الحج من شعائر الله

قيم هذا المقال
(0 صوت)
الحج من شعائر الله
  • ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُحِلُّوا شَعَائِرَ اللَّهِ وَلَا الشَّهْرَ الْحَرَامَ وَلَا الْهَدْيَ وَلَا الْقَلَائِدَ وَلَا آمِّينَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنْ رَبِّهِمْ وَرِضْوَاناً وَإِذَا حَلَلْتُمْ فَاصْطَادُوا وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ أَنْ صَدُّوكُمْ عَنْ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ أَنْ تَعْتَدُوا وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ﴾ المائدة: 2.

شعائر الله ما يدل على الله بالمعنى الواسع، مثلاً هذا الوطن له علم فهذا العلم من شعائر الوطن، له نجمة هذه النجمة من شعائر الوطن، له اسم، له عاصمة، له نظام هذه كلها من علامات هذا الوطن، للتقريب؛ الدين، القرآن من شعائر الله، الصلاة من شعائر الله، الصيام من شعائر الله، الحج من شعائر الله، كل شيء يدل على هذا الدين العظيم، وعلى خالقنا العظيم هو من شعائر الله، فتعظيم شعائر الله من تقوى القلوب، والاستخفاف بشعائر الله من أكبر العيوب في إيمان المؤمنين، لذلك ومن يعظم الله يعظم شعائره، ومن يستخف بشعائر الله ففي إيمانه خلل خطير.

كل شيء يدل على أن هذا الإنسان مسلم هو من شعائر الله

قال تعالى: ﴿لَا تُحِلُّوا﴾، لا تستخفوا، فهناك شيء يستخف به، وهناك شيء يعظم، كلما عرفت من هو الآمر تعظم أمره، وكلما ضعفت معرفتك بالآمر تستخف بأمره، فتعظيم الأمر وعدم تعظيمه يتأتى من تعظيم الآمر أو عدم تعظيمه: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُحِلُّوا﴾. إذن الكلمة الأولى تعني كل شيء يدل على الله هو من شعائر الله، المصحف من شعائر الله، بيت الله الحرام من شعائر الله، المسجد من شعائر الله، الآذان من شعائر الله، والفضل لله لو كنت في شيء من أمور الدنيا وشرع المؤذن في الآذان أعرض عنه إلى أن ينتهي الآذان تعظيماً لهذه الشعيرة، فالآذان من شعائر الله، والصلاة من شعائر الله، الصيام من شعائر الله، الحج من شعائر الله، النطق بالشهادتين من شعائر الله، المسجد من شعائر الله، القرآن من شعائر الله، كل شيء يدل على أن هذا الإنسان مسلم هو من شعائر الله. و"لا تُحِلُوا" تأتي بمعنى لا تستهينوا، لا تستخفوا، لا تهملوا، بدليل الله عز وجل يقول: ﴿وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ﴾ الحج: 32.

لكن الذي اشتهر أن الشعائر تعني مناسك الحج، الإحرام أن تحرم، أن تخلع المخيط وأن ترتدي ثوباً غير مخيط وغير محيط، وأن تمتنع عن التطيب، أن تمتنع عن قص الشعر، أن تمتنع عن قص الأظافر، أن تأتي بيت الله الحرام، أن تطوف حول البيت، أن تسعى بين الصفا والمروة، أن تقف في عرفات، أن تقف عند المشعر الحرام، أن تجلس في منى أياماً ثلاثة، أن ترمي الجمار، هذه كلها من شعائر الله، فشعائر الله لها معنىً واسعاً؛ أن كل شيء يدل على الله هو من شعائر الله، ولها معنىً ضيقاً؛ هي مناسك الحج.

لا تستخفوا بهذه الشعائر، بل وأنت في هذه الشعائر ينبغي أن تكون لك مشاعر، فلا معنى لأداء الشعائر إن لم تكن لك فيها مشاعر، فالوقوف في عرفة هو مناجاة، والطواف حول الكعبة هناك شعور خاص بها، والسعي بين الصفا والمروة.

المصدر: موقع موسوعة النابلسي

قراءة 1737 مرة