emamian

emamian

السؤال: لا يعقل الأمر بالطاعة المطلقة من دون العصمة والاصطفاء

في آية ولاية الأمر، هل من المعقول نقلياً وقرآنياً وعقلياً أن يأمر الله جلّ وعلا بطاعة إنسان من دون أن يصطفيه بعلمه وحكمته؟

 

الجواب:

إنّ هذا الذي ذكرتموه بعينه قد استفاد منه الفخر الرازي عند تفسيره لقوله تعالى: (( أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الأَمرِ مِنكُم )) عصمة (ولاة الأمر)؛ لأنّ الطاعة المطلقة لفرد هي فرع عصمته عن الخطأ، وإلاّ كان الأمر بالطاعة المطلقة مع فرض حصول الخطأ أمر باتّباع الباطل، وهو محال على المولى سبحانه... فإذاً لا بدّ من العصمة والاصطفاء ثمّ الأمر بالطاعة.

 

قال الفخر الرازي: (( والدليل على ذلك أنّ الله تعالى أمر بطاعة أُولي الأمر على سبيل الجزم في هذه الآية ومن أمر الله بطاعته على سبيل الجزم والقطع لا بدّ وأن يكون معصوماً عن الخطأ؛ إذ لو لم يكن معصوماً عن الخطأ كان بتقدير إقدامه على الخطأ يكون قد أمر الله بمتابعته، فيكون ذلك أمراً بفعل ذلك الخطأ، والخطأ لكونه خطأً منهيّ عنه، فهذا يفضي إلى اجتماع الأمر والنهي في الفعل الواحد بالاعتبار الواحد، وأنّه محال، فثبت أنّ الله تعالى أمر بطاعة أُولي الأمر على سبيل الجزم، وثبت أنّ كلّ من أمر الله بطاعته على سبيل الجزم وجب أن يكون معصوماً ))(1).

 

ثمّ تمحّل بأنّ المراد من (أُولي الأمر) أهل الحلّ والعقد من الأمّة، وأنّ ذلك يوجب القطع بأنّ اجتماع الأُمّة حجّة، مع أنّه واضح البطلان بنصّ الآية؛ فإنّها تنصّ على أنّ (أُولي الأمر) بعض الأمّة، فقد قال تعالى: (( أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الأَمرِ مِنكُم )).

المصدر:مرکز الابحاث العقائدیه

إن مما لا شـك فيه أن الإنسـان قد وجد في هذا العالم لغاية وهدف، قـال تعـالى: ﴿وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون﴾[1]، وهو يسعى فطريا لتحقيق سعادته، وتحصيل كمالاته التي تكون بها إنسانيته من خلال عبادة الله تعالى، والاتصال به.

 

وغني عن البيان أن تحقيق الكمال وبلوغ السعادة، موقوف على معرفة طرقها ووسائلها، والعوائق التي تقف بوجهها، والسعي إلى رفعها، ولهذا كان الإنسان مفطورا على البحث وتحصيل المعرفة، قبل ان يدخل في أي عمل، فتراه يعمل عقله في أهداف وغايات عمله، قبل كل شيء، ثم تقييم هذه الغايات، ومدى انسجامها مع ما يرجوه من سعادة، حتى إذا ثبت له الانسجام بين هذه الأمور، بادر إلى تحقيقه.

 

إن مقومات السعادة الإنسانية تتنوع، بتنوع المجالات الحياتية، التي يعيشها الإنسان، ويطمح إليها، سواء في ذلك الفرد والجماعة، من التعرف على القوانين الحاكمة في الكون، كما قال تعالى: ﴿أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت، وإلى السماء كيف رفعت﴾[2].

 

والقوانين التشريعية التي ينبغي إلتزامها والعمل بها، لتحسين السلوك الإنساني، الذي يخدم الهدف الذي يسعى إليه، والذي يعبر عنه في المصطلح القرآني "الإخراج من الظلمات إلى النور"، كما في قوله تعالى: ﴿كتاب أنزلناه إليك لتخرج الناس من الظلمات إلى النور﴾[3]، وقوله تعالى: ﴿يزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة﴾[4].

 

وإقامة العدل بين الناس، قال تعالى: ﴿لقد أرسلنا رسلنا بالبينات وأنزلنا معهم الكتاب والميزان ليقوم الناس بالقسط﴾[5].

 

ورفع الاختلاف الحاصل بينهم، قال تعالى: ﴿كان الناس أمة واحدة فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين وأنزل معهم الكتاب بالحق ليحكم بين الناس فيما اختلفوا فيه﴾[6].

 

وإرجاعهم إلى أحكام العقل البديهية، قال تعالى: ﴿هذا بلاغ للناس ولينذروا به وليعلموا أنما هو إله واحد وليذكر أولو الألباب﴾[7].

 

وبالتالي إلى إتمام الحجة عليهم، قال تعالى: ﴿قل فلله الحجة البالغة﴾[8].

 

وقال تعالى: ﴿رسلا مبشرين ومنذرين لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل﴾[9].

 

 وتحذيرهم وإنذارهم من النار إلى غير ذلك من أهداف سامية، توصلهم إلى الحياة الكريمة، قال تعالى: ﴿يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم﴾[10].

 

وقال تعالى: ﴿ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء﴾[11].

 

قصور المعرفة الإنسانية:

إن المعارف الإنسانية تعتمد، فيما لو خلي الإنسان ونفسه، على طريقين أساسيين في حصولها وتحققها، وهما الحس والعقل.

 

وتحصل المعارف الحسية، نتيجة مواجهة الإنسان بحواسه، لظواهر العالم الخارجي، فتنطبع صورها في قواه المدركة، التي يتعرف بواسطتها على ما يحيط به، هذا النوع من المعرفة لا يتجاوز ظواهر الأشياء عند مماستها والإحساس بها.

 

وأما المعارف العقلية فتحصل نتيجة ما زود به العقل البشري، من قدرة على معرفة الأوليات، وتجريدها بواسطة المتخيلة، وإدراك الكليات وتطبيقها على الظواهر، واستفادة التعميم فيها، الذي يفيد تحصيل القانون العام وتقنينه، وهو ما يؤدي إلى كشف بعض البواطن التي ينطوي عليها عالم التكوين، ونفس الكلام يجري في القوانين التشريعية، التي يسعى من خلال الالتزام بها، إلى انتظام أمور معاشه ومعاده..

 

فالمعرفة الإنسانية إذن متوقفة، على تحقق التعاون والتلاقح، بين المدركات الحسية والمدركات العقلية.

 

ولما كان تحقيق السعادة متوقفا على حصول المعرفة، فمن الطبيعي أن يثار تساؤل مهم، وهو هل تكفي المعارف الحسية والعقلية في الوصول إلى المراد أم لا؟

 

إن الوصول إلى الحياة الطيبة وتحصيل السعادة الحقيقية، مرتبط بمعرفة كل ما يحيط بالإنسان، من ظواهر وبواطن، ومن علاقات الأشياء بعضها مع بعض، ومدى تأثيرهما الإيجابي أو السلبي، من خلال هذه العلاقة، مضافا إلى معرفة القوانين الحاكمة في هذا العالم، ليتمكن من التفاعل والانسجام معها، على نحو يمكنه أن يحقق بواسطته الغاية المنشودة.

 

والأمر المعلوم بالملاحظة والتجربة، أن كلا من الحس والعقل لا يفيان، وحدهما، بالغرض والغاية المنشودة، وهو ما نراه من تعديل وتبديل للقوانين، مرة بعد أخرى، في كافة المجتمعات الإنسانية، الأمر الذي يكشف عن عدم إصابتها كبد الحقيقة، مع ما يترتب عليه من مظالم وتجاوزات بحق الآخرين، بل بحق الإنسان نفسه.

 

هذا مع الأخذ بعين الاعتبار أن القوانين الوضعية كثيرا ما تستفيد من النصوص المقدسة، والقوانين الإلهية الواردة في الكتب السماوية.

 

فلا بد إذن من وجود طريق ثالث للمعرفة يجب التعرف عليه والاستناد إليه، في تحقيق الهدف، وهذا الطريق هو الوحي، لوضوح محدودية قدرة العقل الإنساني في إدراك حقائق الأشياء، والربط بينها.

 

وحصول المعرفة عن طريق الوحي، متوقف على وجود الأنبياء، المتصلين بالمبدأ الأعلى مباشرة، من دون توسط بشري.

 

وهذا دليل على ضرورة بعثة الأنبياء، وعلى أن الإنسان الأول، أي آدم (عليه السلام)، لا بد أن يكون نبياً، مرتبطاً بالوحي، ليتمكن من رسم الحدود الصحيحة، التي تصل بالإنسان إلى مبتغاه، ويحقق خلافة الله تعالى في الأرض، كما أخبر تعالى ملائكته حين قال: ﴿إني جاعل في الأرض خليفة﴾[12].

 

ولولا هذه النبوة لم يكن الإنسان الأول قادراً، على  تحصيل المعارف والكمالات، التي أراد الله تعالى منه أن يحققها في مسيرة حياته.

 

وقد بين أمير المؤمنين (عليه السلام) أهمية الوحي والنبوة في حياة الإنسان، حين قال: "فبعث إليهم رسله، وواتر إليهم أنبياءه، ليستأدوهم ميثاق فطرته، ويذكروهم منسي نعمته، ويحتجوا عليهم بالتبليغ، ويثيروا لهم دفائن العقول، ويروهم آيات المقدرة"[13].

 

سماحة الشيخ حاتم إسماعيل

 

[1] سورة الذاريات، آية: 56

[2] سورة: الغاشية، آية:17-18   

[3] سورة: إبراهيم، آية:1

[4] سورة: آل عمران، آية:164

[5] سورة: الحديد، آية:25

[6] سورة: البقرة، آية:213

[7] سورة:إبراهيم، آية:52

[8] سورة: الأنعام، آية:149

[9] سورة: النساء، آية:165

[10] سورة:الأنفال، آية:24

[11] سورة: الأعراف، آية:96

[12] سورة البقرة، آية:31

[13] نهج البلاغة، الخطبة الأولى، ص43، تحقيق صبحي الصالح

تلقى أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني رسالة خطية تضمنت دعوة من الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز آل سعود لحضور القمة الخليجية، المقرر عقدها في الخامس من يناير/كانون الثاني القادم.

وقال الديوان الأميري -في بيان رسمي- إن "أمير قطر تسلم رسالة خطية من أخيه خادم الحرمين الشريفين، تضمنت دعوة سموه لحضور اجتماع الدورة الحادية والأربعين للمجلس الأعلى لمجلس التعاون لدول الخليج (الفارسی)، المقرر عقدها بالمملكة العربية السعودية".

وأضاف البيان أن الأمين العام لمجلس التعاون نايف فلاح الحجرف سلّم الرسالة خلال استقبال أمير قطر له بمكتبه بالديوان الأميري صباح اليوم.

وقبل أيام، أعلن مجلس التعاون الخليجي أن الملك السعودي كلف الأمين العام للمجلس بنقل دعوات حضور القمة إلى قادة الخليج.

ويسود تفاؤل بأن تشهد تلك القمة توقيعا على اتفاق ينهي أزمة خليجية متواصلة منذ أكثر من 3 أعوام ونصف العام، بعد توسط دول بينها الكويت.

وفي الرابع من ديسمبر/كانون الأول الجاري، أعلن وزير الخارجية الكويتي أحمد ناصر الصباح عن "مساع حثيثة للتوصل إلى اتفاق نهائي لحل النزاع الخليجي"، بما يضمن وحدة مجلس التعاون.

ومنذ الخامس من يونيو/حزيران 2017، تفرض السعودية والإمارات والبحرين ومصر حصارا بريا وجويا وبحريا على قطر، وتتهمها بـ"دعم الإرهاب"، وهو ما تنفيه الدوحة.

كما أن العلاقات بين قطر وإيران كانت أحد المبررات التي دفعت بها الدول الأربع من أجل حصار قطر

 

المصدر:الجزیره

الخميس, 31 كانون1/ديسمبر 2020 18:44

فاطمة الزهراء (عليها السلام) قدوتي

 

"القُدْوَةُ اسم من اقتدى به، إذا فُعِل مثل فعله تأسّيا، وفلان‏ قُدْوَةٌ، أي يُقتدى به"[1]. أمّا في معنى الْأُسْوَةُ، فقالوا هي "كالقدوة، وهي الحالة الّتى يكون الإنسان عليها في اتّباع غيره"[2].

 

وعليه، فالاقتداء والتأسّي هو التبعيّة للمُقتدى به والتسنّن بسنّته من قول أو فعل عمومًا، وهو المعنى الاصطلاحيّ أيضًا. فالاقتداء هو طلب موافقة الآخر في فعله، واتّباع شخصيّة تنتمي إلى القيم نفسها التي يؤمن بها المقتدي، وعادة ما يمثّل شخص المقتدَى به قدراً من المثاليّة والرقيّ والسموّ عند أتباعه ومحبّيه. والقدوة تنطوي في داخلها على نوع من الحبّ والإعجاب اللذين يجعلان المقتدِي يحاول أن يطبّق كلّ ما يستطيع من أقوال المقتدى به وأفعاله[3].

 

السيدة فاطمة عليها السلام القدوة الحقيقيّة

بعد أن اتّضح معنى القدوة وموقعها في حياتنا وخصائصها، علينا البحث عن المصداق الحسن والواقعي لقدوة كلّ مؤمن ومؤمنة في هذه الحياة، يقول الله عزّ وجلّ في محكم كتابه: ﴿أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ قُل لاَّ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِنْ هُوَ إِلاَّ ذِكْرَى لِلْعَالَمِينَ﴾[4]، حيث تبيّن لنا هذه الآية الكريمة وتعطينا فكرة واضحة عن النموذج الذي ينبغي علينا الاقتداء به، وهم ﴿الَّذِينَ هَدَى اللّهُ﴾، وفي موضع آخر يقول عزّ وجلّ: ﴿لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرً﴾[5]، وتبيّن أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم هو الأسوة والنموذج الأحسن والأتمّ، ولكن ليس لجميع الناس بطبيعة الحال، بل لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرًا. وبالتالي، فإنّ الرسول صلى الله عليه وآله وسلم هو القدوة الحقيقية لكلّ مؤمن متديّن ومؤمنة متديّنة. وكذا هو الحال بالنسبة لأهل بيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم، ومن سار على خطاهم، فهم عليهم السلام قدوة كلّ تائق نحو الكمال الحقيقي والجمال الواقعي وملاذه.

 

 والإسلام العزيز، كدين، قد منّ على المؤمنات أيضاً أنّ قدّم لهنّ نموذجًا كاملًا من النساء، يلحظ خصوصيّاتهن ويجسّد حياتهن بمختلف أبعادها، وهذا النموذج هو السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام. فالسيّدة فاطمة عليها السلام هي بنت الوحي والرسالة، وهي التي تربّت في حجر سيّد الخلق، فكانت الناطق العمليّ والمترجم السلوكيّ للإسلام في الحياة، كما يقول الإمام الخمينيّ قدس سره: "إنّ مختلف الأبعاد التي يمكن تصورّها للمرأة وللإنسان تجسّدت في شخصية فاطمة الزهراء عليها السلام. لم تكن امرأة عاديّة، كانت امرأة روحانيّة ملكوتيّة..."[6]. فعندما نطّلع على سيرتها العطرة نجد أنّ أغلب الجوانب الحياتيّة التي تقاسيها المرأة - إن لم نقل كلّها - قد مرّت بها عليها السلام، حيث تقدّم لنا، بسلوكها النابع من الذوبان في الإسلام، الأسس والقواعد - على أقلّ تقدير - التي ينبغي اتّباعها في الحياة للالتحاق بها وتحقيق الهدف من الخلق. إنّ طريق الزهراء عليها السلام هو طريق العظمة، هو طريق رضى الله عزّ وجلّ والمراتب العلى، كما يقول الإمام الخمينيّ قدس سره في إحدى كلماته مخاطباً النساء بمناسبة يوم المرأة: "إنكنّ حين رضيتنّ بأنْ يكون يوم ولادة فاطمة الزهراء عليها السلام يوماً للمرأة، فهذا يرتّب على عواتقكنّ مسؤوليّات وتكاليف. يومكم، يوم المرأة ويوم الأمّ، وهو يوم فاطمة الزهراء عليها السلام، فما معنى هذا؟ إنّها خطوة رمزيّة وعمل رمزيّ (شعائري)، ومعناه أنّ المرأة يجب أن تسير على هذا الصراط، والعظمة والجلالة، وعلوّ المقام والقدر يتحقّق للمرأة في هذا الدرب، الدرب الذي تتوافر فيه التقوى والعفاف، والعلم والخطابة، والصمود في مختلف الميادين التي تحتاج إلى الصمود، وتربية الأبناء، والحياة العائليّة، وفيه الفضائل والجواهر المعنويّة كلّها. على النساء السير في هذا الاتّجاه"[7].

 

ولا يقولنّ لنا أحد أنّ السيدة فاطمة عليها السلام كانت معصومة فلا يصدر عنها إلّا الكامل من القول أو الفعل، وليست هذه حال الناس، فكيف يمكن أن يَقْتدي غير المعصوم بالمعصوم؟ أليس ذلك تكليفاً بما لا يُطاق؟

 

ففي سياق الإجابة نورد كلامًا للإمام الخمينيّ قدس سره، يقول فيه: "والإنسان الشرعيّ هو الذي ينظّم سلوكه وفق ما يتطلّبه الشرع، يكون ظاهره كظاهر الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم، يقتدي بالنبيّ العظيم صلى الله عليه وآله وسلم ويتأسّى به في جميع حركاته وسكناته، وفي جميع ما يفعل وما يترك. وهذا أمر ممكن، لأنَّ جعْلَ الظاهر مثل هذا القائد أمر مقدور لأيّ فرد من عباد الله"[8]. فلو رجع الإنسان إلى نفسه ووجدانه لوجد أنّه يستطيع أن لا يعصي، ولكنّه يركن إلى الشيطان ونفسه الأمّارة، فالعصمة عن الذنوب والمعاصي أمر مقدور للجميع وإن احتاج إلى مجاهدة، إلّا أنّ هذا السلوك الظاهريّ المعصوم ليس مُختصًّا بالمعصوم، بل إنّ العديد من مراتب العصمة الأخرى أيضًا مُتاحة للإنسان، وهو أمر نشهده في سير العلماء. فقابليّة الإنسان أن يعصم نفسه تدفع الإشكال إن ورد، وإن كان للكمّل من خلق الله عليهم السلام من الأنبياء والسيدة فاطمة والأئمة خصوصيّة أنّ الله يصطفيهم ويعصمهم، ولديهم مراتب عصمة مختصّة بهم، وليس هذا محلّ البحث، وإنّما يبحث في علم العقائد والكلام، فنكتفي بالإشارة.

 

المصدر: السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام قدوة وأسوة - بتصرّف، دار المعارف الإسلامية الثقافية

 

[1] المصطفوي، الشيخ حسن، التحقيق في كلمات القرآن الكريم، مؤسّسة الطباعة والنشر وزارة الثقافة والإرشاد الإسلاميّ، إيران، 1417ه، ط1، ج‏ 9، ص 238.

[2] المصدر نفسه، ج 1، ص 99.

[3] راجع: مقال حول القدوة أهمّيتها ودورها، شبكة المعارف الإلكترونية.

[4] سورة الأنعام، الآية 90.

[5] سورة الأحزاب، الآية 21.

[6] الإمام الخمينيّ، السيد روح الله الموسويّ، مكانة المرأة في فكر الإمام الخمينيّ قدس سره، مؤسّسة تنظيم ونشر تراث الإمام الخمينيّ قدس سره - قسم الشؤون الدولية، إيران، لا.ت، لا.ط، ص 12.

[7] الإمام الخامنئيّ دام ظله، خطاب الولي 2011م، إعداد لجنة التأليف في مركز المعارف للتأليف والتحقيق، دار المعارف الإسلاميّة الثقافية، لبنان - بيروت، 2012م، ط1، ص168، خطابه في ذكرى ولادة الصدّيقة فاطمة الزهراء عليها السلام، بمناسبة ولادة بضعة النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم فاطمة الزهراء عليها السلام، في طهران، بحضور جمع من السيدات ، بتاريخ 12/05/2012م، 01/03/1390 ه.ش، 18/06/1432ه.ق.

[8] الإمام الخمينيّ، السيد روح الله الموسويّ، الأربعون حديثًا، لا.ن، لا.م، لا.ت، لا.ط، ص4.

الخميس, 31 كانون1/ديسمبر 2020 18:39

عن الحرية في المجال الاجتماعي

 كما يخوض الإسلام معركة التحرير الداخلي للإنسانية، كذلك يخوض معركة أخرى لتحرير الإنسان في النطاق الاجتماعي، فهو يحطم في المحتوى الداخلي للإنسان أصنام الشهوة التي تسلبه حريته الإنسانية، ويحطم في نطاق العلاقات المتبادلة بين الأفراد الأصنام الاجتماعية، ويحرر الإنسان من عبوديتها، ويقضي على عبادة الإنسان للإنسان، (قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم ألا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئاً، ولا يتخذ بعضنا بعضا أربابا من دون الله)([1]). فعبودية الإنسان لله تجعل الناس كلهم يقفون على صعيد واحد بين يدي المعبود الخالق، فلا توجد أمة لها الحق في استعمار أمة أخرى واستعبادها ولا فئة من المجتمع يباح لها اغتصاب فئة أخرى ولا انتهاك حريتها، ولا انسان يحق له ان ينصب نفسه صنما للآخرين.

 

 ومرة أخرى نجد أن المعركة القرآنية الثانية من معارك التحرير قد استعين فيها بنفس الطريقة التي استعملت في المعركة الأولى: (معركة الإنسانية داخلياً من الشهوات)، وتستعمل دائما في كل ملاحم الإسلام.. وهي: التوحيد. فما دام الإنسان يقر بالعبودية لله وحده، فهو يرفض بطبيعة الحال كل صنم وكل تأليه مزور لأي إنسان وكائن، ويرفع رأسه حرا أبيا ولا يستشعر ذل العبودية والهوان أمام أي قوة من قوى الأرض أو صنم من أصنامها. لان ظاهرة الصنمية في حياة الإنسان نشأت عن سببين:

 أحدهما: عبوديته للشهوة التي تجعله يتنازل عن حريته إلى الصنم الإنساني، الذي يقدر على إشباع تلك الشهوة وضمانها له.

 

 والآخر: جهله بما وراء تلك الأقنعة الصنمية المتألهة من نقاط الضعف والعجز.

 

 والإسلام حرر الإنسان من عبودية الشهوة كما عرفنا آنفا، وزيف تلك الأقنعة الصنمية الخادعة: - (إن الذين تدعون من دون الله عباد أمثالكم)([2]). فكان طبيعيا أن ينتصر على الصنمية، ويمحو من عقول المسلمين عبودية الأصنام بمختلف أشكالها وألوانها. وعلى ضوء الأسس التي يقوم عليها تحرير الإنسان من عبوديات الشهوة في النطاق الشخصي، وتحريره من عبودية الأصنام في النطاق الاجتماعي، سواء كان الصنم أمة، أم فئة أم فردا.. نستطيع ان نعرف مجال السلوك العملي للفرد في الإسلام، فإن الإسلام يختلف عن الحضارات الغربية الحديثة التي لا تضع لهذه الحرية العملية للفرد حدا إلا حريات الأفراد الآخرين، لان الإسلام يهتم، قبل كل شئ _ كما عرفنا _ بتحرير الفرد من عبودية الشهوات والأصنام، ويسمح له بالتصرف كما يشاء على أن لا يخرج عن حدود الله. فالقرآن يقول: (خلق لكم ما في الأرض جميعا)([3]). (وسخر لكم ما في السماوات وما في الأرض جميعا منه)([4]). وبذلك يضع الكون بأسره تحت تصرف الإنسان وحريته ولكنها حرية محدودة بالحدود التي تجعلها تتفق مع تحرره الداخلي من عبودية الشهوة، وتحرره الخارجي من عبودية الأصنام. واما الحرية العملية في عبادة الشهوة والالتصاق بالأرض ومعانيها، والتخلي عن الحرية الإنسانية بمعناها الحقيقي واما الحرية العملية في السكوت عن الظلم والتنازل عن الحق، وعبادة الأصنام البشرية والتقرب إليها، والانسياق وراء مصالحها، والتخلي عن الرسالة الحقيقية الكبرى للإنسان في الحياة فهذا ما لا يأذن به الإسلام لأنه تحطيم لأعمق معاني الحرية في الإنسان، ولأن الإسلام لا يفهم من الحرية ايجاد منطلق للمعاني الحيوانية في الإنسان، وانما يفهمها بوصفها جزءا من برنامج فكري وروحي كامل، يجب ان تقوم على أساسه الإنسانية.

 

 [المدلول الغربي للحرية السياسية:] ونحن حين نبرز هذا الوجه التحريري الثوري للإسلام في النطاق الاجتماعي.. لا نعني بذلك انه على وفاق مع الحريات الاجتماعية الديمقراطية في إطارها الغربي الخاص. فإن الإسلام كما يختلف عن الحضارة الغربية في مفهومه عن الحرية الشخصية _ كما عرفنا قبل لحظة _ كذلك يختلف عنها في مفهومه عن الحرية السياسية والاقتصادية والفكرية. فالمدلول الغربي للحرية السياسية يعبر عن الفكرة الأساسية في الحضارة الغربية القائلة: إن الإنسان يملك نفسه، وليس لأحد التحكم فيه. فإن الحرية السياسية كانت نتيجة لتطبيق تلك الفكرة الأساسية على الحقل السياسي، فما دام شكل الحياة الاجتماعية ولونها وقوانينها يمس جميع أفراد المجتمع مباشرة فلابد للجميع ان يشتركوا في عملية البناء الاجتماعي بالشكل الذي يحلو لهم، وليس لفرد ان يفرض على آخر ما لا يرتضيه، ويخضعه بالقوة لنظام لا يقبله. وتبدأ الحرية السياسية تتناقض مع الفكرة الأساسية منذ تواجه واقع الحياة، لأن من طبيعة المجتمع ان تتعدد فيه وجهات النظر وتختلف، والاخذ بوجهة نظر البعض يعني سلب الآخرين حقهم في امتلاك ارادتهم والسيطرة على مصيرهم. ومن هنا جاء مبدأ الأخذ برأي الأكثرية، بوصفه توفيقا بين الفكرة الأساسية والحرية السياسية. ولكنه توفيق ناقص: لأن الأقلية تتمتع بحقها في الحرية وامتلاك ارادتها كالأكثرية تماما، ومبدأ الأكثرية يحرمها من استعمال هذا الحق فلا يعدو مبدأ الأكثرية ان يكون نظاما تستبد فيه فئة بمقدرات فئة أخرى، مع فارق كمي بين الفئتين. ولا ننكر ان مبدأ الأكثرية قد يكون بنفسه من المبادئ التي يتفق عليها الجميع، فتحرص الأقلية على تنفيذ رأي الأكثرية باعتباره الرأي الأكثر أنصارا، وان كانت في نفس الوقت تؤمن بوجهة رأي أخرى، وتعمل لكسب الأكثرية إلى جانبه. ولكن هذا فرض لا يمكن الاعتراف بصحته في كل المجتمعات، فهناك توجد كثيرا الأقليات التي لا ترضى عن رأيها بديلا، ولو تعارض ذلك مع رأي الأكثرية.

 

 ونستخلص من ذلك: ان الفكرة الأساسية في الحضارة الغربية لا تأخذ مجراها في الحقل السياسي، حتى تبدأ تتناقض وتصطدم بالواقع، وتتجه إلى لون من ألوان الاستبداد والفردية في الحكم، يتمثل على أفضل تقدير في حكم الأكثرية للأقلية. والإسلام لا يؤمن بهذه الفكرة الأساسية في الحضارة الغربية لأنه يقوم على العقيدة بعبودية الإنسان لله، وان الله وحده هو رب الإنسان ومربيه، وصاحب الحق في تنظيم منهاج حياته... (أأرباب متفرقون خير أم الله الواحد القهار *... ان الحكم إلا الله أمر ألا تعبدوا إلا إياه... )([5]). وينعى على الافراد الذين يسلمون زمام قيادهم للآخرين، ويمنحونهم حق الإمامة في الحياة والتربية والربوبية (اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله... )([6]). فليس لفرد ولا لجموع أن يستأثر من دون الله بالحكم، وتوجيه الحياة الاجتماعية ووضع مناهجها ودساتيرها. وفي هذا الضوء نعرف ان تحرير الإسلام للإنسان في المجال السياسي، انما يقوم على أساس الايمان بمساواة أفراد المجتمع في تحمل أعباء الأمانة الإلهية، وتضامنهم في تطبيق احكام الله تعالى (كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته)([7]). فالمساواة السياسية في الإسلام تتخذ شكلا يختلف عن شكلها الغربي، فهي مساواة في تحمل الأمانة وليست مساواة في الحكم. ومن نتائج هذه المساواة تحرير الإنسان في الحقل السياسي من سيطرة الآخرين، والقضاء على ألوان الاستغلال السياسي واشكال الحكم الفردي والطبقي. ولذلك نجد ان القرآن الكريم شجب حكم فرعون والمجتمع الذي كان يحكمه، لأنه يمثل سيطرة الفرد في الحكم وسيطرة طبقة على سائر الطبقات (ان فرعون علا في الأرض وجعل أهلها شيعا يستضعف طائفة منهم)([8]). فكل تركيب سياسي يسمح لفرد أو لطبقة باستضعاف الافراد أو الطبقات الأخرى والتحكم فيها.. لا يقره الإسلام، لأنه ينافي المساواة بين أفراد المجتمع في تحمل الأمانة، على صعيد العبودية المخلصة لله تعالى.

 

المدرسة الإسلامية ،  السيد محمد باقر الصدر

 

([1]) آل عمران: 64.

([2]) الأعراف: 194.

([3]) البقرة: 39.

([4]) الجاثية: 13.

([5]) يوسف: 39 - 40.

([6]) التوبة: 31.

([7]) بحار الأنوار 75: 38.

أعلن الأمين العام لحزب الله اللبناني السيد حسن نصرالله أمس الأحد في مقابلة مع قناة "الميادين"، أن أمريكا والكيان الصهيوني والسعودية يحاولون اغتياله.

وقال الأمين العام لحزب الله إنه وفق مصادر موثوقة، حاول ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، في زيارته الأولى لواشنطن، إقناع ترامب باغتيال قادة حزب الله وكبار المسؤولين فيه.

ووفق قائد المقاومة اللبنانية، فإن السعوديين أعلنوا أنهم مستعدون لدفع جميع التكاليف المالية للحرب، في حال نشوب حرب بعد اغتياله.

تعاون المخابرات السعودية مع الصهاينة

على مرّ السنين، كانت السمة البارزة لخطابات السيد حسن نصر الله، سواء في الخطابات أو في المقابلات التلفزيونية، هي إتقانه المذهل للتطورات المحلية والإقليمية والدولية، فضلاً عن نهجه الواقعي والاستراتيجي تجاه القضايا المطروحة.

لذلك، فإن الكشف عن تورط السعوديين وابن سلمان نفسه في كواليس جهود ومخططات اغتيال السيد حسن وقادة آخرين في المقاومة الإسلامية في المنطقة، يمكن اعتباره علامةً على تبعية الأسرة السعودية العميقة لكونها أداةً بيد أعداء العالم الإسلامي، وخاصةً الكيان الصهيوني.

وهذا يتطلب تعاوناً بين المخابرات السعودية وأجهزة الأمن الصهيونية، وذلك في حين أن الكيان الصهيوني له تاريخ واضح في إثارة الحروب والأزمات في الدول الإسلامية المجاورة، مثل لبنان وسوريا، فضلاً عن تأجيج نيران الطائفية في المنطقة والعالم الإسلامي.

في الواقع، لم يعد الأمر مجرد صراع عائلة آل سعود مع خطاب المقاومة الإسلامية في المنطقة، بل الرياض كطرف مؤثر في تطورات دول مثل لبنان وفلسطين والأردن وسوريا، تتعاون سياسياً مع كيان هو العدو الرئيس لهذه الدول ويحتل جزءاً من أراضيها.

وبعبارة أخرى، فإن أمريكا والكيان الصهيوني يتابعان نواياهما المزعزعة للاستقرار في لبنان من خلال السعوديين، فيما يتفق جزء كبير من أنصار الجماعات السياسية اللبنانية المقربة من السعودية مع لبنانيين آخرين، على اعتبار الكيان الصهيوني عدواً لبلدهم.

كذلك، كانت الرياض على مدى العقود الماضية تتظاهر دائماً بلعب دور المناصر للشعب الفلسطيني في الصراع مع المحتلين الصهاينة، بينما الآن فإن طبيعة تبعية النظام السعودي تنفي مثل هذا الدور أكثر فأكثر.

جذور المقاومة في أعماق معتقدات الشعوب

قصة خطة الاغتيال لقادة المقاومة ليست جديدةً ولم تؤثر في مهمات وأفعال قادة فصائل المقاومة أبداً، كما كان الحاج قاسم حاضراً في معارك كثيرة ضد الجماعات التكفيرية في الخطوط الأمامية للحرب في سوريا والعراق، مع علمه أن أعداءه المتوحشين كانوا متعطشين لدمائه.

إن حركات المقاومة ليست قائمةً على شخص بعينه وذلك بسبب جذورها القومية والأيديولوجية العميقة بين الشعوب، على عكس الجماعات التكفيرية التي يرعاها الغرب والمشيخات الرجعية في المنطقة، والفكرة القائلة بأن اغتيال قادة المقاومة يمكن أن يجفف جذور هذه الشجرة المباركة، تنبع من عمق الجهل لدى قادة أمريكا والكيان الصهيوني والسعودية.

ذلك أننا نجد حزب الله في لبنان والفصائل الفلسطينية والحشد الشعبي في العراق وأنصار الله في اليمن، وعلى الرغم من خسارة بعض أهم قياداتهم الدينية والسياسية والعسكرية في القتال ضد الإرهابيين أو في اغتيالات العدو الأعمى، ولكنهم لم يختفوا خلال السنوات الماضية فحسب، بل وقفوا ضد الأعداء أقوى وأكثر جرأةً.

خطأ استراتيجي حتى نهاية الكيان الصهيوني

لكن هناك قضية مهمة أخرى برزت في رغبة القادة السعوديين في اغتيال السيد حسن نصر الله، بإعلانهم عن استعدادهم لتغطية جميع تكاليف أي حرب محتملة بعد الاغتيال، وهي أن الصهاينة الذين ادعوا مراراً وتكراراً أنهم يعرفون المكان الدقيق للسيد حسن (بافتراض صحة هذه الادعاءات)، فلماذا أعرضوا عن اتخاذ مثل هذا الإجراء؟

كان "عاموس يدلين" الرئيس السابق لفرع المخابرات العسكرية في الجيش الصهيوني (أمان)، هو الذي بدأ هذه المزاعم في منتصف آب من هذا العام، في مقابلة مع القناة التلفزيونية الثانية عشرة للكيان، وتبعه "غادي أيزنكوت" رئيس أركان الجيش الإسرائيلي.

يقال إنه بعد الهزيمة في حرب الـ 33 يوماً، اضطرت مجموعة استخباراتية عملياتية مكونة من عناصر من الموساد (جهاز المخابرات الخارجية للكيان الصهيوني)، والشاباك (جهاز الأمن الداخلي للكيان الصهيوني)، وأمان (فرع المخابرات العسكرية الصهيونية)، لمتابعة تحركات السيد حسن نصرالله على مدار الساعة، وجمع أي معلومات عنه على مدار 24 ساعة.

يمكن العثور على إجابة هذا السؤال جيداً في جزء آخر من خطاب السيد حسن نصر الله. في المقابلة ذاتها، قال الأمين العام لحزب الله إن عدد الصواريخ الدقيقة للمقاومة في لبنان قد تضاعف الآن مقارنةً بالعام الماضي، وإن حزب الله قادر على استهداف أي جزء من الأراضي الفلسطينية المحتلة في أي وقت شاء.

لم يتجاهل الصهاينة أبداً تهديدات السيد حسن، وبعد أسابيع من وعد حزب الله بالثأر لمقاتله الذي استشهد على يد الصهاينة، ما زالت قوات الكيان على الحدود اللبنانية في حالة طوارئ وتطلق النار على الأشجار والأشباح.

لا يزال الصهاينة يعيشون كابوس هزيمة 33 يوماً بعد 14 عاماً، في حين أن قوة حزب الله العسكرية الآن لا تقارَن بالماضي، وهكذا، فإن تجاهل الدولارات النفطية للرياض يظهر أن الصهاينة، الذين رموا ابن سلمان في السابق في مستنقع الحرب اليمنية، لا يريدون الآن السقوط في هاوية الدمار الكامل باغتيالهم السيد حسن

المصدر:الوقت

الخميس, 31 كانون1/ديسمبر 2020 18:37

باحثون: قشرة الزيتون تحفز جهاز المناعة

أوضح علماء من إسبانيا أن قشرة الزيتون تحتوي على 90% من حمض الزيتون؛ والذى يعمل بفاعلية على تأخير تطور الأورام السرطانية وتدمير الخلايا السرطانية. 

وقال العلماء أنه منتج لا يقدر بثمن في محاربة أمراض السرطان.

وأشار العلماء في مقالهم، إلى أن تناول هذه المادة الغذائية يساعد الجسم في مكافحة خطر سرطان القولون والثدي؛ وعلاوة على مكونات مكافحة السرطان.

وقال الباحثون إلى أن الزيتون يحتوي على فيتامين "E" الضروري جدا لعمل جميع أعضاء وأجهزة الجسم بصورة طبيعية، وهذا الفيتامين مضاد قوي للأكسدة، ويحمي الجسم من التأثير الضار للسموم، ويحفز جهاز المناعة ويساهم في حماية الجسم من العدوى الفيروسية والبكتيرية ويحسن عملية تجدد الأنسجة.

 

أكد المتحدث باسم مجلس صيانة الدستور الإيراني عباس علي كدخدائي متابعة الإجراءات القانونية لملاحقة مرتكبي جريمة اغتيال الجنرال الشعيد قاسم سليماني.

وقال المتحدث باسم مجلس صيانة الدستور عباس علي كدخدائي اليوم الاربعاء في المؤتمر الصحفي للمؤتمر الدولي حول الأبعاد القانونية والسياسية لاغتيال الجنرال الشهيد قاسم سليماني، الذي نظمته الأمانة الدولية للسلام والمقاومة، يجري اتخاذ إجراءات لمتابعة اغتيال الشهيد سليماني بشكل قانوني، حيث تتابع مختلف دوائر القضاء ووزارة الخارجية الايرانية والمركز القانوني لرئاسة الجمهورية هذا الأمر.

وقال كدخدائي: إن استشهاد هذا الرجل العظيم ورفاقه جريمة نكراء ارتكبها قادة أميركيون وقاموا باغتياله وهي جريمة أدانها المجتمع الدولي لهذا السبب، ولم يستطع شخص عاقل الموافقة على هذه الجريمة.. وفي البعد الدولي توجد عدة وثائق تدين هذا العمل وهو أيضا عرف دولي يؤكد أنه مخالف للقانون الدولي.

ومضى قائلا إن: اغتيال الشهيد سليماني قضية لم تحدث في أي مكان في العالم حيث يسافر مسؤول رفيع المستوى لدولة ما إلى الدولة المضيفة، ويغتال من قبل مسؤولي نظام آخر، وهي حالة خاصة تتطلب تحقيقا قانونيا دقيقا.. كما يجب اتخاذ الإجراءات القانونية لملاحقة مرتكبي هذه الجريمة.

وأضاف: تُعرف الجريمة التي ارتكبها المسؤولون الأميركيون أيضا بإرهاب الدولة، ويمكن مقاضاتها في المحاكم المحلية، وقد بدأ هذا الأمر وستتم متابعته، وسنمضي الأشهر الأخيرة في المجال القانوني، ونأمل أن نحقق نتائج جيدة في الأشهر القليلة المقبلة

المصدر:العالم

 أجرت الفصائل الفلسطينية المسلحة يوم أمس "الثلاثاء" مناورات عسكرية حملت اسم "الركن الشديد"، هي الأولى من نوعها قطاع "غزة" المحاصر، واستخدمت في هذه المناورات الذخيرة الحية، وتزامنت هذه المناورات مع الذكرى السنوية للعدوان الإسرائيلي على القطاع في 2008، وقالت الفصائل إن المناورات التي تشمل تدريبات برية وساحلية، تمثل اختباراً لمدى استعدادها لأي مواجهة مقبلة مع إسرائيل.

الفصائل الفلسطينية المشاركة

شاركت جميع الفصائل الفلسطينية المسلحة في هذه المناورة، وجميعها انضوت تحت لواء الغرفة المشتركة لفصائل المقاومة، وتخللها اشتراك مقاتلين من كافة الأجنحة المسلحة، في عروض عسكرية، وبينت لقطات مصورة وزعتها غرفة العمليات المشتركة للمقاومة، تنفيذ المسلحين مناورات اقتحام مبان، وإطلاق نار، كما شملت إطلاق العديد من الصواريخ التجريبية التي تصنعها الفصائل، والتي يصل مداها إلى مدن مثل تل أبيب، كما شهدت شوارع القطاع انتشارا للنشطاء المسلحين، وقد وضع كل منهم إشارة تظهر الجهة التي ينتمي إليها، كما حلقت في سماء غزة طائرات مسيرة (بدون طيار)، التي يملكها الجناح العسكري لحركة حماس، ومن بينها طائرات هجومية.

وشهدت المناورات التي يشارك فيها 14 فصيلًا في مقدمتهم مقاتلون من الأجنحة العسكرية لحماس، والجهاد الإسلامي، ولجان المقاومة الشعبية وفصائل مسلحة أصغر حجما، إطلاق 8 صواريخ في البحر المتوسط، قبالة قطاع غزة.

وخلال التدريبات وضعت صورة ضخمة على الطريق الساحلي الرئيسي بغزة، لقائد فيلق القدس فى الحرس الثوري الإيراني، الشهيد قاسم سليماني، الذي طالته يد الغدر في هجوم أمريكي في العراق في يناير الماضي، وهذه الصورة كانت رسالة واضحة للاسرائيلي والأمريكي وأذنابهم في المنطقة، وهي عربون وفاء وولاء لمن قدم روحه فدائاً للمقاومة والدفاع عن الحق والحرية، ولا ننسى أن الشهيد سليماني كان الداعم الأول لفصائل المقاومة الفلسطينية، وفي المقابلة الأخيرة له كشف الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله لقناة الميادين عن دور الشهيد قاسم سليماني في إيصال صواريخ الكورنيت إلى غزة ودعمه المقاومة العراقية ضد الاحتلال الأميركي ودوره ووجوده في الضاحية الجنوبية لبيروت أثناء حرب تموز.

المناورات الفلسطينية استمرت لساعات وتم إطلاق صواريخ تزامنت مع تنفيذ تدريبات تحاكي تصدي وحدات الفصائل الفلسطينية لعمليات تسلل بري تجريها قوات الاحتلال الإسرائيلي، بالإضافة إلى تدريبات نفذتها عناصر الضفادع البشرية بالذخيرة الحية، حاكت خلالها التصدي لقوات البحرية الإسرائيلية. وترافقت مناورة "الركن الشديد" مع انتشار واضح لعناصر من عدة وحدات قتالية في مختلف المناطق في غزة، بالإضافة إلى الطائرات المسيرة، والتي لم تغب هي الأخرى عن المناورة الكبرى، إذ كانت حاضرة منذ اللحظة الأولى لإعلان انطلاقها.

وتزامن تنفيذ المناورة مع زخم إعلامي غير مسبوق من قبل وسائل الإعلام، خصوصاً التابعة للفصائل، والتأكيد على أهميتها، وأنها تحمل رسائل ذات دلالات سياسية للاحتلال والمحيط، في ظل موجة التطبيع الحاصلة واستمرار حصار غزة.

وذكرت تقارير عبرية أن جيش الاحتلال الإسرائيلي رفع حالة التأهب بالتزامن مع انطلاق مناورات "الركن الشديد"، وأوضحت أن معظم حالة التأهب "استخبارية" للوقوف على ما يدور.

الرسائل والدلالات

أولاً: المناورات حملت رسائل سياسية وعسكرية للاحتلال الاسرائيلي، وأكدت له أن الفصائل الفلسطينية تشترك في نهج واحد، ألا وهو مواجهة الاحتلال، وأن الفصائل الفلسطينية على جهوزية تامة لأي مغامرة شيطانية اسرائيلية جديدة تحاول من خلالها مهاجمة قطاع غزة المحاصر.

ثانياً: أكدت هذه المناورات ان الفصائل الفلسطينية متمسكة بحمل السلاح والدفاع عن أرضها حتى تحريرها وردع العدوان ورفع الظلم، وأن معادلة الردع ستبقى على ما هي عليه، والمناورة تحذير واضح بأن المقاومة سترد على اي هجوم محتمل بقوة، وستصل صواريخها الى تل ابيب.

ثالثاً: هذه المناورة تساهم في رفع الجهوزية وتوحيد صفوف المقاومة وتعطي المقاومين ثقة أكبر من أي وقت مضى، وترفع الروح المعنوية لديهم.

رابعاً: تشير المناورة إلى تطور واضح في عمل الغرفة المشتركة التي تأسست قبل قرابة عامين، ومحاولة لمأسسة العمل فيها، عبر التدريب المشترك بين عناصر الأذرع العسكرية المختلفة، وزيادة العمل المشترك، عسكرياً واستخباراتياً، بما يخدم المقاومة. ولاشك بأن هناك قلق إسرائيلي واضح من مشاركة 12 فصيلاً عسكرياً، على رأسها "سرايا القدس" الذراع العسكرية لـ"الجهاد"، و"كتائب القسام" الذراع العسكرية لـ"حماس"، في مناورة مشتركة.

خامساً: الرسالة الاكبر هي للمطبعين العرب، خصوصاً في ظل موجة التطبيع الحاصلة مع إسرائيل، وهي تحاول، عبر المشاركة الفصائلية الواسعة فيها، تأكيد تمسك المقاومة بسلاحها ورفض كل التهديدات والإغراءات.

على الاسرائيلي أن يكون حذرا في اي معركة قادمة، لأن المقاومة تزداد قوتها يوما بعد يوم، والتطبيع الذي تجريه اسرائيل مع بعض الدول العربية، لن يحدث فرق كبير في معادلة الصراع، بل على العكس سيزيد من قوة المقاومة التي ادركت اليوم العدو من الصديق بعد سقوط الاقنعة، ولطالما كانت الدول المطبعة تهاجم الفلسطينيين، عوضا عن دعمهم، لذلك لن يغير التطبيع أي شيء، وتريد فصائل المقاومة من وراء هذه المناورة الضخمة، والأولى من نوعها، أن تكون مستعدة لأي طارئ في الميدان، وأن يسهل التعاون المشترك في التدريبات العمل الحقيقي على الأرض، في حال وقعت أي مواجهة عسكرية، خاصة وأن قادة عسكريين في دولة الاحتلال يهددون باستمرار بشن عمليات عسكرية ضد القطاع. وتحمل المناورة أيضا رسائل تؤكد خلالها المقاومة أنها حاضرة وبقوة وجاهزة لصد أي عدوان إسرائيلي، وقادرة أن تقصف بالصواريخ أي مكان في إسرائيل، في حال قرر قادة إسرائيل تغيير قواعد الاشتباك.

المصدر:الوقت

يصادف الـ 17 ديسمبر 2020 الذكرى العاشرة للصحوة الإسلامية في الوطن العربي. حيث كان الـ 17 ديسمبر 2010 هو اليوم الذي أضرم فيه "محمد البوعزيزي"، بائع خضار تونسي مثقف، النار في نفسه احتجاجًا على عنف مسؤولي البلدية. ولقد أشعلت خطوة "البوعزيزي" احتجاجات شعبية في تونس أطاحت بـ"زين العابدين بن علي" من السلطة. ومع إطاحة "بن علي"، واجهت مصر وليبيا واليمن والبحرين وبعض الدول العربية الأخرى احتجاجات شعبية واسعة النطاق. وتمت الإطاحة بـ"حسني مبارك" في مصر ، وشن "معمر القذافي" حربًا أهلية استمرت تسعة أشهر في ليبيا خلفت عشرات الآلاف من القتلى والجرحى، لكن القذافي قُتل في النهاية على يد الثوار الليبيين، وتمت إزالته من السلطة. كما اُطيح بـ"علي عبد الله صالح" في اليمن على الرغم من دعم مجلس التعاون الخليجي والولايات المتحدة له. وفي دول عربية أخرى أيضًا، ضُعفت أسس القوة الديكتاتورية، واستمرت الاحتجاجات في دول مثل البحرين إلى حتى الأن بعد عقد من بدء الصحوة الإسلامية.

لقد كانت انتفاضة شعوب شمال إفريقيا وغرب آسيا في خريف وشتاء عام 2010 بمثابة نهاية سنوات من الحكم الاستبدادي. وبعد عدة عقود من الحكومات المطلقة في البلدان النامية (تونس ، ليبيا ، مصر ، إلخ)، انتشار الفساد، والبطالة، والتضخم، وهيمنة الجهاز الحاكم على جميع المجالات الاقتصادية، وعدم تشكيل مؤسسات مدنية، وتجاهل الرأي العام، قامت أحزاب المعارضة وغيرها بنشر موجة من الاحتجاجات الشعبية ضد الحكام في جميع أنحاء المنطقة. ولقد أدت تلك الحركات الشعبية إلى اسقاط أنظمة "مبارك" و"القذافي" و"بن علي" وأدت أيضا إلى حدوث بعض الإصلاحات في المغرب العربي والأردن وغيرهما. وبعد ثماني سنوات، بدأت الموجة الثانية من الاحتجاجات في بعض دول غرب آسيا، مثل الجزائر والسودان، منهية حكم "عمر البشير" و"بو تفليقة".

أهداف الصحوة الإسلامية

كان الهدف الأهم لبدء الاحتجاجات الشعبية في العالم العربي هو الإطاحة بالديكتاتوريين من السلطة واستعادة الكرامة الإسلامية. ورغم الإطاحة بأربعة ديكتاتوريين، بينهم "بن علي" و"مبارك" و"القذافي" و"عبد الله صالح"، وتحقق بعض أهداف الثوّار، إلا أن هذا لم يكن يرضي نادي الطغاة العرب بقيادة "آل سعود" وداعميهم الغربيين، وخاصة الولايات المتحدة. لذلك كان تحويل مسار الصحوة الإسلامية، على جدول أعمال السعودية والولايات المتحدة.

انحراف مسار الصحوة الإسلامية

لقد انحرف مسار الصحوة الإسلامية بسبب تدّخل بعض الجهات الفاعلة المضادة للثورة، وخاصة المملكة العربية السعودية، بدعم من الولايات المتحدة. ولقد نفذت الرياض استراتيجية خاصة للتدخل في الصحوة الإسلامية. وهنا يمكن القول إن منع تحقيق المطالب الشعبية، وخاصة في اليمن، التي كانت مدعومة في البداية من مجلس التعاون الخليجي بقيادة السعودية، أدت إلى إجراء انتخابات لمرشح واحد، وانتهت برئاسة "عبد ربه منصور هادي"، وهذا الامر يعد تدخلا سافراً من تلك الدول الخليجية. كما قامت تلك الدول بإدخال الجماعات الإرهابية إلى الدول العربية وإحداث حرب بين الأنظمة السياسية للدول والجماعات الإرهابية، وخاصة في سوريا، وهذا الامر يُعد أيضا شكلاً مهما آخر من أشكال التدخل. ويمكن القول إن هذا النوع من التدخل كان أكثر أهمية من أشكال التدخل الأخرى، لأنه في الواقع أغرق المنطقة في حرب إرهابية وتطرف وعنف شديد ومنظم، حتى إن الناس في الدول العربية الأخرى شاهدوا الكوارث التي تسببها الجماعات الإرهابية في سوريا و فضّلوا عدم متابعة المظاهرات المناهضة لحكوماتهم.

إن دعم الجيش للوصول إلى السلطة وتمهيد الطريق لاستمرار النظام السياسي القديم بفاعّلين جدد، لكن بخصائص أخلاقية وسياسية مختلفة، كان شكلاً آخر من أشكال التدخل لتحويل الصحوة الإسلامية، خاصة في مصر. وفي ليبيا وهذا النوع من التدخل أطاح بالإخوان المسلمين، التي كانت تعتبر واحدة من أهم الجماعات السياسية الداعمة للصحوة الإسلامية، عمليًا من السلطة وتم تقديمها كمنظمة إرهابية. وكانت الحرب شكلاً آخر ملموسًا من أشكال التدخل في عملية الصحوة الإسلامية كمثل تلك التي حدثت في اليمن، حيث شنت المملكة العربية السعودية حربًا على اليمن في مارس 2015 بهدف منع "أنصار الله" من الوصول إلى السلطة وتحقيق الديمقراطية.

لقد أدت هذه الحرب إلى أكبر كارثة إنسانية في النظام العالمي في العقود الأخيرة، لكن "أنصار الله" أصبحوا اليوم القوة الأكثر تنظيماً وقوة بالقرب من الحدود السعودية. وعلى الرغم من أن معارضي الصحوة الإسلامية حاولوا تحويل مسارها من خلال التدخل في هذا الحدث العظيم، إلا أن الحقيقة هي أن الأنظمة اليوم في غرب آسيا لا يمكن مقارنتها بالأنظمة التي كانت عليها قبل عقد من الزمن. الجدير بالذكر أن الفوضى زادت في المنطقة من جراء التدخل العربي والغربي وهذا أمر يصب بالطبع في مصلحة الكيان الصهيوني. ولكن من جهة أخرى تعززت مكانة المقاومة في المنطقة وأصبح لها دور مهم لا يمكن إنكاره في محاربة الإرهاب. ونتيجة للاستراتيجيات السعودية ونهج الحكومة الأمريكية الفعّال، تشهد منطقة غرب آسيا سباقات تسلح تؤثر بشكل مباشر على اقتصادات الدول وتزيد من التحديات الاقتصادية. وفي الوقت نفسه، أصبحت قواعد قوة الديكتاتوريين، وخاصة في البحرين والمملكة العربية السعودية، أضعف من أي وقت مضى.

أهداف الغربيين من حرف مسار الصحوة الإسلامية

إن ترسيخ الديمقراطية المنشودة من الغرب في إطار عقيدة الشرق الأوسط الجديدة، وإرساء الأمن على الحدود الجنوبية لأوروبا في البحر المتوسط​​، وترسيخ الأمن والاستقرار للمشاريع الاقتصادية الغربية في هذه البلدان، وضمان تصدير موارد النفط والغاز، والحد من النفوذ الروسي والصيني، تأتي في سياق التنافس السياسي والاقتصادي الأمريكي والأوروبي، وهذه الأهداف هي التي منعت تشكيل حكومات إسلامية وشعبية حقيقية معارضة للكيان الصهيوني، خلال فترة الصحوة الإسلامية في المنطقة.

سبب فشل الثورات العربية الشعبية

في بداية الاحتجاجات الشعبية التي خرجت في العديد من الدول العربية، دعمت الدول الغربية الحركات الشعبية، وذلك لأنها كانت تعلم جيداً أن الأنظمة السابقة لم تُعد فعّالة بما فيه الكفاية، ولهذا سعت لتحقيق أهدافها غير المعلنة، وسعت لتحقيق مصالحها الخاصة، مما حال دون نجاح تلك الانتفاضات الشعبية وتشكيل الحكومات التي كان تحلم بها الشعوب الثائرة.

تهديدان رئيسيان للحركات الشعبية

لقد كان التهديدان الرئيسيان لتلك الحركات الشعبية، هما التدخل العسكري (مثل مصر والسودان) والتدخل الأجنبي ( مثل ليبيا واليمن والبحرين)، فضلاً عن تنامي التطرف، وهذه الامور هددت الحركات الشعبية في المنطقة في السنوات الأخيرة وحولت مسار تلك الانتفاضات. ففي مصر، قام "عبد الفتاح السيسي" بانقلاب عام 2013 ضد "محمد مرسي" ، قام بزيادة حالة الفقر والقمع في مصر عما كان عليه في عهد الدكتاتور "مبارك". ولقد غرقت ليبيا في أزمة داخلية بسبب التدخل الأجنبي، واُحتلت البحرين وتم قمع الاحتجاجات فيها من قبل السعوديين، واليمن كذلك أصبحت غارقة في حرب أهلية وكارثة إنسانية بسبب التدخلات الأجنبية وتدخلات المملكة العربية السعودية.

تونس مثال ناجح للديمقراطية

من بين دول المنطقة، تمكنت تونس من تحقيق الديمقراطية والتطور السياسي بين الدول العربية الأخرى بسبب الخصائص التاريخية والاجتماعية وتمكنت من صياغة دستور جديد وإجراء عدة انتخابات خلال هذه السنوات العشر. ومع ذلك، لا تزال بعض المشاكل السابقة، بما في ذلك المشاكل الاقتصادية والظلم في هذا البلد موجودة حتى الان ولم تتمكن الحكومة التونسية الجديدة من ايجاد حلول جذرية لتلك المشاكل الاقتصادية.