
emamian
ما هو منشأ الطمع؟
"أمّا الطمع فإنّه يتحقّق عندما يبدأ الإنسان بالتفكير بالتصرّف في أموال غيره والانتفاع من المال الجاهز. والشيطان يوسوس لابن آدم ليمدّ يده إلى أموال الآخرين عبر طرق شتّى كالتملّق لأرباب الثروة وأصحاب المناصب والجاه أملاً في الظفر بشيء من دون مقابل. والأسوأ من ذلك هو الاستحواذ على ما في حوزة الآخرين بالخداع والحيلة.
هذه الفكرة أساساً إنّما تنشأ عندما يُحاول المرء الظفر باللذائذ المادّية من دون جهد وعناء، وهذا هو قوام مفهوم الطمع، فالطمع هو: رغبة المرء في زيادة ممتلكاته المادّية (وهو ضمن هذا الحدّ لا يخرج عن نطاق الحرص) بيد أنّ هذه الزيادة تتمّ عبر الاستحواذ على ممتلكات الآخرين، ومن هنا فإنّ قبح الطمع مضاعف، إذن فالطمع هو: شكل من أشكال الحرص، لكنّه حرص يحاول المتّصف به جني الربح والفائدة من أموال الآخرين، وهذا هو منشأ الطمع"[1].
الطمع إذلال لفطرة الإنسان
"مضافاً إلى أنّ الطمع ينطوي على رذيلتين (هما رذيلة الحرص ورذيلة التصرّف بمال الآخرين ظلماً)، فإنّ له عيباً باطنيّاً، وهو أنّ الشخص الطمّاع يُدرك اتّصافه بهذه الرذيلة في بادئ الأمر لكنّه يعتادُ عليها شيئاً فشيئاً فيفقد، نتيجةً لهذه العادة، واحدة من مطالبات الفطرة البشريّة.
ولتوضيح هذا المعنى لا بدّ من مقدّمة، فإنّ للإنسان منذ ولادته حاجات متعدّدة وهي تقع ضمن أقسام مختلفة فيما بينها. فقسم منها حاجات جسمانيّة، كالحاجة إلى الطعام، والمسكن، والزوج، وما إلى ذلك. والقسم الثاني هي الحاجات النفسيّة وهي ألطف من سابقتها، كالحاجة إلى أن يكون محترماً في المجتمع وغير محتقَر عند الناس. وهذه الحاجة تظهر لدى الأطفال مبكّراً، فالأطفال يحبّون أن يكونوا أعزّاء لدى والديهم، ومن هنا فإنّ إعراض الأبوين عنهم هو أشدّ إيلاماً لهم من العقاب الجسديّ.
ومن الحاجات الأخرى هي حبّ الاستقلال الذي يُبكّر في الظهور عند الأطفال أيضاً. فعندما يبدأ الطفل بالخطو مثلاً فهو يحبّ أن يخطو لوحده وأن يفلت يده من قبضة أبيه أو أُمّه عند السير في الطريق. فالطفل يشعر بالحاجة إلى الاستقلال والوقوف على قدميه بنفسه. وهذه صفة حسنة للغاية.
إذن فمن المسلّمات أنّ للمرء حاجات ومطالبات أخرى غير تلك الفسلجيّة والبدنيّة. فمن جملة الحاجات الروحيّة للإنسان هي حبّه الوقوف على قدميه والاستقلال عن الآخرين. أمّا صفة "الطمع" الذميمة فإنّها تكون في مقابل هذه الحالة تماماً، فالإنسان المبتلى بالطمع يسعى لتأمين ما ليس بحوزته من أموال الآخرين حتّى وإن اضطرّه ذلك إلى السرقة أو التحايل.
وهذا يدلّ على أنّ مثل هذا الإنسان يُرجّح لذّته الجسديّة على لذّة الاستقلال والعزّة والكرامة الذاتيّة وهو مستعدّ لتحمّل ذلّ الحاجة إلى الآخرين والتبعيّة لهم في سبيل الازدياد في المال والثروة، وهو - في هذه الحالة - إنّما يهبط بفهمه وإدراكه إلى مستوى هو أدنى من مستوى الطفل الذي ليس له من العمر أكثر من سنتين أو ثلاث سنوات، لأنّ الأخير يُدرك حاجته إلى الاستقلال، ويحظى في المقابل بما يتعلّق بطبيعته الحيوانيّة، وهذا هو ضرب من ضروب الذلّة"[2].
أَمِت الطمع كي تعيش عزيزاً
فالطمع لا يكون بمعزل عن الذلّ أبداً. ومن هنا يقول الإمام الباقر عليه السلام: "واطلب بقاء العزّ بإماتة الطمع". فأنت أساساً طالبٌ للعزّ والغنى، فإذا رغبت بالإبقاء على عزّك فعليك أن تقتل الطمع، وإن لم تفعل ذلك أمسيت ذليلاً لهذا المطلب الشيطانيّ.
لكنّ السؤال هنا هو: كيف يُمكن إزهاق روح الطمع؟
يقول الإمام عليه السلام جواباً على ذلك: "وادفع ذلّ الطمع بعزّ اليأس"، فعليك أن تُلقّن نفسك وتربّيها على اليأس ممّا في أيدي الناس. فالذي يتعوّد على أخذ مساعدة الآخرين، بما فيهم الأبوان والأخ والأخت والجار...الخ فسوف يتعوّد بالتدريج على جني النفع من الآخرين والتطفّل عليهم، وهو بذلك يسلب نفسه استقلاله وكرامته ويشعر بالحقارة ويُفرّط بالثقة بنفسه، والشخص العديم الثقة بنفسه سوف يُبتلَى بأصناف العُقَد والأمراض النفسيّة وهو لا يرى لنفسه هويّة أو قيمة.
نُقل عن أحوال المرحوم العلاّمة الطباطبائيّ (رضوان الله تعالى عليه) أنّه قال: "منذ أن بدأتُ بطلب العلوم الدينيّة بشكل جدّي حاولت أن لا أطرح ما يعرض لي في درسي من معضلات علميّة على أستاذي وأن أجتهد في حلّها بنفسي عبر التأمّل والمطالعة. فالذي يُكثر من الاستفسار من الآخرين لحلّ ما يعترضه من المشاكل سيُصاب بخمول الذهن. لكنّه إذا عزم على حلّ إشكالاته بنفسه مهما أمكن فسيُصبح ذهنه وقّاداً وخلاّقاً ودقيقاً. فإنّ من جملة آفّات الحياة المعتمدة على المكائن والدراسة الآليّة هي تقويض قدرة الذهن. فعلى المدرّسين والمعلّمين أن يُحفّزوا في طلاّبهم روح الاعتماد على النفس والثقة بها، أو أن يقوّوا - على الأقلّ - اعتمادهم على أنفسهم جنباً إلى جنب مع الإفادة من التقنية الحديثة والوسائل التعليميّة المساعدة....
على أيّة حال فإنّ من بين حاجاتنا الفطريّة هو إحساسنا بالعزّة وإنّ الطمع هو عدوّ هذا الإحساس. فالطمع يُشعر الإنسان دائماً بتبعيّته للآخرين وتطفّله عليهم ويمحق في نفسه العزّ والكرامة. يقول الإمام عليه السلام هنا يتعيّن عليك - من أجل إبادة الطمع وإماتته - أن تُلقّن نفسك اليأس من مساعدة الآخرين في جميع أعمالك وأفعالك. ولا ريب أنّ اكتساب هذه الصفة يحتاج إلى تمرين عمليّ أيضاً...
فالطمع هو ذلٌّ حاضر ومدفوع الثمن نقداً وإن كان في مال الوالد. إذن فمن أجل أن ننجو من ذلّ الطمع علينا أن نُلقّن أنفسنا بأن لا نقبل المساعدة من أحد، أو أن نيأس من مساعدة الآخرين لنا وعلينا أن نسعى بأنفسنا لتولّي أُمورنا وإنجاز أعمالنا الشخصيّة. بهذه الصورة سننجو من ذلّ الطمع ونقف على أرجلنا ويُصبح كلّ واحد منّا سيّداً على نفسه، "وادفع ذلّ الطمع بعزّ اليأس". فالله سبحانه وتعالى قد أودع في كيان المرء الشعورَ بالاستقلال كي يَثبُت ويقف على قدميه بنفسه"[3].
المهتدون، جمعية المعارف الإسلامية الثقافية
[1] ثقة الإسلام الشيخ محمد بن يعقوب الكليني، الكافي، ج 5، ص 63، الطبعة 4: دار الكتب الإسلامية، طهران.
[2] من محاضرة لسماحة آية الله الشيخ مصباح اليزديّ ألقاها في مكتب الإمام الخامنئي في قم بتاريخ 12 آب ، 2011 م.
[3] من محاضرة لسماحة آية الله الشيخ مصباح اليزديّ ألقاها في مكتب الإمام الخامنئي في قم بتاريخ 12 آب ، 2011 م.
قائد الثورة الاسلامية: علينا تثمين مفخرة تصنيع اللقاح الوطني
بعد تطعيمه بلقاح كورونا الايراني...
قائد الثورة الاسلامية: علينا تثمين مفخرة تصنيع اللقاح الوطني
أكد قائد قائد الثورة الاسلامية آية الله السيد علي خامنئي، بعد تطعيمه اليوم الجمعة الجرعة الاولى من لقاح "كوفوايران بركت" المضاد لكورونا المصنع محلياً ، انه ينبغي الافتخار بهذا اللقاح الوطني.
وثمّن قائد الثورة، عقب تطعيمه الجرعة الاولى من لقاح "كووايران بركت" جهود الباحثين والعلماء الايرانيين الشبان بتصنيع هذا اللقاح الذي حاز مؤخرا على ترخيص التطعيم حيث باتت ايران من بين 6 بلدان في العالم منتجة للقاحات كورونا.
ونوه الى ان المسؤولين صنعوا هذه المفخرة بفضل تجاربهم ومعارفهم وجهودهم العلمية والعملية.
واشاد بجهود وزير الصحة وجميع الكوادر الصحية والعلاجية في البلاد ورئيس مؤسسة أوامر الامام الخميني (رض) محمد مخبر وزملائه حيث أبدوا الاخلاص والابتكار والاقتدار في هذا الموضوع.
واشار الى التأكيدات المتتالية عليه بالتلقيح منذ عدّة أشهر، موضحاً انه لم يكن راغبا في التطعيم بلقاح اجنبي وانتظر اللقاح ايراني المضاد لكورونا مؤكدا على ضرورة تثمين هذه المفخرة الوطنية.
وتساءل عن السبب في عدم استخدام الامكانيات الداخلية في الوقاية والعلاج طالما كانت متاحة.
ونوه الى عدم وجود أي اشكال في استخدام اللقاحات الاجنبية الى جانب اللقاح الايراني الا انه ينبغي تثمين اللقاح المصنع محليا والاشادة بجهود جميع العلماء الشبان الناشطين وجميع المراكز والمؤسسات الفاعلة في انتاجه.
ولفت قائد الثورة الى تأكيده بتطعيم اللقاح الايراني في موعده الطبيعي حيث تم تطعيم معظم المواطنين من فئته العمرية ممن يزيدون على ثمانين عاماً.
وأكد على ضرورة توثيق المقالات العلمية ونشر بحوث ذات صلة باللقاح الايراني من أجل اطلاع شعوب العالم على الانجاز الوطني الكبير الى جانب الانتاج السريع وفي الوقت المناسب للقاح.
أهم بنود اتفاق المراقبة بين إيران ووكالة الطاقة الذرية
الاتفاق يسمح لمفتشي الوكالة الدولية بالدخول إلى بعض منشآت التخصيب الإيرانية
ترتبط الوكالة الدولية للطاقة الذرية -التابعة للأمم المتحدة- وإيران باتفاق مؤقت على مراقبة الأنشطة النووية الإيرانية، وقد انتهى أجله أمس الخميس، وإذا لم يتم تمديده فستدخل المفاوضات الرامية لإحياء الاتفاق النووي في مرحلة الأزمة، كما يقول دبلوماسيون.
نتعرف في هذا العرض على أهم بنود هذا الاتفاق الذي تم التوصل إليه في 21 فبراير/شباط، على أن يظل ساريا 3 أشهر، ثم اتفق الطرفان على تمديده شهرا في 24 مايو/أيار.
كيف تم التوصل إليه؟
سحب الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي الذي أبرمته إيران و6 قوى عالمية في 2018، وأعاد فرض العقوبات الاقتصادية على طهران.
وفي فبراير/شباط، أعلنت إيران أنها ألغت بعض تدابير التفتيش والمراقبة السارية بموجب الاتفاق النووي، وشمل ذلك إنهاء التنفيذ المؤقت للبروتوكول الإضافي المبرم بين الوكالة الدولية وبعض الدول الأعضاء، والذي يمكّن الوكالة من تنفيذ عمليات تفتيش سريعة بناء على إخطارات قصيرة لمواقع غير معلنة، وبعض التدابير الأخرى.
وقالت إيران إنها ستتخلى عن تدابير الشفافية الواردة في اتفاق 2015 التي تتيح مراقبة بعض قطاعات برنامجها النووي، وفي كثير من الأحيان تتم هذه المراقبة بأجهزة مثل معدات القياس الآنية والكاميرات.
ولتخفيف أثر الخطوة التي أخذتها إيران، توصلت الوكالة الدولية وطهران في فبراير/شباط إلى اتفاق، يستمر بمقتضاه العمل ببعض تدابير الشفافية، غير أن الوكالة لن تتمكن من الاطلاع على البيانات التي تجمعها الأجهزة إلا في تاريخ لاحق.
ولا تتضمن كل بنود الشفافية أعمال مراقبة يمكن أن تستمر بمقتضى هذا الترتيب، فأحد هذه البنود التي ألغتها إيران يسمح لمفتشي الوكالة الدولية "بالدخول يوميا عند الطلب" إلى منشآت التخصيب الإيرانية في نطنز وفوردو.
ما الذي يشمله الاتفاق؟
- التخصيب: يمكن للوكالة الدولية أن تستخدم أجهزة "القياس الإلكتروني للتخصيب" التي تقيس كمية اليورانيوم التي يجري تخصيبها وتحسب درجة نقائها الانشطارية وتنقل البيانات آنيا. وقد استطاعت إيران تخصيب اليورانيوم إلى درجة نقاء تبلغ نحو 60%، وهو ما يفوق بكثير الحد المتفق عليه في الاتفاق النووي البالغ 3.67%، ويعد في الوقت نفسه أقرب كثيرا إلى نسبة 90% اللازمة لصنع قنابل ذرية. وتقول إيران إنها تسعى فقط للحصول على الطاقة النووية للاستخدامات المدنية، وإن بوسعها أن تلغي ما اتخذته من خطوات بسرعة إذا ألغت واشنطن العقوبات وعادت إلى اتفاق 2015.
- وحدات الطرد المركزي: ينص الاتفاق على مراقبة الوكالة الدولية جوانب مختلفة من تجميع وتخزين وحدات الطرد المركزي، وهي الآلات التي يتم من خلالها تخصيب اليورانيوم.
- الكعكة الصفراء: يتم الحصول على مركزات خام اليورانيوم -أي الكعكة الصفراء- من اليورانيوم المستخرج من المناجم، ولا بد من معالجته قبل تخصيبه في أجهزة الطرد المركزي.
وينص الاتفاق على أن تراقب الوكالة الدولية "مركزات خام اليورانيوم كلها في إيران أو التي يتم الحصول عليها من أي مصدر آخر".
آليات المراقبة
جرّد قرار إيران الامتناع عن تنفيذ البروتوكول الإضافي الوكالة الدولية من القدرة على تنفيذ عمليات التفتيش المفاجئة في المواقع التي لم تعلن إيران أنها مواقع نووية، وزاد ذلك من صعوبة رصد أي منشأة أو أنشطة سرية.
غير أن الوكالة الدولية تراقب المنشآت الإيرانية المعلنة التي تضم أنشطة نووية أساسية، ولها سلطة الدخول المنتظم إليها بمقتضى اتفاق الضمانات الشاملة الذي يحدد التزامات كل دولة من الدول الأعضاء الموقعة على معاهدة حظر الانتشار النووي.
متابعة متواصلة
وما دام الاتفاق المؤقت ساريا يستمر جمع البيانات، وهو ما يعني أنه عند استعادة البيانات تتمكن الوكالة الدولية من مواصلة الإلمام بما حدث في تلك المناطق التي يشملها الاتفاق.
ويقول دبلوماسيون إن من شأن فقدان هذا الإلمام المتواصل أن يثير أزمة دبلوماسية، ويعرض للخطر المفاوضات الرامية لإحياء الاتفاق النووي المبرم في 2015.
المصدر : رويترز
الفرق بين الإيمان والإسلام
إنّ المُراجِع لكلام الإمام علي (عليه السلام) في نهج البلاغة وفي غيره من الكتب الروائية والذي يُستفاد أيضاً من الروايات الواردة عن الأئمّة الأطهار يكتشف وجود نوع من الاختلاف المفهومي والمصداقي بين الإيمان والإسلام.
فالإيمان هو: التصديق القلبي الذي ينعقد في قرارة النفس، وهو أعلى رتبة من الإسلام، في حين أنّ الإسلام هو: التشهّد بالشهادتين لساناً والعمل بالشرع ظاهراً.
وبالتّالي ستختلف الشروط والصفات لكلّ واحد منهما، فصفات المسلم مختلفة إلى حدٍّ ما عن صفات المؤمن.
وإنّ العلاقة بينهما قد تلحظ باعتبار الصدق أي الانطباق على المصداق، فالإسلام أعمّ مطلقاً من الإيمان وهو أخصّ مطلقاً من الإسلام، فكلّ مؤمن هو مسلم وليس كلّ مسلم هو مؤمن وقد تلحظ بلحاظات أخرى.
ويدلّ عليه صريحاً قوله تعالى: ﴿قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُل لَّمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِن قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ﴾، كما استدلّ بها أبو عبد الله عليه السلام لجميل بن درّاج على افتراق الإسلام عن الإيمان، وفي رواية أبي بصير عن أبي جعفر عليه السلام ذيل الآية: "فمن زعم أنّهم آمنوا فقد كذب، ومن زعم أنّهم لم يسلموا فقد كذب"[1].
رواية فُضَيْلِ بْنِ يَسَارٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ الله قَالَ: "الإيمان يُشَارِكُ الإسلام والإسلام لَا يُشَارِكُ الإيمان"[2].
وعن فُضَيْلِ بْنِ يَسَارٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ الله يَقُولُ: "إِنَّ الإيمان يُشَارِكُ الإسلام ولَا يُشَارِكُه الإسلام، إِنَّ الإيمان مَا وَقَرَ فِي الْقُلُوبِ، والإسلام مَا عَلَيْه الْمَنَاكِحُ والْمَوَارِيثُ وحَقْنُ الدِّمَاءِ والإيمان يَشْرَكُ الإسلام والإسلام لَا يَشْرَكُ الإيمان"[3].
ولعلّ المراد من: "المشاركة وعدمها في الرواية وفق عدّة اعتبارات: إمّا باعتبار المفهوم فإنّ مفهوم الإسلام داخل في مفهوم الإيمان دون العكس، أو باعتبار الصدق فإنّ كلّ مؤمن مسلم دون العكس، أو باعتبار الدخول فإنّ الداخل في مفهوم الإيمان داخل في الإسلام دون العكس أو باعتبار الأحكام فإنّ أحكام الإسلام مثل حقن الدماء وأداءِ الأمانة واستحلال الفرج ثابتة للإيمان دون العكس، فإنّ الحكم المترتّب على الإيمان مثل الثواب والنذر للمؤمن وإعتاقه لا تكون للإسلام"[4]، وكلّ هذه المعاني تُدلّل على الفرق بينهما..
النتيجة: من خلال ما ذُكر سابقاً، إنّ الفوارق بين الإسلام والإيمان تكون على الشكل التّالي:
1- الإسلام أسبق من حيث التحقُّق من الإيمان، فلا يتحقّق الإيمان قبل تحقُّق الإسلام، نعم قد يتحقّق الإسلام ولا يتحقّق الإيمان.
2- الإسلام يتحقّق بمجرّد الإقرار باللسان، وإن لم يقترن بالعمل. لكن الإيمان (الكامل) هو إقرار باللسان واعتقاد بالقلب وعمل بالجوارح.
3- بعض الأعمال تتوقّف صحّتها من حيث إسقاط التكليف لا الثواب الأخروي على الإسلام، وبعضها الآخر على الإيمان.
4- للإيمان معنيان: عام وخاص، فالعام هو الاعتقاد بالإسلام بمعناه المتقدّم آنفاً، والخاص هو الاعتقاد بما تعتقده الإمامية، وهو مجموع ما جاء به النبي بما فيه الإمامة.
بغير حساب، جمعية المعارف الإسلامية الثقافية
[1] الشيخ الكليني، الكافي، ج2، ص 25.
[2] م.ن، ص25.
[3] م.ن، ص25.
[4] المازندراني، محمد صالح بن أحمد، شرح الكافي - الأصول والروضة، المكتبة الإسلامية، طهران، الطبعة الأولى، 1424هـ، ج8، ص 79.
الرئيس الجزائري يوجه برقية تهنئة الى الرئيس الإيراني المنتخب
هنأ الرئيس الجزائري، عبد المجيد تبون، السيد إبراهيم رئيسي بانتخابه رئيسا لإيران في الانتخابات التي جرت الجمعة الماضية.
وجاء في بيان صادر عن الرئاسة الجزائرية: "هنأ رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، اليوم، السيد إبراهيم رئيسي، بمناسبة انتخابه رئيسًا جديدا للجمهورية الإسلامية الإيرانية".
وترتبط الجزائر وإيران بعلاقات اقتصادية وصناعية، وكلا البلدين عضو في منظمة الدول المصدر للنفط "أوبك". ووقع البلدان في 2015 خمس اتفاقيات تعاون في مختلف المجالات الاقتصادية لتعزيز الشراكة بين البلدين.
أحسن إلى من أساء إليك
إنّ من أسباب السعادة أن تعفو عمّن ظلمك، وتُعطي من حرمك، وتُحسن إلى من أساء إليك، فإنّ العفو والصفح يُنقّي القلب من الغيظ والحقد والعداوة، كذلك الصفح والتجاوز يُطهّر القلب، ويجلب له السعادة والمسرّات، فلا يُسَرّ الإنسان وقلبه ممتلئ غيظاً وحقداً، والله تعالى يقول في مُحكم كتابه: ﴿وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْزَغُ بَيْنَهُمْ﴾[1]. فتأمّل كيف أعطاهم شرف النسبة إليه سبحانه مثلما قال: ﴿وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ﴾[2]، وَقُلْ ﴿لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ﴾.
فإذا جاءك إنسان، فقال لك: فلان قد أساء إليك ويقول فيك كذا وكذا، فهناك حسن، وهناك أحسن، ولم يقل الله: قولوا حسنى، بل أمر: بأن يقولوا التي هي أحسن "أفعل التفضيل"، وهذا ممّا يدلّ على أنّ عباد الله حقّاً لا يُبادلون الإساءة بالإساءة، مع أنّ الحقّ لك إذا أساء الغير، أن تردّ الإساءة بالإساءة، ولكن الأحسن أنّ ترد الإساءة بالإحسان: ﴿فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ﴾[3].
هذا ويُعلّمنا مولانا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم درساً عظيماً في ردّ الإساءة بالإحسان، وذلك في اليوم العصيب الذي شخبت فيه جراحاته وكسرت رباعيته، وقُتل عمّه سيّد الشهداء حمزة رضوان الله عليه، ومع كلّ ما أصابه من الأذى لم يزد على أن قال: "اللهم اغفر لقومي، فإنّهم لا يعلمون"[4]، فتأمّل كيف لم يمنعه سوء صنيعهم به عن إرادته الخير وطلب المغفرة لهم.
وإليك نموذج من عباد الله الذين أدّبهم هذا النبيّ الكريم صلى الله عليه وآله وسلم، فكان من الرجال الذين لا تهزّهم إساءة، ولا تستفزّهم جهالة، لأنّ لغو السفهاء يتلاشى فى رحابهم كما تتلاشى الأحجار في أغوار البحر المحيط، عنيتُ أبا ذر الغفاري رضي الله عنه، فقد شتمه رجل ذات يوم، فقال له أبو ذر: "يا هذا لا تغرق في شتمنا، ودع للصلح موضعاً، فإنّا لا نُكافئ من عصى الله فينا بأكثر من أن نُطيع الله فيه"[5].
إنّ المؤمن ذو قلب رحيم، عطوف حنون يُسامح ويكظم الغيظ، ويعفو عن الناس وإن أساؤوا، ويحترمهم وإن أهانوا، والمؤمن أسمى من أن يصدر عن غيظ، وينطلق عن غضب أو حقد، وكيف يعرف قلبه الأحقاد، وقد تمكّنت فيه هداية الله وحبّ المؤمنين؟
طلائع القلوب، جمعية المعارف الإسلامية الثقافية
[1] سورة الإسراء، الآية 53.
[2] سورة الفرقان، الآية 63.
[3] سورة فصلت, الآية 34.
[4] أبو القاسم الطبراني، المعجم الكبير، ج6، ص120، حديث 5694، طبعة:2، مكتبة العلوم والحكم، الموصل.
[5] أبو سعد منصور بن الحسين الآبي، نثر الدر، ج2، ص55، طبعة:1، دار الكتب العلمية، بيروت، ومحمد بن مفلح الصالحي الحنبلي، الآداب الشرعيَّة، والمنح المرعيَّة، ج2، ص11، طبعة: عالم الكتب، والتذكرة الحمدونية، وغيرهم.
آثار الذنوب في عالم البرزخ
البرزخ في اللغة: "الحاجز بين الشَّيئين والمانع من اختلاطهما وامتزاجهما"[1]. قال تعالى: ﴿مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ * بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لَّا يَبْغِيَانِ﴾[2]، وقال سبحانه: ﴿وَمِن وَرَائِهِم بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ﴾[3]. فالقرآن الكريم أراد من هذا الاستخدام للفظ البرزخ أن يوضح أنّ هناك عالماً آخر يفصل بين الدُّنيا والآخرة، ولا بدّ للإنسان من المرور به كمقدّمة ليوم القيامة، وفي الرِّوايات ورد أنّ البرزخ هو القبر، وأنَّه عالم الثّواب والعقاب بين الدُّنيا والآخرة، روي عن الإمام الصادق عليه السلام: "البرزخ القبر، وهو الثّواب والعقاب بين الدُّنيا والآخرة"[4]. وفيما يلي نستعرض أهمّ آثار الذنوب في البرزخ:
1- سكرات الموت وشدّة النزع:
قال تعالى: ﴿وَجَاءتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنتَ مِنْهُ تَحِيدُ﴾[5].
سكرات الموت من العقبات الصعبة، فشدائدها تُحيط بالمحتضر من جميع الجهات، فمن جهةٍ يواجه شدّة المرض والوجع وذهاب القوى من البدن، ومن جهةٍ أخرى يواجه مشهد العائلة من بكاء وعويل ووداع أحبّة، ومن جهةٍ ثالثة فراق ما جمع في عالم الدُّنيا من مالٍ وأملاكٍ وغير ذلك، ومن جهةٍ رابعةٍ يواجه قدومه على نشأةٍ هي غير هذه النشأة، ثمّ إنّ عينيه تريان أشياء لم ترها من قبل، وقد اجتمع عليه إبليس وأعوانه ليوقعوه في الشكّ، وهم يحاولون جاهدين أن يسلبوه إيمانه، ليخرج من الدُّنيا بلا إيمان، هذا كلّه إلى جانب هول حضور ملك الموت، وبأيّ صورةٍ وهيئةٍ سيأتي، وبأيّ نحوٍ سوف يَقبض روحه[6].
فملك الموت عزرائيل عليه السلام لا يأتي بصورةٍ واحدةٍ لكلِّ النَّاس، فالصورة إمّا قبيحةٌ وإمّا جميلةٌ، بل إنّ شدّة قُبح صورته، أو شدّة جمالها مرتبطةٌ بأعمال الإنسان في الدنيا، فإذا كانت أعماله صالحةً أتاه الملك بصورةٍ جميلة، وإذا كان مبتلىً بالرذائل والمعاصي أتاه الملك بصورةٍ قبيحةٍ.
روي عن أمير المؤمنين عليه السلام أنّه قال: "ما من الشِّيعة عبدٌ يُقارف أمراً نهيناه عنه فيموت حتَّى يُبتلى ببليّةٍ تُمحَّصُ بها ذنوبه، إمّا في مالٍ، وإمّا في ولدٍ، وإمّا في نفسه، حتَّى يلقى الله عزّ وجلّ وما له ذنبٌ، وإنّه ليبقى عليه الشيء من ذنوبه فيُشدَّدُ به عليه عند موته"[7].
وفي الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يُشبِّه فيه الموت بالمصفاة، فيقول: "الموت هو المصفاة تُصفّي المؤمنين من ذنوبهم، فيكون آخر ألم يُصيبهم كفّارة آخر وزرٍ بقي عليهم، وتُصفّي الكافرين من حسناتهم، فيكون آخر لذّةٍ أو راحةٍ تلحقهم هو آخر ثواب حسنة تكون لهم"[8].
وعليه فإنّ قبض روح الإنسان شدةً أو ضعفاً، وصورة الملك قُبحاً وحسناً مرتبطة بطبيعة الأعمال في نشأة الدُّنيا، والتي تظهر آثارها البرزخية من لحظة النّزع، وتستمر في كلّ عقبات البرزخ، فالإنسان لحظة سكرات الموت والاحتضار يُشاهد صور أعماله وآثارها.
2- وحشة القبر وغربته:
كتب أمير المؤمنين عليه السلام لمحمّد بن أبي بكر: "يا عباد الله، ما بعد الموت لمن لا يُغفر له أشدّ من الموت، القبر فاحذروا ضيقه وضنكه وظلمته وغربته"[9].
وحشة القبر هي أول المنازل التي يمرّ بها الإنسان، وقد عُبّر عنها في الروايات بتعبيرات متعدِّدة، وهذه التعبيرات إمّا أهوال مستقلّة بذاتها، أو تُعبّر عن وحشة القبر لكن بألفاظ متعدِّدة، من قبيل: غمّ القبر، ضيق القبر، ظلمة القبر، وحشة القبر[10].
وإنّ لهذا المنزل أهوالاً عظيمة ومنازل ضيّقة ومهولة، يصعب تصوّرها على العقل البشري، ولذا شرحها لنا أئمّة أهل البيت عليهم السلام. تبدأ المنازل بوحشة القبر، فضغطة القبر، ثم المسألة في القبر وهكذا. ونحن نذكر هذه الأمور باختصارٍ شديدٍ للفت النَّظر إلى علاقتها بطبيعة الأعمال في عالم الدُّنيا، فالذّنوب والمعاصي تظهر آثارها في ذلك العالم.
وما يؤيّد هذا الأمر (أهوال القبر) ما ورد في الروايات من استحباب التمهُّل في إنزال الميِّت إلى قبره، حيث روي عن الإمام الصادق عليه السلام: "وإذا حُمل الميت إلى قبره فلا يفاجأ به القبر، لأنّ للقبر أهوالاً عظيمة، ويتعوّذ حامله بالله من هول المطّلع، ويضعه قرب شفير القبر، ويصبر عليه هنيهةً، ثم يُقدِّمه قليلاً ويصبر عليه هنيهة، ليأخذ أهبّته، ثم يُقدّمه إلى شفير القبر"[11].
وليست الوحشة حال جميع النَّاس لزاماً، بل هناك فئةٌ من النَّاس يؤمنُها الله منها، كما ورد في الدعاء عن الإمام زين العابدين عليه السلام: "اللهمّ صلّ على محمّد وآل محمّد، واجعلني وجميع إخواني بك مؤمنين، وعلى الإسلام ثابتين، ولفرائضك مؤدّين...وعند معاينة الموت مستبشرين، وفي وحشة القبر فرحين، وبلقاء منكر ونكير مسرورين، وعند مساءلتهم بالصّواب مجيبين..."[12].
هذا الدُّعاء - وغيره من الرّوايات - يدلّ على التَّرغيب في فعل ما يُزيلُ وحشةَ القبر، وما تستأنس به النُّفوس، وهي الأخلاق الفاضلة والأعمال الحسنة، وذلك لما روي من أنّهما يظهران بصورةٍ حسنةٍ في القبر، وهكذا الأعمال السيّئة تؤدّي إلى وحشة القبر وشدّة أهواله، روي عن أبي عبد الله الصادق عليه السلام أنّه قال: "... فإذا دخلها (أي حفرة القبر) عبدٌ مؤمنٌ، قال: مرحباً وأهلاً، أما والله لقد كنتُ أُحبّك وأنت تمشي على ظهري، فكيف إذا دخلت بطني فسترى ذلك، قال عليه السلام: فيفسح له مدى البصر، ويفتح له باب يرى مقعده من الجنّة، قال: ويخرج من ذلك رجلٌ لم تر عيناه شيئاً قطّ أحسن منه، فيقول: يا عبد الله، ما رأيت شيئاً قط أحسن منك! فيقول: أنا رأيك[13] الحسن الذي كنتَ عليه، وعملك الصالح الذي كنتَ تعمله..."[14].
3- ضغطة القبر:
ضغطة القبر تعني التَّضييق على الميِّت، وإنّ طبيعة الأعمال هي التي تُحدّد شدّة هذا الشّعور بالضِّيق والأذى في عالم البرزخ، وهي تُحدّد أيضاً أمَدَ استمرار هذه الضَّغطة التي قد تكون شعوراً وأذى روحياً مؤقّتاً يزول بعد حين، وقد يستمر أمداً طويلاً، وقد يبقى إلى البعث والنشور.
ويُفهم من الرِّوايات أنّ هذه الضَّغطة يختلف حالها من شخصٍ إلى آخر، وذلك حسب درجة إيمانه وطبيعة عمله في نشأة عالم الدُّنيا، وأنّ هذه الضَّغطة لا تشمل كلّ الأموات، ومنها ما دلَّت عليه الروايات بأنّ القيام ببعض الأعمال يؤدّي إلى النجاة من ضغطة القبر.
عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام "قلتُ: جعلتُ فداك، فأين ضغطة القبر؟ فقال: هيهات ما على المؤمنين منها شيء. والله، إنّ هذه الأرض لتفتخر على هذه، فتقول: وطأ ظهري مؤمن، ولم يطأ على ظهرك مؤمن، وتقول له الأرض: والله، كنتُ أُحبّك وأنت تمشي على ظهري، فأمّا إذا وليتك فستعلم ماذا أصنع بك، فتفسح له مدّ بصره"[15].
وتعبير الإمام الصادق عليه السلام في الرواية المتقدّمة "ما أقلّ من يفلت منها" يدلّ على أنَّ بعض المؤمنين قد يفلت من ضغطة القبر، كما هو ثابت في حقّ السيّدة فاطمة بنت أسد، وذلك حسب روايات أهل البيت عليهم السلام حيث رُفعت عنها ضغطة القبر ببركة نزول النبي صلى الله عليه وآله وسلم إلى قبرها الشَّريف.
وينبغي الإشارة إلى أن ّضغطة القبر على المؤمن - لو حصلت - فهي من باب تطهيره من الذّنوب المتبقية في عالم الدُّنيا، فيخرج نقياً إلى عالم القيامة، وروي عن الإمام الصادق عليه السلام عن آبائه عليهم السلام عن أمير المؤمنين علي عليه السلام قال: "قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ضغطة القبر للمؤمن كفّارة لما كان منه من تضييع النِّعم"[16].
وفي الرّوايات أنّ الميّت يتعرّض لضغطة القبر أو ضمّة الأرض، وأنّ هناك أعمالاً تؤدّي إلى ضغطة القبر أو إلى شدّتها، نذكر منها ما روي عن أمير المؤمنين عليه السلام أنّه قال: "عذاب القبر يكون من النميمة، والبول، وعزب[17] الرجل عن أهله"[18].
وعن الإمام الصادق عليه السلام عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم - عندما وصف سعد - قال: "إنّما كان من زعارة[19] في خلقه على أهله"[20].
وعنه عليه السلام أيضاً أنّه قال: "قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ثلاثٌ من الذّنوب تُعجَّل عقوبتها ولا تؤخَّر إلى الآخرة: عقوق الوالدين، والبغي على النَّاس، وكفر الإحسان"[21].
هُدىً وبشرى، جمعية المعارف الإسلامية الثقافية
[1] الطريحي، مجمع البحرين، ج1، ص186.
[2] سورة الرحمن، الآيتان 19 - 20.
[3] سورة المؤمنون، الآية 100.
[4] الحويزي، نور الثقلين، ج3، ص553.
[5] سورة ق، الآية 19.
[6] الشيخ عباس القمي، منازل الآخرة والمطالب الفاخرة، ص107، تعريب وتحقيق: السيد ياسين الموسوي، مؤسسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرسين بقم المشرفة، مؤسسة النشر الإسلامي، الطبعة الأولى، محرم الحرام 1419.
[7] العلامة المجلسي، بحار الأنوار، ج6، ص157.
[8] م.ن، ص153.
[9] م.ن، ص218.
[10] الشيخ الطوسي، مصباح المتهجد، ص562، مؤسسة فقه الشيعة - بيروت - لبنان، لا.مط، الطبعة الأولى، 1411 - 1991م.
[11] الشيخ الصدوق، من لا يحضره الفقيه، ج1، ص170، تصحيح وتعليق: علي أكبر الغفاري، مؤسسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرسين بقم المشرفة، لا. مط، الطبعة الثانية، لا. ت.
[12] الصحيفة السجادية، دعاؤه رقم 206، بحار الأنوار، ج91، ص123.
[13] الرأي: يعني الاعتقاد والإيمان.
[14] الشيخ الكليني، الكافي، ج3، ص130.
[15] م.ن.
[16] العلامة المجلسي، بحار الأنوار، ج6، ص221.
[17] عزب الرجل عن أهله معناه ابتعاده عن فراشه وطعامه، مع ظلمه لزوجته.
[18] الشيخ الصدوق، علل الشرائع، ج1، ص309، تقديم: السيد محمد صادق بحر العلوم، منشورات المكتبة الحيدرية ومطبعتها - النجف الأشرف، لا. مط، لا.ط، 1385 - 1966م.
[19] الزعارة: - بتشديد الراء وتخفيفها - شراسة الخلق، والرجل شرس أي سيء الخلق.
[20] العلامة المجلسي، بحار الأنوار، ج6، ص261.
[21] الحرّ العاملي، وسائل الشيعة، ج16، ص312.
قائد الثورة: سيرى الشعب الايراني خيرا من هذه الانتخابات
أكد قائد الثورة الاسلامية آية الله السيد علي الخامنئي في تصريح للصحفيين عقب الادلاء بصوته في الانتخابات الرئاسية في ايران صباح اليوم، ان الشعب الايراني سيرى خيرا من هذه الانتخابات.
وادلى سماحة قائد الثورة الاسلامية اية الله العظمى السيد علي الخامنئي صباح الیوم الجمعة بصوته في المركز الانتخابي بحسينية الإمام الخميني (رض)، في الدقائق الأولى من بدء عملية الاقتراع في الانتخابات الرئاسية في ايران.
وفي تصريح للتلفزيون الايراني عقب الادلاء بصوته، قال قائد الثورة الاسلامية، "يوم الانتخابات هو يوم الشعب الايراني، اليوم الشعب هو المدير الرئيسي للساحة، شعبنا اليوم من خلال حضوره امام صناديق الاقتراع وادلائه بصوته هو من يعين الوضع العام والاساسي للبلاد في الاعوام القادمة ".
وتابع قائد الثورة الاسلامية: ان دعواتنا المتكررة لمشاركة الشعب الايراني في الانتخابات يرجع الى أنه هو المستفيد الأول من هذا الحضور، كما أن الجمهورية الإسلامية الايرانية سوف تكتسب مزايا كبيرة على الساحة الدولية.
واكد سماحته ان اصوات جميع الشعب فرداً فرداً لها اهمية في الانتخابات قائلا: تعالوا جميعكم، اختاروا وصوتوا ولا يقول أحدكم أن صوته لا يحدث تغييرا، لأن هذه الأصوات الفردية هي التي تشكل ملايين الأصوات.
واضاف الامام الخامنئي، ان شاء الله وببركة الامام علي بن موسى الرضا (عليهما السلام) صاحب الذكرى العطرة في هذه الايام، سيكون هذا اليوم يوم مبارك وسيكون كذلك بفضل الله وسيرى الشعب خيرا من هذه الانتخابات.
وأعرب قائد الثورة عن شكره لجميع المسؤولين والعاملين في مجال تنظيم هذه الانتخابات ودعاهم الى توخي الدقة اللازمة في العملية الانتخابية في عموم البلاد.
كما أعرب سماحته عن شكره للصحفيين والمصورين على ادائهم وتغطيتهم لاحداث الانتخابات .
روحاني : العالم كله اليوم ينظر إلى الانتخابات الإيرانية
صرح رئيس الجمهورية حسن روحاني بعد مشاركته في الانتخابات الرئاسية ان العالم كله ينظر اليوم إلى صناديق الاقتراع وطوابير الناخبين من ابناء الشعب الايراني ، مؤكدا انها ستدخل اليأس في نفوس الاعداء.
وخلال تفقده للجنة الانتخابات بوزارة الداخلية صباح اليوم الجمعة ادلى روحاني بصوته في الانتخابات الرئاسية الثالثة عشرة بالتزامن مع الدورة السادسة للمجالس البلدية، والانتخابات التكميلية لمجلس الشورى الاسلامي ومجلس خبراء القيادة.
وفي تصريح للمراسلين قال روحاني : فيما يتعلق بالأمن ، لم نشهد حالة واحدة من انعدام الأمن في جميع أنحاء البلاد ، وهو أمر مهم للغاية، كما يتم اتباع البروتوكولات الصحية في جميع المجالات.
واضاف: تجري عملية الانتخابات الالكترونية خطوة بخطوة، ونخطو خطوة للأمام كل عام ، والوضع الحالي يوضح عدد الناخبين الذين صوتوا في جميع محافظات البلاد والتأكد من هوية الناخب من أهم القضايا من خلال النظام الإلكتروني.
واشار الى ان عملية التصويت تجري بصورة آلية في الكثير من مراكز المحافظات، ونأمل أن تتم جزء مهم من عملية التصويت في المستقبل بشكل آلي، مما يسهم في تحقيق الشفافية.
ولفت رئيس الجمهورية الى ان عملية التصويت وفرز الاصوات يخضعان للعملية الالكترونية وقال : لم نشهد خرقا للبروتوكولات الصحية خلال العملية الانتخابية حتى الآن.
وتابع رئيس الجمهورية قائلا: هذه الانتخابات مهمة جدا، إنها انتخابات رئاسية مهمة ، وهي من أهم الانتخابات كل 4 سنوات بالنظر إلى الصلاحيات والمسؤوليات الكبيرة المنصوص عليها في الدستور لرئيس الجمهورية، داعيا المواطنين الى التوجه الى صناديق الاقتراع.
وأكد روحاني انه على مدى 42 عاما كانت الانتخابات الايرانية محط انظار العالم، وان هذه الانتخابات ستؤدي الى سرور الاصدقاء وغيظ الاعداء وخيبة أملهم.
وقال: العالم كله ينظر اليوم إلى صناديق الاقتراع وصفوف الشعب، وان شاء الله فأن كل محبي إيران في العالم سيكونون سعداء وستدخل اليأس في نفوس أعداء إيران.
واعرب روحاني عن أمله في أن يقوم الشعب الايراني بواجبه الثوري في المشاركة في الانتخابات مع الالتزام بالتعليمات الصحية
وهو القاهر فوق عباده..
قال تعالى: ﴿وَهُوَ الْقاهِرُ فَوْقَ عِبادِهِ وَيُرْسِلُ عَلَيْكُمْ حَفَظَةً حَتَّی إِذا جاءَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ تَوَفَّتْهُ رُسُلُنا وَهُمْ لا يُفَرِّطُونَ﴾([1]).
إشارات:
- استيفاء الروح في الليل وبعثها في النهار أحد أمثلة قاهريّة الله تعالی علی الإنسان.
- إنّ موضوعة قبض الروح ينسبها القرآن الکريم إلی الله تعالی «اللهُ يَتَوَفَّی الأَنْفُسَ»، وإلی ملک الموت والملائکة في آنٍ معاً، وهذا التباين في العبارات ربّما يعود إلی أنّ الملائکة تلي أمر أرواح الأشخاص العاديين، وملک الموت - وهو ملک مقرّب - يلي أمر أرواح الأشخاص البارزين، أمّا الله تبارک وتعالی فهو يلي أمر أرواح أوليائه.
وقيل أيضاً، ربّما يکون مردّ ذلک أنّ الملائکة تقوم أوّلاً بقبض روح الإنسان، ثمّ تدفعه إلی ملک الموت (عزرائيل) وبدوره يقوم الأخير بتسليم الروح إلی ربّ العالمين، وبذلک يمکن القول: إنّ قبض الأرواح هو عمل الملائکة وملک الموت والله تعالی. إذن، فالله سبحانه هو الفاعل والمسبّب والملائکة هم المباشرون الفعليون لهذا العمل، ومن هنا، فإنّ هذا العمل تارةً ينسب إلی المسبّب، وأخری إلی المباشرين الفعليين.
- قد يکون المقصود بالملائکة الحافظين أولئک الذين يراقبون الإنسان ويحفظونه من شرّ الحوادث([2])، «لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ ومِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللهِ»([3])، أو الملائکة المأمورين بکتابة أعمال الإنسان وتسجيلها، «ورُسُلُنَا لَدَيْهِمْ يَكْتُبُونَ»([4]).
- يقين الإنسان بمراقبة الملائکة له، حافز علی شکر الله تعالی، والإيمان بأنّ الملائکة تکتب أعمال الإنسان هو عامل حياء وتقوی.
التعاليم:
١- الله تعالی بيده القدرة والسلطة التامّة، أمّا ترک الخيار لنا فذلک لأنّه بلطفه الواسع أمهلنا في هذه الدنيا، «وهُو الْقَاهِرُ...».
٢- إنّ قاهريّة الله علی عباده کبيرة لدرجة لا تدع مجالاً لمقاومتها، «وهُوالْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ».
٣- يضمّ نظام الخلق أنواعاً عديدة للمراقبة، «حَفَظَةً».
٤- إرسال الملائکة الحافظين أمرٌ دائم، «ويُرْسِلُ».
٥- لکلّ مجموعة من الملائکة مهمّة خاصة، «حَفَظَةً... تَوَفَّتْهُ».
٦- عند قبض الروح يحضر عدد من الملائکة، «إِذَا جَاءَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا».
٧- الملائکة معصومون، وهم لا يتساهلون في إنجاز مهمّتهم، «لَا يُفَرِّطُونَ».کما ورد في آية أخری «لَا يَعْصُونَ اللهَ مَا أَمَرَهُمْ»([5]).
تفسير النور، سماحة الشيخ محسن قراءتي
([1]) سورة الأنعام: 61.
([2]) تفسير الميزان.
([3]) سورة الرعد، الآية ١١
([4]) سورة الزخرف، الآية ٨٠.
([5]) سورة التحريم، الآية ٦.