين القوى انتقلت لصالح العالم الاسلامي، كما أن الاحداث التي وقعت برهنت على مدى ضعف الغرب.
كما اعتبر أن نمو قوى المقاومة في معظم البلدان الاسلامية وتصاعد قدراتها وتوجه الشعوب الاسلامية نحو الالتزام بالتعاليم الاسلامية والقرآنية مؤشرات مباركة، داعيا الى ضرورة التكامل بين الدول الاسلامية وأن يكون محور هذا التكامل هي القضية الفلسطينية.
وأكد أن عاملين يرسمان المستقبل هما استمرار المقاومة وتعزيز مسار الجهاد والشهادة، وكذلك الدعم العالمي للمجاهدين.
وفيما يلي النصّ الكامل للكلمة المتلفزة التي ألقاها قائد الثورة الاسلامية بمناسبة يوم القدس العالمي:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله ربّ العالمين والصلاة والسلام على سيّدنا محمد خاتم النبيين وأشرف الخلق أجمعين وعلى آله الطيبين الطاهرين وصحبه المنتجبين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
إن قضية فلسطين لا تزال أهم مسألة مشتركة بين الأمة الإسلامية وأكثرها تدفّقاً بالحياة. لقد خطط النظام الرأسمالي الظالم السفّاك أن يحرم شعباً من مغناه، من موطن أبائه وأجداده، ليقيم مكانه كياناً إرهابياً وأناساً غرباء من شذّاذ الأفاق
أي منطق أكثر سُخفاً وهزالاً من المنظق الواهي لتأسيس الكيان الصهيوني؟ الأوروبيون- بناء على ما يدّعون- قد ظلموا اليهود في سنوات الحرب العالمية الثانية، وعلى هذا يجب الانتقام لليهود بتشريد شعب في غرب آسيا وارتكاب مجازر رهيبة في ذلك البلد...!
هذا هو منطق الدول الغربية الذي يستندون إليه في دعمهم الجنوني الباذخ للكيان الصهيوني، وهم بذلك قد شطبوا خط البطلان على ادعاءاتهم الكاذبة بأجمعها بشأن الديموقراطية وحقوق الإنسان. وهذه هي قصة سبعين سنة من المأساة المضحكة المبكية، ولا تزال مستمرة، ويُضاف إليها بين آونة وأخرى فصلاً جديداً.
الصهاينة قد حوّلوا فلسطين المغتصبة منذ البداية إلى قاعدة للإرهاب. إسرائيل، ليست دولة، بل معسكراً إرهابياً ضد الشعب الفلسطيني والشعوب المسلمة الأخرى، وإن مكافحة هذا الكيان السفّاك، هي كفاح ضد الظلم ونضال ضد الإرهاب، وهذه مسؤولية عامّة.
جدير بالذكر أنّ هذا الكيان الغاصب، وإن تأسس سنة 1948، لكن مقدّمات السيطرة على هذه البقعة الحساسة من المنطقة الإسلاميّة كانت قد بدأت قبل ذلك منذ سنوات.
هذه السنوات قد اقترنت بالتدخل الغربي الفاعل في البلدان الإسلاميّة بهدف فرض العلمانية، والقومية المتطرفة العمياء وتسليط الحكومات المستبدة، والمبهورة بالغرب أو العميلة له.
إن دراسة أحداث تلك السنوات في إيران وتركيا والبلدان العربية في غرب آسيا حتى شمال أفريقيا، تكشف هذه الحقيقة المُرّة، حقيقة أن الضعف والتفرقة في الأمّة الإسلاميّة عوامل مهّدت لاغتصاب فلسطين وبذلك نزلت ضربة عالم الاستكبار هذه على الأمّة الإسلاميّة.
إنّها لعِبرةً أنّ نرى في تلك الفترة المعسكرين الرأسمالي والشيوعي كلاهما يعقدان صفقة تكامل مع القارون الصهيوني، بريطانيا خططت لأصل المؤامرة وتابعتها، والرأسماليون الصهاينة قد تولّوا تنفيذها بالمال والسلاح، والاتحاد السوفيتي كان أول دولة اعترفت رسمياً بهذا الكيان اللاشرعي، ودفعت نحوه بحشود اليهود.
وهذا الكيان الغاصب، هو حصيلة تلك الأوضاع في العالم الإسلامي من جهة، وهذا التآمر والهجوم والعدوان الأوروبي من جهة أخرى.
إنّ وضع العالم الإسلامي اليوم ليس كما كان عليه آنذاك؛ ولا بدّ أن نضع هذه الحقيقة نصب أعيننا دائماً. لقد تغيّرت موازين القوى اليوم لصالح العالم الإسلامي، فالحوادث السياسية والاجتماعية المختلفة في أوروبا وأمريكا قد كشفت وعرّت أمام شعوب العالم ما يعانيه الغرب من ألوان الضعف وأنواع الخلل العميقة البنيويّة منها والإدارية والأخلاقية. قضايا الانتخابات في أمريكا، والتجربة المفنضحة لللإدارة المتبجحة والمتكبرة فيها، وهكذا المواجهة الفاشلة خلال عام تجاه جائحة كورونا في أمريكا وأوروبا وتداعياتها المُخجلة، والفوضى السياسية والاجتماعية الأخيرة في أهم البلدان الأوروبية. كلّ ذلك مؤشر على ما يعانيه معسكر الغرب من هبوط وأفول.
ومن جهة أخرى، النمو المتزايد لقوى المقاومة في أكثر المناطق الإسلامية حساسيّة، وتصاعد قدراتها الدفاعية والهجومية، وتنامي الوعي الذاتي والدافع والأمل بين الشعوب المسلمة، وتزايد التوجه نحو تعاليم الإسلام والقرآن، والتطور العلمي، وتصاعد روح الاستقلال والاعتماد على الذات بين الشعوب، كلّها مؤشرات مباركة تبشر بغد أفضل.
إنّ هذا المستقبل المبارك يتطلب أن يكون التكامل بين البلدان الإسلامية هدفاً محوريّاً وأساسياً، ولا يبدو ذلك بعيد المنال. ومحور هذا التكامل قضيّة فلسطين كلّ فلسطين، ومصير القدس الشريف. وهذه هي الحقيقة نفسها التي هَدَت القلب المنير للإمام الخميني العظيم (رضوان الله تعالى عليه) ليُعلن اليوم العاملي للقدس في آخر جمعة من شهر مضان المبارك.
إنّ تكامل المسلمين حول محور القدس الشريف، هو كابوس العدوّ الصهيوني وحماته الأمريكيين والأوروبيين. إن مشروع "صفقة القرن" الفاشل ثم المحاولة لتطبيع عدد من البلدان العربية الضعيفة علاقاتها مع العدو الصهيوني، إنما هيَ مساعٍ متخبطة للفرار من ذلك الكابوس.
إنّني أقولها بشكل قاطع: سوف تبوء هذه المساعي بالفشل، وإنّ الخطّ البياني الانحداري باتجاه زوال العدوّ الصهيوني قد بدأ وسوف لن يتوقف.
ثمة عاملان مُهمّان يرسمان المستقبل؛ الأول – والأهم- تواصل المقاومة داخل الأرض الفلسطينية وتقوية مسار الجهاد والشهادة.
والثاني الدعم العالمي للمجاهدين الفلسطينيين من قبل الحكومات والشعوب المسلمة في أرجاء العالم.
علينا جميعاً – من حكام، ومثقفين وعلماء دين وأحزاب وتكتّلات والشباب الغيارى والفئات الأخرى – أن نحدّد موقعنا في هذا التحرّك الشامل ونؤدي فيه ما علينا من واجب. إن هذا هو ما يُحبط كيد العدوّ ويسجّل للوعد الإلهي: { أَمْ يُرِيدُونَ كَيْداً فَالَّذِينَ كَفَرُوا هُمُ الْمَكِيدُونَ} مصداقاً في آخر الزمان. {وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ}.
أود أن أخاطب قليلاً الشبابَ العربي بلغتهم
السلام على أحرار العرب جميعاً وخاصة الشباب منهم، والسلام على الشعب الفلسطيني المقاوم، وعلى المقدسيين المرابطين في المسجد الأقصى. السلام على شهداء المقاومة وعلى رعيل المجاهدين الذين ضحّوا بحياتهم على هذا الطريق، وأخصّ بالذكر الشهيد أحمد ياسين، والشهيد السيد عباس الموسوي، والشهيد فتحي الشقاقي، والشهيد عماد مغنية، والشهيد عبد العزيز الرنتيسي، والشهيد أبا مهدي المهندس، ثم القامة الرفيعة لشهداء المقاومة الشهيد قاسم سليماني... فكلّ واحد من هؤلاء بعد حياتهم المعطاءة المباركة قد ترك بشهادته آثاراً مهمة في بيئة المقاومة.
إنّ مجاهدات الفلسطينيين والدماء الطاهرة لشهداء المقاومة استطاعت أن تحافظَ على هذه الراية المباركة مرفوعة، وأن تُضاعف مئات المرات القدرة الذاتية للجهاد الفلسطيني.
إنّ الشباب الفلسطيني كان يدافع عن نفسه يوماً بالحجارة، واليوم فإنه يردّ على العدوّ بإطلاق الصواريخ الدّقيقة.
فلسطين والقدس ورد ذكرهما في القرآن الكريم باسم «الأرض المقدّسة». منذ عشراتِ السنين وهذه الأرض الطاهرة تَقبَعُ تحت وطأة أكثر أبناء البشر رِجساً وخُبثاً. هؤلاء الشياطين الذين يسفكون دماء الشرفاء ثم يعترفون بذلك ويُقرّون بكل وقاحة. إنهم عنصريون مارسوا القتلَ والنهب والسجنَ والتعذيب ضدّ أصحاب الأرض منذ أكثر من سبعين عاماً، لكنهم ولله الحمد لم يستطيعوا أن يكسروا إرادتهم.
إنّ فلسطين حيّةٌ، وهي تواصل جهادَها، وستستطيع بعون الله في النهاية أن تهزمَ العدوَّ الخبيث. القدسُ الشريف وفلسطين كلّ فلسطين هي للشعب الفلسطيني، وستعود إليهم إن شاء الله، وما ذلك على الله بعزيز.
إنّ الحكومات والشعوب المسلمة بأجملها تتحمّل إزاءَ القضية الفلسطينية واجباً وعليها مسؤولية، لكن محورَ هذه المجاهَدة هم الفلسطينيّون أنفسهم، وهم أربعة عشر مليوناً داخل الأرض المحتلة وخارجَها. والعزيمةُ الموحّدة لهذه الملايين من شأنها أن تحقّق إنجازاً عظيماً.
إنّ الوحدةَ اليوم هي أعظمُ سلاحِ الفلسطينيين.
أعداءُ وحدةِ الفلسطينيين هم الكيان الصهيوني وأمريكا وبعض القوى السياسية الأخرى، ولكن هذه الوحدةَ إن لم تتصدّع من داخل المجتمع الفلسطيني فإن الأعداء الخارجيين سوف لن يكونوا قادرين على فعل شيء.
إنّ محورَ هذه الوحدة يجب أن يكون الجهادُ الداخلي وعدمُ الثقة بالأعداء. والسياسات الفلسطينيّة ينبغي أن لا تعتمد على العدو الأساس للفلسطينيين أي أمركيا والإنجليز والصهاينة الخبثاء.
الفلسطينيون، سواء في غزة أم في القدس أم في الضفة الغربية وسواء كانوا في أراضي ألف وتسعمائة وثمانية وأربعين أو في المخيّمات، يشكلون بأجمعهم جسداً واحداً، وينبغي أن يتّجهوا إلى استراتيجية التلاحم، بحيث يدافعُ كلُّ قطاعٍ عن القطاعات الأخرى، وأن يستفيدوا حينَ الضغطِ عليهم من كلّ ما لديهم من مُعدّات.
إنّ الأمل في النصر اليوم هو أكثر مما مضى. موازينُ القوى تغيّرت بقوّة لصالح الفلسطينينن. العدوّ الصهيوني يهبط إلى الضُعف عاماً بعد عام، وجيشُه الذي كان يقول عنه إنّه "الجيش الذي لا يُقهر" هو اليومَ بعد تجربةِ الثلاثة والثلاثين يوماً في لبنان، وتجربة الإثنين وعشرين يوماً وتجربة الأيام الثمانية في غزّة، قد تبدّل إلى "جيشٍ لن يذوقَ طعم الانتصار". هذا الكيان المتبجّح في وضعه السياسي قد اضطُرّ خلال عامين إلى إجراء أربعةِ انتخابات، وفي وضعهِ الأمني بعد هزائمه المتلاحقةِ ورغبةِ اليهودِ المتزايدةِ في الهجرة العكسيّة يشهد فضيحةً تلو فَضيحة.
إن الجهود المتواصلة التي بذلها بمساعدة أمريكا للتطبيع مع بعض البلدان العربيّة هي ذاتها مؤشّر على ضعفِ هذا الكيان. وطبعاً سوف لا تجديه نفعاً. فإنّه أقام قبل عشرات السنين علاقات مع مصر، ولكن منذ ذلك الوقت حتّى الآن والعدوّ الصهيوني أكثر ضعفاً وأكثر تصدُّعاً. تُرى مع كلّ هذا، هل إنّ العلاقاتِ مع عددٍ من الحكوماتِ الضعيفةِ والحقيرة قادرةٌ على أن تنفعه؟! بل تلك الحكومات بدورها سوف لن تنتفعَ من هذه العلاقات، فالعدوّ الصّهيوني سوف يعيثُ فساداً في أرضهم وأموالهم وأمنهم.
إنّ هذه الحقائق يجب أن لا تجعل الآخرين يغفلون عن مسؤوليتهم الجسيمة إزاء هذا التحرّك. فالعُلماء المسلمون والمسيحيّون يجب أن يُعلنوا أنّ التطبيع حرامٌ شرعاً، وأن يَنهض المثقفون والأحرار بشرح نتائج هذه الخيانة التي تُشكّل طعنةً في ظهر فلسطين إلى الجميع.
وفي المقابل فإن العدّ التنازلي للكيان الصهيوني، وتصاعد قدرات جبهةِ المقاومة، وتزايدَ إمكاناتها الدفاعيّة والعسكريّة، وبلوغَ الاكتفاء الذاتي فيصنيع الأسلحة المؤثّرة، وتصاعد الثقة بالنفس لدى المجاهدين، وانتشار الوعي الذاتي لدى الشباب واتساعَ دائرةِ المقاومة في جميع أرجاء الأرض الفلسطينيّة وخارجَها، والهبّة الأخيرة للشباب الفلسطيني دفاعاً عن المسجد الأقصى، وانعكاس أصداء جهاد الشعب الفلسطيني ومظلوميّته في آنٍ واحد لدى الرأي العام في كثير من بقاع العالم.. كلّها تُبشّر بغدٍ مُشرق.
إنّ منطق النضال الفلسطيني والذي سجّلته الجمهوريّة الإسلاميّة الإيرانية في وثائق الأمم المتحدةِ هو منطقٌ راقٍ وتقدّمي. المناضلون الفلسطينيون يستطيعون بموجبه إجراء استفتاء بين السُكّان الأصليين لفلسطين. وهذا الاستفتاء يُعيّن النظامَ السياسي للبلد، وسيُشارك فيه السكان الأصليّون، من كلِ القوميّات والأديان، ومنهم المشردون الفلسطينيون. والنظام الجديد يعيدُ المُشردين إلى الدخل ويَبُتُّ في مصير الأجانب المستوطنين.
إنّ هذا المشروع يقوم على قاعدة الديمقراطيّة الرائجة المعتَرَف بها في العالم، ولا يستطيع أحد أن يُشكّك في رقيّه ونَجاعَته.
المُجاهدون الفلسطينيون يجب أن يواصلوا باقتدارٍ نضالَهم المشروعَ والأخلاقي ضدّ الكيان الغاصب حتّى يرضَخَ هذا الكيان لقبول هذا الاستحقاق.
تحرّكوا باسم الله إلى الأمام واعلموا أنّه {وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ}.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بايدن: نعتقد أن إيران جادة في مفاوضات فيينا
قال الرئيس الأميركي جو بايدن، إنه يعتقد أن إيران جادة في المفاوضات حول برنامجها النووي، لكن ليس من الواضح إلى أي مدى.
وعندما سئل عما إذا كان يعتقد أن إيران جادة في المحادثات التي تجرى في فيينا، أجاب بايدن: "نعم ولكن لأي مدى وما هم على استعداد لفعله، أمران مختلفان".
وأضاف بايدن: "لكننا ما زلنا نتحاور".
وفي وقت سابق، أعلن كبير المفاوضين الإيرانيين في مفاوضات فيينا أن الولايات المتحدة أبدت استعدادها لرفع جزء ملموس من عقوباتها عن طهران، لكن الأخيرة تطالب بالمزيد.
ونقلت وكالة "رويترز" عن نائب وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي الذي يترأس فريق بلاده في المفاوضات الجارية في العاصمة النمساوية اليوم الجمعة: "سلمت إلينا معلومات من الجانب الأميركي بأنهم جادون برغبتهم في العودة إلى الاتفاق النووي وأعلنوا حتى الآن استعدادهم لرفع جزء كبير من اجراءات الحظر".
وأشار المسؤول الإيراني إلى أن هذا العرض الأميركي لا يتطابق مع وجه نظر طهران، مضيفا: "لذلك ستتواصل المشاورات ما لم تتم تلبية كل مطالبنا".
وأشار إلى أن هذا العرض الأميركي ليس كافيا من وجه نظر طهران: "لذلك ستتواصل المشاورات ما لم تتم تلبية كل مطالبنا".
المصدر: رويترز
السيد نصرالله: حزب الله لن يتدخل بموضوع ترسيم الحدود ونحذر العدو من أي خطوة خاطئة تجاه لبنان
اكد الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله نصرالله اننا لن نتسامح أو نتساهل مع أي خطأ أو تجاوز أو حركة عدوانية من قبل العدو على كامل الأراضي اللبنانية.
ولفت الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله، تعليقًا على مفاوضات ترسيم الحدود البحرية، إلى أنّ "هناك نقاشًا في لبنان ومفاوضات تجري في الناقورة، وآراء لبنانيّة حول خطّ الترسيم والمراسيم الّتي يمكن أن تصدر، ورغم أنّنا عبّرنا عن مواقفنا في أكثر من مناسبة، لكن هناك من يصرّ أن يسأل لماذا يصمت "حزب الله"؟ والبعض يحاول أن يفسّر صمت الحزب بالحرَج مع الحلفاء، وهذا غير صحيح"، مؤكّدًا "أنّنا كماوقة لا ولم ولن نتدخّل في موضوع ترسيم الحدود".
وشدّد،في كلمة متلفزة لمناسبة يوم القدس العالمي، على أنّه "فلتتحمّل الدولة مسؤوليّتها التاريخيّة في تحديد الحدود، والحفاظ على حقوق الشعب اللبناني، وأن تعتبر أنّها تستند إلى قوّة حقيقيّة"، مبيّنًا "أنّنا وجدنا أنّ مصلحة لبنان والمصلحة الأكيدة للمقاومة، أن نبقى بمنأى عن هذا الموضوع". ورأى أنّ "لبنان ليس ضعيفًا على الإطلاق، ولا تستطيع الولايات المتحدة الأميركية أو إسرائيل فرض خيارات لا يريدها اللبنانيّون أنفسهم".
وذكر السيد نصرالله، أنّ "ابتداءً من الأحد صباحًا، موعد بدء مناورات العدو، نحن سنقوم بكلّ الخطوات الهادئة والمناسبة، الّتي لا تثير قلق أحد في الداخل اللبناني، وبعيدًا عن العيون والأنظار، لكن يجب أن يعرف العدو أنّنا سنكون حذرين ومستيقظين وجاهزين لحركة المناورة، والمطلوب أن نكون في المنطقة عمومًا وليس فقط في لبنان، حذرين".
وحذّر من "أيّ خطوة خاطئة تجاه لبنان في مرحلة المناورة. أي خطوة ستكون مغامرة من قبل العدو"، مركّزًا على أنّ "أيّ محاولة للمسّ بقواعد الاشتباك، أو أي استهداف أمني أو عسكري، قد يفكّر العدو باللجوء إليه في ظلّ هذه المناورات، في ظنّه أنّنا سنكون خائفين، هو مشتبه في الظن". وجزم "أنّنا لن نتسامح أو نتساهل مع أي خطأ أو تجاوز أو حركة عدوانيّة من قبل العدو على كامل الأراضي اللبنانية، سواء كانت أمنيّة أو عسكريّة، خلال المناورات"، مؤكّدًا أنّ "قدراتنا تكبر والعدو لن يستطيع الحدّ من التطوّر الكمّي والنوعي لمحور المقاومة".
من جهة ثانية، أشار إلى أنّ "ثبات الشعب الفلسطيني وصموده وتمسّكه بحقّه وعدم تخلّيه عن القدس وحقوقه المشروعة، وبقاءه في الساحات وحضوره في الميادين ولو بشكل متفاوت من زمن إلى آخر، مهم جدًّا، ولذلك أهميّة تمسّك الفلسطينيّين بحقّهم هو الّذي يعطي المشروعيّة لكلّ محور المقاومة، ولكل مساعدة تقدَّم للشعب الفلسطيني".
وأوضح نصرالله "أنّنا سمعنا كثيرًا في السنوات الماضية، أنّ بعض الدول العربية والقوى الّتي ذهبت إلى التخلّي عن الفلسطينيّين، بحجّة أنّ الفلسطينيّين تخلّوا عن قضيّتهم، لكن هذه أكذوبة، فهم لم يتخلّوا لا عن الأرض ولا عن القدس ولا عن لاجئيهم؛ وهذا ما شهدناه في القدس الشرقية وما نشهده الآن في الشيخ جراح، حيث يواجه الفلسطينيّون بالأيدي العزل". وبيّن أنّ "الإسرائيلي الّذي كان يتصوّر أنّ جوّ الإحباط أو الحاصر أو "كورونا" أو الضغوط الاقتصاديّة، سينعكس على الفلسطينيّين ولن يعود لديهم النفَس للمواجهة والكلام، إلّا أنهّم فوجئوا بما يجري".
وشدّد على أنّ "التطوّر الأهم والأخطر، الّذي يجب تثبيته في المعادلات، هو مسألة دخول قطاع غزة على خطّ المواجهة"، داعيًا قادة الفصائل الفلسطينية إلى "مواصلة هذا الموقف والمنهج، لأنّه سيغيّر جزءًا من معادلات الصراع وجزءًا من قواعد الاشتباك، لمصلحة الشعب الفلسطيني والقدسيّين".
في الملف الإيراني، ركّز على أنّ "لا نقاش بأنّ إيران هي الدولة الأقوى في محور المقاومة، من خلال حجمها وقدراتها ونظامها وتماسكها وعدد سكّانها... ومنذ أكثر من 40 سنة، هناك جهد أميركي وإسرائيلي وغربي لإسقاط نظام الجمهوريّة الإسلاميّة، وإعادتها إلى أحضان الولايات المتحدة الأميركية، وهذا كلّه فشل"، ورأى أنّ "كلّ الرهانات الأميركيّة والإسرائيليّة، وخصوصًا رهانات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو فيما يتعلّق بإيران، سقطت في هذه الأيّام".
وذكّر نصرالله بأنّه "عندما كان الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب يهدّد بالحرب، كان المرشد الإيراني علي الخامنئي يقول إنّه لا حرب. أولويّات إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن مختلفة، ولا يوجد تهديد فعلي بالحرب. صراع بايدن السياسي متعلّق بموضوع الصين وروسيا، والخيار الّذي تعلن إدارته عنه هو موضوع الإحتواء والدبلوماسية والعودة للاتفاق النووي، ضمن تسوية أو تصوّر معيّن". ووجد أنّ "إيران عبرت مرحلة الخطر، وهي مقبلة على انتخابات جديدة، وهناك حرص لدى العالم على التفواض معها والتوصّل إلى حلول".
كما أفاد بأنّ "بعض وسائل الإعلام تقول إنّ أصدقاء إيران عليهم أن يقلقوا، لأنّ في النهاية المفاوضات في فيينا أو الحوار السعودي- الإيراني، سيكونان على حساب أصدقاء إيران في المنطقة"، مطمئنًا بأنّ "إيران ليست بحاجة لتؤكّد لأصدقائها أنّ لا شيئ سيكون على حسابهم أو على حساب أوطانهم أو شعوبهم". ولفت إلى أنّ "إيران في أحلك الظروف، لم تبع حلفاءها أو أصدقاءها، ولم تساوم عليهم، ولم تفاوض عنهم إلّا إذا طلبوا هُم مساعدتها كصديق".
وأكّد "أنّنا نؤيّد كلّ حوار إيراني إقليمي أو عربي، ونرى أنّه يقوّي محور المقاومة ويضعف جبهة العدو، ونحن ومطمئنّون جدًّا إلى إيران، هذا الصديق والأخ الكبير، انطلاقًا من معرفتنا ومن تجربة عمرها أكثر من 40 عامًا. مَن يجب أن يقلقوا هم أصدقاء أميركا في المنطقة، وقد بدأوا يقلقون".
في سياق منفصل، لفت الأمين العام لـ"حزب الله"، إلى أنّ "سوريا تجاوزت الحرب وهي في مسار التعافي، والاستحقاق الأخطر هو الاستحقاق الاقتصادي، لكن سوريا لا تواجهه لوحدها بل شعوب عدّة في المنطقة، وهي مصمّمة على الصمود والمواجهة"، مبيّنًا أنّ "موضوع شرق الفرات لم يعد موضوعًا داخليًّا، بقدر ما هو احتلال أميركي".وشدّد على أنّ "العديد من الدول العربية على اتصال مع الدولة السورية، والسعودية لا تستطيع فرض الشروط على سوريا بشأن علاقاتها مع إيران، وهي تفاوض طهران".
إلى ذلك، كشف عن أنّ "الإسرائيلي الّذي كان يتحدّث عن بيئة استرايتجيّة وكان يعتبر أنّ المحور يتدمّر، اليوم هو قلق جدًّا، وأكثر جيش يقوم بمناورات في المنطقة منذ سنوات، هو الجيبش الإسرائيلي، ولو كان على هذا المستوى من القوّة والاقتدار كما يقول، لما كان بحاجة إلى كلّ هذه المناورات". وأشار إلى أنّ "الإسرائيلي اليوم قلق بسبب تطوّر قدرات محور المقاومة، وهناك تصدّعات واضحة في كيان العدو، كماهناك انهيار لبعض المحاور والتحالفات الّتي كانت قائمة في مواجهة محور المقاومة أو غيره".
وفسّر أنّ "هناك تصدّعًا في جدار كيان العدو، وهو كيان مأزوم ويعاني من أزمة قيادة في داخله، وهذه من علامات الوهن والضعف"، موضحًا أنّ "المسار في كيان العدو هو الذهاب إلى حرب أهلية، وهناك قلق جدّي في مجتمع العدو من هذه الحقيقة"، ومبيّنًا أنّ "جيش العدو ليس على يقين بشأن قدرته للتصدّي للنيران من جبهات مختلفة إن وقعت الحرب".
من جهة أُخرى، نفى نصرالله أن "يكون مصابًا بوباء "كورونا"، موضحًا أنّها "حالة من السعال والتهاب في القصبة الهوائية"
أخصائية تغذية تكشف عن خمس عادات سيئة تمنعك من خسارة الوزن
كشفت الأخصائية في التغذية، إيرينا بيساريفا، عن العادات السيئة التي تمنع انقاص وزن الانسان البدين.
وبحسب الأخصائية، أولا وقبل كل شيء، يجب على المرء أن يتخلى عن نمط الحياة المستقرة الذي يبطئ عملية التمثيل الغذائي ويساهم في تراكم الدهون.
ولفتت إلى أن العادة السيئة أيضا هي أكل الفاكهة في الليل، إذ يجب أن تؤكل الفاكهة في النصف الأول من اليوم، حتى الساعة 4 مساء، فعلى الرغم من احتوائها على سكريات نباتية طبيعية، إلا أنها عبارة عن جلوكوز وفركتوز وسكروز، لذا لا ينصح بتناولها في المساء، لأن هذا يساهم في زيادة الوزن".
وأضافت الأخصائية أن هناك عادة أخرى تتعارض مع فقدان الوزن، وهي النوم متأخرا، وهذا يرجع إلى حقيقة أنه في هذا الوقت يتعافى الجسم، وتقوي المناعة، وتوازن الهرمونات. ووفقا لها، من الضروري أن يرتاح الجسم.
ومن العادات السيئة الأخرى أشارت الأخصائية إلى تناول الطعام بسرعة كبيرة، وحذرت من أنه "عندما نأكل بسرعة كبيرة، لا يكون لدى الجسم وقت لهضم الطعام الذي أتى إليه، ولا يحدث الشبع. ويصبح هناك احتمال أن نأكل أكثر بكثير مما نحتاجه بالفعل".
وأضافت بيساريفا أنه من العادات السيئة أيضا هو أن بعض الناس يفضلون عدم تناول الطعام في الصباح، لكن من الضروري اللجوء إلى وجبة خفيفة على الأقل، لأن الإفطار يبدأ في عملية التمثيل الغذائي ويعطي الطاقة.، كما أن الامتناع عن وجبة الإفطار لا يساهم في إنقاص الوزن.
يوم القدس العالمي يوقد جذوة وينبه لخلل استراتيجي ارتكبته انظمة عربية
اكد عبدالفتاح مورو النائب السابق لرئيس البرلمان التونسين انه كان من الخطأ الاصرار علی التوجه الی أنظمة بينت اليوم انها لاتحمل هم القضية الفلسطينية، معتبراً التطبيع مع الاحتلال الاسرائيلي خلل استراتيجي، ويجب التفكير في طرق تجعل هذه القضية دائمة قائمة في الاذهان وهو ما يتجسد بيوم القدس العالمي، موضحاً ان القضية الفلسطينية تبقی للشعوب التي توقد جذوة التمسك بها.
وضمن فعاليات الاحتفال بيوم القدس العالمي استضاف قناة العالم في برنامج "بوصلة المسلمين" في هذه الحلقة عبدالفتاح مورو النائب السابق لرئيس البرلمان التونسي وأحد أبرز مؤسسي حركة النهضة في تونس، نتحدث معه بخصوص هذه المناسبة.
العالم: اذاً يوم القدس العالمي مناسبة تحتفل بها وتحييها عدد كبير من بلدان العالم العربي والاسلامي من أجل مناهضة الكيان الصهيوني ومساندة القضية الفلسطينية. في يومنا هذا كيف تنظر وكيف تری أهمية هذه المناسبة؟
جواب: المناسبة تذكر بالقضية التي نعتبرها قضية مركزية لدی العرب والمسلمين بشكل عام هذه القضية التي تستمر معضلتها منذ 73 سنة كاملة ولست أعلم ان في العالم معظلة استمر النظر فيها مدة طويلة من الزمن كهذه القضية، هي قضية اعتداء علی حق أساسي، علی حق شعب عزل عن أرضه وينبغي ان يبقی النضال قائماً بالطرق القانونية والدبلوماسية المسموح بها للحصول علی حق هذا الشعب. اذا التذكير هو أمر ضروري، هو احياء لذكری خلاف لما يزعمه المستبدون والمستعمرون من كون الزمن يعمل لصالحهم نحن نريد ان يبقی الزمن عاملاً لصالح القضية.
العالم: وهل يعمل اليوم الزمن لصالح القضية؟
جواب: يعمل مادام هناك في الشعوب من يهتم بهذه القضية.
العالم: وهل مازال في الشعوب من يهتم بهذه القضية فعلاً؟
جواب: في الشعوب من يهتم بذلك، لكن الشعوب القاصرة علی أن ترفع صوتها وتحقق ارادتها يطغی عليها المواقف الرسمية والمواقف الرسمية هي بمعزل عن تاريخ الامة وبمعزل كذلك عن واقع المسلمين. اليوم كل عمل علی المستوی الشعبي يحرك هذه القضية في أذهان المنتسبين اليها يكون عملاً مبروراً ويبنغي تشجيعه حتی لاتضيع القضية. مادام قد تخلی عنها جزء من الكيانات الرسمية فإن القضية تبقی للشعوب التي توقد جذوة التمسك بها.
العالم: ما مدی قدرة مثل هذه الفعاليات علی دعم الشعب الفلسطيني بشكل فعلي وحقيقي؟
جواب: القضية اليوم هي قضية اقناع عالمي نحن قاصرون عن ان نقدم للعالم صورة تحظی بعناية الناس نحن نحدثهم عن ماضينا نحن في هذه الارض، عن تاريخنا نحن في هذه الارض. هذه قضية تهمنا نحن ولاتهم العالم، الذي يهم العالم ان هناك مواثيق دولية يقع الاعتداء عليها ان هناك قوی تريد ان تستحوذ علی الحق الذي أقرته كل المنظمات الدولية بما في ذلك منظمة الامم المتحدة والذي أقرته المواثيق الدولية بما في ذلك ميثاق حقوق الانسان الذي صدر منذ 48 مقارنا لقيام الاعتداء علی أرض فلسطين والاعتداء علی القدس. من 48 الی اليوم هناك خطان متقابلان، خط الاعلان العالمي لحقوق الانسان الذي يقر حق الشعوب في أن يكون لها أرض وحق الشعوب في ان تناضل من أجل استرجاع حريتها واستقلالها في مقابل ذلك الكيان الذي اغتصب الارض واعتدی عليها.
لذا أقول بانه من واجبنا كشعوب من خلال هيئاتنا المنظمة لقرارنا الشعبي قرارنا الاجتماعي قرارنا الجمعي ان تكون قادرة علی ان تقنع بهذا الحق في المجالات العالمية ولذلك كل المنظمات المهنية ينبغي ان تتحرك لهذه القضية المحامون في ميدانهم والاطباء في ميدانهم والعاملون في ميدانهم والمنظمات النسائية والمنظمات الطفولية والشبابية والمنظمات الرياضية هي حرية بأن تأخذ هذه القضية بعين الاعتبار وأن تراسل وتواصل وتتصل بالمنظمات الشبيهة لها في دول العالم لتكوين رأي عام عالمي لصالح هذه القضية هذا دور الشعوب.
العالم: هناك من يری ويعتبر ان المجرم الرئيسي في هذه المسألة هي سياسات الدول الغربية التي دعمت وجود الصهيوني من أجل ان تخلق قاعدة للنفوذ في منطقة الشرق الاوسط. الی أي مدی توافق هذا الطرح.
جواب: يقيناً هذا الكيان لم يقوم الا بتواطئ من قوی عالمية بدء من بريطانيا وبعد ذلك اخذ ضوءاً اخضراً من جهات مختلفة من العالم لكن الذي اعلمه كما تعلمون ان هذه الدول هي حراك علی مستوی شعوبها ويمكن تجيير شعوبها بشكل أو بآخر لتغيير رأي المنظمات الحكومية التي تتبنی هذه الخيارات الظالمة. نحن نحتاج الی وقت لكن نحتاج الی فهم اداراك والی عزم في ان نتغلغل في هذه الشعوب من خلال منظماتها القائمة لنفتح حواراً حول قضية فلسطين وحول قضية القدس وهم كثير منهم لم تقدم له الحقائق الصحيحة التي تجعله يتخذ رأياً بل كثير منهم مجير لفكر سابق يؤثر علی ذهنه فكلما قيل له فلسطين قال شعب ظلمه هيتلر وأحرقه في المحارق وهذا شعب لابد من انصافه، انصافه لايكون علی حساب شعب أخر، وانما يكون من الذين اعتدوا عليه. ينبغي ان نقدم نحن وجهة نظرنا التي تتطابق مع الوقائع، لكن تتطابق مع المواثيق الدولية التي نتمسك بها نحن. المواثيق هي تعطينا حقوقنا في أن نسترد حقنا.
العالم: ولكن استاذ في ظل الاوضاع الداخلية في البلدان العربية ما مدی قدرة هذه البلدان أو حتی الفعاليات أو حتی الهيئات الناشطة داخل هذه البلدان علی ايصال الصوت داخل البلدان الغربية وأن يكون هذا الصوت قوي بحيث يقنع هذه الهيئات في انتظار ان يصل الصوت الی الهيئات الرسمية في هذه البلدان؟
جواب: نحن لم نحاول هذا الامر حتی نقول بأنه غيرممكن. الامر الثاني اذا كان من شعب مظلوم مقهور فالشعب الفلسطيني والشعب الفلسطيني يبلغ صوته الان في العالم وله قدرة علی ان يجير اجزاء من العالم لصالح قضيته وانتم تعلمون ان اتحاد البرلمانات كان اتخذ موقفاً لصالح قضية فلسطين لمدة طويلة من الزمن، بل هُدد الكنيست الاسرائيلي علی ان يطرد من المنظمة الدولية للبرلمانات لان هناك حراكاً قام يقنع بهذه القضية، نحن كأننا نعتمد علی الحكومات والمنظمات الحكومية لتقوم بهذه المهمة، هذا خلل وخطأ. اذا لم تجد صدی لرأيك لدی هذه المنظمات فلا أقل من كوننا نسعی لتوسيع امكانيات التأثير وهذه تتم عن طريق استراتيجية عن طريق صبر عن طريق تخطيط عن طريق محاولات ولست ادري أي محاولات قمنا بها حتی نبوء بالشعور اننا قد فشلنا.
العالم: وما سبب هذا التراخي برأيك؟
جواب: التراخي ان القضية لاتحرك وان المنهجية في تحريكها غير واضحة لدينا كأننا اعتمدنا علی ان الحكومات اخذت هذه القضية فأراحنا ذلك، في الحقيقة القضية اذا يتولاها من يدافع عنها هذا لاينفي عن أن يدافع صاحبها عنها أيضاً فاذا كان أسلمنا قيادنا لأطراف اليوم لاتری من مصلحتها ان تقف الی جانب القضية فالخلل منا والخطأ فينا.
العالم: بعد زرع هذا الكيان الصهيوني في قلب الامة العربية والاسلامية كانت هناك محاولات لمناهضة هذا الكيان من البلدان العربية ولكن هذه المحاولات تلاشت وخفقت بتدريج ما سبب ذلك برأيك؟
جواب: هي المصالح الاقليمية والمصالح الدولية التي تجعل هذه الانظمة تخير مصلحتها القريبة الی مصلحة الشعب الذي تنتمي اليه أو الامة التي تنتمي اليها وهذا مفهوم وليست أول مرة تنكث فيها بعض الانظمة عن ميثاقها وعن التزامها لان العلاقات الدولية قائمة علی المصالح وليست قائمة علی المواثيق، لكن المواثيق تبقی دائماً وأبداً سداً منيعاً دون استشراء الظلم وهي ملاذ لكل ضعيف. الضعيف يلجأ للقوانين لأنها وضعت لتحميه بينما الانظمة التي تتفصی من هذه المواثيق هي الانظمة التي تری أن مصلحتها في ان تتفصی منها لتتحقق مصلحة آنية قريبة أو بعيدة.
العالم: هناك موجة من التطبيع لعلك تشاهدها وتتابعها لعدد من البلدان العربية لم يعد الامر سراً أو تنسيق تحت الطاولة في الغرف المظلمة الان أصبح الامر علني واصبح التطبيع علني وأصبح التبجح بذلك موجود ماذا كسبت هذه الدول التي طبعت مع "اسرائيل" واعلنت ذلك وتفاخرت به ماذا كسبت في المقابل؟
جواب: هي لما اختارت هذا الطريق عليها ان تبرره وان تبرر ان لديها كسباً مقابل ذلك ونحن الی حد الان لم نستمع الی من يتحدث عن كسب من خلال التطبيع لكن هذه القضية في الحقيقة التركيز عليها لايعني اننا نغطي مسؤولية الشعوب ومسؤولية المنظمات الشعبية في أن تناضل من أجل القضية، ليست هي قضية مع الحكومات، الحكومات قضيتها مع نفسها مع شعوبها، انا قضيتي مع قضية فلسطين، انا أعيش لأجل هذه القضية؛ اذا وُجد من يساندها مرحبا، اذا وُجد من لايساندها فما علي ان اتوجه لمن يمكن أن يساندها.
سؤال: ولكن في هذه البلدان التي اعلنت التطبيع مع "اسرائيل" وأمضت اتفاقيات في ذلك، الشعوب لم تحرك ساكناً ازاء ما تقوم به الجهات الرسمية في هذه البلدان.
جواب: اما لأنها موافقة وهذا ما استبعده واما لأنها معزولة عن القرار لاتجد مجال الاعلان عن نفسها اما لكونها غيرمنتظمة او لكونها خائفة أو لكونها مقهورة..
العالم: ما الذي يخيفها؟
جواب: مصالحها.. الشعوب تعيش في وضع داخلي يريد الفرد ان يحقق مصلحته، اليوم اشكالات الناس في طعام في شراب في مسكن، اشكالات الناس في دواء، في كوفيد يعصف بهم، لايجد سنداً من أحد فلا يستطيع ان يتحرك، لأن القضية بالنسبة اليه ان يجد في وطنه من يساعده من يمد له تلك الجرعة من يمد له ذلك الطعام، فنحن لانلوم الشعوب، لان الشعوب لها أوضاعها، لكن نلوم انفسنا لأننا من الشعوب التي حولت وجهتها عن الطريق المصلح. انت في انتظار سفر ووعدت بقطار يأخذك ولم يأت القطار، أتبقی مصراً علی انتظار القطار في محطته وتعرض صفحاً عن السيارة التي يمكن ان تنقلك الی طريقك؟
في تصوري الاصرار علی التوجه الی أنظمة بينت اليوم انها لاتحمل هم هذه القضية هو خلل استراتيجي علينا ان نفكر في الطرق التي تجعل هذه القضية دائمة قائمة في الاذهان وانا لااتصور ان السبعين سنة التي انقضت، تجعلنا نخاف ان تستمر القضية 70 سنة اخری. قضايا الحق لاتموت بالزمن ويمكن ان ننتظر سبعين سنة اخری.
العالم: ولكنها قد تخفت.
جواب: لاتخفت.. هذه قضيتنا نحن، قضية الشعوب وليست قضية الزمن، الزمن هل يجدنا ننتظره أم لا؟ نحن ننتظر زمناً، نحن نريد ان نعيش من أجل القضية والقضية عايشة. انا ولدت بالـ48 مثل القضية ولذلك احملها في نفسي في تاريخ ميلادي واعتبر ان ابنائي يتحملون من بعدي اذا ذهبت وأتصور ان كل شعوبنا أو جزءاً هاماً من شعوبنا الواعين المدركين الفاهمين القائمين علی الحق الذين يستطيعون ان يفعلوا هم مقتنعون بأن الزمن يزيدهم ثباتاً علی القضية.
العالم: الأجيال الجديدة كيف يمكن ايقاد جذوة القضية في نفوسهم من جديد؟
جواب: يجب ان تطرح عليهم القضية من أصولها، كيف بدأت كيف انطلقت وان نبدد تلك التشويهات التي حدثت في التاريخ لتشعر بأن هؤلاء الناس يسعيدون حقاً لهم قبل 4 الاف عام أو 3 الاف عام، هذا خطأ، ليس صحيحاً. ينبغي ان لانترك الناس يستدرون العطف في قضية ظالمة لمجرد انهم ظلموا وقد ظلموا ومن منا لايعلم ان اليهود قد ظلموا في أوقات متعددة لكن من يدفع فاتورة الظلم الذي تسلط عليهم؟ الذين تسببوا في ذلك.
نحن ظلمنا مع اليهود جميعاً عندما كنا بالاندلس وطرد اليهود والمسلمون في آن واحد وكنا كلانا معتداً عليه ولذلك نحن نحس بالظلم الذي تسلط عليهم كمنتمين لديانة لم يرغب أهل البلد في ان تبقی لديهم. لكن القضية ليست هنا. هل معنی ذلك انهم اذ ظلموا يحق لهم أن يظلموا؟ هذا لا. هم يعلمون من تاريخهم ان الظلم مر، ولذلك نحن نريد ان نقنع بأن قضيتنا هي قضية حق وليست قضية استرداد أرض تاريخية لم يحكم فيها اهلها الا زمنا قليلاً ولم تتوفر لهم امكانية الحق التاريخي حتی يستمدوا قوتهم ووجودهم من التمسك به.
العالم: هل تعتبر اليوم ان ما يحدث من ذهاب و ركض نحو التطبيع هو خيانة للقضية الفلسطينية؟
جواب: يقيناً.. هذه القضية كانت بأيدي هؤلاء الناس، وتخلوا عنها، اعلنوا انهم لم يعودوا راغبين بأن يدافعوا عنها أو لم يعودوا قادرين أو ان لهم ظروفاً هذه قضيتهم لكن في الحقيقة القضية لم تعد بيدهم، اذا ما الذي يجعلنا نصر علی التأكيد بأنهم خانوها، هؤلاء قالوا نحن لم نعد في هذه القضية انتهی الموضوع.
العالم: اذا هناك موجة من التطبيع وتصاعد لمنحی التطبيع في المقابل تقابله تراجع في مستوی علاقة الدول العربية مع ايران كيف تفسر ذلك؟
جواب: ايران لها قضايا مع المحيط الذي تعيش فيه ويبدو ان هذا المحيط متشنج منذ مدة من الزمن، ولم يتقدم عاقل لتقليل هذا التوتر في المنطقة هذا توتر يسئ الی المنطقة بكلها لأنه يصرف القوی الذاتية الی قوی الدفاع لا قوی البناء وكلا الطرفين في المنطقة يحتاج الی صرف جهده للبناء لا للدفاع وتصور ان اموالاً كثيرة تصرف في التسلح وتكتيل الاسلحة والتفتيش عن الاسلحة الاقوی والاسلحة الاكثر تطوراً وهذا واد لايشبع من يشرب منه لان هذه القضية تتجدد كل عام وتجعل المال نزيفاً يوجه الی هذا الجانب، علی حساب ماذا، علی حساب التنمية في المنطقة.
انا لاأتصور ان التاريخ يفرض علينا ان نبقی متخاصمين نحن قادرون علی ان ندرك بأن قضية المنطقة تستوجب اخذ الامر بأكثر جد وأكثر حزم. لاوجوب لأن تكون انظمتنا متطابقة في منطقتنا يمكن ان نكون بأنظمة متعددة متخالفة متغايرة من حيث ماهيتها وصورتها وأنواع تصرفها لكن هذا لايمنع من أن نفتح علی انفسنا طريقاً للحوار فيما بيننا ونكتل ما يمكن تكتيله من طاقاتنا الاقتصادية والاجتماعية لخدمة قضية التمنية في أوطاننا.
العالم: وهذا يخدم أيضاً القضية الفلسطينية بوجه من الوجوه؟
جواب: يقيناً لان الفلسطينيين هم في معمعة هذه الخصاصة الاقتصادية التي فرضت عليهم، اُستثنوا من ان يكونوا قادرين علی ان يؤثروا في الالة الاقتصادية في المنطقة هم مستثنون وهم يعيشون في الحقيقة في منطقة معزولة كأنها سجن كبير لايستطيعون أن يوفروا لأنفسهم الطعام والشراب الا بالاستجداء وبعد حين طويل من الزمن مع ان هؤلاء لهم قدرات وامكانيات في ان يثروا المنطقة بإنجازهم وبنشاطهم وعملهم الاقتصادي وهم قادرون علی ان يفعلوا الكثير وانت تری ان الفلسطينيون في العالم هم يتصدرون الجاليات في البلدان التي يقيمون فيها من حيث ثرائهم وقدراتهم علی بعث المشاريع هذا شعب متحرك له عقل له ادراك ينبغي ان لايكبل بقضية تعطل انجازه وتعطل تقدمه.
سؤال: تونس اليوم لايبدو انها في غير مرمی موجة التطبيع هذه هل تری ان الجانب الرسمي التونسي يمكن ان ينجر الی التطبيع؟
جواب: انا استبعد ذلك، السيد رئيس الجمهورية كان اعلنها صريحة بأن التطبيع خيانة عظمی و مؤسسات الدولة ليس منها من يدعو الی التطبيع ولم اسمع به من ذلك ابداً ولا أتصور ان بلداً قامت فيه ثورة مثل بلدنا رفعت فيها بشكل تلقائي يوم الثورة العلمان التونسي والفلسطيني في وقت واحد وخرج الشباب هكذا بعلمي تونس وفلسطين مقترنين دون توجيه كان شعوراً تلقائياً من الشعب. هذا التحرك يعني ان قضية فلسطين هي في قلوب التونسيين وان مؤسسات الدولة لاتستطيع ان تتجاوز هذا الشعور هذا الاحساس وهذه الرغبة الدفينة القائمة في نفوس التونسيين جميعاً.
سؤال: ولكن استاذ كنت نائب رئيس ثم رئيس البرلمان التونسي في وقت معين واعتقد انك كنت تعرف وكان هناك عديد من البرلمانيين الذين حاورناهم وعديد من السياسيين في مناصب مختلفة أيضاً كانوا يقرون بأن هناك ضغوط تسلط علی تونس بمختلف الاشكال من أجل ان تنخرط في هذه الموجة أو علی الاقل من أجل ان لايكون لها صوت عالي يدين الكيان الصهيوني ويعلن مساندته للقضية الفلسطينية في انتظار ربما تحويلها الی عملية تطبيع الی أي مدی ممكن ان يصمد الجانب الرسمي التونسي أمام هكذا ضغوط؟
جواب: أقول اذا كان هذا الجهد قائماً فهو قائم منذ زمن طويل قضية ارادة التأثير علی قرارات الدول وقرارات الشعوب هذه قضية مدخول عليها في العالم كله لكن السؤال هل افضت ام لم تفض وهل تستطيع ان تفظي ام لا؟ هي لم تفض الی الان ولا اتصور انها تفضي لانه ليس هناك عنصر مؤثر يلفت الاهتمام الی تغيير الموقف او ارادة تغيير الموقف الوطني التونسي سواء علی المستوی الرسمي او علی المستوی الشعبي.