emamian

emamian

أكد سماحة قائد الثورة الإسلامية في إيران آيةالله السيدعلي خامنئي أن الشعب الإيراني بصموده قد انتصر وحقق النجاح خلال العام المنصرم وذلك باعتراف الأميركيين تحملهم هزيمة مخزية في فرض الضغوطات القصوى على إيران، مسميا العام الإيراني الجديد بعام «الإنتاج المعرفي المولد لفرص العمل».

وأدلى سماحة القائد بكلمة مباشرة بمناسبة حلول الربيع وعيد النوروز وبداية العام الإيراني الهجري الشمسي الجديد بثت عبر وسائل الإعلام الإيراني تطرق فيها إلى محاور مختلفة داخلية وإقيليمية ودولية.

وإليكم نص كلمة قائد الثورة بمناسبة العام الإيراني الجديد كاملة:

كلمة قائد الثورة الإسلامية الإمام الخامنئي - حفظه الله -

بمناسبة بداية السنة الإيرانية الجديدة عام 1401 هـ. ش.

بسم الله الرحمن الرحيم،

والحمد لله رب العالمين، وصلى الله على محمد وآله الطاهرين، ولا سيما بقية الله في الأرضين.

يا مقلّب القلوب والأبصار، يا مدبّر الليل والنهار، يا محوّل الحول والأحوال، حوّل حالنا إلى أحسن الحال.

أباركُ عيدَ النوروز وبدايةَ السنةِ الجديدة والطبيعة الجديدة واليوم الجديد والعصر الجديد، الذي تقارَنَ هذا العامَ مع أيامِ النصفِ من شعبان المرتبطةِ بالشّمسِ الساطعةِ لعالم الوجود، بقيةِ الله، أرواحنا فداه.

أباركُ هذه المناسبةَ للشعبِ الإيراني العظيم والشعوبِ الصديقة جميعاً المتكافئة وذاتِ المشتركات. وأخصّ بالمباركةِ ذوي الشهداءِ المبجّلين وعائلاتهم الصبورة المكرمة، سائلاً الله أن يديمَ ظلَّ هذه الأسرِ الكريمة على رؤوسِنا ورؤوسِ أبناء الشعب الإيراني. كما أتقدم بالمباركةِ إلى الجرحى الأعزّاء وعائلاتهم المضحيّةِ والصابرة، وإلى المضحّين جميعاً، وكلّ من يقدّم بإخلاصٍ الخدماتِ إلى الشعب الإيراني في مختلف الميادين، سواء في ميدان الصحّة أو ميدان الأمن أو ميدان المقاومة أو ميدان العلم. أبارك لهؤلاءِ الأعزاء جميعاً هذا اليومَ العذب والعيدَ المبارك.

مرّت سنةٌ أخرى، وانقضى عامُ 1400 بحلاواته ومرارته وتعرّجاته كلها، وهذا أمرٌ طبيعي في الحياة. فالحياةُ الإنسانية مجموعةٌ من حالات الصعود والهبوط وألوانِ الحلاوة والمرارة.

وهنا أشيرُ إلى بعض نقاط الذّروة والمحطّات والإنجازات العذبة في الأحداث التي شهدها الشّعب الإيرانيّ، ومنها قضيةُ الانتخابات. فالانتخاباتُ كانت خطوةً مهمة وعظيمة حقاً. فرغم ظروفِ شدةِ المرض المتفشّي، جائحةِ كورونا في بدايات العام الماضي، حضر الناس عند صناديقِ الاقتراع وأدلَوْا بأصواتهم. هذا أمرٌ مهم، فقد أُجريتِ الانتخاباتُ في ظروفٍ كان يُعدّ اجتماعُ شخصينِ اثنين خلالَها أمراً خطيراً، وفي أيامٍ كنا نشهدُ فيها وفاةَ المئاتِ وربما خمسمئة أو ستمئة أو ربما أكثرَ من ذلك يومياً. في مثل هذه الظروفِ، أُجريت الانتخاباتُ وحضر الناسُ وشاركوا فيها وانبثق عنها حكومةٌ بنَفَسٍ جديد، ويبدو من بعض القرائنِ أنها حكومةٌ شعبية ترغب في اتخاذ خطواتٍ شعبية وتحقيق أهداف شعبيةٍ لتحقيق الأهداف، ولديها مسار مختلف عن الحكومةِ المحترمةِ السابقة وهي تسير فيه، وقد أحيَت آمالاً جديدة في قلوب الناس، بحمد الله. هذا كان من إحدى محطات النهوض وذروة الأحداث التي شهدها الشعبُ الإيراني.

الأنموذجُ الآخرُ كان في المكافحةِ الجادة لجائحة كورونا المتفشية، وكانت مكافحةً ومعالجة بالمعنى الحقيقي للكلمة. فعددُ الضحايا نَزَلَ من مئاتٍ في اليوم إلى عشرين أو ثمانية عشر خلال مدة معينة، ووصل إلى هذا الحد مع أنه ارتفع قليلاً مرة أخرى، لكنَّ الفرقَ شاسعٌ بين الوضع الجديد لمّا تمّ توفير اللقاح للجميع، وبين الأوضاع التي شهدناها سابقاً.

نقطةُ الذُّروة الأخرى تحقّقت في مجالِ التقدم العلمي والتِّقْني، خاصةً مع إنتاجِ أنواعٍ عدةٍ من اللقاحاتِ في البلاد التي حظيَ بعضُها أيضاً بشهادات عالمية، ومختلفِ التحرّكات العلميةِ والتِّقنية انطلاقاً من إنتاج اللقاح حتى الأقمارِ الاصطناعية، وقد أُنجزت في الجوانب كلّها - بحمد الله - أعمال مهمّة على مستوى البلاد. هذه كانت بعضَ نقاطِ الذّروة عام 1400، وأيضاً كان هناك في الداخلِ حوادثُ متنوعةٌ أخرى، وكان هناك أمور أخرى مفرحة أيضاً.

على الصعيدِ العالمي، كان الأمرُ كذلك. ومن أهم الأحداث السارّة عامَ 1400 اعترافُ الأميركيين - في المدة الأخيرة طبعاً - حينَ قالوا بلسانهم إننا تحمَّلْنا هزيمةً مخزية في فرضِ الضغوطات القصوى على إيران، وتعبيرُ «الهزيمة المخزية» هو تعبير الأميركيين أنفسهم. إنَّ هذا حدثٌ مهم، فقدِ انتصرَ الشعب الإيراني وحقق النّجاح. ولا يمكنُ لأحدٍ أن ينسب ذلك لنفسه في ذلك، لأن صمود الشعبِ الإيراني هو الذي أدى إلى تحقيق مثل هذا الانتصارَ العظيم. كما جرت أحداث أخرى متعددةً سواء بالقرب منا أو في مناطق بعيدة، وأثبتت جميعُها صحّةَ نهج الشعب الإيراني في مواجهة الاستكبار، وأنَّ النهجَ القويم هو ذلك الذي يسلكه الشعبُ الإيراني في مقارعة الاستكبار. حسناً، هذه كانت الأمور السارّة.

ثمة مراراتٌ أيضاً، وأذكرُ منها ما أراه الأصعبَ والأهم، وهي الضائقةُ المعيشيّةُ للناس، وقضيةُ غلاء الأسعار والتضخّمُ وأمثال هذه الأمور التي لا بدّ من معالجتها حتماً، وهي قابلةٌ للعلاج. هذه المشكلات الاقتصادية نأملُ معالجةَ أجزاءٍ منها في العام الجديد، لأنه من غير الممكن معالجتها دفعةً واحدة، بل يجري ذلك بالتدريج. فالاستعجالُ والقول بحلحلة هذه المشكلة فوراً لا يُعبّران عن رؤية واقعية، لكن - إن شاء الله - نأمل التغلب على بعضها خلال 1401، وهو العامُ الأول في القرن الجديد، أي القرنِ الخامس عشر وفق التقويم الهجري الشمسي.

لقد طرحنا في كل عامٍ من الأعوام السابقة عنواناً ليكون شعار العام، وذلك لتصويب تحركاتِ المسؤولين، ولا سيما في السلطة التنفيذية وإلى جانبها السلطتان التشريعيةُ والقضائية، وحتى أفراد الشعب كلُّهم في المجالاتِ المرتبطة بهم مباشرة، أي تصويبها في ذلك الاتجاه. وتحققتْ في بعض الأعوام نجاحاتٌ جيدة في مجال شعار العام، فيما كان هناك بالطبع نوعٌ من التقصير في بعض الأعوام أيضاً.

في عام 1400 الماضي، طرحنا شعار «الإنتاج والدعم وإزالة الموانع»، وتم اتخاذُ خطواتٍ جيدة نسبياً وهي لا تزال مستمرة، وينبغي أن تتواصل. خلال السنوات الأخيرة جعلت «الإنتاج» محوراً أساسياً لشعار العام، مع تقييده أو تخصيصه بخصوصية ما، والسبب هو أن الإنتاج يُعدُّ المفتاحَ لحل المشكلات الاقتصادية للبلاد. فالإنتاجُ الوطني هو الطريقُ الأساسي حقاً لتجاوزِ الصعوباتِ والمعضلات الاقتصادية في البلد، فأهم قضايا الاقتصاد في البلد من الممكن معالجتُها عبر الإنتاج ورواجِ الإنتاج الوطنيّ وازدهاره. هذه هي طبيعة الإنتاج، ولذلك أكدنا دائماً أهميةَ الإنتاج لأن من شأنه أن يرفعَ النموَّ الاقتصادي، ويحققَ فرصَ عملٍ جديدة، ويقللَّ التضخم، ويزيد معدلَ الدخل، ويؤدي إلى الرفاهية العامة. وله بالإضافة إلى ذلك آثارٌ نفسية، فهو يرفع الثقةَ بالذاتِ والشعورَ بالعزةِ لدى الشعب. فالإنتاجُ الوطنيّ مثل هذا الإكسير. وهو حدث على هذا المستوى من الأهمية إن شقّ الإنتاج الوطني طريقه إلى الأمام بأفضل ما هو ممكن، إن شاء الله. لذلك، أكدنا قضيةَ الإنتاج في السنين الأخيرة، فلم يكن بلا تأثير، بل كان له تأثيراتٌ جيدة، بحمد الله.

أريد أن أكررَّ هذا العامَ أيضاً قضيةَ الإنتاج لكن بثوبٍ جديد وعلى مستوى آخر، وهو الإنتاج الذي يتمتع بخصوصيتين: أن يوفر فرصَ العمل، وأن يكون إنتاجاً معرفياً. فإنتاجُ المعرفة الذي يعتمد على العلم والمعرفة والعلوم الجديدة والتقدم العلمي، والإنتاج المولّد لفرص العملِ، هو المطلوب. بالطبع. كلُّ إنتاجٍ يولّد فرص عمل لكن بعضه رغم حاجته إلى تمويلٍ عظيم لا يوفر فرصاً كثيرة للعمل، وأما بعضُه الآخر، فيرفع مستوى العمالة، وسأوضح ذلك قدر الإمكان في كلمتي غداً إن شاء الله.

إنْ تمسّكْنا بالإنتاج المعرفي وصوّبْنا بوصلةَ إنتاجِنا باتجاه إنتاج المعرفة بخصائصه التي سأذكرها في خطاب رأس السنة غداً، يبدو لي أننا سنحقق خطوةً جيّدة ونقلة ملحوظة إلى الأمام في أهدافنا الاقتصادية هذه جميعِها، إن شاء الله. وكذلك الأمرُ في قضية توفير فرص العمل. لذلك إنَّ شعارنا لهذا العام هو «الإنتاج: المعرفي المولّدُ لفرص العمل». هذا هو الإنتاج المطلوب، وإنني أطلب بجدٍّ كما أكدتُ ذلك في العام الماضي: ألّا يكتفي الإخوةُ بإدراج هذا العنوانِ على الأوراق الرسمية للدوائر المختلفة أو اللوحاتِ الإعلانية في الشوارعِ والطرقات، فهذا ليس العملَ المطلوب، وإنما الأهمُّ والأساس وضعُ السياسات بما يحقّق الشعارَ بكل ما للكلمة من معنى. وأرى أن هذه الحكومةَ بما أشاهده عبر الأوضاع والتحرّكِ الذي يفعله رئيس الجمهورية المحترم وزملاؤه ستحقّق التقدّم - إن شاء الله - ولن يُترك هذا الشعارُ سدىً، بتوفيق من الله. مع ذلك، كلما ازداد التطبيقُ وتضافرت الجهود، فسيؤدي ذلك إلى الأفضل.

أملنا أن يمنَّ الله المُتعالي على الشعب الإيراني العزيز في هذا العام وهذا العيدِ وهذه الفرصةِ المغتنمة في العامِ الجديد كلَّ الخير، وأن يُسعد قلوبَ الناس، ويجعل حياتهم عذبةً حلوة، ويُفرح نفوس الناس، إن شاء الله.

ونسأله السعادةَ والرضوان لأرواح شهدائنا الأبرار، ولروح إمامنا العظيم الإمام الخميني الراحل، رضوان الله عليه.

أسأل الله - عز وجل - أن يبلّغ عنا كلَّ التحيةِ والحبِّ والإخلاص لتراب مقدم بقية الله الأعظم، أرواحنا فداه.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 

الإثنين, 21 آذار/مارس 2022 10:18

فوائد عصير التفاح للصحة

لعصير التفاح فوائد صحية كثيرة تعرف عليها من خلال التالي:

1) تحفيز حركة الأمعاء:

تحفيز حركة الأمعاء وتنظيمها من فوائد عصير التفاح للمعدة، وذلك لأنه يحتوي على مجموعة من الألياف الغذائية التي تساعدكَ في التخلص من عسر الهضم، والغازات والانتفاخات في المعدة الحموضة.

بالإضافة إلى ذلك من أهم فوائد شرب عصير التفاح قتل الخلايا السرطانية الموجودة في القولون، ومن ثم تعزيز البكتيريا النافعة التي تُسهل عملية الهضم.

كما من فوائد عصير التفاح للاسهال هو تخفيف حدة الإسهال من خلال ألياف البكتين، وحمض الماليك وهي من الأحماض التي تقلل من الاضطرابات الهضمية.

 

2) إذابة حصوات المرارة:

يُعرف التفاح بأنّه واحد من أكثر الثمار التي تعمل على تليين حصوات المرارة، وذلك من فوائد عصير التفاح للمرارة، حيث يتم من خلال احتوائه على حمص الماليك المسئول عن إذابة هذه الحصوات.

ويتم من خلال إضافة ملعقة كبيرة من خل التفاح إلى عصير التفاح وتناوله مرة واحدة يومياً، ويساعدكَ هذا المشروب في التخلص من حصوات المرارة والآلام الناتجة عن ذلك.

 

3) يقوي العظام والمفاصل:

يحتوي عصير التفاح على نسبة جيدة من الكاليسوم الذي يعدُّ المادة الأساسية لتكون العضلات والعظام، بالإضافة إلى تعزيز صحة الأسنان.

ويتم من خلال تضمين عصير التفاح إلى نظامكَ الغذائي، حتى تعزز فرصكَ للحماية ضد الإصابة بهشاشة العظام.

 

4) ترطيب الجلد:

ترطيب الجلد وتحسين مظهره من فوائد التفاح، وذلك لأنّ عصير التفاح يحتوي على فيتامين سي الذي يُساعد بدوره على صنع الكولاجين الضروري لصحة البشرة والجلد.

كما يعمل الكولاجين على إنتاج طبقة عازلة للماء حتى لا يسبب التشققات أو الجفاف بها، ومن ثم يعزز صحة شعركَ وأظافركَ.

ولهذا إذا كنتَ لا تضع منتجات ترطيب الجلد، يمكنكَ تناول عصير التفاح حتى تحمي بشرتكَ من الجفاف بل تحصل على الترطيب اللازم.

 

الإثنين, 21 آذار/مارس 2022 10:17

شبابنا والأنترنيت

عفاف لطف الله

 

أولاً: حاجات لابدّ منها: يصنف علم النفس حاجات الإنسان وفق هرم .. "ماسلو" إلى مجموعتين أساسيتين:

الأولى تلك التي تتصل بالحاجات إلى الغذاء والماء وحفظ النوع البشري وتدعى حاجات أولية، وهناك حاجات أخرى تدعى الحاجات الثانوية منها: الحاجة إلى الحرية والاستقلال، والحاجة إلى الحبّ، والأمان، والثقافة والقبول، والتواصل مع الآخرين، وتوكيد الذات وهناك الحاجة إلى المعرفة.

هذه الحاجات وسواها يمكن أن تحققها، بيسر وسهولة، تقنية حديثة هي تقنية الأنترنيت.

ثانياً: أسباب الاندفاع وراء الأنترنيت:

ما يلحظ ارتياد أعداد كبيرة من الأطفال والمراهقين والشباب الأنترنيت على نحو كبير، ويكمن وراء ذلك أسباب كثيرة منها:

1- البطالة التي يعاني منها الشباب والمراهقون سواء أكانت بطالة حقيقية أم مقنعة.

2- الفراغ الذي أصبح مشكلة بالنسبة للأطفال والشباب لاسيما في العطلة الصيفية.

3- الأوضاع الاقتصادية الصعبة لكثير من الأسر التي يصعب تأمين حواسيب أو تواصل مع شبكات الأنترنيت لأبنائها، وإهمال بعض الأسر لهم، فيبحث هؤلاء الأبناء عن سلوك تعويضي.

4- البحث عن الخصوصية والعمل على تأكيد الذات من خلال إيجاد عالم خاص بالطفل أو المراهق عن طريق الأنترنيت.

5- إشباع حاجات التواصل مع الآخرين ولاسيما مع الجنس الآخر.

6- إشباع فضول الأبناء إلى المعرفة بكل أشكالها عبر الأنترنيت.

ثالثاً: مقاهي الأنترنيت:

شهد العالم منذ العقود الأخيرة من القرن الماضي تطوراً كبيراً في مجال التواصل الإلكتروني وتقنيات المعلوماتية، وكان أبرز هذه التطورات شبكات الأنترنيت بأنواعها، وتعد شبكة الأنترنيت عامة أكبر حدث علمي تكنولوجي يضم جلّ ما قدمه الإنسان من معلومات وأفكار ونظريات وكتب ومجلدات وصحف وصور وأغان وفنون متنوعة ومواد إعلامية لتضعها تحت تصرف الإنسان، في أية نقطة من العالم، ولاسيما الأجيال الجديدة التي أصبح كلّ منها قادراً على استخدام الحواسيب والأنترنيت بل متمكناً من مهارات التواصل عبرها بدرجات متفاوتة.

استغلت الشركات التجارية معطيات التكنولوجيا والميزات الخارقة للأنترنيت كما استغلت حاجة الأطفال والمراهقين إلى اقتحام عالم الأنترنيت وأحدثت ما يسمى بمقاهي الأنترنيت.

والمقهي بالمفهوم العام هو ذلك المكان الفسيح الصحي الجميل بمناظره الطبيعية وهوائه العليل وجوه المريح، يرتاده الناس طلباً للراحة والاستمتاع والهدوء، ولتناول وجبات خفيفة لطيفة، لكن مقهى الأنترنيت هو مكان ضيق جداً يخصص فيه حيز لا يتجاوز المتر المربع مساحة لكل مرتاد، يجلس فيه وراء حاسوب يتصل بشبكة الأنترنيت على مدى ساعات وبأسعار مقبولة.

وفي ضوء ذلك اندفع الكثيرون إلى ارتياد مقاهي الأنترنيت على نحو ملحوظ، وراحت هذه المقاهي تنتشر في المدن والقرى، حتى الصغيرة منها انتشاراً مذهلاً وسريعاً.

وقد شهدت الولايات المتحدة منذ عام 1994، وبريطانيا منذ عام 1995 بدايات انتشار مقاهي الأنترنيت، ثم انتقلت إلى سائر أنحاء العالم، ولاسيما دول العالم الثالث، ومنها الدول العربية، وراحت هذه المقاهي تزدهر ازدهاراً كبيراً وتستقطب أعداداً غفيرة من المراهقين خاصة.

رابعاً: الأدوار التربوية لمقاهي الأنترنيت:

لقد استقطبت تقنيات الحاسب والأنترنيت اهتمام الطلبة، وشغلت ساعات طويلة من أوقاتهم يومياً، وأصبحت تنافس المؤسسات التربوية، كالأسرة والمدرسة وغيرها، في أدوارها، وهي بلا شك تؤدي أدواراً تربوية كبيرة وتسهم في هندسة سلوك الفرد ومعارفه.

ولهذه التقنية أدوار تربوية إيجابية وأخرى سلبية يمكن إيجازها على النحو التالي:

1- أدوار إيجابية:

أ- الحصول على المعلومات والمعارف والخبرات والأفكار التي توصل إليها الإنسان عبر رحلة الكشف والبحث، إذ تعد شبكة الأنترنيت أكبر مكتبة معرفية في العالم.

ويذكر في هذا السياق أن خبراء أمريكيين يتوقعون أن الكتب المدرسية في طريقها إلى الانقراض ليحل محلها الكتب الإلكترونية بسبب تقبل الأطفال صفحات الأنترنيت أكثر من الورق، وأصبح عدد كبير من المعلمين مقتنعين بذلك.

ب- الاطلاع، بيسر وسهولة، على العالم وما أفرزته الحضارة البشرية من مكتشفات ومعالم وإنجازات حضارية.

ج- مساعدة طالب العلم على إنجاز البحوث العلمية.

د- تعد الإنترنيت مصدراً للمتعة والترفيه بما يفيد ويغني عقل الإنسان.

هـ- يعد وسيلة جيدة لقضاء أوقات الفراغ.

و- السرعة في التواصل مع الآخرين في جميع أنحاء العالم.

2- أدوار سلبية:

أ- هدر الوقت في البحث عن الدردشة وارتياد المواقع السيئة والإباحية.

ب- انحطاط الرسائل المتبادلة في جميع المحادثة والدردشة.

ج- تدني القيم الأخلاقية التي يمكن أن تتأثر بارتياد المواقع الجنسية والإباحية.

د- دس معلومات أو أفكار خطيرة مسيئة في بعض المواقع .

هـ- هناك أضرار جسدية ناتجة عن التأثر بالإشعاعات، وعن الجلوس لوقت طويل في أماكن قد تكون غير صحية (مقاهي الأنترنيت).

و- لعل الخطر الأكبرهو الوصول إلى مرحلة إدمان استخدام الأنترنيت.

خامسا: مشكلة إدمان الأنترنيت:

1- تعريف الإدمان:

الإدمان عامة هو اضطراب سلوكي يتجلى بتكرار فعل ما من قبل فرد ينهمك في نشاط معين يسبب له نوعاً من المتعة لاقترانه بحاجة نفسية تم إشباعها، بغض النظر عن العواقب الضارة بصحته أو حالته العقلية أو النفسية أو الاجتماعية أو الاقتصادية.

وللإدمان أسباب كثيرة منها بيولوجية، وأخرى اجتماعية وأسرية وبيئية..

أما إدمان الأنترنيت فهو حالة من الاستخدام المرضي لشبكة الأنترنيت تؤدي إلى اضطرابات في السلوك والتفكير والعادات والمفاهيم.. وقد بدأت هذه الظاهرة بالانتشار في المجتمعات المعاصرة.

وظهر هذا المصطلح في الولايات المتحدة الأمريكية منذ عام1994 من قبل عالمة النفس الأمريكية كامبرلي يونغ التي تعد من أوائل أطباء علم النفس الذين قاموا بدراسة هذه الظاهرة. وقد عرفت يونغ إدمان الإنترنيت بأنه استخدام شبكة الإنترنيت مدة تزيد على ثمان وثلاثين ساعة أسبوعياً.

2- أعراض إدمان الأنترنيت:

أ- الشعور بالمتعة نتيجة اقتران الإدمان بحاجة نفسية أو عضوية تم إشباعها، والشعور بالألم الشديد والحرمان عندما لا يتم هذا الإشباع.

ب- الاستغراق الشديد في ممارسة استخدام الإنترنيت بغض النظر عما يدور حول المدمن من أحداث، فقد لا يسمع نداء يناديه ، وقد لا يرى ما بجواره..

ج- زيادة عدد ساعات الاستخدام على نحو مطرد.

د- الشعور بالتوتر والقلق الشديدين في حالة وجود عائق، وقد يصل هذا الشعور إلى حالة من الاكتئاب.

هــ التكلم عن موضوع الإدمان (شبكة الأنترنيت) في الحياة اليومية بمناسبة وبدون مناسبة، وقد يستيقظ المدمن من النوم ويمارس استخدام الشبكة ويفتح مواقعه المفضلة.

و- استمرار الاستخدام رغم وجود مشکلات كالتأخر عن العمل أو المدرسة، أو اضطرابات في العلاقات الأسرية.

3- مخاطر الإدمان:

تتلخص مخاطر الإدمان بأنها نتاج مركز للآثار السلبية للإنترنيت وأهمها:

- سلب إرادة المدمن.

- التجمد في اتجاه أو مجال واحد.

- العزلة الاجتماعية التامة والانطواء على الذات.

- تأخر المستوى المدرسي والتحصيلي.

- مشكلات أسرية نتيجة قضاء ساعات طويلة أمام الإنترنيت.

- هدر الوقت.

- الهروب من الواقع.

- قلة عدد ساعات النوم.

- معاناة نفسية وأضرار جسدية.

- وقد يفضي ذلك كله إلى ارتكاب الجرائم.

لقد كثر الحديث عما يسمى بالجرائم الإلكترونية، إذ يبتكر المدمن أثناء استخدامه الأنترنيت لمدد طويلة حالات أو مشاهد قد تكون مسيئة للآخرين، منها تركيب الصور والتلاعب بها وتداولها، والتعارف المشبوه، والتغرير بالصغار من المراهقين والمراهقات، وهناك أيضاً حالات الغش بأشكال متنوعة وكثيرة.

ويذكر في هذا السياق أنه أجري الكثير من الدراسات حول مسألة استخدام الحاسب والأنترنيت منها دراسة أجريت في إحدى الجامعات الكورية على 1296 طالبا تتراوح أعمارهم بين12- 19 عاماً، وقد بينت أن  87،7 منهم يستخدمون الحاسب، نسبة الذكور94% والإناث 81٪ وأن 63،4 قليلو الاستخدام و 30،5% متوسطو الاستخدام، و 6،1% معرضون.

كما وجد أن أكثر المواقع ارتياداً لهؤلاء المراهقين هي: الألعاب بنسبة 70% والدردشة بنسبة 12%، وبرامج تعليمية وسواها بنسبة 8% وتحميل برامج 7%.

وفي دراسة أخرى تبين أن أبرز المواقع استخداماً: الدردشة، المواقع الإباحية، الأغاني، الألعاب، المنتديات السياسية والإخبارية.

وفي إحدى الدراسات العربية تبين أن 70% من مستخدمي الأنترنيت مدمنون على المحادثة التي تتطور إلى صداقة وأحياناً إلى مشكلات.

سادساً: واجبات المؤسسات التربوية:

يتضح من الدراسات الكثيرة أن ثمة حالة من إدمان الأطفال والشباب على ارتياد مقاهي االأنترنيث يمكن أن تتطور إلى مشكلة لابدّ من التصدي لها والتعاون بين المؤسسات التربوية لحلها أو الحد منها، والوقاية منها أيضاً، وأبرز هذه المؤسسات:

1- الأسرة:

لاشك في أن للأسرة الدور الأكبر والأهم في تربية أبنائهـا وتعويدهم العادات السليمة وتجنيبهم العادات الضارة، وهي المعنية بتحقيق الحاجات الأساسية والثانوية لأبنائها، وذلك بإغداق المحبة عليهم وإشعارهم بالثقة والأهمية، وإتاحة الفرص الكافية لهم لتحقيق ذواتهم والتعبير عن آرائهم ومنحهم قدراً كافياً من الحرية والمسؤولية.

- ولابدّ من توجيه الأسرة أبناءها عبر الحوار المفيد إلى المواقع الجيدة التي تقدم الفائدة المرجوة، و يمكن مشاركتهم تصفح هذه المواقع بين حين وآخر وإجراء الحوار معهم لمناقشة جدوى هذه المواقع.

- إقناع الأبناء بأهمية الوقت وتعويدهم حسن التصرف فيه والإفادة منه، وإقناعهم بأن هدر الوقت مضر.

- توجيه الأبناء إلى فعاليات وأنشطة أخرى، وتنمية الهوايات وتوجيهها.

- العمل على تنمية حالة من الاصطفاء العقلاني للمواد الجيدة ونبذ المواد المسيئة.

- العمل على زرع القيم الأخلاقية وتنمية الضمير، والتدرب على التقويم الذاتي لدى الأبناء.

 2- المدرسة:

إن أدوار المدرسة التربوية مكملة لأدوار الأسرة  ويؤدي المعلم الحيز الأكبر من هذه الأدوار عبر معايشته الطلبة والإشراف عليهم وتوجيههم وتنفيذه المناهج التربوية والأنشطة الصفية واللاصفية، فلابد من توجيه الطلبة إلى الاستخدام الوظيفي للإنترنيت بصفتها وسيلة لجمع معلومات جديدة، وإنجاز بحوث وحلقات بحث علمية تعزز المناهج التربوية وتغني معلومات الطلبة وخبراتهم وتزيد تحصيلهم العلمي والتربوي.

ولابدّ من توجيههم إلى المواقع المفيدة وتكليفهم بمهمات علمية تتطلب البحث في صفحات الأنترنيت.

- وضروري أيضاً العمل على جعل المدرسة بيئة تربوية حضارية ثقافية جاذبة للطلبة تمارس فيها الهوايات وتنمى المواهب.

3- أدوار مؤسسات المجتمع الأخرى:

- وضع مقاهي الأنترنيت تحت رقابة تربوية مسؤولة.

- إحداث مواقع خاصة بالمؤسسات التربوية والثقافية والعلمية وتشجيعها.

- التعاون بين أولياء الأمور والمدرسة من جهة وبين أصحاب مقاهي الأنترنيت من جهة أخـرى، وذلك لضبط عمل هذه المقاهي وتوجيهها الوجهة السليمة.

- إخضاع أصحاب مقاهي الأنترنيت إلى دورات تربوية تأهيلية قبل منح الرخص بالافتتاح.

سابعاً: كلمة أخيرة:

في ضوء التقدم التكولوجي والعلمي أصبحت الأنترنيت نافذة الإنسان المعاصر على العالم، وقد دخلت إلى حياتنا من أبوابها الواسعة، وهي بحق أعجوبة العصر المذهلة إذ تطلعك على كلّ ما يدور في العالم بيسر وسهولة، ولكنها ككل تقنية لها مخاطر ومنعكسات سلبية، كما أن لها فوائد عظيمة لا يغض الطرف عن أهميتها، فمن الضروري جداً استخدام هذا النتاج الحضاري الكبير بما يفيد ويثقف ويغني ويطور حياتنا وأفكارنا وقيمنا وسلوكنا، والمهم أيضاً التزام التوازن في الاستخدام بما يحقق الطمأنينة والمتعة والفائدة والأهداف المرجوة.

فلنعمل جميعاً على العيش في عالم معلوماتي أمن دون أضرار تلحق بأجيالنا وأبنائنا.

 

الإثنين, 21 آذار/مارس 2022 10:16

حافظوا على علاقة مباشرة مع صغاركم

بقدر ما هو مهم أن نقضي الوقت مع بعضنا البعض كأسرة واحدة متماسكة، من المهم أيضاً ألا يطغى ذلك على التواصل الشخصي ما بين الأفراد.

لا يمل المرء من التنويه بأهمية قيام الأسرة مجتمعةً بنشاطات قيمة تعود بالفائدة على جميع أفرادها كلما سنحت الفرصة، سواء أكان ذلك بقصد الذهاب في رحلة خلال العطلة الأسبوعية أو نزهة إلى الحديقة أو حضور فيلم أو حتى تناول وجبة طعام بسيطة. بالمقابل، فبقدر أهميّة هذا الوقت الذي يجمع أفراد العائلة بأكملها، من المهم أيضاً تخصيص جزء منه للعلاقات المباشرة بين كلّ فردين من أفراد الأسرة.

وتكمن قيمة هذا الوقت وأهميته في فتح قناة للتواصل المباشر، بغية إتاحة المجال للأشخاص لقول ما قد يخشون أو يخجلون من التحدث فيه أمام العائلة بأسرها. ولا يخفى على أحد أنّ جميع الصغار لديهم أسرارهم الخاصة التي يحافظون عليها – وإن كنا لا نراها بذات أهمية أسرار الكبار – أو قد يحتاجون إلى أن ينتقدوا تصرّف أحد إخوتهم مثلاً، أو الخوض في أمر حدث لهم في المدرسة، أو عن مشكلة خاصة، أو توجيه أسئلة من أي نوع كانت على نحو فردي ومباشر.

ويمكن القول بكلمات أخرى أنّ قضاء الوقت والتواصل على المستوى الشخصي الخاص يتيح مجالاً من الخصوصية التي تبني العلاقة وتوطدها بين الآباء والأبناء من جهة، وبين أفراد العائلة كلّها من جهة أخرى. ونذكّر أنّ هذا الوقت هو سيف ذو حدّين، ففي حين أنّه مفيد جدّاً لترسيخ الأواصر، إلّا أنّه يفترض بنا الحرص على ألا يطغى على وقت العائلة ككلّ بل يتكامل معه.

وفي هذا الإطار، من الضروري الانتباه إلى أنّ هذا الأمر لا يشكّل بديلاً عن الوقت العائلي الذي يجمع الكلّ سوية، إنّما هو أمر مكمل له ولا يغني عنه بأي شكل من الأشكال، وإن كان يبدو مستساغاً للبعض منا كونه يختصر الوقت الذي نجهد لتوفيره لصغارنا، فيرى بعض الأهالي – على سبيل المثال – أنّ التناوب في رعاية الأولاد يتيح مزيداً من الوقت لهم. وهذا ليس حلاً بأي شكل من الأشكال، فالوقت الذي تقضيه العائلة كلّها مع بعضها البعض من ذهب، ولا شيء يعوض عنه.

والمقصود هنا هو استكمال الأنشطة العائلية بنذر يسير من الوقت يمضيه أفرادها مع بعضهم للتواصل الشخصي المباشر. وهو أمر من الحياة اليومية، فبطبيعة الأحوال يمضي الصغار شيئاً من الوقت في اللعب مع بعضهم البعض، في حين يمضي الآباء أيضاً وقتاً بمفردهم للتواصل والحديث في الشؤون اليومية وحياة العائلة.

وقد يكون هذا الوقت على شكل أنشطة بسيطة تجمع كلاً من الوالدين على حدة في قناة تواصل مباشرة مع أحد الصغار، وقد تكون مثلاً ممارسة المشي لبضعة دقائق على هامش نزهة في الحديقة، أو فنجاناً من القهوة خلال تسوق العائلة في المركز التجاري، أو مساعدة أحد الأبناء لأحد الوالدين في الاهتمام بالواجبات المنزلية.

خلاصة القول، في خضم حياتنا العصرية المتّسمة بمحدودية الوقت، ينسى كثيرون أهمية قضاء الوقت ضمن إطار الأسرة والمحافظة على الأواصر العائلية وتمتينها قدر المستطاع، سيما وأنّ دروبنا قد تتباعد مع الأيام، فقد يعمل أبناؤنا في المستقبل بمدن أو دول أخرى، ولا يبقى في أذهانهم عن العائلة سوى الصور والذكريات الحميمة التي جمعوها على مرّ السنين.

 

سابين رزق سكاف/ )أخصائية في علم النفس، معهد العلاقات البشرية

 

سعيّد قال إنه يريد أن يصنع ما وصفها بجمهورية جديدة تقوم على الحرية والعدل

قال التلفزيون الرسمي التونسي إن مجلس الوزراء صادق على 3 مراسيم، من بينها مرسوم للصلح الجزائي بين الدولة ورجال أعمال متورطين في قضايا فساد مالي مقابل مشاريع تنموية.

وكان الرئيس التونسي قيس سعيّد أعلن -في كلمة له خلال اجتماع مجلس الوزراء بمناسبة ذكرى الاستقلال- إصدار مرسوم رئاسي يتعلق باسترجاع الأموال المنهوبة، ممن أسماهم "المدانين بنهب أموال الشعب التونسي".

وقال سعيد إنه يريد أن يصنع ما وصفها بجمهورية جديدة تقوم على الحرية والعدل، مضيفا أن تونس لديها كل المقدرات والإمكانات لصناعة المستقبل.

وأضاف "اخترنا هذا اليوم للنظر في مشروع متميز وأردته أن يكون يوم عيد الاستقلال، لنضع مشاريع مراسيم تتعلق أولا بمشروع مرسوم يتعلق بالصلح الجبائي، حتى يسترد الشعب أمواله التي نهبت منه عوض القضايا المنشورة أمام المحاكم ولم يسترجع منها شعبنا العظيم إلا النزر اليسير".

وتابع سعيد في كلمته أن الصلح الجزائي إجراء معروف في القانون؛ فعوض الزج بالمتهم الذي تمت إدانته في السجن، يدفع هذا المتهم المدان الأموال التي انتفع بها بصفة غير مشروعة.

وأوضح أن الأموال المستردة "سنقدمها للفقراء"، مشيرا إلى وضع الإجراءات واتخاذ عدة احتياطات لتذهب هذه الأموال لأصحابها الحقيقيين.

وأعلن سعيد مرسوما ثانيا يتعلق بإحداث صنف جديد من الشركات، وهي الشركات الأهلية "حتى يتمكن أبناء الشعب التونسي من بعث مشاريع في كل معتمدية (منطقة) وحتى يصير الشباب مصدرا للثروة".

أما المرسوم الثالث فيتعلق بمحاربة المضاربة غير المشروعة، "حتى يتحمل كل من يريد تجويع الشعب مسؤولياته كاملة أمام الشعب والقضاء".

وفي 28 يوليو/تموز الماضي، صرح سعيد بأن قيمة الأموال المنهوبة من البلاد تقدر بـ13.5 مليار دينار (نحو 5 مليارات دولار)، وأنه يجب إعادتها مقابل صلح جزائي مع رجال الأعمال المتورطين في نهبها.

وأوضح -آنذاك- أن "عدد الذين نهبوا أموال البلاد 460 شخصا، وفق تقرير صدر عن اللجنة الوطنية لتقصي الحقائق حول الرشوة والفساد".

وتأتي هذه المراسيم في ظل أزمة سياسية تعيشها تونس منذ 25 يوليو/تموز 2021، حين بدأ سعيّد فرض إجراءات استثنائية منها: تجميد اختصاصات البرلمان، وإصدار تشريعات بمراسيم رئاسية، وإقالة الحكومة وتعيين أخرى جديدة.

وترفض أغلبية القوى السياسية والمدنية في تونس تلك الإجراءات، وتعدّها "انقلابا على الدستور"، في حين تؤيدها قوى أخرى ترى فيها تصحيحا لمسار ثورة 2011 التي أطاحت بالرئيس  زين العابدين بن علي.

المصدر : الجزيرة + وكالات

 

تتزايد الانتقادات والمواقف الرافضة في الأوساط اليمنية لدعوة مجلس التعاون لدول الخليج الفارسي بشأن عقد مؤتمر حوار في العاصمة السعودية الرياض أواخر مارس الجاري.

انتقادات واسعة تبديها الأوساط اليمنية ازاء دعوة مجلس التعاون الخليجي بشأن مؤتمر الرياض المزمع انعقاده أواخر مارس الجاري، فالمؤتمر الذي قوبل برفض المسؤوليين في صنعاء للمشاركة فيه، هو برأيهم تحرك ملغوم من السعودية هدفه محاولة تنصلها من تبعات تورطها في سفك دماء اليمنيين عبر دعوات لحوار ليس من المنطق أن يُعقد في الدولة الراعية للحرب والحصار على الشعب اليمني.

وقال عضو الفريق الوطني المفاوض عبدالمجيد الحنش لقناة العالم:"السعودية تريد ان تسوق نفسها علی انها حمامة سلام لا علی انها معتد ومجرم ومجرم حرب. بينما يدعون الی السلام وهم يفرضون حصاراً جائراً وهم قتلة الاطفال والنساء والرجال وقتلة كل انواع الحياة في اليمن".

وبنظر رئيس المجلس السياسي الأعلى مهدي المشاط فإن مشاورات الرياض المرتقبة عنوانها سلام وباطنها عدوان أكثر وحصار أشد، لأن تحالف العدوان يهدف من خلال ذلك للملمة الشتات داخل صفوف اتباعه ليستمروا في تصعيدهم وحصارهم، كما أنّ الخطوة برأي قوى سياسية مسعى سعودي لعقد حوار تحت وصايتها للالتفاف على أي حوار يمني حقيقي يكون قراره في أيدي اليمنيين.

وقال رئيس وكالة الانباء اليمنية سبأ، نصرالدين عامر:"هذا المؤتمر هو لتوحيد صفوف المرتزقة والمنافقين لمواجهتنا، يعني هي لاتخفي ذلك ولكنها تحاول ذر الرماد في العيون من خلال القول بأن هذه الدعوة لجميع اليمنيين للحوار. السعودية ليست محايدة وليست راعية للسلام بل هي التي تعتدي علی بلدنا".

صنعاء وهي تعلن رفضها للمبادرة الخليجية، فإنها تؤكد سعيها الدائم للسلام وتجدد الترحيب بأي حوار في أي دولة محايدة وغير مشاركة في العدوان على اليمن تكون الأولوية فيه للملف الانساني.

دائرة الانتقادات لمؤتمر الرياض لم تقتصر على سلطة صنعاء فقط، بل اتسعت حتى في صفوف أطراف السعودية وتحالفها، ما يؤشر لاحتمالية أن يشهد المؤتمر مقاطعة واسعة ربما تحكم عليه بالموت قبل أن يولد.

المصدر : قناة العالم

 

الإثنين, 21 آذار/مارس 2022 10:13

المعرفة وسيلة للحوار

يعرف العلم اصطلاحاً بأنّه كلّ نوع من المعارف أو التطبيقات. وهو مجموع مسائل وأصول كليّة تدور حول موضوع أو ظاهرة محددة وتعالج بمنهج معين وينتهي إلى النظريات والقوانين.

ويعرف أيضاً بأنّه «الاعتقاد الجازم المطابق للواقع وحصول صورة الشيء في العقل».

ويشمل هذا المصطلح، في استعماله العام أو التاريخي، مجالات متنوعة للمعرفة، ذات مناهج مختلفة مثل الفلك (علم الفلك) والنحو (علم النحو)، إلى آخر الأنواع المختلفة للعلوم. ويعتمد العلم في جوهره على توضيح طبيعة المادة، وعلى شرح العلاقات بين الكائنات الحية، والتفاعلات التي تتم بموجبها العديد من المتغيرات، والبحث المنطقي عن أسباب تشكل الظواهر المختلفة في الطبيعة وفي الكائنات.

وعندما يتحلى الإنسان بالعقلية العلمية فإنه غالباً ما يجيد الحوار حول أي موضوع يتعرض له، لأنه يتناوله وفقاً لمنطق عقلي، ويحاول أن يوجد المبررات العلمية والمعرفية التي يثبت بها آراءه.

وعلى العكس من ذلك فإنّ الذهنية المغلقة التي نشأت على التلقين والحفظ بلا فهم ولا تدرب على المنطق والحجة العلمية، عادة ما تكون ذهنية ضيقة الأفق، لا تمتلك القدرة على الإقناع، ترى الأمور من منظور واحد فقط، ومثل هذه العقلية إذا ما دخلت سجالاً أو حواراً فإنّها غالباً، لا تمتلك الأسس البديهية للحوار والسجال، لذلك عادة ما يعلو صوت صاحبها، وقد يكون الحديث متشنجاً وصاخباً، وهو انعكاس طبيعي لقلة المعرفة ولغياب العقلية العلمية والمنطق العلمي.

وإذا ما تابعنا الأغلبية العظمى من البرامج الحوارية التي تعرضها شاشات الفضائيات العربية في أي موضوع سياسي أو ثقافي أو اجتماعي فإنّنا سنلاحظ دائماً أن الحوارات تتسم بالعصبية، والتشنج، وفقدان قدرة المتحدث على الإقناع، وخلو الحديث من الحجج والبراهين.

وهي ظواهر وسمت فترات الانحطاط والتردي في ثقافتنا العربية، على امتداد تاريخها.

مثل هذه الظواهر هي نتاج طبيعي لثقافة أحادية تعتمد على التلقين، والحفظ، وغياب المنطق، وعلى الفكرة الواحدة، وتصور أن ما يظنه الشخص بديهياً في ذاته كنتيجة لغياب مفاهيم التسامح وثقافة التعددية.

إن حضور العلم في حياتنا ليس مقصوراً على فكرة إيجاد مجتمع علمي، يبني نهضته، ويستعيد أمجاده على العلوم والبحث العلمي، فقط، لكنه أيضاً ضرورة لاستعادة فضيلة الحوار، كدليل دامغ على قدرة المجتمعات العربية على الحوار والتفكير العلمي، كوسيلة أساسية لأي مجتمع يبحث عن النهضة.

 

الإثنين, 21 آذار/مارس 2022 10:12

البعثه النبويه في كلام القائد

1- إذا تحركنا في خطّ البعثة، فسنجعل المستحيل ممكناً، وسنكون قادرين على الوصول إلى الأهداف التي تبدو غير قابلة لذلك.
2- كانت ذروة النهضة النبوية هي تشكيل الحكومة التي أنشأ النبي (صلى الله عليه وآله) بنفسه مقدّماتها، وهيّأ أرضيتها.
3- أحد الأعمال المهمّة لنا ولكلّ البشر الحريصين حول العالم تقوية الإيمان الدينيّ، وتعزيز الجماعات المؤمنة والمقاومة في أنحاء العالم كافّة.
4- إذا تمكنّا من الاستمرار في هذا الطريق بأسلوب مناسب، وإذا تمكنّا من المضي قدماً بإتقان، فسيكون هناك أنموذج فعّال وجذاب للغاية في العالم.

بسم الله الرحمن الرحيم

بعثة النبيّ (صلى الله عليه وآله): تعزيز العقلانيّة وتنمية الأخلاق من أبرز العناصر القِيَميّة للإسلام
إنّ بعثة الرسول المكرّم (صلى الله عليه وآله) هديّة للبشريّة جمعاء أيضاً. إذا أخذنا بالاعتبار قيمتين اثنتين من بين قيم الإسلام الوفيرة -سلسلة القيم الإسلاميّة مجموعة واسعة جدّاً من القيم الإسلاميّة- وهما عنصر «تعزيز العقلانيّة» وعنصر «تنمية الأخلاق»؛ إذ إنّهما بارزتان بين هذه القيم، وإذا أخذنا بالاعتبار ما أكّده الإسلام تجاه هذين العنصرين، فإنّنا سنتيقّن أنّ الإسلام قد أعطى البشريّة أسمى هديّة ووسيلة للسعادة.

إنّ الإسلام يدعو إلى العقلانيّة وتعزيزها، وهذا أمر مهمّ جدّاً. يوجد في القرآن عشرات المواضع، وإذا عمل شخص على عدّها، فقد يكون هناك نحو مئة موضع دعا فيها الله المتعالي المخاطبين والناس إلى التفكّر والتعقّل بتعابير مختلفة: بتعبير «تعقلون»، بتعبير «تتفكّرون»، بتعبير «أولي الألباب»، بتعبير «يتدبّرون».

في ما يتعلّق بتنمية المفاهيم الأخلاقيّة والتربية الأخلاقيّة، يكفي أنّه ذكَرَ الأخلاق والتزكية في مواضع عدّة من القرآن على رأس أهداف البعثة: ﴿هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ﴾ (الجمعة، 2). التزكية أوّلاً. وكذلك في آيات أخرى: ﴿لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ﴾ (آل عمران، 164). توجد مواضع أخرى في القرآن تحدّد الهدف من البعثة أنّه «التزكية». التزكية في مقدّم أهداف البعثة. لذلك أعطى الإسلام هاتَين القيمتَين الساميتَين والفريدتَين للإنسانيّة وحرص عليهما، كما دعا المؤمنين ثمّ جميع البشر إلى التعقّل والتفكّر والتزكية ونحو ذلك، وهذه أعظم هدية يمكن أن يُعطيها الإسلام للبشريّة، وقد أعطاها.

* نتائج البعثة ودروسها: إنجازُ الأعمال المستحيلة
إنّ بعثة رسول الإسلام الأكرم (صلى الله عليه وآله) قد أنجزت شيئاً كان يبدو مستحيلاً، وغير ممكن. ماذا كان ذلك؟ لقد شكّلت من أهالي جزيرة العرب في زمن الجاهليّة، التي سأصف الآن خصائصها، أمّةً ذات فضيلة مثل الأمّة الإسلاميّة في زمن النبيّ (صلى الله عليه وآله) نفسه. مثل هذا الشيء كان يبدو مستحيلاً بالنظرة العرفيّة والعاديّة. كان لأهالي الجزيرة العربيّة في زمن الجاهليّة، قبل بعثة النبيّ (صلى الله عليه وآله)، خصائص ذُكِرَ بعضها في نهج البلاغة، وبعضها في التاريخ: أناس ضالّون، تائهون، بلا هدف، جاهلون بشدّة، مصابون بالفتن الكبيرة، الفتن الناجمة عن العصبيّات والجهالات الكبيرة... وفي الوقت نفسه مع جميع هذه الصفات التي ذكرناها هم متكبّرون بشدّة، عنيفون بشدّة، لا يتقبّلون الحقّ، لجوجون. كانت هذه خصائص أهالي الجزيرة العربيّة. وكان في أهالي مكّة وسائر المناطق في ذلك الحين، من شيوخهم وأصغرهم ورؤسائهم ومرؤوسيهم، هذه الخصائص. جاء النبيّ الأكرم (صلى الله عليه وآله) من هؤلاء الناس أنفسهم، وصنع في مدة قصيرة أمّة موحّدة، وذات فضيلة، ومتسامحة، ومُضحيّة، وتملك أسمى الأخلاق. انظروا إلى المسلمين في زمن النبيّ (صلى الله عليه وآله)، سواء عندما كانوا ينحصرون في المدينة أو عندما انتشروا في مكّة والطائف وبعض الأماكن الأخرى. لقد حوّل النبيّ أولئك الأشخاص أنفسهم إلى أشخاص كهؤلاء. كان هذا يبدو غير ممكن. لم يكن من الممكن بأيّ حساب أن يتحوّل في مدّة قصيرة مثل أولئك الناس إلى مثل هذه المجموعات. ثمّ في أقلّ من عشرين عاماً اكتسبوا صيتاً عالميّاً. لم يكن قد مرّ أكثر من عشرين عاماً على اعتناقهم الإسلام حتّى اكتسب هؤلاء الناس أنفسهم الذين كانوا بتلك الخصوصيّات الأخلاقيّة شهرةً عالميّة، واستطاعوا نشر فكرهم ومعرفتهم وعظمتهم في شرقهم وغربهم، وبتعابير اليوم: من ناحية الأجهزة ومن ناحية البرامج أيضاً. هذا ما فعله الإسلام، وكان ذلك العمل غير ممكن حقاًّ. البعثة حقّقت ذلك.

* إظهار تجربة التحرّك في خطّ البعثة
لقد حدثت تجربة البعثة -مع بعض الاختلافات طبعاً- لشعب إيران، والله تفضّلَ وأعطى شعبَ إيران هذه التجربة، وأظهر الله المتعالي نجاح هذه التجربة لشعب إيران، وكان ذلك القضاءَ على النظام المَلَكِيّ في هذا البلد؛ إذْ كان للملكية المطلقة والنظام المَلَكِيّ الظالم والجائر والمستند إلى القوة المادية ولم يشم رائحة المعنوية جذورٌ تاريخيّة طويلة جدّاً. هنا حدثت تلك الواقعة في البلاد، عندما كان سند هذا النظام الملكي في البلاد أمريكا أيضاً والقوى العظمى في العالم. لقد دعمت كلّ من أمريكا وبريطانيا وفي وقت متأخّر أيضاً الاتحادُ السوفييتي السابق حكومةَ بهلوي، لكن الشعب الإيراني استطاع أن يقتلع جذور هذه الحكومة -الأمر الذي كان يبدو غير ممكن حقّاً- ويحقق ذلك ببركة القيادة المخلصة للإمام الخمينيّ (رض). وبهمّة الناس العالية وتضحياتهم، تحقّق هذا العمل. طبعاً، نحن كنا في الميدان، وعلى اطلاع. في ذلك اليوم، لو قيل لأيّ واحد منّا إنّ مثل هذا الحدث يمكن أن يحدث، فلم يكن أمراً قابلاً للتصديق جدّاً لنا، لكنّه تحقّق.

إنّنا إذا تحركنا في خط البعثة، فسنجعل المستحيل ممكناً وسنكون قادرين على الوصول إلى الأهداف التي تبدو غير قابلة لذلك.

* تشكيل الحكومة ذروة النّهضة النّبويّة
النقطة الأخرى في قضيّة بعثة خاتم الأنبياء (صلى الله عليه وآله) أنّها خلافاً لرأي مَن يُعرّفون الدين أنّه منفصل عن السياسة، إذْ يفصلون الدين عن الحياة والسياسة والحكومة تماماً -هناك فئات مختلفة تعمل في هذا المجال أيضاً، وكانت موجودة في السابق أيضاً، وأُحبطت هذه المحاولة بالحركة الثوريّة، ولكن يرى المرء أن بعض الأشخاص قد بدؤوا الهمس بهذا مرّة أخرى عبر الكتابة والقول وما شابه-، كانت ذروة النهضة النبوية هي تشكيل الحكومة التي أنشأ النبي (صلى الله عليه وآله) بنفسه مقدّماتها وهيّأ أرضيتها.

تحدّث الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله) مع وجهاء المدينة الذين كانوا قد سمعوا بصيت الإسلام، وجاؤوا ليروا ماهية القضيّة، وتعاهد واتفق معهم، ووجهاء يثرب مهّدوا الأرضيّة، ثمّ بدأ النبيّ الأكرم (صلى الله عليه وآله) هجرته بتلك الطريقة العجيبة، ثمّ بدأت هجرة المسلمين، وجاء المهاجرون تدريجيّاً.

قبل الهجرة أرسل النبيّ (صلى الله عليه وآله) مصعب بن عمير مندوباً إلى هناك ليتلو آيات القرآن على الناس. لقد وفّر هذه المقدِّمات، ثمّ هاجر (صلى الله عليه وآله) إلى يثرب، وأنشأ الحكومة الإسلاميّة هناك. كانت هذه نقطة الذروة لنهضة النبيّ (صلى الله عليه وآله). ولم يكتفِ بهذا؛ بل قد بدأ مواجهة الأعداء على الصعد كافّة؛ لأنّ الأعداء لم يكونوا ليتركوا المسلمين وشأنهم. فشكلّ جيشاً وجهّز معدّات الحرب، وهاجم الأعداء، وفي بعض الحالات دافع، وفي بعض الحالات هاجم. كِلا النوعين موجود. إنّ بعض الأشخاص الآن يقولون إنّ حروب الرسول (صلى الله عليه وآله) دفاعية بحت. كلّا! بعضها كانت دفاعيّة وبعضها هجوميّة. كانت الظروف مختلفة. ثمّ فتح معسكر الشرك؛ إذْ كان معسكر الشرك في مكّة. فتحها وصار بيت الله في تصرّف الإسلام والمسلمين. لقد أرسى الحكومة الإسلاميّة. هذا هو الجزء الأكثر حماسة في النهضة الإسلاميّة. كيف يريد أولئك الأشخاص الذين يعملون على هذه المحاولة أن يفصّلوا الإسلام والدين عن الحكومة؟

* مواجهة النّبيّ (صلى الله عليه وآله) للجاهليّة
من أهمّ شعارات الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله) وتوجيهاته في البعثة مواجهة الجاهليّة. لقد قُبّحت الجاهليّة في القرآن مراراً. إنّ تعبير الجاهليّة قد قُبّح في القرآن مراراً. في سورة المائدة: ﴿أَفَحُكْمَ الْجاهليّةِ يَبْغُونَ﴾ (50)، في سورة الأحزاب: ﴿وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجاهليّةِ الْأُولَى﴾ (33)، في سورة «إنّا فتحنا»: ﴿إِذْ جَعَلَ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْحَمِيَّةَ حَمِيَّةَ الْجاهليّةِ﴾ (الفتح، 26)، ولقد قُبّحت الجاهليّة في بعض المواضع الأخرى من القرآن أيضاً، لكن لديّ الآن هذه الآيات الثلاث في ذهني، ودوّنتها هنا.

ما هذه الجاهليّة؟ المراد منها ليس مجرّد الأمّيّة والجهل. طبعاً الأمّيّة ضمنها، لكن هذه الجاهليّة لها معنى أوسع. فالخُلقيّات الدنيئة ضمن هذه الجاهليّة، وتصرّفات الناس الوحشيّة: قتلهم البشر، سرقتهم، اعتداؤهم، استباحتهم الحقّ، استقواؤهم على الضعيف... كلّها كانت رائجة بين أهالي الجزيرة العربية، وهذه كلّها ضمن تلك الجاهليّة نفسها. [أيضاً] الابتذال الجنسيّ، والهرج والمرج الجنسيّ، والابتذال الأخلاقيّ، وانعدام الحياء بين الناس. هذه الأمور كانت موجودة، وضمن تلك الجاهليّة. لقد واجهت البعثة هذه الأمور كلّها؛ أيّ جاهليّةَ ﴿وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجاهليّةِ الْأُولَى﴾، التي كانت تخاطب أزواج النبيّ (صلى الله عليه وآله) في سورة الأحزاب هي شيء من هذا القبيل.

الجهل والأمّيّة والجهالة، وأيضاً سوء الخلق والظلم والتمييز والاستقواء على الضعيف، وأيضاً الابتذال الجنسيّ والإباحيّة، والهرج والمرج الأخلاقيّ... كلّها ضمن الجاهليّة. حسناً، إنّ النبيّ (صلى الله عليه وآله) حارب الجاهليّة.

* رواج أنواع الرّذائل الأخلاقيّة في الجاهليّة الغربيّة الحديثة واصطناع منطق لها
إنّ كثيراً من تلك الرذائل الأخلاقيّة نفسها التي كانت سائدة في مكّة في ذلك الوقت، وشائعة في شبه الجزيرة العربيّة، وقد واجهها النبيّ (صلى الله عليه وآله)، يوجد اليوم كثير من تلك الرذائل الأخلاقيّة نفسها، وبصورة منظّمة وبشدّة أكبر وعلى نطاق أوسع بكثير في ما يسمّى العالم الغربيّ المتحضّر. توجَد تلك الرذائل الأخلاقيّة نفسها تماماً بمقياس أكبر اليوم وبأقصى شدّة.

فالحياة في الحضارة الغربيّة اليوم تقوم على أساس الطمع والحرص، وعلى أساس الجشع. أصلاً أساس الحياة في الحضارة الغربيّة اليوم هو الحرص والطمع. واليوم أساس القيم الغربيّة كلّها هو المال، فكلّ شيء يقاس بالمال. الأخلاقيّات والروحانيّات وكلّ شيء يقاس بالمال! هذه هي المعايير. السياسة الرائجة والسلطات الحاكمة كلّها في خدمة التمييز وتسمين الشركات و«الكارتِلات». هذه هي الحال اليوم على هذا النحو.

العلم والتكنولوجيا [يُستغلان] في خدمة قتل الناس. تارة يُستخدم العلم، على سبيل المثال، من أجل لقاح أو دواء ينقذ عدداً من الناس لكن يستخدمون هذا العلم لصنع أسلحة دمار شامل، أسلحة كيميائية وأسلحة نووية، فتقضي على الناس بمئات المرات من ذلك العدد وتفتك بهم. هذا حدث في العالم ويحدث الآن أيضاً. [كذلك] نهب الدول الضعيفة الابتذال الأخلاقي... الابتذال الأخلاقي والهرج والمرج الأخلاقي موجودة بشدة. قضية المثلية الجنسية وما في حكمها - هي مخزية حقاً، ويخجل المرء من تكرارها وقولها - والهرج والمرج الجنسي الفظيع! هذه الأمور موجودة في العالم اليوم. إنها تلك الأشياء نفسها التي كانت في ذلك اليوم، وهي عينها موجودة اليوم أيضاً. لكن في ذلك اليوم كانت محدودة، وهي اليوم على نحو واسع ومنظم. وخلف كثير من هذا الفساد والمفاسد أُنشئ منطق مصطنع، أي أنشؤوا لها مرتكزات منطقية وفكرية، وينشؤون لها أسساً فكرية ويقدمونها إلى البشرية.

إذاً، هذه الجاهليّة موجودة اليوم. ولذلك إذا وصف أحدٌ الحضارة الغربيّة اليوم بـ«الجاهليّة الحديثة» -فعلاً وصفوها، وكثيرون قالوا: «الجاهليّة الحديثة» - فإنّه محقٌّ. فالجاهليّة هي تلك الجاهليّة نفسها حقّاً، لكنّها اليوم تُظهر نفسها في العالم بشكل مُجَدَّد ومُحَدَّث.

* واجباتنا مقابل الجاهليّة الحديثة
يجب أن نراجع دروس البعثة. والعمل نفسه الذي أدّاه النبيّ الأكرم (صلى الله عليه وآله) في مواجهة تلك الجاهليّة هو على عاتقنا اليوم. لا بدّ أن نفعل تلك الأعمال في مواجهة هذه الجاهليّة؛ هذا واجبنا.

منها في الدرجة الأولى تقوية الإيمان. أحد الأعمال المهمّة لنا ولكلّ البشر الحريصين حول العالم تقوية الإيمان الدينيّ، وتعزيز الجماعات المؤمنة والمقاومة في أنحاء العالم كافة. فليعمل الذين لديهم دوافع دينية وإيمان وأهل المقاومة وليبذلوا الجهد؛ ينبغي تعزيز هذه [الأمور].
وتعزيز قوّة النظام الإسلاميّ ومتانته. الآن -بحمد الله- تمّ تشكيل نظام في جمهوريّة إيران الإسلاميّة براية الإسلام وتحت رايته. فلنعمل على تقوية هذا واستحكامه، ولنجعل أسسه أكثر إحكاماً قدر الإمكان، ولنوسّع ثماره وآثاره قدر الإمكان.

* جاذبيّة أنموذج الثّورة الإسلاميّة لشعوب العالم
لا يمكننا الادّعاء أنّنا حقّقنا أهدافنا وغاياتنا في هذه الأعمال العظيمة. لا! نحن في منتصف الطريق في هذه الخطوات الكبيرة كلّها. لا شكّ في ذلك. طبعاً توجد أعمال قد أُنجزت وأحرزنا تقدّماً -بحمد الله- لكن في هذا كلّه لا نزال في منتصف الطريق، وما زلنا بعيدين جدّاً عن الوصول إلى الهدف. مع ذلك، ورغم أنّنا في منتصف الطريقن وأمامنا مسافة كبيرة إلى الهدف، فإنّ أنموذج الثورة الإسلاميّة وأنموذج الجمهوريّة الإسلاميّة أنموذج جذّاب لشعوب العالم، أو لمسلمي العالم على الأقلّ.

التفتوا! ترون أنّه على بعد آلاف الكيلومترات من طهران، وفي بلد آخر (مدينة كشمير)، تحدث إهانة لصورة شهيدنا العزيز الشهيد سليمانيّ، فيُظهر الناس ردّ فعلهم، وتُجبر الشرطة التي فعلت بنفسها هذه الإهانة على الاعتذار ومراعاة الشعب، ثمّ تثبّت مجدداً تلك الصورة في مناطق من المدينة، على سبيل المثال. هذا نموذج، وهو جذاب ويشير إلى أنّ هذا النموذج لديه قدرة جذب عالية. هذا العمل، وهو لا يزال في منتصفه، جذّاب أيضاً. إذا تمكنّا من الاستمرار في هذا الطريق بأسلوب مناسب، وإذا تمكنّا من المضي قدماً بإتقان، فسيكون هناك أنموذج فعّال وجذاب للغاية في العالم، وستتوجّه الشعوب نحوه بصورة طبيعيّة.

 

 

من توجيهات الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه)

 

التجربة النبويّة وبشارة المسلمين

يمكن أن نستفيد من هذه الواقعة (البعثة) اليوم؛ بمعنى أنّها بشارة للمسلمين جميعهم عبر التاريخ أنّه في أيّ وقت استقرّت إرادة الناس على خطّ الإرادة الإلهيّة، وصارت تابعة لهذه الإرادة، يمكن للبشر أن يفعلوا أعمالاً تبدو غير ممكنة، ويمكنهم الوصول إلى أهداف بالنظرة المتعارفة ووفق الحسابات هي بعيدة عن متناول الإنسان. الأمر هكذا دائماً. هذه التجربة النبويّة قابلة للتكرار على مرّ التاريخ. إذا استقرّ البشر في ذلك الخطّ، يمكنهم الوصول إلى أهداف سامية كانت تبدو غير ممكنة بالنظرة وبالحسابات العاديّة.

 

زار الرئيس السوري بشار الأسد دولة الإمارات على رأس وفد رسمي، في خطوة لافتة من شأنها دفع العلاقة السورية ـــ الإماراتية إلى بعد جديد.

الزيارة التي جرى الترتيب لها قبل وقت طويل، منذ استقبال وزير الخارجية الإماراتي عبد الله بن زايد في دمشق (تشرين الثاني 2021)، بدت إعلاناً من الطرفين أن تعاونهما المشترك لم يعد رهينة حسابات إقليمية ودولية.

وجال الأسد، الذي وصلت طائرته إلى مطار دبي الدولي، مع الوفد المرافق له على استراحة المرموم في دبي، حيث التقى حاكم دبي محمد بن راشد، ونائبه منصور بن زايد، ومستشار رئيس الإمارات أنور قرقاش، وشخصيات أمنية؛ ومن ثم انتقل إلى قصر الشاطئ في أبو ظبي، حيث التقى ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد، ومستشار الأمن الوطني الإماراتي طحنون بن زايد ووزير الخارجية عبد الله بن زايد.

وخلال استقباله الأسد في أبو ظبي، قال ابن زايد إن «سوريا الشقيقة تعدّ ركيزة أساسية من ركائز الأمن العربي وإن دولة الإمارات حريصة على تعزيز التعاون معها بما يحقق تطلعات الشعب السوري الشقيق نحو الاستقرار والتنمية».

ورافق ابن زايد الأسد إلى مطار البطين في أبو ظبي، حيث غادرت الطائرة التي أقلّته إلى دمشق.

البيانات الرسمية التي خرجت عن اللقاءين ركّزت في معظمها على إظهار الزيارة «فاتحة» لتعزيز التعاون بين الطرفين؛ غير أن اللافت في ما نقلته وكالة الأنباء الرسمية الإماراتية عن لقاء الأسد ـــ ابن زايد، كان تأكيد الطرفين «الحفاظ على وحدة الأراضي السورية وانسحاب القوات الأجنبية، إضافة إلى دعم سوريا وشعبها الشقيق سياسياً وإنسانياً للوصول إلى حل سلمي لجميع التحديات التي يواجهها».

الحديث عن دعم إماراتي سياسي وإنساني لسوريا، والإشارة إلى انسحاب القوات الأجنبية الموجودة على أراضيها، يحمل في طيّاته «رسالة تمرّد» إماراتية على موجة إعلامية أميركية تحاول الضغط على دمشق والأسد، من بوابة تموضعه خلف موسكو، في ظل استقطاب دولي كبير بعد التدخل العسكري الروسي في أوكرانيا.

هذا المسار الإماراتي بدأ قبل مدة طويلة، لكن تظهيره بقي خجولاً؛ غير أن تموضع الرياض وأبو ظبي، إزاء الكباش الأميركي ـــ الروسي الحالي من جهة، والدخان «شبه الأبيض» في محادثات فيينا من جهة أخرى، أفسحا مجالاً أوسع للعبور على طريق الشام ـــ أبو ظبي.

وعلى خلاف الزيارات الأخيرة التي أجراها الأسد إلى طهران وسوتشي، كان لافتاً حجم الوفد السوري المرافق له في الإمارات، إذ ضم وزير الخارجية فيصل المقداد، ونائبه بشار الجعفري، ووزير شؤون رئاسة الجمهورية منصور عزام.

وجاءت الجولة الرئاسية بعد زيارة وفود حكومية عدّة الإمارات، تزامناً مع معرض «إكسبو 2020» في دبي، وافتتاح جناح سوري ضمن المعرض بدعوة من الجانب الإماراتي وتسهيله وتمويله.

المصدر: الأخبار

 

الإثنين, 21 آذار/مارس 2022 10:10

5 مفاتيح لإكتساب الثقة بالنفس

ليست الثقة بالنفس صفة تولد مع الإنسان، لكنها تُكسب يوماً بعد يوم. وهذا ما يفسر كون بعض الناس يتمتعون بالكثير منها، وبعض الناس لا يملكون ما يكفيهم من الثقة بأنفسهم. من أيّ الناس أنت؟ وهل يمكنك تعزيز ثقتك بنفسك أكثر فأكثر؟ هذا ما ستعرفه في هذا الموضوع.

    الأشخاص قليلو الثقة بأنفسهم، هم أُناس لا يكفون عن التقليل من أهميتهم، بل إنهم لا يتصورون أنّ الآخرين يمكن أنْ يروا فيهم أي شيء متميز.

    انعدام ثقتهم بأنفسهم وضَعف إيمانهم بقدراتهم يمنعانهم دائماً من اتخاذ المبادرة والتقدم إلى الأمام، فهم يستبعدون دائماً احتمال نجاحهم في ما يقومون به، وهكذا فإنك، أنت نفسك، إن كنت غير واثق بكفاءتك في ما ستقوم به، فإنك غالباً ستتراجع عن القيام بما تتمنى القيام به. هكذا تفكر الشخصية غير الواثقة، وهكذا تتكاسل عن المبادرة وتفوت عليها الكثير من فرص النجاح. وعدا عن ذلك، فإن الأشخاص الذين لا يتمتعون بما يكفي من الثقة بالنفس يُسبِّبون لأنفسهم شعوراً بالضيق وعدم الاطمئنان. هؤلاء الأشخاص غالباً ما يواجهون مشكلة في الإمساك بزمام أمور حياتهم اليومية. في حين أن الثقة بالنفس تعلم الفرد كيف يفكر ويتصرف بكل استقلالية وحرية، وتعطي لعلاقاته مع الآخرين طابعاً مختلفاً ومتميزاً عن غيره.

 

 

    - لكل إنسان ميزة

    عندما تشعر بأنك غير واثق تماماً بنفسك، تذكر أن لك هوية خاصة بك مختلفة عن الجميع، بمعنى أن تكون على معرفة تامة، وعلى اقتناع بما أنت عليه وبماهية شخصيتك، فأنت إنسان بالتأكيد لا تشبه أحداً، لأن الطبيعة تفرض ألا يشبه أي منَّا الآخر، تماماً مثل بصمات الأصابع. تذكر أيضاً أن لديك ذوقك الخاص واهتماماتك الخاصة وحساسيتك الخاصة، وأنك غير مضطر إلى أن تشبه أحداً.

    أن تعرف مَن أنت هو المرحلة الأولى. أما المرحلة الثانية، فهي محاولة إلقاء الضوء على نقاط قوتك وإبرازها. إذا كنت، مثلاً، شخص تتمتع بالقدرة على تنظيم حياتك، وهو شيء لا يتمتع به الجميع، أو تتمتع بميزة حسن الإنصات لأصدقائك، أو بميزة كونك إمرأة ماهرة جداً في الطبخ وأطباقك تثير إعجاب كلّ من يتذوقها، فهذه كلها مميزات لا يستهان بها وينبغي إبرازها. جوهر الفكرة هو أنه لا يمكن أن نجد إنساناً واحداً في هذا العالم لا يشعر بالارتياح عند ممارسة هواية معينة دون غيرها، ويبدع فيها أكثر من غيره. لهذا، لا تتردد في الإمساك بورقة وقلم والتركيز على تدوين مميزاتك مهما كانت صغيرة في عينيك، وبعد أن تكتبها، اعمل على صقلها وإظهارها باستمرار.

 

 

    - أثر الطفولة

    مَن منَّا لم يكن يتضايق من لقب متهكم كان يطلقه عليه أصدقاؤه، أو من نقد متكرر كان يوجهه إليه والده أو والدته؟ كلنا واجه انتقادات من هذا النوع تقلل من شخصيته ومن قيمته، لكن بوتيرة متفاوتة. اعمل على التخلص من آثار كلّ الآراء والأحكام والألقاب الاستهزائية التي كان يطلقها عليك الأهل والأصدقاء في مرحلة الطفولة أو المراهقة. فقد وجد علماء النفس أن أسباب انعدام الثقة بالنفس تكون متجذرة في مرحلة الطفولة أو المراهقة، ويكون للآباء والأمهات أو الأشقاء والمحيط عموماً دور كبير في تكريس ذلك، عندما يعايرون الطفل مثلاً بأنفه الكبير أو بفشله في الدراسة أو بأي شيء سلبي يتصف به، بدل أن يحاولوا العمل على تصحيحه وتشجيع الطفل على التحسن.

 

 

   - المفاتيح الخمسة

    1- تَميَّز: لا يكفي أن تدرك أن لك هوية وشخصية خاصة بك، بل عليك أن تعرف أن ذلك يمنحك حقوقاً طبيعية، منها الحق في تكوين أفكار وآراء شخصية والتعبير عنها، والحق في اتخاذ مبادرات، وذلك لكي تستغني عن تبني آراء الآخرين دون نقاش أو انتظار مبادراتهم لتغير لك حياتك. عندما تكون لك آراؤك الخاصة بك حاول أن تبرزها وتعبِّر عنها بطريقة ملائمة أمام الآخرين، ولا تخفيها أو تحتفظ بها لنفسك، ولا تتظاهر بالموافقة على آراء الآخرين فقط لأنك تخشى أن يسخروا من آرائك. وكخطوة إلى الأمام، حاول في حياتك اليومية أن تجبر نفسك على الإدلاء بدورك عندما يدور نقاش عام في حضورك، حتى وإن كان رأيك لا يتفق مع رأي الأغلبية، حتى وإن كنت تعتقد أن رأيك ليس ذا أهمية. في البداية، حاول فعل ذلك في محيط محدود، كأن تعبِّر عن رأيك وسط أشخاص مقربين إليك، داخل الأسرة مثلاً، بحيث لن تخجل من إظهار رأيك ولا من ردّ فعلهم. وبعد أن تكتسب بعض الشجاعة وتتعود على النقاشات، حاول أن تفعل الأمر ذاته وسط الأصدقاء، ثم، وفي المرحلة الأخيرة، افعل الأمر نفسه وأبرز آراءك ومواقفك في المكتب أمام زملائك في الاجتماعات مثلاً.

    2- اثبت: كوّن نفسك في علاقاتك مع الآخرين، ولا تنزلق محاولة تغيير حقيقتك حتى تعجب الآخرين، فلا يمكنك أن تكون نسخة من الآخرين لمجرد أن تفوز برضاهم عنك، فذلك أمر محكوم بالفشل، لأن النسخة أبداً لا تكون مثل الأصل. اشتري الملابس لأنها تعجبك فعلاً، وليس فقط لأنها تشبه ملابس صديقك، وعندما تذهب إلى السينما مع الأصدقاء، إذا لم يعجبك الفيلم، فلا تستحي من أن تقول إنْ سُئلت، إنَّ الفيلم لم يعجبك، وذلك حتى إن كان الفيلم قد أعجبهم هم.

    3- تحدَّ: ضع لكل يوم أهدافاً وتحديات صغيرة. يحب أن تضع أهدافك اعتماداً على معرفة حقيقية بقدراتك، بحيث تكون معقولة وقابلة للتحقيق بقدراتك، بحيث تكون معقولة وقابلة للتحقيق على أرض الواقع في مدة معينة. يجب أن تعرف إمكاناتك وحدودك ولا تخترقها. افعل ذلك بالتدريج، وقسِّم عملك إلى مراحل، وفي كلّ مرة ارفع من صعوبة التحدي، وجنباً إلى جنب مع ذلك راقب تطورك لتعرف ما الذي أنت في حاجة إلى تغييره، أو تعديله. وإذا فشلت في بعض المرات، فتوقف قليلاً لتدرس فشلك وتعرف أسبابه حتى تصحح الأخطاء وتتمكن من مواصلة إنجازاتك بطريقة أفضل تمكنك من تجنب أخطاء الماضي.

    4- تذكَّر: لا تتوقف عن ترديد جمل إيجابية في قرارة نفسك، أو حتى بصوت مسموع عندما تكون وحدك في مكان ما، كأن تقول لنفسك: "يمكنني فعل ذلك"، أو "نعم، لديّ الكفاءة اللازمة لهذه الوظيفة"، أو "أنا الأفضل". ستساعدك هذه الحيلة على أن تصبح إيجابي أكثر في طريقة تفكيرك، وعلى أن تتغلب على أي إحساس بالإحباط أو بعدم الثقة بالنفس، وستجعلك تطرد من رأسك كلّ الأفكار السلبية. لكن هذه الطريقة لن تنجح أبداً وتثمر النتائج المرجوة منها إلّا إنْ كنت مؤمناً بقدراتك.

    5- واجه: يواجه كلّ واحد من الناس مواقف مزعجة أو محرجة يشعر فيها بعدم الارتياح. أنت أيضاً لابدّ أن تمر بمثل هذه المواقف السيئة. لكن، إذا كنت واثق بنفسك، فإنك ستواجهها وتعالجها بدلاً من أن تهرب منها. لا تلقي ببصرك إلى الأرض وتطأطأ رأسك بمجرد أن ينظر إليك أحدهم نظرة لم تعتادها، بل عليك أن تصمد وتواجه، وتجيب عن أيّ اهتمام يُوجَّه إليك، وحتى إن كان مجرد نقاش عادي مع أشخاص ليسوا مقربين إليك، واجه وكون إيجابي في النقاش، ولا تنس أنك قد لا تنجح في رفع الإحساس بالضيق من أوّل مواجهة، لكنك مع تكرار الأمر ستكتسب خبرة خاصة بك تجعلك قادر على تفادي مثل هذه المواقف، أو على الأقل مجابهتها بكل ثقة.