
emamian
بعد الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين.. الأزهر يرفض تصريحات ماكرون عن الإسلام ويصفها بالعنصرية
أعلن الأزهر، السبت، رفضه تصريحات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عن الإسلام، مؤكدا أنها "عنصرية وتؤجج مشاعر ملياري مسلم".
جاء ذلك في بيان لمجمع البحوث الإسلامية بالأزهر بعد يومين من رفض شيخ الأزهر، أحمد الطيب، تصريحات لمسؤول فرنسي تحدث عن مصطلح "الإرهاب الإسلامي".
وأوضح البيان، أن ماكرون اتهم الإسلام "باتهامات باطلة لا علاقة لها بصحيح هذا الدين"، وأضاف "نرفض بشدة تلك التصريحات ونؤكد أنها تصريحات عنصرية من شأنها أن تؤجج مشاعر ملياري مسلم".
واستنكر البيان إصرار البعض على إلصاق التهم الزائفة بالإسلام أو غيره من الأديان كالانفصالية والانعزالية، مؤكدا أن هذا الإصرار "خلط معيب بين حقيقة ما تدعو إليه الأديان من دعوة للتقارب بين البشر وعمارة الأرض، وبين استغلال البعض لنصوص هذه الأديان وتوظيفها لتحقيق أغراض هابطة".
والسبت، رد الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين على تصريحات ماكرون موضحا أن المقتنعين بالإسلام يزدادون كل يوم "فهو ليس في أزمة، وإنما الأزمة في الجهل بمبادئه وحقائقه والحقد عليه وعلى أمته، فهي أزمة فهم وأزمة أخلاق".
وقال الاتحاد في بيان إن المشكلة التي يواجهها الإسلام تكمن في ازدواجية المعايير والإسلاموفوبيا "وفي حفنة ممن صنعهم المحتلون والمستعمرون يحكمون بلاد المسلمين".
وأكد الاتحاد أن مثل هذه التهجمات غير المبررة والسماح بالاعتداء على مقدسات الإسلام تحت غطاء الحرية "هي التي تصنع الإرهاب والعنصرية الدينية، وتحول دون التعايش السلمي القائم على احترام جميع الأديان وخصوصياتها".
وعلق البيان على أوضاع المسلمين في فرنسا، وتساءل عن مصير الحرية هناك "إذا كانت اللادينية تفرض على المسلمين أن يوقعوا على ميثاق العلمانية ويرغموا عليه".
اعلان
وكان ماكرون قال في خطاب الجمعة إن الإسلام يعيش اليوم أزمة في كل مكان بالعالم، وعلى فرنسا التصدي لما وصفها بالانعزالية الإسلامية الساعية إلى إقامة نظام مواز وإنكار الجمهورية الفرنسية.
وجاء تصريح ماكرون متزامنا مع استعداده لطرح مشروع قانون ضد "الانفصال الشعوري" بهدف "مكافحة من يوظفون الدين للتشكيك في قيم الجمهورية".
والخميس، أعلن شيخ الأزهر في بيان "استنكاره وغضبه الشديد من إصرار بعض المسؤولين في دول غربية على استخدام مصطلح الإرهاب الإسلامي غير منتبهين لما يترتب على هذا الاستخدام من إساءة بالغة للدين الإسلامي والمؤمنين به".
ووفق تقارير صحفية، جاءت تصريحات شيخ الأزهر بعد أيام من تصريحات لوزير الداخلية الفرنسي جيرالد دارمانان، تؤكد أن بلاده "في حرب ضد الإرهاب الإسلامي"، عقب هجوم استهدف مقرا قديما لصحيفة شارلي إيبدو الساخرة.
المصدر : وكالات؛الجزیره
الاربعین روح الثورة الحسينية
إنّ روح عمل الإمام الحسين عليه السلام هو تطبيق كلام الحقّ وطريق الحقّ والصمود في وجه كافّة القوى التي تكاتفت عليه في هذا السبيل، هذا هو روح عمل الحسين بن عليّ عليهما السلام وحقيقته. كلّ المواضيع المتّصلة بالإمام الحسين عليه السلام، في المدينة، في مكّة، في كربلاء وخلال الطريق وكذلك الحوادث التي عرضت بعد شهادته، قد ذكرها الإمام السجّاد وزينب عليهما السلام. ذلك كلّه يؤشّر إلى هذه النقطة. هذا هو الدرس الكبير الذي قدّمه الحسين بن عليّ عليهما السلام.
من هم الذين عارضوا الإمام عليه السلام في ذلك اليوم؟ ينبغي القول: إنّ العالم بأسره قد أحاط بالإمام الحسين عليه السلام، لأنّ نظام يزيد قد تسلّط على العالم الإسلاميّ وبنحو من الأنحاء أحكم قبضته على كلّ شخص بحسبه، بعضهم بالتهديد وآخرون بالترغيب والوعود وغيرهم بالاحتيال، وجميع هؤلاء كانوا معارضين للإمام عليه السلام.
فهل كلّ من كان معارضاً للإمام الحسين عليه السلام لم يكن يحبّه؟ لا، كانوا يحبّونه! كما أنّ الإمام الحسين عليه السلام كان يعيش محترماً في المدينة، وكلّما كان يذهب إلى الحجّ كانت النّاس تجتمع إليه1. لكن المسألة كانت شيئاً آخر، بمعنى أنّ الإمام كان يرى أنّ النظام الاجتماعيّ للعالم الإسلاميّ هو نظام غير إسلاميّ، في حين أنّ النبيّ الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم جاء ليجعل النظام الاجتماعيّ للنّاس نظاماً إسلاميّاً.
جاء نبيّ الإسلام وأوجد هذا النظام الإسلاميّ. إلّا أنّه عندما جاء يومٌ ورأى الإمام الحسين عليه السلام العالم الإسلاميّ والنظام الإسلاميّ يصبحان مغايرين للاسلام بالكامل، بل سيصبحان في كثير من الموارد معاديين للإسلام بنسبة 100%، لذا عزم الإمام الحسين عليه السلام على استعادة ذلك الوضع.
أراد الإمام الحسين عليه السلام أن يعلن لجميع النّاس في عصره ولكلّ الذين سيأتون في العصور اللّاحقة أنّه متى ما فقد هكذا نظام من المجتمع وجب القيام والثورة لإيجاده، سواء أفضت الثورة إلى قيام الحكومة والانتصار أم الشهادة.
وقد تخيّل بعضهم أنّ الإمام الحسين عليه السلام لو كان يعلم أنه سيستشهد لم يثُر، وفي المقابل ادّعى بعضهم أنّ الإمام الحسين عليه السلام ثار ليستشهد، (لكن) كلا الرأيين خاطئان.
لقد ثار الإمام الحسين عليه السلام ليلقّن البشريّة درساً: وهو أنّه كلّما شاهد المسلمون - الذين يتعلّمون من الحسين عليه السلام - الظلم في المجتمع، وغياب النظام الإسلاميّ، وأنّ القرآن لا يحكم، وسيادة العنصريّة والتمييز، والغطرسة وهضم الحقوق، والتربّع على السلطة دون ملاك أو معيار، فيجب عليهم النهوض لاسترجاع الوضع (الصحيح)، سواء انتهت الحركة بنتيجة أم لا.
لقد ذكر الإمام (الخمينيّ) مراراً، أنّنا لا نقوم من أجل النتيجة، وإنّما ننهض من أجل الوظيفة والتكليف2. بالتأكيد، عندما يكون عملنا نابعاً من الإخلاص فإنّ الله تعالى سيوصلنا إلى النتيجة أيضاً.
هذا هو روح عمل الإمام الحسين عليه السلام، لذلك صمد واستقام من أجله. وواقعاً إذا أراد الإنسان أن يحاسب ذلك اليوم الذي ثار فيه الإمام الحسين عليه السلام استناداً إلى المعايير والمعادلات العاديّة، فإنّ من المتيقّن به أنّ هذا القيام لن يكون قياماً عقلانيّاً. بالطبع لو أراد الإنسان النظر من زاوية العقل العادي والطبيعيّ، سيرى أنّ الإنسان الذي لا يمتلك أيّ قوّة في يده في مواجهة تلك القوى، لا مناص من أنّه سينتهي بهزيمة عسكريّة محقّقة. لكن، مع ذلك، ثار الإمام الحسين عليه السلام، مع أنّ إدراك الأمور والحقائق كان أسهل بالنسبة إليه من كثير من النّاس الآخرين، ومن المؤكّد أنّ هذه الحسابات أيضاً كانت أمام مرأى أبي عبد الله عليه السلام، ومع ذلك ثار، ذلك لأنّ الغاية والهدف هما القيام بالوظيفة والانتصار الإلهيّ، وليس فقط الانتصار العسكريّ، بالطبع لو تيسّر للإمام الانتصار العسكريّ لقبل به3.
دروس عاشوراء، جمعية المعارف الإسلامية الثقافية
1- الفتوح, ج5, ص23, الإرشاد, ج2, ص35-36, البداية والنهاية, ج8, ص151, بحار الأنوار, ج44, ص332.
2- صحيفة الإمام ج61 ص284.
3- في مراسم العرض الصباحيّ للحرس في مقرّ قصر فيروزة 2/7/1364ش- 24/9/1986 م.
لماذا علينا المدوامة على الدعاء في كل الأحوال؟
المداومة على الدعاء في الشدة والرخاء مما ورد التأكيد عليه في النصوص الاسلامية.
وقد روي عن رسول الله صلي الله عليه واله وسلم: (تعرف الى الله في الرخاء يعرفك في الشدة)([1]).
وعن أبي عبدالله الصادق عليه السلام: (من تقدم في الدعاء استجيب له إذا نزل البلاء، وقيل: صوت معروف، ولم يحجب عن السماء، ومن لم يتقدم في الدعاء لم يستجب له إذا نزل البلاء، وقالت الملائكة: ذا الصوت لا نعرفه»([2]).
وعن أبي عبدالله الصادق عليه السلام: «إن الدعاء في الرخاء يستخرج الحوائج في البلاء)([3]).
وعن أبي عبدالله الصادق عليه السلام أيضاً: «من سرّه أن يستجاب له في الشدة فليكثر الدعاء في الرخاء»([4]).
«كان جدي يقول: تقدّموا في الدعاء، فإن العبد إذا كان دعاء فنزل به البلاء فدعا قيل: صوت معروف.
وإذا لم يكن دعاء، فنزل به البلاء، قيل: اين كنت قبل اليوم؟»([5]).
وهذه النصوص ترمز الى معنى ظريف ودقيق، فإن الدعاء إقبال على الله، وأنفذ الدعاء وأقربه الى الاستجابة اكثره اقبالأ على الله.
فإذا تم الاقبال وخلص القلب، وتوجه بكله إلى الله لم يكن بين الدعاء وبين الاستجابة عند ذلك حجاب؛ وإذا ضعف الاقبال كانت الاستجابة بقدره، والاقبال على الله، وتحضير القلب عند الله يتم للانسان بكثرة الدعاء.
وهو يتم للانسان بكثرة الدعاء، شأنه في ذلك شأن اي عمل آخر في حياة الانسان، وكلما اكثر الانسان من الدعاء تمكن من الاقبال على الله تعالى اكثر، وانقاد له قلبه في التوجه الي الله اكثر.
فإذا فاجأه البلاء، وتوجه الى الله عند نزول البلاء انقاد له قلبه في الاقبال والتوجه بسرعة وبيسر، وكان دعاؤه قريباً من الاستجابة، ولم يحل بينه وبين الاستجابة يومئذ شيء.
وروي عن الفضل بن عباس قال: «قال لي رسول الله صلي الله عليه واله وسلم قائلاً: احفظ الله يحفظك. احفظ الله تجده امامك. تعرّف الى الله في الرخاء يعرفك في الشدة»([6]).
وعن علي بن الحسين أنه كان يقول: «لم أر مثل التقدم في الدعاء، فإن العبد ليس تحضره الاجابة في كل ساعة»([7]).
وعن أبي ذر رضي الله عنه قال: «قال رسول الله صلي الله عليه واله وسلم: يا أبا ذر، تعرّف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدّة، فإذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله»([8]).
وروي أن أبا جعفر عليه السلام، كان يقول:
«ينبغي للمؤمن أن يكون دعاؤه في الرخاء نحواً من دعائه في الشدة، ليس إذا اعطى فتر، فلا تمل الدعاء فإنه من الله عز وجل بمكان»([9]).
الدعاء عند أهل البيت (عليهم السلام)، الشيخ محمد مهدي الآصفي
([1]) وسائل الشيعة 4: 1097، ح: 8672.
([2]) وسائل الشيعة 8: 1096، ح: 866٤.
([3]) وسائل الشيعة 4: 1096، ح: 8665.
([4]) وسائل الشيعة 4: 1096، ح: 8660.
([5]) وسائل الشيعة 4: 1096، ح: 8667.
([6]) من لا يحضره الفقيه 2: 358.
([7]) الارشاد للمفيد: 277.
([8]) وسائل الشيعة 4: 1098، عدة الداعي لابن فهد الحلي: 127.
([9]) وسائل الشيعة 4: 1111، ح: 8729.
فتوى سودانية ضد التطبيع وسط ضغوط أميركية
جاء في الخبر، ان مجمع الفقه الإسلامي في السودان أفتى بعدم جواز التطبيع مع الكيان الاسرائيلي في كل المجالات.
مجمع الفقه الإسلامي في السودان هو (هيئة حكومية تضم عددا من علماء المسلمين من المذاهب كافة، يعينهم رئيس الوزراء الدكتور عبدالله حمدوك)، وقد أصدر بيانا أمس الاربعاء نشره على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، جاء فيه "إن أعضاء مجمع الفقه الإسلامي أفتوا بالاجماع بعدم جواز التطبيع مع الكيان الاسرائيلي في كل المجالات".
وبذلك فقد انضم مجمع الفقه الإسلامي في السودان الى قائمة تيار الرفض للتوجهات الحكومية نحو التطبيع مع الكيان الاسرائيلي، حيث جاءت الفتوى السودانية وسط ضغوط تمارسها الإدارة الأميركية على الخرطوم من أجل انضمام السودان إلى اتفاقيات التطبيع مقابل حذف اسم الخرطوم من القائمة الأميركية للدول الراعية للإرهاب، كما جاءت غداة سعي رئيس المجلس الانتقالي عبد الفتاح البرهان الذي سعى منذ فبراير/ شباط الماضي، إلى المضي قدما في خطوات التطبيع مع الكيان الاسرائيلي، بعد لقائه برئيس وزراء الكيان الاسرائيلي بنيامين نتنياهو، وذلك بدفع من الولايات المتحدة والإمارات، بينما تتحفظ الحكومة المدنية برئاسة عبد الله حمدوك على خطوة البرهان، وتجد معارضة شبه كلية من تحالف الحرية والتغيير الحاكم.
لم تقصر محاولات التطبيع مع الكيان الاسرائيلي على البرهان فقد زعم نائب رئيس مجلس السيادة الانتقالي محمد حمدان دقلو المعروف بـ"حميدتي" زعم في مخاطبة جماهيرية، بأن عدداً من مشايخ الدين الإسلامي قد أجازوا لهم التطبيع مع "إسرائيل"، فجاء رد مجمع الفقه الاسلامي صاعقت حارقا لكل امنيات المطبعين الذين اغرتهم الامارات او ارهبتهم سياسة البيت الابيض.
السودان يمن على الولايات المتحدة وليس العكس
كما ذكر أبو القاسم إمام "رئيس حركة تحرير السودان الثورة الثانية"، أن تفويت عرض التطبيع الاميركي يعني بقاء البلاد في عزلتها الدولية والسياسية والاقتصادية، وطالب مجلس الأمن والدفاع بعقد اجتماع طارئ لإجازة العرض الأميركي، حيث توحي الولايات المتحدة للسودانيين بانها متفضلة عليهم وتمن بكسر عزلة بلدهم الدولية والسياسية والاقتصادية اذا ما طبعت مع الاحتلال الصهيوني، في وقت ان الشعب السوداني هو الذي يمن على اميركا التي في ذمتها استحقاقات مالية للسودن بعشرات المليارات من الدولارات.
فقد كشفت مراجعات مالية وإدارية أجرتها سلطة الطيران المدني السوداني، أن الولايات المتحدة تدين للسودان بمبلغ 59 مليار دولار ثمن استغلال خدمات الملاحة الجوية في المجال السوداني من قبل الخطوط والشركات الأمريكية، على مدى 27 عاما، وقال مدير الطيران المدني إبراهيم عدلان إن الولايات المتحدة لم تدفع أي مطالبات منذ الأول من مارس 1993 حتى تاريخ اليوم، ما أدى إلى تضاعف المطالبات حتى وصلت إلى 59 مليار دولار عبارة عن أصول وفوائد.
انقسام الاحزاب السودانية حول موضوع التطبيع
ومنذ اللقاء الذي عبد الفتاح البرهان برئيس بـ"نتنياهو" في فبراير/شباط الماضي، في مدينة عنتيبي الأوغندية، انقسمت الأحزاب السودانية والرأي العام بنسبة ما، حول موضوع التطبيع، لا سيما داخل تحالف "الحرية والتغيير"، إذ تتبنى 5 أحزاب رئيسة داخل التحالف موقفاً رافضاً للتطبيع، من حيث المبدأ أولاً، وهي "الأمة القومي" و"الشيوعي" و"البعث العربي الاشتراكي" و"الناصري" و"البعث السوداني". كما ترفض هذه الأحزاب تدخّل عسكر السلطة الانتقالية، وتغولهم على واحد من مواضيع السياسة الخارجية، التي هي من صميم مهام واختصاصات السلطة التنفيذية، مُمثلة في مجلس الوزراء المدني. وترى بعض الأحزاب أن فكرة التطبيع مجرد محاولة لتقوية المكون العسكري على حساب المكون المدني.
في موازاة ذلك، عقدت ثلاثة أحزاب سودانية، هي حزب الأمة بقيادة مبارك الفاضل، وحركة تحرير السودان الثورة الثانية، وجبهة الشرق، مؤتمراً صحافياً أعلنت فيه تأييدها لمسار التطبيع مع "إسرائيل" والقبول بالعرض الأميركي، الذي يتضمن رفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب، اذافة الى مزاعم مساندة أميركا للسودان بإعفائه من ديونه في نادي باريس، وتقديم معونات مالية واستثمارية وإنسانية، مقابل الانضمام إلى اتفاقية التسوية المذلة بين الإمارات والبحرين من جهة، والكيان الإسرائيلي من جهة أخرى.
رفض شعبي وحزبي للتطبيع
لم تكن الفتوى الدينية لمجمع الفقه الإسلامي بعدم جواز التطبيع مع كيان الاحتلال الاسرائيلي، وليدة اليوم فهي ثمرة امتداد عريض للرفض الشعبي الواسع الذي لم يقتصر على السودان فحسب بل امتد سلطانه في كافة الساحات العربية والاسلامية الرافضة للتطبيع ومنها ساحة السودان الذي لايختلف شكلا ومضمونا عن حاله عند كافة شعوب الدول العربية والاسلامية الرافضة أساسا للوجود غير الشرعي للغدة السرطانية "اسرائيل".
تجلى الرفض السوداني الشعبي والسياسي المعارض "جملة وتفصيلا وبكافة اشكاله" للتطبيع مع هذا الكيان اللقيط، تجلّى في الايام الاخيرة، برفض واسع قاطع للتطبيع مع تصاعد كافة المواقف الرافضة للاحتلال الإسرائيلي وكان اخرها رفض 5 أحزاب رئيسة داخل تحالف الحرية والتغيير للتطبيع، اضف الى ذلك تأكيد رئيس الوزراء حمدوك في وقت سابق، أنّ التطبيع مع كيان الاحتلال الاسرائيلي يحمل إشكالات متعددة ويحتاج نقاشا مجتمعيا عميقا.
وفيما قال زعيم الحزب الشيوعي السوداني محمد مختار الخطيب، إن واحدة من شيم الشعب السوداني هي وقوفه ضد ظلم وقهر الشعوب الأخرى بشكل عام، ويتضامن معها ويعمل على أساس أن ذلك القهر ضده هو أيضاً. وبين أن محاولات التطبيع الأخيرة كشفت عن سلب الإرادة السياسية، وفرض الإملاءات على البلاد، مفنداً الاعتقاد لدى البعض بأن حل المشاكل السودانية يأتي بالتطبيع مع "إسرائيل"، أو الحل لها في الخارج عموماً، مؤكداً أن المخرج من كل الأزمات موجود في الداخل، وعبر الشعب السوداني، شدد زعيم حزب الامة القومي، الصادق المهدي، على ان الكيان الصهيوني هو كيان مغتصب يجب محاربته وعدم التطبيع معه.
السيد ابو ايمان
المصدر:العالم
حميدتي: السودان ترغب بإقامة علاقات مع "إسرائيل" وليس تطبيعاً!
نائب رئيس مجلس السيادة السوداني محمد حميدتي يقول إنّه "شئنا أم أبينا، موضوع رفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب مرتبط مع إسرائيل"، ويعتبر أن "الناس مضت في التطبيع مع إسرائيل".
أعرب نائب رئيس مجلس السيادة السوداني محمد حميدتي، أمس الجمعة، بأن بلاده "ترغب في إقامة علاقات مع إسرائيل، وليس تطبيعاً، وذلك للاستفادة من إمكانياتها المتطورة"، على حد قوله.
ودعا حميدتي لمعرفة آراء الشارع السوداني بشأن إقامة علاقات مع "إسرائيل"، قائلاً إنّ "الشعب السوداني يقرر بعد استطلاع رأي عام، هذه هي الديمقراطية، والرافضون لإقامة علاقات مع إسرائيل، من فوضهم بذلك؟".
كلام حميدتي جاء خلال مقابلة تلفزيونية، إذ أشار إلى أنّ "إسرائيل متطورة، ونحن نريد أن نرى أين مصلحتنا "، مضيفاً "نحن نحتاج إلى إسرائيل بصراحة".
وتابع: "التطبيع مع إسرائيل.. الناس مضت فيه، نحن وإسرائيل لا تربطنا معها حدود. صحيح أن القضية الفلسطينية مهمة، والشعب الفلسطيني نحن مفترض نقف معه في قضاياه".
كما أشار إلى أنه "شئنا أم أبينا، موضوع رفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب مرتبط مع إسرائيل وهذا ما اتضح لنا ونحن نرجو ألا يكون مرتبط بالعلاقات مع إسرائيل".
وكان مجمع الفقه الإسلامي، في السودان أصدر الأربعاء الماضي، فتوى "بعدم جواز التطبيع مع إسرائيل في كل المجالات".
وفي 5 أيلول/سبتمبر الماضي، كشف وزير الخارجية السوداني المكلف عمر قمر الدين، أن الإدارة الأميركية وعدت بدراسة إمكانية رفع اسم السودان من القائمة الأميركية للدول "الراعية للإرهاب"، مقابل تطبيع علاقاتها رسمياً مع "إسرائيل".
وأضاف قمر الدين، في مقابلة مع صحيفة "التيار" السودانية، أن وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، جاء إلى الخرطوم وطرح ملفين، الأول التطبيع بين السودان و"إسرائيل"، والثاني حذف اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب، "ووضع الملفين في سلة واحدة".
ولفت قمر الدين إلى أن "رئيس مجلس السيادة الانتقالي في السودان، الفريق أول عبد الفتاح البرهان، طرح، رداً على عرض بومبيو، سؤالا مفاده ماذا يجني السودان اقتصادياً أو متى يرفع من قائمة الإرهاب؟".
ونقل عن مصادر، طرح شروطٍ إسرائيلية-أميركية-إماراتية على السودان، في موضوع التطبيع، بينها أن يضم الوفد المطبع وزير العدل السوداني الذي يحمل الجنسية الأميركية، والذي سبق أن عمل مستشاراً في مكاتب أميركية وخليجية.
وتضمنّت الشروط وعددها 47، إمكانية أن يكون السودان وطناً بديلاً لتوطين الفلسطينيين، والسيطرة الأميركية في البحر الأحمر السوداني عن طريق جنوب السودان، إضافةً إلى منع السلطات السودانية من منح الشركات الصينية أي استثمار.
كما طالبت واشنطن بالإشراف على الموانئ والمياه الإقليمية السودانية "بذريعة محاربة الإرهاب"، وبتعديل المناهج التعليمية السودانية، إضافةً إلى تحويل السودان إلى منفى لمن تطرده الإمارات و"إسرائيل" وأميركا.
في المقابل، اعتبر زعيم حزب الأمة السوداني الصادق المهدي، أن "التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي خيانة، ولا علاقة له بالحريات.
المصدر:الميادين
حزب الله أعاد التأكيد على احترام المبادرة الفرنسية
مصادر تفيد الميادين بأن السفير الفرنسي في بيروت أبدى تفهمه لما قاله السيد نصر الله بمعرض تفنيده ما أحاط المبادرة وطريقة تنفيذها.
قالت مصادر للميادين إن اللقاء بين السفير الفرنسي في لبنان ومسؤول العلاقات الدولية في حزب الله كان ودياً وصريحاً.
ولفتت المصادر إلى أن حزب الله أعاد التأكيد على احترام المبادرة الفرنسية كما وردت.
كما أوضحت المصادر أن السفير الفرنسي أبدى تفهمه لما قاله السيد نصر الله بمعرض تفنيده ما أحاط بالمبادرة وطريقة تنفيذها.
وفي آخر خطاب له، شدد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله على أنّ الفرنسيين "كانوا يغطون عمليّة سياسيّة كانت ستؤدي إلى شطب أهم ما تبقى من صلاحيات رئيس الجمهورية"، مشيراً إلى أنّ "المبادرة الفرنسيّة لا تتضمن عدد الوزراء والمداورة والجهة التي توزع الحقائب وتسمّي الوزراء".
وأضاف السيد نصر الله: "أقول للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن يذهب ويبحث عمن أفشل المرحلة الأولى من مبادرته. إذا أردت أن تبحث عمن أفشل مبادرتك خارج لبنان فتش عن الأميركيين والملك سلمان وخطابه الأخير".
وقال: "لا نقبل أن يتحدث معنا أحد بهذه اللغة. نحن يا فخامة الرئيس الفرنسي معروفون عند الصديق والعدو بالتزامنا بوعودنا ونضحي لكي نفي بها".
المصدر:الميادين
بعد شهور من تعليقها: الحرم المكي يستقبل أول أفواج المعتمرين
دخل الفوج الأول للمعتمرين للحرم المكي لأداء مناسك العمرة، في وقت متأخر من مساء السبت، وذلك للمرة الاولى منذ تعطيلها قبل حوالي 7 أشهر ضمن تدابير منع تفشي فيروس كورونا في السعودية.
وأعلنت رئاسة الحرمين الشريفين، عبر حسابها الموثق على "تويتر"، "وصول طلائع زوار المسجد الحرام لأداء مناسك العمرة".
ونقلت الرئاسة صورا لدخول المعتمرين الحرم المكي، مؤكدة أن ذلك يجري وفق الإجراءات الاحترازية، دون تفاصيل أكثر حول طبيعة تلك الإجراءات.
وكانت وزارة الحج والعمرة قد أعلنت، عبر حسابها على "تويتر"، أن "الفوج الأول من المعتمرين يستعد لدخول الحرم المكي مع بداية العمرة"، مع نقل عدد من صور المعتمرين.
المصدر:الميادين
الإنحراف عن الصراط وقطع الطريق على السالكين
لقد عبّر القرآن الكريم عن الانزلاق عن الصراط بنحوين، فتارة صوّر الصراط عموديّاً ووصفَ الخروجَ عنه بـ (الهويّ) فقال: ﴿وَلاَ تَطْغَوْا فِيهِ فَيَحِلَّ عَلَيْكُمْ غَضَبِي وَمَن يَحْلِلْ عَلَيْهِ غَضَبِي فَقَدْ هَوَىٰ﴾[1] وفي هذه الآية الكريمة يتحدّث بصورة قياس منطقيّ فيقول: لاتطغوا ولا تعتدوا، لأنّ غضب الله علىٰ الطغاة ضروريّ وحتميّ، وكلّ من تحتّم نزول الغضب الإلٰهيّ عليه فإنّه يسقط ويهوي. (الهُوِيّ) (مصدر فعل هوىٰ) بمعنىٰ السقوط والهبوط وهو يدلّ علىٰ انّ طريق كمال الإنسان عمودي ويتّجه الىٰ الأعلىٰ، لأنّ السقوط يتحقّق في الحركة العموديّة، والتعبير بـ (الصعود) في الآية الكريمة: ﴿إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّب﴾[2] يدلّ علىٰ هذا المعنىٰ أيضاً.
وتارة صوّر الصراط بالحركة الاُفقيّة ووَصفَ الخروج عنه بأنّه (نكوب) وانحراف: ﴿وَإِنَّكَ لَتَدْعُوهُمْ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ٭ وَإِنَّ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ عَنِ الصِّرَاطِ لَنَاكِبُون﴾.[3] إذن فالمتخلّفون عن الصراط امّا انّهم من أهل الهُوِيّ أو من أهل النكوب.
وإذا تعرّض الإنسان للانحراف أو السقوط وكانت لديه القدرة علىٰ التوبة فإنّه يعود ويواصل الطريق، لكنّه لو أفسد جميع قواه واستهلكها وانتزعت منه القدرة علىٰ الرجوع، فإنّه يقعد علىٰ الطريق ليقطعه علىٰ السالكين، وهكذا يتحوّل مَن خُلِق ليسير علىٰ الصراط الىٰ قطّاع طريق فيه. ومثل هؤلاء حتّىٰ لو وُفِّقوا للتوبة فإنّ من الصعوبة قبول توبتهم، لأنّ هناك شرطاً ثقيلاً في قبول توبتهم وهو هداية جميع الّذين تسبّب هؤلاء في انحرافهم وانزلاقهم، فالله سبحانه يقول: ﴿إِلاَّ الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَبَيَّنُوا فَأُولٰئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيم﴾.[4] وهذا العمل صعب للغاية، لأنّه يجب عليهم قبل كلّ شيء الإعتراف بالخطأ وبعد ذلك اعادة المنحرفين بسببهم الىٰ الطريق.
واُولئك الّذين انقطع بهم الطريق وسُلبت منهم القوّة علىٰ الحركة وصاروا عقبةً أمام حركة الآخرين، هم (شياطين الإنس) الّذين نهاهم النبيّ شعيب (عليه السلام) عن أن يكمنوا في طريق هداية الناس ويمنعوهم من طريق الله بالوعود الفارغة والتهديدات الجوفاء: ﴿وَلاَ تَقْعُدُوا بِكُلِّ صِرَاطٍ تُوعِدُونَ وَتَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِهِ وَتَبْغُونَهَا عِوَج﴾[5]، لأنّ القعود في طريق هداية الناس هو عمل الشيطان: ﴿لأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيم﴾.[6]
وخلاصة القول هي انّ من لم يسر علىٰ الصراط المستقيم وآل أمره من الحركة المستقيمة الىٰ الإنحراف أو السقوط، فإنّ مصيره سينتهي الىٰ قطّاع طريق، وكما انّ السالكين في طريق الله سيُحشرون مع أولياء الله: ﴿وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولٰئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِم مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولٰئِكَ رَفِيق﴾[7] كذلك فإنّ قطّاعي الطرق سيُحشرون مع الشياطين: ﴿فَوَرَبِّكَ لَنَحْشُرَنَّهُمْ وَالشَّيَاطين﴾.[8]
تنويه: انّ السرّ في طلب الهداية الىٰ الصراط المستقيم للنفس وللآخرين (بهيئة المتكلّم مع الغير) اضافة الىٰ الوجوه الّتي ذكرت في سرّ التعبير بهيئة الجمع في كلمة (نعبد) و(نستعين) هو انّ القادة الّذين تؤثّر استقامة أتباعهم في نجاح نهضتهم يسألون الله هداية واستقامة أصحابهم ورفاق دربهم: ﴿فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَن تَابَ مَعَك﴾.[9] كما يمكن أن يسألوا لأنفسهم هم ايّ أئمّة الدين (عليهم السلام) بقاء الهداية واستمرارها من جهة والمزيد من الهداية من جهة اُخرىٰ بلحاظ قوس الصعود.
آية الله الشيخ جوادي آملي
[1] . سورة طه، الآية 81.
[2] . سورة فاطر، الآية 10.
[3] . سورة المؤمنون، الآيتان 73 ـ 74.
[4] . سورة البقرة، الآية 160.
[5] . سورة الأعراف، الآية 86.
[6] . سورة الأعراف، الآية 16.
[7] . سورة النساء، الآية 69.
[8] . سورة مريم، الآية 68.
[9] . سورة هود، الآية 112.
إعلام إسرائيلي: نصر الله يحظى باحترام كبير
- الكاتب: الميادين نت
- المصدر: وسائل إعلام إسرائيلية
مراسل عسكري إسرائيلي يؤكد أن الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله يحظى باحترام كبير لدى القيادة في الجيش الإسرائيلي، بفضل اتزانه أو بفضل القدرات التي نجح في تحقيقها مع مرور السنين.
نقل مراسل صحيفة "ماكور ريشون" العسكري عن محافل استخبارات رفيعة في الجيش الإسرائيلي أن أمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله يقرأ كل تحليلات المراسلين العسكريين في "إسرائيل".
وإذ قال: "منذ صعود نصر الله إلى السلطة، نجح في إضفاء الشرعية داخل البرلمان اللبناني، وكذلك في العالم العربي"، أكد في الوقت نفسه أنه "زعيم يمتلك الكثير من الحكمة".
وفي هذا السياق، أوضح مراسل الصحيفة إنه "يجب أن لا نتوهم، فنصر الله يحظى باحترام كبير لدى القيادة في الجيش الإسرائيلي".
وكشف قائلاً: "بعد 7 سنوات، أنا في وظيفة مراسل عسكري ولم أسمع إطلاقاً كلمة واحدة تستخف به".
"الجيش الإسرائيلي يقدّر نصر الله كثيراً، سواء بفضل اتزانه أو بفضل القدرات التي نجح في تحقيقها مع مرور السنين"، ختم مراسل الصحيفة.
المصدر:الميادين
أثر الولد الصالح في الدنيا والآخرة
الحاجة للولد هي حاجة فطرية لكل أب وأم، فالولد نعمة من الله تعالى، وكم من آباء وأمهات محرومون من هذه النعمة، وعندما يمن الله تعالى عليهم بالولد تملأ الفرحة كل جوانب حياتهم، فكيف إذا كان الولد صالحا مؤمنا يحمل اسم أهله ويحمل الدعوات الصالحة لهم من خلال أخلاقه ودينه، ولذا ورد في الرواية عن رسول الله الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم: "من سعادة الرجل الولد الصالح"([1]) . فالولد الصالح الذي يمثل تطلعات والديه ريحانة حقيقية، وعلى عكسه الولد غير الصالح الذي قد يشكل لوالديه مأساة كبيرة ويعرضهما للمهانة في الدنيا والسؤال في الآخرة، فعن أمير المؤمنين عليه السلام، أنه قال: "ولد السوء يهدم الشرف ويشين السلف"([2]) .
وهناك العديد من الروايات التي تتحدث عن أهمية الولد الصالح في كلا الدارين، الدنيا والآخرة.
أثر الولد الصالح في الدنيا
إن الولد بالإضافة إلى كونه قرة عين للوالدين كما عبرت الآية الكريمة (وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَاماً)(الفرقان:74)، له كذلك آثار أخرى في الدنيا إن كان من الصالحين حيث إنه يكون عوناً لوالديه على متاعب الحياة ومكاره الدهر ولا سيما عند بلوغ الأهل الكبر، وإصابتهم بالعجز عن العمل، ففي الرواية عن الإمام زين العابدين عليه السلام: إن من سعادة المرء أن يكون متجره في بلاده، ويكون خلطاؤه صالحين، ويكون له ولد يستعين بهم([3]) .
أثر الولد الصالح في الآخرة
إن الولد الصالح الذي ينشأ على التعاليم الإسلامية، يجرُّ الحسنات إلى أهله بعد موتهما من خلال أعماله الخيِّرة ودعائه لهما، فقد ورد عن الإمام الصادق عليه السلام أنه قال:"ليس يتبع الرجل بعد موته من الأجر إلا ثلاث خصال: صدقة أجراها في حياته فهي تجري بعد موته، وسنّة هدى سنّها فهي يُعمل بها بعد موته أو ولد صالح يدعو له"([4]) .
وكما أن من سنّ سنَّة حسنةً كان له أجرها، فللأهل الذين علَّموا أولادهم التعاليم الإسلامية، وحلّوهم بمحاسن الأخلاق وكريم الفعال، الأجر من خلال عمل أولادهم بهذه التعاليم. وقد ورد في رواية عن الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم: "مر عيسى ابن مريم عليه السلام بقبر يعذب صاحبه ثم مر به من قابل فإذا هو لا يعذب، فقال: يا رب مررت بهذا القبر عام أول فكان يعذب، ومررت به العام فإذا هو ليس يعذب؟ فأوحى الله إليه أنه أدرك له ولد صالح فأصلح طريقا وآوى يتيما فلهذا غفرت له بما فعل ابنه، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ميراث الله عز وجل من عبده المؤمن ولد يعبده من بعده".
المصدر، كتاب: الولد الصـالح، جمعية المعارف الإسلامية الثقافية
([1]) ميزان الحكمة - محمدي الريشهري، ج4، ص3303.
([2]) ميزان الحكمة - محمدي الريشهري، ج4، ص3303.
([3]) وسائل الشيعة (آل البيت)، الحر العاملي، ج17، ص243.
([4]) الكافي، الشيخ الكليني، ج7، ص56.