الذكر فى الحج

قيم هذا المقال
(0 صوت)
الذكر فى الحج

نص السؤال:

ما معنى قول الله عز وجل : (فَإِذَا قَضَيْتُمْ مَنَاسِكَكُمْ فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَذِكْرِكُمْ آبَاءَكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْراً )

آحمد صبحي منصور :

يقول رب العزة جل وعلا : ( فَإِذَا قَضَيْتُمْ مَنَاسِكَكُمْ فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَذِكْرِكُمْ آبَاءَكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْراً فَمِنْ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا وَمَا لَهُ فِي الآخِرَةِ مِنْ خَلاقٍ (200) وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ (201) أُوْلَئِكَ لَهُمْ نَصِيبٌ مِمَّا كَسَبُوا وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ (202) وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ فَمَنْ تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ وَمَنْ تَأَخَّرَ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ لِمَنْ اتَّقَى وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ (203) البقرة )

إعتاد العرب الفخر بالأحساب والأنساب ، وكان من أغراض الشعر الفخر بالقبيلة وأحسابها وهجاء خصومها . كانت القبيلة هى الدولة ، والانتماء اليها مبنى على النسب ، والنسب كان للآباء . ومن هنا كان الفخر بالآباء الى درجة المبالغة ـ خصوصا فى الشعر. وكانت مناسبة الحج فرصة للتفاخر ، إذا يتوافد العرب من شتى القبائل ، وبعد قضاء مناسك الحج وانتهاء الاحرام تدور مجالس الفخر بالآباء .

ومصطلح ( الذكر ) ليس مجرد التذكر العادى او الذكر العادى ، بل هو عبادة ينبغى أن تكون تقديسا لرب العزة جل وعلا ، سواء فى شكل محدد ( الصلاة ) أو بالتسبيح والتحميد ، أو بعدم الوقوع فى المعصية اذا ( تذكر ) المؤمن ربه جل وعلا ، ويكون (ذكر الله ) جل وعلا على هامش العبادات ومصاحبا لها ، وفى كل الأحيان ما إستطاع المؤمن ، يقول جل وعلا (   وَاذْكُرْ رَبَّكَ إِذَا نَسِيتَ ) (24) الكهف ). وفريضة الحج مناسبة لذكر الله جل وعلا ، والله جل وعلا يوجز مناسك الحج فى أيام الحج بأنها (ذكر ) يقول جل وعلا : (وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ فَمَنْ تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ وَمَنْ تَأَخَّرَ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ لِمَنْ اتَّقَى وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ (203) البقرة ). وذكر الله جل وعلا فى الحج يجب ان يكون خالصا لرب العزة جل وعلا ، ويكون أيضا بعد قضاء مناسك الحج . وهنا يأتى التنبيه أن يكون ذكر الله جل وعلا بعد قضاء المناسك أكثر من الفخر بالآباء . يقول جل وعلا : ( فَإِذَا قَضَيْتُمْ مَنَاسِكَكُمْ فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَذِكْرِكُمْ آبَاءَكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْراً (

والدعام منسك هام من مناسك الحج . بعض الناس تستغرقه الدنيا ، فيدعو يطلب الثروة وحطام الدنيا ــ ناسيا الآخرة . هذا يقول عنه رب العزة : ( فَمِنْ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا وَمَا لَهُ فِي الآخِرَةِ مِنْ خَلاقٍ (200) المؤمنون يدعون أن يؤتيهم ربهم جل وعلا حسنة فى الدنيا وحسنة فى الآخرة وأن يقيهم عذاب النار ( وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ (201). والله جل وعلا يجزى كل فرد بما عمل وبما كسب ، وهو جل وعلا سريع الحساب ( أُوْلَئِكَ لَهُمْ نَصِيبٌ مِمَّا كَسَبُوا وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ (202البقرة )

قراءة 1331 مرة